والدي أشأم الركاب وأعرق
والدي أشأم الركاب وأعرق / بمزاياك وهي أذكى وأعبق
نشر بغداد عاطر من شذاها / وبها عطرت مدينة جلق
غرّب الناقلون عنها الهدايا / ولها طالب الهداية شرق
فاز منك اللاجي بأمن ومن / والمداجي فيما يحاول أخفق
خلق قد فطرت طبعاً عليها / لا كمن ضل دأبه يتخلق
بلباب الفضل اختصصت وكم من / قايل في قشوره يتشدق
قيد الناس بالذي ترتئيه / إن قول التفضيل فيك لمطلق
وباجماع أمة الفضل اضحى / لك سر من الحيا ليس يخرق
يا قبيلي ولا ارى من قبيل / لعلاكم سار على سنن الحق
جُدتم وادي الغري فأغدق / وطلعتم به نجوماً فاشرق
وهززتهم أقلامكم فنظمتم / لؤلؤاً في طروسكم يتنسق
فلو أن الزمان أصبح جيداً / لرأي أنه بكم يتطوق
أو غدا مفرقاً لكنتم عليه / يا أكاليل عزه تاج مفرق
مظهر من بواطن الجود فيهم / لجفان على الظواهر تفهق
طبق الكون جودهم وكفاهم / ان عندي يداً لذاك المطبق
قلت للشيق الذي يتصابى / للغواني وللجمال المعشق
قم فطالع جبين عمي حسين / ولآيات مصحف الفضل فاشتق
إن هذا معنى الجمال ولا عش / ق لقلب بغيره يتعلق
هو فلك النجاة لي وكفاني / إن لي خلف جريه جري زورق
أنت دربتني فجليت سبقا / إن مهراً دربته كيف يلحق
لم أكن خارجاً عن البحر خوفاً / إن تخف الأمواج فيّ فأغرق
غير أني ذكرت للخال عهداً / حين قد فك فكه وتمنطق
شاعر ظن والمظنة إثم / إن في نفسه شعور الفرزدق
واحد يملؤ الفراغ ولكن / هو ثان في العصر لابن المذلق
لو يناجي قارون لوث ازار / لسرى داؤه إليه فأملق
يا خليلي أرى ببردك نفساً / كبرت أن تداس ذلاً وتسحق
نفس حر واحسن الحسن فيها / انها من خزائن العز ترزق
عظمت همة فما العود منها / بسوى مزنة الحمية أورق
إن لبست الضيق الجديد قميصاً / طالما ضيق القميص لينشق
لا تخل إن ذا الغمام جهام / ربما خالف الجهام فاودق
فترقب رتق الغنى عنك حتى / يأذن اللَه في غناك فيفتق
طار صيت الرضا وللنجم حلق / وتعالى فقال يا حاسدي الحق
طاير الزور للحضيض هويا / لست تعلو بباطل طائر الحق
فجناح الجديد أثقل من أن / فيه وكر النسر السماوي يطرق
ولفكر الرضا معارج فضل / راح فيها لمجده يتسلق
فطنة غاضت النيازك حتى / طفقت في شرارها تتحرق
حسد البدر شعلة من ذكاها / فغدا يستسر منها ويمحق
يا جديد الاسلوب وهو حمياً / عفت من أجلها الشراب المعتق
رقصت حولها القلوب ارتياحاً / ولها الحفل في المحاشد صفق
عاطنيها يا عم أنقى وأصفى / من رحيق الطلى المصفى المصفق