المجموع : 6
نحن عن شمس أمره كالشعاعِ
نحن عن شمس أمره كالشعاعِ / بافتراق في سرعة واجتماعِ
يتجلى بنا فنعرف منه / ما عرفنا منا بغير نزاع
وهو في أكمل الدنو إلينا / وهو عنا في غاية الإرتفاع
قربنا منه كلما كان شبراً / كان قرب منه لنا كذراع
ثم قرب الذراع إن كان منا / فلنا منه كان قرب الباع
هكذا أخبر المبلغ عنه / بانكشاف من وحيه واطِّلاع
يا بني قومنا السراة إليه / بنفوس إلى لقاه جياع
وعيون إذا الظلام أتاها / شخصت نحو برقه اللماع
ههنا مغرم به قذفته / عنه أشواقه لخير بقاع
بقعة النفس فهو دار حبيب ال / قلب مفروشة بحسن الطباع
فرأى الباب مقفلاً فأتاه ال / فتح منه بالذلِّ والإتضاع
ومشى عنه فيه يقصد ذاتاً / هي ملء العيون والأسماع
فتعالت عليه حتى تدانى / سامعاً من جهاتها صوت داع
وبها خاض دونها بحر نور / ما له ساحلٌ بغير شراع
وسطا سطوة الشجاع وهل يق / تحم المعركات غير الشجاع
ثم أضحى من بعد ذاك وهذا / مثل ما كان أسر أمر مطاع
فهو ما تطلبونه وهو أيضاً / ما تركتم له حذار خداع
عظم الأمر ثم زا التباساً / عند من لم يكن عن الحق واعي
فانقلوا قصة المحبة عني / يا نداماي وافهموا أوضاعي
هو هذا الذي ترون ولكن / نملنا فيه عندكم كالسباع
قد تبدّى فأين أهل الترائي / وتغنّى فأين أهل السماع
صبغة الله بالوجود أجادت / صنعة الإبتداع والإختراع
هوْ شراب وما سواه سراب / شربه للشفا من الأوجاع
خَصَّ قوماً به وباعد قوماً / ليس يوم اللقا كيوم الوداع
نشأة الروح بالغروب الطلوعِ
نشأة الروح بالغروب الطلوعِ / مثل برق على الطلوع لموعِ
صادر عن توجه الأمر فيه / أمر حق منجَّزٍ مقطوعِ
وبه جسم كل حي وميت / دائماً في تكوُّنٍ مطبوعِ
وتأمل هنا أنابيب ماء / جاريات أو التهاب الشموعِ
وردة كالدهان ذات بطون / وظهور مع الأصول الفروع
قائم كل ذا بأسماء ذات / تتعالى عن مدركات الجموع
ذات حق ما ثم في الكون إلا / هي والكون بالتجدد روعي
هي ذاتٌ لها صفاتٌ وأفعا / ل ولا غير عند أهل الخشوع
فلهذا نقول نحن بأنا / هي أي عين فعلها المجموع
لا بأنا أيْ ذاتها إذ جنونٌ / عينُ هذا المقال للمخدوع
وإذا كان فعلها مثل برق / لامع في صدورها والرجوع
ما له في العيان قط وقوفٌ / صح أنا هي استمع مسموعي
ولهذا حقيقتي همت فيها / قال شيخي وما رآها ولوعي
فأنا كالمجاز عنها وقالوا / صح نفي المجاز عند الخضوع
ما اصطكاك الأجرام عند السماعِ
ما اصطكاك الأجرام عند السماعِ / عبث فليعي كلامي واعي
ولهذا قال الإله تعيها / إذنٌ قد وعت بقصد انتفاع
رنة بعد رنة بعد أخرى / صور تنجلي على الأسماع
يدرك الغافل الظواهر منها / والفهيم الذي له طول باع
وله الإعتبار في كل شيء / قرب شبر له وقرب ذراع
سامع كله بروح شريف / لا بإذنٍ للنفس ذات النزاع
يترقى به المريد علوماً / من دعاوى الهوى وحكم الطباع
قد أفادته طاعة الله هذا / بكمال اقتدا وحسن اتِّباع
مقتف أثر سنة وكتاب / فعل أسلافه أولى الإجماع
هذه حالنا وحال شيوخ / قد دعانا منهم على الغيب داعي
إن شمسي من طاقتي في طلوعِ
إن شمسي من طاقتي في طلوعِ / كل وقت قد أعدمت مجموعي
وهي أيضا من كل طاقة عبد / تتجلي كمثل برق لموع
قف بنا ساعة رويدك يا من / هو بي سائر بغير رجوع
وتعطف على ذواتٍ سكارى / بك ما بين يقظة وهجوع
يترجّون نظرة تحتويهم / بكمال السجود بعد الركوع
ثم سقهم إلى حماك قبولا / واسقهم منك رائق الينبوع
يا حبيب القلوب أشكوك مني / شغفاً في فؤاديَ الموجوع
أعطشتنا الأغيار فاصبغ دجاها / بشعاع من نور تلك الشموع
إننا عصبة أتيناك أسرى / وجهِك الحقِّ بالجوى والولوع
نقتفي أثْرَ من مضى فعسى أن / يهتدي بالأصول قلب الفروع
يا ابنة الحي إنني لك جارٌ / وربوعي بقرب تلك الربوع
رحمة لا أقلَّ من نظرات / تمنحينا من الجمال المنوع
إنني ههنا طريح ديار / قفرة في مذلة وخضوع
كلما قلت لي دنا وصل ليلى / كان هذا دنو طيف هجوع
حرف عين العمى إلى النور داعي
حرف عين العمى إلى النور داعي / وله صولة بأمر مطاع
هو هذا به وما هو هذا / قاطع للرجا وللأطماع
ها بلا ها وها هو الشان دان / وبعيد في عالم الإختراع
عاين الكل منه ما عاينوه / وهو في غاية من الإرتفاع
بانحراف الشئون عنه تبدى / فهو يتلى بألسن الأسماع
نفحة في رياض أوج التجلي / ما وعاه سواه في الغيب واعي
إن شمسي من طاقتي في طلوعِ
إن شمسي من طاقتي في طلوعِ / كل وقت قد أعدمت مجموعي
وهي أيضاً من كل طاقة شيءٍ / تتجلى به كبرق لموع
كل شيء فانٍ بها وهي حقٌّ / ظاهر لا سواه في المسموع
يا ابن قومي أهل الفهوم ويا من / يتوخى شروعه كشروعي
خذ كلامي وحقق القول منه / لا تكن أنت عنه بالمخدوع
لم يزل آدم وآدم مخلو / ق على صورة الإله خضوعي
صورة الله كل أوصافه مع / كل أسمائه على المشروع
وهي وهو الإله فرد حقيقيْ / ليس فيه تعدد للجموع
وعليه قد كان آدم ستراً / حاجباً في أصوله والفروع
فاعرف الستر وهو أنت وحاذر / ما ورا عين سترك الممنوع