المجموع : 7
قف على أيمن الحمى كوقوفي
قف على أيمن الحمى كوقوفي / وتأمل بطرفك المطروفِ
كسفت بالظهور شمسي فما كا / نت صلاتي إلا صلاة الكسوف
ثم لما انجلت رأيت خضوعي / لي وشاهدت واصفي موصوفي
وانمحت في الوجود نقطة عيني / إنها لم تكن سوى مالوفي
شق فجري فقمت حتى أصلي / قيل لي فانتظر أذان الصروف
فسمعت الصلاة خير من النو / م ينادي بها بلالي بجوفي
هو صلَّى إليَّ لا أنا صلَّيْ / تُ إليه واذكر صلاةَ الخسوف
يا خليليَّ بالأجارع حطّا / فعسى ربة الستائر توفي
وقفا بي على معالم سلع / فالنقى فالعقيق طاب وقوفي
شمتُ من أيمن المنازل برقاً / لامعاً في وجودي المخطوف
وتغنت على أراكة كوني / ذات طوق بلحنها الموصوف
فهي طوراً كاسي وطرواً نديمي / كل مصغٍ لها من الداء عوفي
حبسوها لما استطابوا غناها / إنما الظرف طاب بالمظروف
هي محبوبتي لدي وعندي / ومعي وهي واحدي وألوفي
وهي عيني إذا بدت وهي غيري / حين تخفى فائْمَنْ بهذا المخوف
وكذاك الزجاج إن قابلته ال / شمس جاءت من لونه بصنوف
وشخوص المرآة عبرة مثلي / وظلال الأراك داني القطوف
قمر وهي في الحقيقة شمس / نوره من ضيائها مستوفي
كل شيء قلْ هالكٌ صاحِ إلا / وجهه راغماً جميع الأنوف
أصدق الشعر قلْ ألا كلُّ شيءٍ / ما خلا الله باطلٌ قولَ صوفي
وكذاك الإجماع ليس لشيء / أثر في شيء سوى المعروف
خذ بطبق الكتاب والسنة الغر / راء واتبع إجماع تلك الألوف
واقتحم معرك الحقيقة واضرب / في جيوش العدى بحد السيوف
واخرق الحجب واسحق الكون وامحق / أو تردد بين الرجا والخوف
وتحقق بالمظهرين وكن في ال / حالتين الشجاع بين الصفوف
كن فتى رقَّ فاسترقَّ المعاني / ثم صافي ذات الستور فصوفي
كنت بالأمس عند نفسي كثيفا
كنت بالأمس عند نفسي كثيفا / وأنا الآن صرت شيئاً لطيفا
خف جسمي وخفت الروح مني / فوجدت الصخر الثقيل خفيفا
وبدت هكذا العوالم عندي / كلها تالداً لها وطريفا
فاعجبوا يا عقول من وصف أمري / لطَّفتي معارفي تلطيفا
ولقد صرت واحداً وكثيراً / ولقد جئت بالجميع لفيفا
صبغة الله وهي خلق وأمر / ألفت فرقة الورى تأليفا
كالمعاني تلوح في كلمات / لعقول نوت لها تعريفا
والذي قام بالجميع بعيد / وقريب لا يقبل التكييفا
جل وجه رأيته فمحاني / نوره الحق إذ إليه أضيفا
رتب في وجوده نحن عنه / قد ظهرنا به له توصيفا
معه ما لنا وجود لأنا / قد وجدنا به إذا الجهل عيفا
وهي ذكري أئمة الحق يجرو / ن قوياً في شأوها وضعيفا
بهجة النور بعد وقت الكسوفِ
بهجة النور بعد وقت الكسوفِ / فتعجب لواصف موصوفِ
حرفوه فصححوه جهاراً / وهو صف في عين كل الصفوف
فقده وجده بعزة ذات / طبعه خارج عن المألوف
حرف لفظ وحرف رقم وحفظ / وحروف تألفت بحروف
كل من باعه به يشتريه / واحد وهو ألف ألف ألوف
أنا بالله عارفُ
أنا بالله عارفُ / ومن البحر غارفُ
بحر علم مقدس / منه تبدو المعارف
سفن كلنا به / طاف فيهن طائف
يا أماناً لكل من / منه قد خاف خائف
كن أماناً لجملتي / حيث تبدو المخاوف
وتلطف ودلني / بك إني المؤالف
لا تكلني إلى السوى / فالسوى أنت كاشف
كل من كان معرضاً / عنك فهو المخالف
أنت لا نحن كلنا / نحن ما أنت قاذف
يقذف الله قلت بال / حق وهي اللطائف
يا أخلايَ وافقوا / أمركم لا تخالفوا
واحذروا أن تغركم / بفلاها التنائف
كم نفوس تحيرت / ودهتها الكثائف
وإلى الحق ما اهتدت / وبها العقل واقف
ماء حق صفا ولا / شيء فيه يخالف
كدر كلنا به / فليزلنا المكاشف
بالصفا والوفا ولا / عنه يصرفه صارف
إنما الحق غيبنا / حارفي الوصف واصف
أعط طرفا له وللكون طرفا
أعط طرفا له وللكون طرفا / تلقَ في الكون أقحواناً وطرفا
لك عينان عين غيب تراه / وتراه الأخرى فتصرف صرفا
أنا عبد الغني لمعة برق / بعدها لمحة تلوح وتخفى
هكذا دائماً لأنيَ روح / نفخُ أمرٍ من الإله مصفى
ظاهر في كثيف جسم تجلّى / فيه روح وهو اللطيف الموفَّى
كل شيء مثلي كثيف لطيف / وإذا ما عرفت زادك لطفا
فاترك الكل عنك وانظر إليه / بالوجود الحق الذي فيك يلفى
تعرف الكل بالوجود جهاراً / فهو أعلى منهم وأجلى وأكفى
يا ابن ودي هي الحقيقة أمر / واحد صار ذلك الأمر ألفا
بظهور في كل شيء مراد / للإله الذي تحققت كشفا
ظاهرا ذاك لا يزال ولكن / شمسه قد كشفتها عنك كسفا
صحن صحناء واسع الأطرافِ
صحن صحناء واسع الأطرافِ / وهو صحن لذي التقى والعفافِ
حضرة للذي تولى عليها / وهي أبهى منازل الأشراف
من دعانا لها يجل مقاماً / فاضل الذات كامل الأوصاف
مشرفاتٌ جهاتها بسناها / خالص الود صادق الحب صافي
صدره واسع لمن جاء يسعى / لحماه من سائر الأضياف
لا يزال الكمال يقطر منه / نوره في سمائه غير خاف
وهو شهم مهذب يتسامى / كل وقت عن كل شيء منافي
وله من عناية الله باع / طال فوق الرؤوس والأكتاف
وإذا ذات كل شيء تبدت
وإذا ذات كل شيء تبدت / عنده حقق التقرب وصفَهْ
لحمى ذلك الغزال شهود / يحرسون الذي يحاول خطفَهْ
وهو إنساننا وحيوان قوم / وجنين من قبل ذاك ونطفه
صدق الشرع فاعل وهو فعل / فتأمل وللتحقق عطفه