أيّ جمع هذا وأيّ اتِّفاق
أيّ جمع هذا وأيّ اتِّفاق / وصحابٍ أماجد ورفاق
خالفوا داعي الشّقاق وشقُّوا / بالتئام منه عصيّ الشّقاق
كلّ فرد منهم من الفضل كنز / ليس يخشى الإِملاق في الإِنفاق
أيّ ناد نادي الأَجلّ شها / ب الدِّين بحر العلوم مفتي العراق
لو أفضيت علومه في البرايا / شمل العالمين بالإِغراق
محرقٌ حجَّة الغياد ولا بدْعة / فإنَّ الشهاب للإحراق
كاشف الغمّ إنْ توالت غموم / فارج الهمِّ عند ضيق الخناق
فإلى فضله تهادى المطايا / وإلى ربعه حنين النياق
فهو إذ ذاك ملجأ النَّاس طرًّا / وأجلّ الورى على الإِطلاق
فتأمَّل فيما حوى اليوم نادي / ه ففيه مكارم الأَخلاق
جمعوا بين شدَّة البأس في / الجدّ وفي الهزل رقَّة العشَّاق
إنَّما السَّاعة الَّتي جمعتهم / جمعت لي محاسن الآفاق
فغدتْ مثل روضة باكرتها / غاديات بالوابل المهراق
فكأَنَّ الحديث فيه مدام / حملتها إليَّ كفُّ السَّاقي
مجلس ما انطوى على غير أُنسٍ / وخلى من تحاسد ونفاق
يا له مجلس بأحمد قد أش / رق في الحُسن غاية الإِشراق
دبَّ فيه السُّرور من كلّ وجهٍ / بأديب الزَّمان عبد الباقي
وتعالى إلى المعالي عليٌّ / وبالعوالي وبالسيوف الرقاق
وعلا قدره بقدر عليٍّ / وتسامى فكان في الفخر راقي
قلَّد النَّاس أيدياً من نداه / فهي مثل الأَطواق في الأَعناق
كم شكرنا غداة يقتسم الوفد / نداه مقسّم الأَرزاق
أسعد الله السَّعيد لديهم / كلّ عذب الكلام حلو المذاق
فأراعوا هذا الزَّمان بجمع / لا أُريعوا من بعدها بالفراق