أَتُراها تَظُنُّني الطَّيفَ لُطْفاً
أَتُراها تَظُنُّني الطَّيفَ لُطْفاً / فَتراني وليسَ تَرفَعُ طَرْفا
كُلّما زُرتُها تَخالُ خَيالاً / زار منّي فَتَكْسِرُ الطَّرْفَ ظَرفا
عَجِبتْ أنّني وقد نَزَفَتْني / في اكْتِئابي لَواعجُ الشّوْقِ نَزفا
أَتبدَّى للعَينِ شَخْصاً ولا أُو / جَدُ شَيئاً إنْ أَلْمسَتْنِيَ كَفّا
جَلَّ سُقْمي ودَقَّ جِسْمي نُحولاً / فهْو يَخْفَى وما بِه ليس يَخْفَى
أَيُّها النّائمونَ عن سَهَرِ الصّبْ / بِ إذا هَوَّم الخَلِيُّ وأغْفَى
ما عرفْتُ الرُّقادَ بالعَينِ طَعْماً / فَصِفوهُ أعرِفْهُ بالأُذْنِ وَصْفا
سَلَبتْنيهِ ظَبيةٌ تَركَتْني / مُقْلتاها ما عِشْتُ للوَجْدِ حِلْفا
غادَةٌ وَرْدُ خَدِّها وَسْطَ شَوْكٍ / مِن قَنا قَومِها إذا شِئْتُ قَطْفا
وهْي بَيضاءُ تُلبِسُ الوُشْحَ غُصْناً / من أَراكٍ وتُودِعُ الأُزْرَ حِقفَا
تتَجلّى شَمساً وتَنفَحُ مِسْكاً / وتَثنّى خُوطاً وتَنظُر خِشْفا
رمَتِ العَينُ جَمرةَ الخدِّ منها / بحصَى الدُّرِّ غُدوةَ البَيْنِ خَذْفا
ثُمّ سارَتْ وفي الجَوانحِ منّي / خُرَقٌ غادرَتْ فؤاديَ رَضْفا
فتَبِعْتُ الغادينَ أَخطَفُ آثا / رَ مَطاياهمُ بِخَدَّيَّ خَطْفا
فَسقَى عَهدهَا وإن نقضَتْه / خِلْفُ مُزْنٍ لم يَخْشَ راجيهِ خُلْفا
جارةٌ جاورتْ وجارَتْ ولم أُلْ / فَ قديماً أَرضَى مَع الجَوْرِ إلْفا
هي قَيسيّةٌ ونحن يَمانو / نَ ولا غَرْو أن نَبِرَّ ونُجْفَى
أَشبهَتْ عَيْنَها سُيوفَ رجالٍ / في الوغَى يومَ تَنسِفُ الهامَ نَسْفا
وهْي منّي تَقتَصُّ عن قَتْلِ قَومي / قَومَها إن رنَتْ قِصاصاً مُوفَّى
رُبَّ حَيٍّ عِداً قَرعْنا قَناهمْ / بقَنانا والشّرُّ أنْفى
وصُدورُ الرِّماحِ أعيَتْ قَديماً / كُلَّ مَن سامَنا منَ النّاسِ خَسفا
تُصبِحُ الحادثاتُ مَوتورةً مِنْ / نا فما تَستَطيعُ أن تَتَشفّى
وإذا رَنّقت خَلائقَ قَومٍ / ظَلَّ أخلاقُنا بها تَتَصَفّى
يُحمَدُ العاجزونَ في نُوَبِ الدَّهْ / رِ إذا ما عصَفْنَ بالناسِ عَصْفا
ويَزيدُ النّارَ القَويّةَ وَقْداً / كُلُّ رِيحٍ بها الضّعيفةُ تُطْفا
فأقِيما بها الهَواديَ وَسْطَ الْ / بِيدِ حتّى تُصَفَّ للسّيْرِ صَفّا
ودَعاها تَطْوِي وتَنْشُرُ وَخْداً / من مُتونِ الفَلا العريضةِ صُحْفا
سَطْرُ عِيسٍ إلى بَياضِ فَلاةٍ / نقلَتْه الحُداةُ حَرْفاً فحَرْفا
ناحلاتِ الأشباحِ مثْلِ المَداري / وهْي تَفْلي شَعْراً من اللّيْلِ وَحْفا
قطَعتْ عَرْضَ كلِّ خَرْقٍ مَخوفٍ / يَملأ المِسْمَعَيْنِ شَدْواً وعَزْفا
قادحاتِ الحصَى كأنّ خُطاها / تَقذِفُ الجَوَّ منه بالشُّهْبِ قَذْفا
مُسرِعاتٍ حتّى تَخالَ فُوَيْقَ ال / أرضِ منها طَيْراً يَمُرُّ مُسِفّا
يَحلِفُ المَرءُ إنّها لا تَمَسُّ ال / أرضَ من فَرْطِ خِفّةِ الوَطْءِ خُفّا
فاستقَلّتْ وللحُداةِ ارْتِجازٌ / خَلْفَها وهْي تَخْطِفُ الخَطْوَ خَطْفا
برِجالٍ على الرِّحالِ نَشاوَى / للسُّرى تُلزِمُ القُتودَ الأكُفّا
فِتْيةٍ من بني الرّجاءِ كرامٍ / قَصدوا من مُؤيِّدِ الدِّينِ كهْفا
فطِلابُ العُلا لدى ابْنِ عَليٍّ / لِعليلِ الآمالِ يا صاحِ أَشْفى
مَلِكٌ يَقْتَفي الكرامَ ويَغْدو / عنْدَه الوفْدُ بالكَرامةِ يُقْفَى
أَلجَمَ الدَّهْرُ بالثُّريّا لنا اللّيْ / لَ إليه حتّى امتطَيْناهُ طِرْفا
قلتُ للرَّكْبِ يَخْبِطونَ اعْتِسافاً / حينَ خافوا للدَّهْرِ خَبْطاً وعَسْفا
اِصْرِفُوا أوجُهَ المَطيِّ إليه / ثُمّ لا تَحذَروا من الدَّهْرِ صَرْفا
واجْعَلوا عندهُ الأزمّةَ عُقْلاً / واغْرِفوا كيف شِئْتُمُ البحرَ غَرْفا
عندهُ عِلّةُ المَسائل والسّا / ئلِ بالفَضْلِ والَتفضُّلِ تُشْفى
مَعْلَمُ العِلْمِ عادَ منه جَديداً / بَعدما كانَ رَسْمُه قد تَعفَّى
يَجْتلي السَّمْعُ منه أبكارَ أَفْرا / دٍ إذا شاءَ زَفَّها لك زَفّا
وإذا ما انْتَضَى له الفِكْرُ رأْياً / خِلْتَه رافعاً عنِ الغَيْبِ سِجْفا
ذو بيانٍ يَحكي الكواكبَ زُهْراً / وبنانٍ تَحكي السّحائبَ وُطْفا
عَمَّ إنعامُه وتَكْفي جَليلَ الْ / خَطْبِ أقلامُه وإنْ كُنَّ عُجْفا
كُلَّما نَمّقَتْ بيُمْناهُ سَطْراً / زادَتِ المُلْكَ قُوّةً وهْي ضَعْفَى
ولها دَمعةٌ تُميتُ وتُحيي / وهْي في الطِّرسِ رَطبةٌ لم تَجَفّا
وكأنّ الكتابَ سِلْكٌ عليه / دُرَرُ النُّطْقِ منه تُرصَفُ رَصْفا
كَلِماتٌ خُلِقْنَ منه على الأع / داء سَيْفاً عَضْباً وللمُلْكِ زَغْفا
كلّما أَطمَع المُعاديَ فَتْحٌ / عكَستْه عليه فارتَدَّ حَتْفا
يا صَفيّاً لدَولةِ المَلِكِ الأعْ / ظَمِ أصفَى له الوَلاءَ وأَضْفى
وصَدوقاً يُري الأمورَ بعَيْنَي / هِ مَليكَ الدُّنيا إذا شاءَ كشْفا
فَتراهُ للمُلْكِ وهْو كَلوءُ الدْ / دَهْرِ يَرعاهُ ناظِراً مُستَشِفّا
ويَعُمُّ الدُّنيا بإشْراِقه مِنْ / ه سَناً بالبلادِ والنّاسِ حَفّا
أَشرَقتْ ثُمّ أشرَقَتْ فعلَيْها / لا نُجودٌ ولا تَهائمُ تَخْفَى
فِعْلَ نَدْبٍ وافى السّياسةِ طَبٍّ / مازجٍ للأنامِ لُطْفاً وعُنْفا
وقديمِ العلاءِ مِن بَيْتِ مَجْدٍ / لم يَجِدْ فيه مُنشِدُ الدَّهْرِ زَحْفا
رُبَّ عُرْفٍ ما زالَ يَحمِلُ عنه الرْ / ركْبُ ذِكْراً كأنّه المِسْكُ عَرفا
عَوَّد البَسْطَ كَفّهُ طاعةَ الجُو / دِ فلم يَستَطعْ لها العَذْلُ كَفّا
خَلَفٌ عَدّهُ الزّمانُ نَجيبياً / من بَنيهِ وغَيْرَه عَدَّ خَلْفا
ففَداهُ مِن الرَّدى كُلُّ نِكْسٍ / يَدَّعي نِسبةَ العُلا وهْو يُنفَى
وضَع النَّقْصُ منه فازْدادَ كِبْراً / ويَزيدُ التّصغيرُ في الاِسْمِ حَرْفا
يا حَسوداً قد عَيَّ بالمجدِ حِمْلاً / أَلْقِ عِبءَ العَلاء وانْجُ مُخفِّا
وصريعاً للخطْبِ بالبُعْدِ منه / عنْده اسْتَكْفِ حادثَ الدَّهرِ تُكْفَا
خلَقَ اللهُ من حُسَيْنٍ أخي الإح / سانِ شَخْصاً على المكارمِ وَقْفا
جِئْتُه وافداً فأَغْنَى ومُشْتا / قاً فأَدنَى وزائراً فتَحفَّى
وبدا لي فقُلتُ لم أَرَ كاليو / مِ هُماماً أقَلَّ كُفْؤاً وأَكْفَى
آخِرٌ يَفضُل الأوائلَ مَعنىً / مثْلما يَفضُلُ الرَّويُّ الرِّدْفا
فهْو أَوفَى الأنامِ عِرْفانَ ذي فَضْ / لٍ وأَوْفاهُمُ لذي الفَضْلِ عُرْفا
صاغَ بِرّاً وصُغْتُ شُكْراً ولكنْ / ظَلَّ قَولي لفِعْلِه يَتَقَفّى
فيَصوغُ العَلياءَ للجِيدِ طَوْقاً / وأَصوغُ الثّناءَ للأُذْنِ شِنْفا
أَيُّهذا الّذي كَبِرْتَ عنِ الوَصْ / فِ فعَطْفاً على الأصاغِرِ عَطْفاً
ما لِمَدْحي لدَيْكَ قَدْرٌ ولكنْ / كرَمُ الطّبْعِ هَزَّ لي منك عِطْفا
وعُهودٌ قَدُمْنَ لي في مُوالا / تِكَ يَعطِفْنَ لي فؤادَكَ عَطْفا
وودادٌ من دَمعةِ الماءِ أضحَتْ / وهْي حَيْرَى في مُقْلةِ الغَيمِ أَصْفى
كم بأبوابِكَ الرَّفيعةِ يُلْفَى / طالِبُ الجاهِ والنّوالِ ويُكْفَى
من عُفاةٍ لهمْ عَطاؤكَ يُجْنَى / وعُتاةٍ عنهمْ بحِلْمِكَ يُعْفَى
لا خلَتْ منك دَولةٌ زادَها اللّ / هُ جَمالاً مذْ عُدْتَ للضِّعْفِ ضِعْفا
مُسبَغاً ظِلُّكَ الظّليلَ عليها / وعلَينا ما حَنّتِ النِّيبُ مُضْفَى
وإذا ما خلَعْتَ ألْفاً منَ الأع / وامِ في العِزّ عُدْتَ تَلبَسُ ألفا