يا مليكاً به الملوك أطافوا
يا مليكاً به الملوك أطافوا / بُت معافاً تحفّك الألطافُ
للمنى أينَ ما أقمتَ مقامٌ / وله أينَ ما انصرفتَ انصرافُ
غير بدعٍ بأن تُخافَ وتُرجى / سيِّدُ القومِ يُرتجى ويُخافُ
أيُّ أرضٍ حللتها فهي روضٌ / لأُنوف الملوك فيه استيافُ
يا نقيب الأشراف وهو نداءٌ / لك تعلو بذكره الأشرافُ
نفحتْ منهم بنشرٍ ولكن / من غوالي فخاركَ الأعطافُ
بك طابوا ويكسبُ الماء طيباً / حين يغدو للورد وهو مضافُ
افرش الله أخمصيكَ خدوداً / من عداً عنك قد زواها انحرافُ
ضلَّ مَن فيك قاسها حيث منها / لم تنلْ كعب رجلكَ الأكتافُ
فطأ اليوم أينما شئتَ فخراً / رغمتْ تحتَ نعلكَ الآنافُ
لكَ وجهٌ لو باهلَ الشمس يوماً / لعرا وجهها المنيرَ انكسافُ
شفَّ توديعك الورى حين قالوا / مزمعٌ جوهر العُلى الشفافُ
ودَّعتْ منكَ منصفاً فهي تدعو / سرْ على اليُمنِ أنت والإِنصافُ
لا تسلْ عن قلوبنا فلعمري / كلّها في غدٍ إليك لهافُ
كلَّما جدَّ في ركابكَ سيرٌ / جدَّ للاشتياقِ فيها اعتسافُ
بوركتْ نيةٌ دعتكَ لبيتٍ / لعلاه آباك قدماً أنافوا
ستؤدِّي فرضَ الطواف وتأتي / لحمًى فيه للسرورِ مطافُ
ثمَّ أُهدي إليكَ تحفةَ بشرٍ / ما حوتْ مثلَ درِّها الأصدافُ
في تهانٍ لها إليك اختلافٌ / وسعودٍ لها عليكَ ائتلافُ
كرياض الربيع تونق زهراً / راق للناظرين منها اقتطافُ