المجموع : 7
هل ليالِيَّ بالمُنَقَّى رجوعُ
هل ليالِيَّ بالمُنَقَّى رجوعُ / مثلما كنّ لِي ونحن جميعُ
زَمنٌ راعني تذكّرُهُ الثّا / وي وإن كان ماضياً لا يَريعُ
كم إليه لذاكريه حنينٌ / وعليه لناظريه دموعُ
ونزاعٌ ما إنْ يُخاف وإن أك / ثَرَ عذّالَه إليه النُّزوعُ
حبّذا ظلُّه ونحن ومَن نَهْ / وى فريقانِ حافظٌ ومُضيعُ
إِذ قَناتي مُمتدّةٌ وَشفيعي / مِن شبابي إلى الحسانِ شفيعُ
ساحباً بالبقيع من نَشَواتي / فضلَ ثوبِي إذ البقيعُ بقيعُ
وطنٌ طاب جوّه وثراه / فكأنّ المصيفَ فيه ربيعُ
حيث لا تهتدي الخطوب ولا يخ / فِقُ مِن ريبَةِ الحوادث رُوعُ
لا أُريد الصّديقَ في مشهَدَيْ عَيْ / نِي كليلٌ وفي المغيب قَطوعُ
حَسَنٌ منه ما بدا وقبيحٌ / كلُّ شيءٍ تُجِنُّ منه الضّلوعُ
وإذا عنّ منظرٌ رائقٌ من / ه لعينيك فالسّرابُ اللَّموعُ
كلَّ يومٍ له عَوارٌ تغطّي / ه عليه وجانبٌ مرقوعُ
وإذا ما نَكِرْتُ أرضاً فإِنِّي / لاِرتِحالٍ عن أهلها مستطيعُ
بخليلٍ جفا عليَّ خليلٌ / وَربوعٍ نَبَتْ برَحلِي ربوعُ
وقَرا كلِّ جَسْرَةٍ تحمل الهم / مَ فَتَنجو وما علاها القطيعُ
تَصِلُ الوَخْدَ بِالوَجيفِ وسِيّا / ن هجيرٌ في سيرها وهزيعُ
يَحسبُ الجاهلُ المضلّلُ أنِّي / إنْ غلا بي البعادُ سوف أضيعُ
بَعدَ أَنْ سارتِ الرّكاب بذكرٍ / من فَخاري يُذيعه مَن يُذيعُ
أَرَجٌ لا يضيعُ بين رِجالٍ / حاولوا طَيَّهُ ولكنْ يضوعُ
وَاللّيالي يَعلمن أنّ صنيعي / ساطعٌ في سوادهنّ صَديعُ
وَلَقد أعضَلَ اِمرءاً جحد البَدْ / رَ أوِ الشّمسَ مشرقٌ وطُلوعُ
سائل العاجزَ الجبانَ إِذا ما / أيقظتْكَ الأوتار كيف الهجوعُ
ولماذا أسمو بنفسي إِذا ما / راعها في زماننا ما يروعُ
لو نجا خائفٌ بفَرْطِ توقّي / ه لما فارق الحياةَ الهَلوعُ
ضَلّ مَن يَبتغي الحَياةَ بذلٍّ / فَلَشرٌّ من المماتِ الخُشوعُ
وقديماً حبُّ الحياةِ لَعوبٌ / بعقول الرّجالِ منّا خدوعُ
إنّما الفخرُ أن تَوَلَّجَ أمراً / كلُّ قومٍ عن بابه مدفوعُ
وتجوبَ الدّجى لفُرصةِ أمرٍ / وطيورُ الرّجاء عنها وقوعُ
وبنفسي فتىً وقلّتْ له نَفْ / سِي خَروجٌ من الخطوب طَلوعُ
يشهد الحربَ حاسراً ثمّ يأتي / وعليه من النَّجيعِ دُروعُ
وتراه القَصِيَّ إنْ سِيمَ ضيماً / وهو في كلّ ما أَرَغْتَ مطيعُ
وبطيءٌ عن القبيحِ ثقيلٌ / وخفيفٌ إلى الجميلِ سريعُ
وإذا شِيمَ بارقٌ من نداهُ / فغمامٌ دانِي الرَّبابِ هَموعُ
نحنُ قومٌ تحلو لنا جُرَعُ المَوْ / تِ إذا كان في الدّعاءِ الخضوعُ
وَالّذي نَبتَنيهِ في عَرَصاتٍ / للمعالي هو البناءُ الرّفيعُ
ولنا يعلمُ الأنام قناةٌ / ليس فيها لعاجميها صُدوعُ
وصَفاةٌ يزِلُّ أيَّ زليلٍ / عن علوق بها المقالُ الشّنيعُ
ونثاً لم يخُنْهُ فينا عيانٌ / وأُصولٌ ما كذّبتْها فُروعُ
لَيت أنّا لمّا فقدنا الهجوعا
لَيت أنّا لمّا فقدنا الهجوعا / وهو إِلْفٌ لنا فقدنا الدّموعا
حاشَ للّه أنْ أكون وقد فا / رقتُ أهلَ الخيام يوماً قَنوعا
مَنْ يَغِبْ عنه ساكنُ الدارِ لا يَس / ألُ إلّا طُلولَها والرّبوعا
لو علمنا أنّ الفراق طويلٌ / لأَطَلْنا يومَ النّوى التّوديعا
لا رَعى اللّهُ للوُشاةِ ولا نا / دَوْا مجيباً في النّائباتِ سميعا
قَد أضاعَ الّذين كانوا على العَهْ / دِ عهودي وما رأَوْني مُضيعا
وَبلونا منَ الغرامِ بما لَوْ / كان من غيرهمْ لكان وجيعا
قُل لِطَيفِ الخيالِ ليلة هَوَّمْ / نا بِنجدٍ ألّا طَرَقْتَ هزيعا
وَالمَطايا منَ الكلالِ على رَمْ / لٍ زَرودٍ قدِ اِفتَرشْنَ الضّلوعا
ما على من يَحُلُّ بالغَوْرِ لو با / تَ لنا طيفُهُ بنجدٍ ضَجيعا
خادِعونا بالزُّور منكم عن الحق / قِ فما زال ذو الهوى مخدوعا
وكِلونا إلى النُّزُوعِ عن الحب / بِ وهيهات أنْ نريد النُّزوعا
واِطلُبوا إِنْ وجدتُمُ كاتماً للس / سرِّ فيكْم فقد وجدنا المُذيعا
أيّها النَّاخلُ الرّجال يُرجِّي / رجلاً واحداً لخلٍّ مطيعا
كُنْ أَخا نفسِكَ الَّتي أَنت منها / آمنٌ واِحذَرِ الأنامَ جميعا
لا تُصخْ نَحوهْم بسمعٍ فكم لا / موا وَقوراً منهم وَأعفَوا خليعا
ومتى ما يَضمك ريبٌ فلا تُب / دِ خضوعاً ولا تُطأطئ خُشوعا
ما يضرّ الفتى إذا صحَّ عِرْضاً / أن يرى النَّاسُ ثوبَهُ مَرقوعا
إنَّ فخرَ الملوكِ أودَعَ عندي / نِعَماً أخفتِ النَّهارَ طُلوعا
كُلّ يَومٍ أُثنِي بِفعلٍ كَريمٍ / جاءني منه أو أعدُّ صنيعا
مأثُرَاتٌ ما نلتُها بوسيلٍ / لِيَ منه ولا دعوتُ شفيعا
وإذا ما مضتْ عليها اللّيالي / زدتُ فيها نضارةً ونصوعا
ورجالٌ راموا مداه وقد فا / ت فراموا ما يُعجزُ المستطيعا
قد رأَوْهُ بالأمسِ يحمي عن المُلْ / كِ عِداهُ فما رأَوْه جَزوعا
ورأوْا في يديه بِيضَ المواضي / في ذُرا الهامِ سُجَّداً ورُكوعا
وَإِذا صِينَ بالدُّروعِ جسومٌ / جعلَ الطّعنَ للجسومِ دُروعا
قَد رَكِبتمْ فَما رَكِبتمْ عَظيماً / وَبنيتُم فَما بنيتُمْ رفيعا
وجَهدتُمْ أن تُدركوا سَوْرَة العز / زِ فكانتْ منكمْ سَراباً لَموعا
وسُئِلْتمْ فما بذلْتُمْ وما سا / وى بَذولٌ في المكرماتِ مَنوعا
لا يَملُّ الإرمامَ إنْ وادعوه / وأخو طَيْشةٍ إذا هو رِيعا
يا إِلهَ الوَرى الّذي مَلأ الأرْ / ضَ به رأفةً وأمْناً وسيعا
كنْ له جانباً حَريزاً من الخَوْ / فِ وحِصْناً من الخطوبِ منيعا
وأَقِلْهُ صَرْعَ الزَّمانِ فكمْ أنْ / قَذَ من نَبْوَةِ الزَّمانِ صريعا
ما أساءَ الزَّمانُ فيك الصَّنيعا
ما أساءَ الزَّمانُ فيك الصَّنيعا / فاِشكر اللَّهَ سامعاً ومطيعا
أَخذ اللّهُ واحداً ثمّ أبقى / لك ممَّن تهوى وترجو جميعا
فهب الحزنَ للسّرورِ ولا تَذْ / رِ على ما مضى وفات دموعا
ما لنا مَجْزعٌ ولو أنّه كا / ن لحوشيتَ أن تكون جَزوعا
قد شكرنا يداً تجافَتْ عن الأصْ / لِ وإن جثّت الغصون فروعا
ونجا سالماً من الهَوْلِ مَن دا / وى نجاءً منه الفؤادَ الوجيعا
ولو انّا حقّاً نفكّر فيما / يفعل الدَّهرُ مُعطياً ومنوعا
لَعَددنا منهُ العطاءَ اِبتزازاً / وحسبنا الغروبَ منه الطُّلوعا
وثلومُ الزَّمانِ في قاطع الأس / يافِ يُعْهَدن لا يُصِبن القطيعا
وإذا هبَّت الرِّياحُ فما زَعْ / زعنَ فينا إلّا البناءَ الرَّفيعا
ولِحَمْل الأثقالِ لا يطلبُ الحا / ملُ منَّا إِلّا الجَلالَ الضَّليعا
والمصيباتُ لا يُصِبْنَ سوى الأخْ / يارِ منّا إِذا وَلَجنَ الرُّبوعا
وَإِذا لَم يَكُن سِوى الموتِ فالما / ضي بطيئاً كمنْ يموت سريعا
أنا منكمْ خَفْضاً وبُؤساً وأَمْناً / وحِذاراً وعزَّةً وخشوعا
وَلَو اِنِّي اِستَطعت ما مسَّك السُّو / ءُ وتبقي عليَّ أَن أستطيعا
بِأَبي وَجهك الّذي
بِأَبي وَجهك الّذي / جَمعَ الحُسنَ أَجمعا
وَثَناياكَ إنَّهن / نَ فَضَحْن المُشَعْشَعا
لستُ أنساك مُسعِفاً / بعناقٍ مودِّعا
فَجُفوني عَلى فِرا / قكَ يقطرن أَدمُعا
لا رَعى اللّهُ مَعشراً / صدّعوا ما تصدّعا
تَركوا دارَ ودّنا / منهم اليومَ بَلْقعا
أَسهَروا لَيلَنا وبا / توا مدا اللّيل هُجَّعا
قل لعينيَّ لا تَمَلّا الدّموعا
قل لعينيَّ لا تَمَلّا الدّموعا / تارةً أدمعاً وأخرى نجيعا
ودعا الفكرَ في الهجوع فيأبى / لكما الرُّزءُ أنْ تذوقا الهجوعا
إنّ هذا الخطبَ الفظيعَ وما شا / هَدتُما من سواه خطباً فظيعا
أيّها الآملُ الحياةَ وما يخ / شى غروباً كما يرجّي طلوعا
والّذي يرفع القصورَ كأنّ الد / دهر أعفى بناءَه المرفوعا
قد رأينا كما رأيتَ عليّاً / في الثُّريّا حلّ الترابَ صريعا
لا تخفْ إنْ حَييتَ غيرَ المنايا / وَإذا ما علوتَ إلّا الوُقوعا
وإلى كم تكون في هذه الدُّن / يا أسيراً معلَّلاً مخدوعا
هل ترى إنْ رأيتَ إِلّا خِداعاً / وسراباً في كلِّ قاعٍ لموعا
ولباساً متى تشاء الليالي / كان عنّا محوَّلا منزوعا
لا تكنْ في البقاءِ والدّهرُ يُفني / ك صباحاً وفي المساءِ طَموعا
لم تدعْ حادثاتُ هذِي اللّيالي / عندنا تابعاً ولا متبوعا
ولو اِنّي أنصفتُ نفسي لصيّرْ / تُ سلامي على الورى توديعا
يا خليليَّ غنّياني بتذكي / ري الرزايا وسقّياني الدّموعا
واِسمعا مثلما سمعتُ من الأي / يامِ هذا التّخويفَ والتّرْويعا
وإذا لم تدعْ صروفُ اللّيالي / لي أُصولاً فكيف أرجو فروعا
أين قومٌ كانوا على الليل صُبحاً / لا يُوارى وفي الجدوبِ ربيعا
أين من كان للرّدى طارداً بال / بأسِ عنّا وبالنّدى ينبوعا
فَتراهمْ من بعدِ عزٍّ عزيزٍ / في بطون الثّرى جُثوماً خُشوعا
ليتَ دهراً أعطى وعاد إِلينا / مُسترِدّاً لذاك كان منوعا
وإذا لم يكنْ سوى الموت فالما / ضي بطيئاً كمن يموت سريعا
قل لناعي أبي عليٍّ ألا لي / تَ الّذي قلت لَم يَكن مَسموعا
إِنّ رَوْعاً ألقيتَ في الرُّوعِ مِنِّي / يوم خبّرتَ لم يدعْ لِيَ رُوعا
سلِّ غيري فليس كلُّ جَزوعٍ / عضّه الرُّزءُ كان مثلي جَزوعا
لم أكنْ قانعاً بشيءٍ من الدّه / ر وعُلِّقْتُهُ فصرتُ قَنوعا
كانَ تِرْبِي وَصاحِبي وإِذا ما / خِفتُ حصناً من الخطوب منيعا
وَلَهُ الذّكرُ خالداً كلّما أُخْ / لِقَ ذكرٌ سواه عاد نَصوعا
وَحَياتي مثلُ المماتِ إِذا فا / رَقْتُ من كان لِي جَناباً مَريعا
أيُّ مَلْكٍ في عصرنا لم يكن لم / ما دَهاك الرّدى بك المفجوعا
أنتَ أوسعتَهمْ وقد أعْضَلَ الخَطْ / بُ مقالاً كفاهُمُ وصنيعا
كم أصاخوا إليك والرأيُ شورى / وأجابوا نداءَك المسموعا
ما أبالي إذا حفظتُ عهوداً / لصديقي مَنْ كان غيري مُضيعا
قد عَمِرْنا كما نشاءُ اِشتراكاً / وَاِشتِباكاً وَصَبوةً ونزوعا
وَاِمتَزَجنا حتَّى جَعلتك لمّا / غِبتَ عن مقلتِي لجدِّي ضجيعا
في مكانٍ تأتي ملائكةُ الل / هِ إِليه عشيّةً وهزيعا
وإذا ما دعوتَ ربَّك فيه / وسألتَ العظيمَ كان سميعا
وجوارٍ لمن إذا كنتَ موقو / ذاً من السّيّئاتِ كان شفيعا
فهنيئاً بأنْ سكنتَ رباعاً / كنّ للغُرِّ آل موسى ربوعا
وإِذا لم يكن لهمْ يومَ حشرٍ / روعةٌ تُتقى فلستَ مَروعا
وإذا ما شفاهُهُمْ كرِعَت ثم / مَ زُلالاً أصبحتَ فيه كَروعا
وَسقى اللَّهُ تُربةً أنتَ فيها / زَجِلاً بالزّلال كان هَموعا
ضَمِنَتْ مجدَك العُلا والمساعي
ضَمِنَتْ مجدَك العُلا والمساعي / وضمان العَلاء حربُ الضّياعِ
آنَ أنْ تُقْتضى حقوقٌ تراختْ / آذنَتْ بعد فُرقةٍ باِجتماعِ
زاوَلوها وأنتَ ترغب عنها / والأحاظي نتائجُ الإِمتناعِ
ظَعَنتْ لم تُراعها باِشتِياقٍ / وأنابتْ لم تدعُها بزَماعِ
رَبَعَتْ مُذْ نفضتَ كفَّكَ منها / بين حقٍّ ثاوٍ وحقٍّ مضاعِ
كيفَ لا تَجْتَوِي مَحلَّ الدّنايا / وهي قد فارقتْ عزيزَ البِقاعِ
وعلا الذّمُّ مَن أَلَظَّ بغَوْرِ ال / أرض من بعد نَجدها واليَفاعِ
قَصُرتْ دونها الأكفُّ فألقتْ / أوْقَها عند مستطيل الذّراعِ
مُضربٍ عن تصفّحِ الذّنبِ لاهٍ / عن حسودٍ لما عناه مراعِ
كَلِفِ الرّأي في المحامدِ سارٍ / في أقاصي الآمالِ والأطماعِ
وَإذا نكّبت وجوهُ أُناسٍ / عن سبيلَيْ رعايةٍ ودفاعِ
جاش وادي حِفاظِهِ فتعدّتْ / زَخْرَةُ المَدِّ مُشرفاتِ التِّلاعِ
مُرهَقٍ فائتِ الأمورِ بجِدٍّ / في أبِيِّ الخُطوبِ جِدّ مُطاعِ
ثاقبِ الزّندِ مُنْجحِ الوعدِ صافي الر / رِفْدِ ماضي الشَّبا فسيح الرِّباعِ
لا تراه على منازعةِ الأي / يامِ يسخو لمُفْرِحٍ بنزاعِ
وَإذا سَربلَ الخداعُ نفوساً / حسَرَتْ نفسُه قِناعَ الخداعِ
مأثُراتٌ شَقَقَنْ حتّى لقد قم / نَ بعذرِ المقصّرِ المُرتاعِ
قَد تَعاطوْا مداه فاِنصرفَ الفَوْ / تُ به عن معاشرٍ طُلّاعِ
كلُّ غلٍّ لم يَشفِهِ يومُ حِلْمٍ / برؤُه في دواءِ يومِ المِصاعِ
ما اِصطفاه فيك الخليفةُ جلَّى / عن نفوسٍ بين الشّكوكِ رِتاعِ
قد رأَوْه مُستدنياً لك حتَّى / أعْوَزَتْهُ مواطنُ الإِرتفاعِ
وبأَسماعهمْ جرى فَرْطُ تقري / ظك والفَهمُ شافعٌ للسَّماعِ
حيث تسترجف القلوبُ وتعنو / لجلالِ المقامِ نفسُ الشّجاعِ
قرّبتْكَ الحقوقُ منه وأدّا / ك إلى حمده كريمُ الطّباعِ
غَمَرَ النُّجْحُ غَمْرَ آمالنا فيك / فلم تَبقَ حجّةٌ في اِصطناعِ
ولِّها وجهَنا الغداةَ وخذْ ما / شئتَ من نهضةٍ وفضلِ اِضطلاعِ
أيُّ ناعٍ نعاهُ لِي أيُّ ناعِ
أيُّ ناعٍ نعاهُ لِي أيُّ ناعِ / لا رَمى اللَّهُ شَعْبَه باِنصِداعِ
لم يَرُعْنِي وطالما أتْرَعَ النّا / عون فينا قلوبنا باِرتياعِ
لا ولا موجِعاً لقلبي بما قا / ل ولكنْ داوى به أوجاعِي
ولقد قلتُ إذْ سمعتُ الّذي كن / تُ أُرَجِّي للّه دَرُّ النّاعي
خبرٌ مُبهجٌ لقلبي وَقَد كا / ن كئيباً مؤرِّجٌ لرِباعي
لَم أَزَلْ مُبغضاً لكلِّ نذيرٍ / للمنايا حتّى نعاه النّاعي
أمْتَعَ القلبَ بالبشارة لا زا / ل مُحَيّاً بالسُّؤْلِ والإمتاعِ
ولو اِنّي اِستطعتُ شاطرتُ عمري / ثُمَّ ذُخرى ومُتعتي ومَتاعي
فلَهُ والحقوقُ تلفى وتُرعى / كلُّ حقٍّ عليَّ غيرُ مُضاعِ
إنّ داءً أودى بمن كان للعا / لَمِ داءً لسَيِّدُ الأوجاعِ
قد مضى مَعْدِنُ النّفاقِ وأصلُ ال / مَيْنِ عنّا ورأسُ كلِّ خِداعِ
والّذي كنتُ في قناعٍ فلمّا / ضلَّ هُلْكاً ألقيتُ عنِّي قِناعي
كان باعِي وأنتَ حيٌّ قصيراً / وثوَيتَ الثَّرى فطوّلتَ باعي
وأرَدْتَ الضَّرّاءَ لِي وكفى الل / هُ فأَوْلى مكانَ ضَرّي اِنتِفاعي
وَرَمَتْنِي السّهامُ منك ولكنْ / لم تَضِرْني واللّهُ من أَدراعي
كلُّ شكري لأنّنِي نلتُ ما كن / تُ أُرَجِّي باللّهِ لا باِصطِناعي
وكُفِيتُ المكروهَ منك وشيكاً / بِدفاعِ الإِله لا بِدِفاعي
واِمتلا رَبْعِيَ الجديبُ من الخِصْ / ب كما أَشتَهيه لا بِاِنتِجاعي
وقِراعُ الإلهِ عنِّيَ أغنى / يا خليلي كما ترى عن قِراعي
حَارَبَتْكَ الأقدارُ عنّي على أن / ني شجاعٌ وأنتَ غيرُ شجاعِ
وَرمَى اللَّه في ظلامك لمّا / غَشِيَ النّاسَ كلَّهم باِنقِشاعِ
وغُروسٌ غرستَها عوجِلَتْ مَن / ناً منَ اللّه وحدَهُ باِنقلاعِ
ولَئِنْ بِنْتَ واِغتَربتَ فما عن / دك شَوقي ولا إِليك نِزاعي
ومتى ما سُئِلتُ عنك فقولِي / لا رعاهُ في طَرْفِهِ مَنْ يُراعِي
وقلوبٌ حُشين في الموت باللّوْ / عاتِ ما خُرْنَ فيك بالإلتِياعِ
لك نَزْرٌ من كلّ خيرٍ فإنّي / كِلْتُ للشّرِّ وحدَه بالصّاعِ
إنّ غدراً ثوى فلم تخلُ أضلا / عُكَ منه ما اِجتازَ في أضلاعي
وغروري بك الغداةَ كما غَر / رَ سرابٌ بوَمْضِهِ اللمّاعِ
وَلَحا اللّهُ كلَّ مَن ليس فيهِ ال / خيرُ في ضيقةٍ ولا في اِتّساعِ
وإذا ما عَلِقتُهُ فعُلوقِي / بجنابِ هاعٍ لعمرُك لاعِ
لم يكنْ بين ما كرهتُ وما أح / ببتُ إلّا وقتٌ قصيرُ السّاعِ
وَكَفاني الإلهُ شرَّ اِمرئٍ لي / س يُراعي من التُّقى ما أراعي
إنّ عُلْواً لا يستحقّ كسُفْلٍ / واِرتِفاعاً لا يَنبغِي كاِتّضاعِ
ولَئِنْ فزتَ بالمرادِ فكم كف / فٍ أتاها اليَسارُ غيرِ صَناعِ
ليت ما كان بيننا لم يكن كا / ن قديماً من إلْفَةٍ واِجتماعِ
بعتنِي بالرّخيص من غير أن أن / كُثَ عهداً أو أنْ يحين بِياعي
وسيدرِي مَن باعني بحقيرٍ / أيُّ غبنٍ عليه من مبتاعي
وإذا ما جهلت فخرى وجودي / بين كفّيك طاب فيه ضيَاعي
ضاع ودّي من لم يكنْ أهل ودّي / وشقيٌّ غادٍ بودٍّ مُضاعِ
قد أتاني الوعيدُ منك فما فك / كرتُ فيهِ ولا أضاق ذراعي
كانَ مِثلَ الضَّياحِ في القاعِ طَوْراً / وحكى تارةً ثُغاءَ الرّاعي
وعلى ذا مضى الزّمانُ فحيٌّ / غيرُ ساهٍ وميّتٌ غيرُ داعِ
كَيف قدّرتَ أنّنِي من أُناسٍ / قُدْتَهمْ نحو حَيْنِهمْ باِختداعِ
حاشَ للّهِ أنْ أكون سريعاً / ومجيباً من الورى كلَّ داعِ
وغبينٌ مَن هاج منِّي لساناً / مثلَ حدِّ الحسامِ يومَ المِصاعِ
ورجا والرّجاءُ نحسٌ وسعدٌ / ليَّ رُمْحٍ يومَ الوغى بِيَراعِ
وتعاطى جهالةً منه تروي / عَ جَنانٍ ما كان بالمرتاعِ
ولوادٍ حَلَلْتَ فيه جَديبٌ / بك نائي الإخصابِ والإمراعِ
لَيس فيهِ إلّا الجُنابُ لراجٍ / يرتجيه أو الهشيمُ لراعِ
وصدىً لم يَطُفْ به قطُّ إرْوا / ءٌ وجوعٌ لم يُرْوِ بالإشباعِ
بين وَهْدٍ غُبْرِ المتون وهَيْها / تَ وِهادٌ مغبرّةٌ من قِلاعِ
ليس يرميه آملٌ برجاءٍ / لا وَلا يَنتَحيه سعيٌ لساعِ
وَإِذا ما أُلْفِيتَ فيه فما يل / قاك إِلّا بباخلٍ منّاعِ
مَجْثَمُ اليأْسِ والقُنوط فما في / هِ مَزارٌ لجاثلِ الأطماعِ
وبوُدِّي أنْ لم يكن لِيَ تعري / جٌ إليه ولا عليه اِطّلاعي
وإذا ما بقيتَ فاِجتنب الغا / بَ محلَّ الرّدى ومَطْوَى السِّباعِ
ودعِ الإِغترارَ بالسِّلْمِ فالسِّلْ / مُ طريقٌ إلى ركوبِ القِراعِ
إِنّنِي وحدِيَ الّذي لو تأمّلْ / تَ ملأتُ الوادي بغُرِّ المساعي
واِتّباعي ما كان قطُّ لخَلْقٍ / وأولو الفضلِ كلُّهمْ أتباعي
وغبينٌ مَن ليس يعلم شيئاً / بعيانٍ يُرى ولا بسَماعِ
أيُّ فضلٍ في العقل غيرُ مطاعٍ / واِنتِفاعٌ بالقلب ليس بواعِ
وإذا ما مررتُ يوماً على قب / رك شرِّ القبورِ في شرِّ قاعِ
قلتُ لا مَسَّكَ النَّسيمُ ولا اِعتا / دك نَوْءٌ من واكِفٍ همّاعِ
وعداك السّلامُ والرَّوحُ والرَّحْ / مةُ من فائضِ الجَدا النّفّاعِ
وسُقِيتَ العَذابَ لا العَذْبَ والزَّلْ / زالَ تأتي به يدُ الزَّعْزاعِ
وإِذا جوزِيَ الأنامُ فلا جو / زيتَ إِلّا بالمؤلمِ اللّذّاعِ