المجموع : 3
مَلَكتنا الخصورُ والأردافُ
مَلَكتنا الخصورُ والأردافُ / وسَبَتنا القدودُ والأعطافُ
حيَّرتنا تلك العيونُ الكحيلا / تُ ومن تحتها فنونٌ لطافُ
فَتَنَتنا إذ في العيون فتورٌ / أسكرتنا إذ في الخدود سلافُ
قويت فتنة المِلاح على الدِّي / ن فما تصنع القلوب الضِّعافُ
يا مريضاً قد أمرَضَ ال
يا مريضاً قد أمرَضَ ال / حُسنَ والظَّرفَ والوفا
لم يكن تركي العيا / دَةَ هجراً ولا جفا
لم أُطِق أن أراك يا / أحسنَ الناسِ مُدنَفا
كيف ألقاكَ بعد ما / كان قلبي تخوَّفا
طال خوفي عليك فال / حمد لِلّهِ إذ كفى
ما على البدر سيِّدي / من كسوفٍ تَطوَّفا
وبودّي لو اَنَّ في / حتف روحي لك الشِّفا
لا تخف من تَغَيُّرٍ / ليس بالحسن من خفا
أنا أفديكَ من مَلُولٍ أَلُوفٍ
أنا أفديكَ من مَلُولٍ أَلُوفٍ / راضَني بالأمان والتخويفِ
تتجنّى فنحن في كل بؤسٍ / ثم ترضى فنحن في كلِّ ريفِ
أنت تجني عَلَيَّ طوراً وطوراً / ليَ بين الترفيه والتعنيفِ
حار حكمي في حكمك الجائر العد / ل وفي خلقك الجليل اللطيفِ
أنت عند التجريد ضوءٌ ولكن / أنت عند اللباس كالمنجُوفِ
ليس عن خيرةٍ وصفتُكَ لكن / حركاتٌ دلَّت على الموصوفِ
حركات شواهد عن غيوبٍ / فالمُغَطّى فيهنَّ كالمكشوفِ
تتهادى فالموج صوت نذير / وتثنَّى فالميل مَيلُ قَصِيفِ
أنت بالخصر والمؤزَّر تحكي / مَضَّةَ الشوق بالفؤاد الضعيفِ
فلتوفير ذا ودقَّة هذا / أنت في حالتَي ثقيلٍ خفيفِ
لك وجه كالبدر لكن بريءٌ / من محاقٍ أو غَيبَةٍ أو كسوفِ
وفم مثل خاتم الحسن يُزهى / بابتسام عذبٍ ونطقٍ ظَريفِ
جُمِعَت فيك لذَّةُ العيش لكن / حال مِن دونها سلاح الحتوفِ
لحظاتٌ قَواصِدٌ كسِهامٍ / من جفون قواطع كالسيوفِ