القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : بَدَوِيّ الجَبَل الكل
المجموع : 2
أدموعا تريدها أم رحيقا
أدموعا تريدها أم رحيقا / لا ونعماك ما عرفت العقوقا
تتجلّى عند المغيب لعيني / ضياء عذب الحنان رفيقا
و جلاك الشروق حتّى تبيّنت / محيّاك فاحتضنت الشروقا
و تزور البروق تخبرني عنك / و لولاك ما استزرت البروقا
كلّ حسن أرى محيّاك فيه / فأطيل الإمعان و التحديقا
طرق الطيف بعد أن غاب وهنا / أنت أحلى من النعيم طروقا
مرّ في وحشتي نعيما و أنسا / و محا أدمعي رحيما شفيقا
كلّما غبت عنه و غاب عنّي / لاح في خاطري وسيما أنيقا
إن رعى صحبتي و أوردها الصفو / فقد كان بالمعالي خليقا
نم بقلبي و لو قدرت منعت ال / قلب حتّى تقرّ فيه الخفوقا
نم بقلبي و حرمة لك لن / تسمع منّي تأوّها و شهيقا
نم بعيني فقد فرشت لك الأحلام / مخضلّة الورود طريقا
نم بعيني إذا اصطفيت رؤاها / همّ عيني أن تصطفى و تروقا
زيّن الجفن دمعه لك فانهل / سلافا عذبا و مسكا فتيقا
إنّ قلبي خميلة تنبت الأحزان / وردا و نرجسا و شقيقا
لو على الصّخر نهلة من جراحي / راح مخضوضل الظلال و ريقا
همّي الهمّ لو تكشّف للنّاس / لأغرى حسنا و راع بريقا
أترع الكأس للرّبيع فغنّى / و انتشى بانه فماس رشيقا
نجمتي و الطريق تيه و ليل / و رفيقي إذا فقدت الرفيقا
إنّ بعض الأحزان يخطب بالمجد / و بعض يشرى رقيقا
من جراح الضّحى سنى أريحيّ / نضّر الكائنات حين هريقا
أنا و الهمّ كلّما أقبل الهمّ / مشوق يلقى أخاه المشوقا
أيّها الناعمان في الغفوة النشوى / أفيقا على الصّباح أفيقا
سكر الشعر من سلافي و عبّت / من دناني فجنّت الموسيقا
وحدتي عالم من السّحر و الفتنة / حلو القطاف خمرا و ريقا
و أديم يغفو ثراه على العطر / و يغريه عنبرا مسحوقا
طف بقلبي تجد به ألف دنيا / لا يلاقي الشقيق فيها الشقيقا
سكنته الشموس من كلّ أفق / و تحدّى أشتاتها أن يضيقا
حفي الفكر في عوالمها الفيح / و لم يبلغ المكان السّحيقا
كلّ أفق تضيق فيه أسيرا / سعة الأفق أن تكون طليقا
لا تلمنا إذا تركنا الميادين / سمّوا بحقّنا و وثوقا
فالأصيل العتيق يأنف شوطا / لم يشاهد فيه أصيلا عتيقا
ذلّ شوط يكون بين البراذين / فلا سابقا و لا مسبوقا
لم تحمحم تختال بالحسن و القوّة / بل حمحمت تريد العليقا
ما نزلنا عن السروج عياء / لو ركبنا لما أطاقوا اللحوقا
و لنا السبق فامسحوا غرر / الخيل بأيمانكم تشمّوا الخلوقا
أيّها الزاعمون أنّا فرقنا / صائد الليث لا يكون فروقا
كيف يرمى بالخوف من زحم / الأسد و أعيا أنيابها و الحلوقا
أنكرونا يشهد حطيم قيود / و سمت منكم رقابا و سوقا
سدّة الحكم بعد آساد خفّان / تضمّ الأحلاف شاء و نوقا
أبطر الحاقدين حلم أبي حسّان / و الحلم أن تقيل الصديقا
جحدوا فضله و لا لوم عندي / إنّ فضل الرئيس ضلّ الطريقا
إنّ نعمى الكريم دين على / الحرّ و تجزى من اللئيم عقوقا
نامت الشام فاستغلّوا كراها / موعد الهول بيننا أن تفيقا
لا أغالي بلومها فهي حسناء / تحبّ الدّلال و التلميقا
إنّ عنف العتاب يؤذي أحبّا ي / و أحلاه ما يكون رقيقا
جمرة الحقد في السرائر لولا / ذلّ أصحابها لشبّت حريقا
قد أرقدنا دمائنا فسلوه / أيّ دمع من مقلتيه أريقا
حمّلوه ما لا يطيق و كانت / بدعة تخجل العلى أن تطيقا
دعك من زحمة العواصف و اترك / للعقاب السماء و التحليقا
خلق الله للعظائم و المجد / فريقا و للصّغار فريقا
يا زعيمي عند الدّعاء ولو شئت / لناديت في الزّعيم الصّديقا
كيف تغفو ألم تر الشام في / النزع و تشهد لواءها المخنوقا
مزّق القبر فالشآم تناديك / وتبكي مكانك المرموقا
مزّق القب فالجلاء يتيم / بدّدوا إرثه و غالوا الحقوقا
ألسّري العريق هان على / الدّهر كأنّ لم يكن سريّا عريقا
من راى في السّقام سعدا رأى / الفجر وديع السّنا وسيما طليقا
يتنزّى و لا يطيق وثوبا / حسرة الشّمس لا تطيق الشروقا
سألوا يوم سبقه كيف جلّى / من سجاياه أن يكون سبوقا
راودتك الدّنيا على الحسن / و الجاه فكنت المبرّأ الصدّيقا
سألتني عنك الخمائل في الغوطة / تشتاق عطرك المرموقا
و دروب خضر عليها خطى / الشاء تعيد التغريب و التشريقا
و ظلال سكرى و فوضى من الزّهر / تحدّى جمالها التنسيقا
ما تبرّجن للعيون فغالي / الحسن يأبى الإغراء و التشويقا
ودّت الورق لو خلعن من الحزن / عليك البياض و التطويقا
تيّمت قلبك الطبيعة / بالحسن بريئا معطّرا موثوقا
كرّم الله دنهّا و الندامى / و صبوحا على الهوى و غبوقا
للنّبي ّ الإشراق من حسنها / السمح و أرضى منه الخفيّ الدقيقا
حملت قوسها فهيّأت قلبي / و ترّقبت سهمها المرشوقا
مر أرنّح عطفيك بالشّعر / من عيني و قلبي منمنما منسوقا
حضريّ الخيال إن ذكر المنبت / سمّى نجدا و سمّى العقيقا
عندي الكنز لا يضير غناه / أن يكون المنهوب و المسروقا
و كؤوس من السماء تشهّت / حور رضوان عطرها و الرّحيقا
عاب كأسي و لم يذق عطر كأسي / لا تعبها بالله حتّى تذوقا
يا صحيح الإخاء قد كشف النّاس / إخاء مموّها ممذوقا
أتمنّى اللّحاق فيك و أشكو / للقضاء التأخير و التعويقا
أترعي الكأس أدمعا و رحيقا
أترعي الكأس أدمعا و رحيقا / حقّ بعض الهموم أن لا نفيقا
سلم الجمر لي و عاش بقلبي / أريحيّ اللّهيب عذبا أنيقا
يا شآمي يا قبلة الله للدنيا / و يا راحها المصفّى العتيقا
أترع الكأس من هواك لتروى / كبدي من هواك لا لتذوقا
مزّقيها تغمرك طيبا و نورا / لا تملّي الطيوب و التمزيقا
لملم الفجر ذكرياتي دما سكبا / و مجدا غمرا و عهدا و ثيقا
لملم الفجر ذكرياتي فما لملم / إلاّ أقاحيا و شقيقا
كبريائي فوق النجوم و لولاها / لما كنت بالنجوم خليقا
جلّ شعري – أقيه الرّوح من كلّ / هوان – و الشعر كالعرض يوقى
ما شكوت العدو كبرا و لكنّي / شكوت المبرّأ الموثوقا
و أخا لي سقيته الودّ صرفا / فسقاني من ودّه الممذوقا
طبعي الحبّ و الحنان فما أعرف / للمجد غير حبّي طريقا
و كنوزي – و ليس تحرسها الجنّ / تنادي المحروم و المرزوقا
لم يضق بالعدوّ حلمي و غفراني / و أفدي بمقلتي الصديقا
لا أريد الإنسان إلاّ رحيما / باختلاف الهوى و إلاّ شفيقا
لي قبور كنزت فيها شبابي / و صبوحي على المنى و الغبوقا
يا قبور اللدات : كل شقيق / حاضن في الثرى أخاه الشقيقا
وسعت هذه القبور فؤادي / كيف تشكو – و هي في السماوات – ضيقا
كيف لا تنبت الرّياحين و الشوق / و قلبي على ثراها أريقا
مقلتي يستحمّ في دمعها الطيف / و تحنو فلا يموت غريقا
ينزل الجرح من فؤادي على الحبّ / و يلقى التدليل و التشويقا
شامة الفتح نام ( فارسك) النجد / و حقّ الوفاء أن يستفيقا
سبقته أحبابه للمنايا / فرحمت المجلّى المسبوقا
و نعم عدت ( للعقيق ) و لكن / فارق الأهل و اللدات (العقيقا )
أنا كالطّير ألف صحراء لفّته / مهيض الجناح شلوا مزيقا
مات أيكي و مات وردي فلا تعجيل / أعنى به و لا تعويقا
غربتي قد سئمت غربة روحي / و مللت التّغريب و التّشريقا
غربتي غربتي على النّأي و القرب / أراني إلى دجاها مسوقا
حدت عنها غربا و شرقا و طوّفت / فما اجتزت سهمها المرشقا
(فارس) المجد لم تزغرد / عذارى المجد إلاّ انتخى و كان و السّبوقا
و له الطّرفة المليحة تغني / عن نقاش و تسكت المنطيقا
و بيان تخاله الوشي و الأطيا / ب شتّى و اللؤلؤ النسوقا
فيه عمق البحار تزخر بالدرّ / و فيه متارف الموسيقا
و ضمير يكاد يسرف في الحسّ / فيجزي حتّى الخفيّ الدّقيقا
عالم يسكب العذوبة في العلم / فتستاف عنبرا مسحوقا
يا لنسر تقحّم الشمس حتّى / ملّ عزّ الشموس و النحليقا
حقّ عبئين من سنين و مجد / أن يكفّا من شأوه و يعوقا
يهرم النسر فالطريق عثار / ذكريات الصبا زحمن الطريقا
عبّ منها النسر الحبيس فردّته / لدنيا الشموس حرّا طليقا
غمرت قلبه حنينا و أشواقا / و يمناه لؤلؤا و عقيقا
عالم الذكريات نمنمه الخالق / حتّى يدلّل المخلوقا
هو من أريحيّة الله ماشئنا / رحيقا صفوا و مسكا فتيتا
حال بيني و بين لقياك دهر / سامني عبئه فكنت المطيقا
أنزلتني على فروق رزاياه / فحيّا عطر السماء (فروقا)
ضاق لبنان بي و كان رحيبا / و تنزّى حقدا و كان رفيقا
ما للبنان رحت أسقيه حبّي / و سقاني مرارة و عقوقا
أنا أغليته بلؤلؤ أشعاري / و طوّقت جيده تطويقا
و زرعت النّجوم في ليل لبنان / فرفّ الدّجى نديّا و ريقا
دلهتني (سمراء لبنان ) أطيابا / و قدّا مهفهفا ممشوقا
و جمالا غالى بزينته الله / و ثنّى و ثلّث التدقيقا
و عفافا ذاد الشفاه و خلىّ / للعيون السّلاف و التّحديقا
جنّ قلب الدّجى بأهدابها الوطف / فأغنى جفنا و كحلّ موقا
قد أرادوا لبنان سفحا ذليلا / و أردناه شامخا مرموقا
و حمدت الجلىّ بلبنان لمّا / كشفت لي اليقين و التلفيقا
إن عتبنا على الكنانة إدلالا / فقد يعتب الصّديق الصّديقا
و هبتنا فرعونها و وهبناها / على العسر يوسف الصدّيقا
كيف يشري العبيد كافور / بالمال و كافور كان عبدا رقيقا
أرز لبنان لن يكون لكافور / متاعا و للأرقّاء سوقا
يا قبور في الشام ربّ قبور / أنزلتها النوى مكانا سحيقا
موحشات : إلاّ عزيفا من الج / نّ يرجّ الدّجى و إلاّ نعيقا
هائمات كالنور طارت صبابا / تي إليها فما استطعن اللحوقا
غرّبتنا العلى قبورا و أحياء / و عاثت بشملنا تفريقا
و اغتراب القبور من حيل الم / وت ليخفى كنوزه و العلوقا
تسمع الرّيح حين تصغي حنينا / من فؤادي على الثرى و شهيقا
ما لقومي غال الحمام فريقا / منهم و العقوق غال فريقا
ظلم الكنز أهله فتمنّى / أن يكون المبدّد المسروقا
فارقوني معطّرين من الفتح / و خلّوا لي الأسى و الشهيقا
أظمأتني وجوههم حين غابت / فأردت الذكرى سلافا و ريقا
عهدها بالخلوق عهد قديم / ألفت غرّة المجلّى الخلوقا
يا لدات الفتوح نسقي منايانا / و يسقينا الهوى ترنيقا
بيننا صحبة الاّباء و عزّ / أمويّ يطاول العيّوقا
و كفاح كعصف ضجّ في الدّنيا / رعودا هدّارة و بروقا
و المروءات كالغرائر في الرّيف / ملاح لا تعرف التزويقا
و عقود من السنين نظمناها / سجونا و كبرياء و ضيقا
نحن كنّا الزلزال نعصف بالشرق / نرجّ الشعوب حتّى تفيقا
فابتدعنا من ألرؤى واقع الحقّ / و من غمرة الظلام البريقا
نقحم الغامض الأشمّ من المجد / و نأبى الممهّد المطروقا
نحن عطر السجون عطر المنايا / نحمل الجرح مطمئنا عميقا
نحن كالشمس جرحها وهّج الدّنيا / غروبا منوّرا و شروقا
نحن و الشام و الفتوحات و الأحزان / دنيا تزيّنت لتروقا
ما درى الشرق قبلنا سكرة الحقّ / و لا خمرها و لا الراووقا
نحن عشق للغوطتين براه الله / حتّى يؤلّه المعشوقا
نحن في الكأس نغمة نحن في الن / غمة صهباء : صفّقت تصفيقا
خمرة النّور خمرة الثأر و الإيمان / طابت بردا و طابت حريقا
يعرف الحقّ قيمة الجوهر / الفرد و يغلى جديده و العتيقا
يعذر الحرّ حين لا يخطئ العزم / و إن كان اخطأ التوفيقا
يا رئيسي من أربعين زحمناها / إباء مرّا و بأسا حنيقا
أنت نشّأتني على الصبر و العزّ / كما تلاهف الحسام الذليقا
مننتدى الشام و الوزارة ضماّنا عريقا / يفي هواه عريقا
و هموم كأنّهن الأمانيّ جم / الا و نشوة و سموقا
مترفات ترعرعت في فؤادينا / و طابت شمائلا و عروقا
يرد الخطب منك قلبا سريّا / و بيانا عفّا و وجها طليقا
من يعلّ النديّ بعدك بالشه / د المصفّى و من يسدّ الفتوقا
هدرت بالنديّ خطبتك الشمّاء / و الريق لا يبلّ الحلوقا
أنكرتك الحياة بالشيب و السق / م فهيّء للفارك التطليقا
حمل الموت من لداتك شوقا / يستحثّ الخطى و عتبا رقيقا
و كتابا من الهوى نمّوقه / فأجادوا البيان و التنميقا
و طيوفا تبرّجت لكرى جفنيك / حتّى يرضى و حتّى تليقا
غيّب القبر منك شمّاء مجد / وعرة تزحم النجوم سحوقا
يتلقّاك (هاشم) في ربى عدن / و يستقبل المشوق المشوقا
حيّ عنّي سعدا و قبّل محيّا / كالضحى باهر السنى مرموقا
و أبا أسعد سقته دموعي / و سليمان ( و النّديم ) الصّدوقا
و اسق (قدري) و (عادلا) و (جميلا) / من حنيني طيب الهوى و الرّحيقا
و اشك حزني (لمظهر) و (نجيب) / راع دهر أخاكما فأفيقا
لي حقوق على القبور الغوالي / و يوفّى قبر الكريم الحقوقا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025