واحِدٌ في الحِمَى فدَتهُ أُلوفُ
واحِدٌ في الحِمَى فدَتهُ أُلوفُ / هُوَ ربُّ الحِمَى ونحن ضَيوفُ
حيثما سارَ فالسُّعودُ جُنودٌ / من حَوالَيهِ والأمانُ رَديفُ
وإذا زارَ فالخريفُ ربيعٌ / وإذا غابَ فالرَّبيعُ خريفُ
وإذا جادَ مُنعِماً فَهْوَ نِيلٌ / وإذا حلَّ بُقعةً فَهْيَ ريفُ
يَجمَعُ الرَّأيَ فِكرُهُ عن يقينٍ / مِثلما تجمَعُ الكلامَ الحُروفُ
وكأنَّ الطُّروسَ منهُ جُيوشٌ / وكأنَّ السُّطورَ فيها سيوفُ
وكأنَّ الدُّنيا لديهِ غُلامٌ / قامَ في بابهِ فطابَ الوقوفُ
وكأنَّ الزَّمانَ بينَ يَديهِ / مُحرِمٌ بالبيتِ الحَرامِ يَطوفُ
راشدُ السَّعْي في المَكارمِ راعٍ / يَرتَعُ الذِّئبُ عندهُ والخَروفُ
وتكادُ الأشعارُ تَسعى إليهِ / وحدَها لو نشا لهُنَّ وَظيفُ
نِعَمٌ عِندَهُ ثِقالٌ رَواها / من ثَنائي عليهِ بحرٌ خفيفُ
تلكَ غيثٌ وذاكَ رَوضٌ لدَيها / يزدَهي زهرُهُ وتدنو القُطوفُ