بلوى الرقمتين من أم أوفي
بلوى الرقمتين من أم أوفي / طلل بان أهله فتعفى
غيرته الأعصار يوماً وليلا / وشمالاً يعصفن بالربع عصفا
ومحاه مسرى الرياح حنوبا / واهطال السماء سحا ووكفا
وثلاث لم يبلها صوب قطر / لا ولا كابدت من البين صرفا
قربت بينها ولائد بكرٌ / وارتضتها مواقد الحي إلفا
بين تؤيين خلت ظمياء ألقت / من حلي لها سواراً ووقفا
قال لي صاحبي وقد أخضل الدم / ع ردائي ومزنة الشوق وطفا
طارحا بالطلول عبء دموع / أثقلت ناظري عسى أن يخفا
أو تبكيك باللوى عرصات / دارسات الطلول من أم أوفى
صاح دعني في أربع نعمتني / بلعوب لطفيفة الخصر هيفا
كان عهدي بها قريبة عهد / لم ترعني في موعد الوصل خلفا
تتمشى مدلة بين بيتي / جارتيها ممكورة تتكفا
بقضيب يهزه اللين قدا / وكثيب يرجه الثقل ردفا
هي روض الجمال يرتادها الطر / ف اختلاساً وتمنع الكف قطفا
مبسماً واضحاً ووجهاً أغرا / وحشا مخطفاً وزنداً ألفا
وثنايا كأنهن لئالٍ / نسقتها نساقة الغيد رصفا
هي أحلى من الرحيق إذا ما / خلطوها بالزنجبيل المصفى
وجفوناً أودى بها السقم حتى / كدن يحكينني سقاماً وضعفا
فتنت نرجس البطاح إذا ما / نبهته الصبا وقد كان أغفى
ريشت نبلها وريشت نبلي / فمضى لحظها وأرعشت كفا
وارتمينا فكنت أكذب مرمى / وانثنينا فكنت أصدق حتفا
هز منها الصبا قضيبي أراك / للتصابي ولفنا الشوق لفا
إن تعشقتها هوى لعمري / أنا ممن إذا تعشق عفا
أدعي حبها لينصل مني / رب مبدٍ أبدى هواه ليخفى
أهلها قربوا الجمال وخطوا / حجبها للنوى حجلاً وسجفا
فتبدت من القطيفة شمساً / واستقلت على الرحالة خشفا
فبعيني ظعائناً جزن بالرم / ل وراء الهضاب يحدون عنفا
أيها الراكب التي أنتجوها / من ظليم أصاب وجناء حرفا
فهي خلق ما بين ذاك وهذا / أعلمت للسرى جناحاً وخفا
عج إذا جزت أرض بدرة واقصد / شعب جصان جادها الغيث وكفا
واخلع النعل في مقدس واد / لو أتاه المشوق يوماً تحفى
واقرأن السلام عني خليلا / قد قرأنا هواه حرفاً فحرنا
علوياً حاز المعالي لا بل / زانها مبسماً وجيداً وطرفا
يا أبا الفضل كنية قد أبانت / لك فضلاً فأصبحت لك وصفا
وعميد الوغى إذا هيج يوماً / وحليف الإبا إذا سيم خسفا
رف شوقاً إلى لقاك فؤادي / عمرك اللَه هل فؤادك رفا
لم يزل بي إلى لقائك لوح / ولو أني أفنيت دجلة رشفا
إن تسلني كيف استمرت حياتي / فبطي الكتاب جاءتك لفا
أم تراك الغداة تذكر عهداً / قد تقضى ومعهداً قد تعفى
أزعجتنا النوى وكنا جيمعا / بربي الكرخ في نعيم وزلفى
في مشيد من القصور منيف / أوطأته حمراء دجلة كتفا
فسما تحسب البسيطة رامت / إن تشم السما فمدته أنفا
شامخ الركن والأزاهير تزهو / جهتي أرضه أماما وخلفا
تحت وردية إذا ضربها / رفعت تشتكي إلى اللَه طرفا
هي في طرحها سدى وإذا ما / ضربت جللت على الجو سقفا
ضربوها وهل تحد فتاة / ما رمى عرضها الكواشح قذفا
زانها الفرس بالتصاوير حتى / مثلت إلى الظباء صنفا فصنفا
ورواها البديع نوعين منه / دون كل الفنون نشراً ولفا
فانتظمنا عقداًوواسطة العق / د أغر قد راق طبعاً وشفا
ذاك من علم الهيام فؤادي / وسقاني مدامة الحب صرفا
ذاك معنى الثنا بكل لسان / ملأ الدهر من مزاياه صحفا
ذاك خلي محمد الحسن الأخ / لاق والخلق أحسن الخلق وصفا
لم نفه باسمه المطيب إلا / وفضحنا أرواح دارين عرفا
فعليك السلام منه ومني / ما تغنى الحمام يشتاق إلفا