مرحباً بالمتوج الغِطريفِ
مرحباً بالمتوج الغِطريفِ / حاملاً للعراق بُشرى جَنيفِ
ناهضاً بالثقيلِ من عِبء هذا / الوطن النَكدِ عابِئاً بالخفيف
رجلُ الأمَّة التي أنجبت ألفَ / شريف من بيت هذا الشريف
واخو الوقفة الرهيبةِ والخطبة / تدوي في المحِفِلِ المرصوف
بلطيفٍ من التعابير يجري / في مَدَبٍّ من الكلام لطيف
لغة الضاد في فم الملِك الفذِّ / تباهي بحسنِها الموصوف
واذا ما تفاضلوا فَضَلَ الجمعَ / بانقى مخارجٍ للحروف
وربيط الجَنانِ والميتهُ الحمراءُ / ترمي بها اكفُّ الحتُوف
ينقل الخطوَ فوقَ شِلوِ صديقٍ / او على مُخ صاحبٍ مقذوف
عالماً أنَّ خيرَ ما ركب المرءُ / إلى غاية متونَ السيوف
وطريقٍ مشى بها في سبيلِ العُرْبِ / بالشوكِ والأذى مَحفوف
داخلاً في مآزق ليس يخلو المرءُ / في مثلها من التّعنيف
بهرَ الساسةَ الدهاةَ حصيفٌ / ذائع الصيتِ بين كلِّ حصيف
لامعٌ في صفوفهمْ تقع العَينُ / عليه من دونِ مِن في الصفوف
لَمسوا منه في التصافُحِ كفاً / لم يَرَوا مثلَ وقعِها في الكفوف
خَبَّرتْ فوقَها خطوطُ السُلامياتِ / عن أيَّ ماهرٍ عِريّف
عن لطيفٍ في ساعَتيه مَهيبٍ / وأديبٍ في موقفَيه ظريف
وجَموعٍ للحالتين نسيمٍٍ / في ظروفٍ وعاصفٍ في ظُروف
وأرتْهم ملامحَ العَرب الماضينَ / سِيما هذا الطُوالِ النحيف
وجنةٌ تَنطف السرورَ عليها / مسحةُ الهادئ الغيورِ الأسيف
وجبينٌ كغُرّةً البدرَ فيه / أثرٌ للهمومِ مثلُ الكُسوف
لو اطاقَتْ فيه الغضونُ لقصَّتْ / عن عراكٍ مع الليالي عنيف
فهُمُ واثقونَ كلَّ وثوقٍ / أنهم واجدونَ خيرَ حَليف
لم يعُقْهُ أمرُ العراق وبُغيا / ثمرٍ للنهوض داني القُطوف
والرزايا تعِنُّ بين تليد / مُعجزٍ حلُّه وبينَ طَريف
عن أماني سورّيةٍ وقلوبٍ / من بنيها ترفُّ أيَّ رَفيف
إن في عيبة الملوك عهوداً / هو في رعيهنَّ جدُّ عفيف
عَبقاتٍ بذكر فيصلَ أيامَ / دمَشقٍ وعهدِه المعروف
ويكاد اللبيبُ يلمُسُ حباتِ / قلوبٍ على نِقاط الحُروف
لا تلُمْ سُوريا اذا بكت العهدَ / بجَفن المولَّهِ الملهوف
إنها ذكرياتُ أمٍّ رؤوفٍ / فَجعوها بواحدٍ مخطوف
مُتعَب الذهنِ بالسياسة لا ينُسيه / أثقالَها جِمالُ المصيف
عكفتْ أنفسٌ هناك على الأفراحِ / والأنسِ بين خَمرٍ وهيف
تاركاتٍ عبءَ البلادِ ثقيلاً / لغَيور على البلاد عَطوف
من دُعاة المألوفِ ما دام فيه / مظهرٌ لائقٌ بشَعبٍ أنوف
فإذا كانَ حِطةً وجموداً / فالعدوُّ اللدودُ للمألوف
وهو بين ذين لا بِعَنودٍ / في الذي يَبتغي ولا بعَسوف
حافِظٌ حُرمةَ الأنوف فإن هيجَ / تَوَلَّتْ يداهُ رغمَ الأنوف
لا برِخوِ اليدَين في نهزه الفُرصةَ / إنْ ساعَدَتْ ولا المكتوف
آخِذٌ بالذي يعِنُّ من الأمرِ / ويخشى مَغَبَّةَ التسويف
يتركُ العُنفَ ما استطاعَ قديرٌ / أنْ يَروضَ النفوس بالتَلطيف
لا أُحابيكَ سيدي وأُراني / لستُ في حاجةٍ إلى التعريف
أنتَ قَبْلَ الجميعِ تَعرِفُ أني / في شعوري أجري على المكشوف
سيدي ليس يُنكِرُ الشعبُ ما قمتَ / بهِ نحوهُ من المعروف
والمساعي التي تَجَشَّمْتَ فيها / ألفَ هولٍ وألْفَ أمرٍ مُخيف
إن ما بين حالَتَيْهِ لَفَرقاً / مثلَ ما بين مشِيةٍ وَوُقوف
وهو يَجزيْك بالجميلِ من الفِعْلِ / جميلاً من الثناء المنيف
قدرت سَعيَك البلادُ فجاءتكَ / أُلوفاً متلُوَّة بألوف
ولأمرٍ يَدوي الفضاءُ هُتافاً / من مُحييَّك فوقَ كلِّ رَصيف
حيث غصَّت بفُرجة الناسِ بغدادُ / وغصَّت بيوتُها بالضيوف
وتبارَى الوفودُ من كل فَجٍّ / كلُّ فرد مُشفَّعٌ برديف
حاملاتٍ اليك تسليمةَ الأهلينَ / من كلّ قريةٍ أو ريف
غيرَ أنَّ البلادَ مازال فيها / أثَرٌ للشَّقاءِ غيرُ طفيف
زُمْرَةٌ ضِدُّ زمرةٍ ولفيفٌ / تَعِبُ النفسِ في انتقاصِ لفيف
وقويٌ باسم الضعافِ مجيلٌ / ظُفْرَهُ في محزِّ ألفِ ضعيف
وأكفٍ شَتَّى تدبّرُ شتّى / لُعبَةٍ من وراءِ شَتَّى سُجوف
ولأنْتَ القديرُ بالرغم مما / عِشْتَ من جَمْعِنا على التأليف
ليس هذا المريضُ أوّلَ من عُولِجَ / من دائِهِ العُضالِ فَعُوفي