القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : الشَّريف المُرتَضى الكل
المجموع : 7
هل ليالِيَّ بالمُنَقَّى رجوعُ
هل ليالِيَّ بالمُنَقَّى رجوعُ / مثلما كنّ لِي ونحن جميعُ
زَمنٌ راعني تذكّرُهُ الثّا / وي وإن كان ماضياً لا يَريعُ
كم إليه لذاكريه حنينٌ / وعليه لناظريه دموعُ
ونزاعٌ ما إنْ يُخاف وإن أك / ثَرَ عذّالَه إليه النُّزوعُ
حبّذا ظلُّه ونحن ومَن نَهْ / وى فريقانِ حافظٌ ومُضيعُ
إِذ قَناتي مُمتدّةٌ وَشفيعي / مِن شبابي إلى الحسانِ شفيعُ
ساحباً بالبقيع من نَشَواتي / فضلَ ثوبِي إذ البقيعُ بقيعُ
وطنٌ طاب جوّه وثراه / فكأنّ المصيفَ فيه ربيعُ
حيث لا تهتدي الخطوب ولا يخ / فِقُ مِن ريبَةِ الحوادث رُوعُ
لا أُريد الصّديقَ في مشهَدَيْ عَيْ / نِي كليلٌ وفي المغيب قَطوعُ
حَسَنٌ منه ما بدا وقبيحٌ / كلُّ شيءٍ تُجِنُّ منه الضّلوعُ
وإذا عنّ منظرٌ رائقٌ من / ه لعينيك فالسّرابُ اللَّموعُ
كلَّ يومٍ له عَوارٌ تغطّي / ه عليه وجانبٌ مرقوعُ
وإذا ما نَكِرْتُ أرضاً فإِنِّي / لاِرتِحالٍ عن أهلها مستطيعُ
بخليلٍ جفا عليَّ خليلٌ / وَربوعٍ نَبَتْ برَحلِي ربوعُ
وقَرا كلِّ جَسْرَةٍ تحمل الهم / مَ فَتَنجو وما علاها القطيعُ
تَصِلُ الوَخْدَ بِالوَجيفِ وسِيّا / ن هجيرٌ في سيرها وهزيعُ
يَحسبُ الجاهلُ المضلّلُ أنِّي / إنْ غلا بي البعادُ سوف أضيعُ
بَعدَ أَنْ سارتِ الرّكاب بذكرٍ / من فَخاري يُذيعه مَن يُذيعُ
أَرَجٌ لا يضيعُ بين رِجالٍ / حاولوا طَيَّهُ ولكنْ يضوعُ
وَاللّيالي يَعلمن أنّ صنيعي / ساطعٌ في سوادهنّ صَديعُ
وَلَقد أعضَلَ اِمرءاً جحد البَدْ / رَ أوِ الشّمسَ مشرقٌ وطُلوعُ
سائل العاجزَ الجبانَ إِذا ما / أيقظتْكَ الأوتار كيف الهجوعُ
ولماذا أسمو بنفسي إِذا ما / راعها في زماننا ما يروعُ
لو نجا خائفٌ بفَرْطِ توقّي / ه لما فارق الحياةَ الهَلوعُ
ضَلّ مَن يَبتغي الحَياةَ بذلٍّ / فَلَشرٌّ من المماتِ الخُشوعُ
وقديماً حبُّ الحياةِ لَعوبٌ / بعقول الرّجالِ منّا خدوعُ
إنّما الفخرُ أن تَوَلَّجَ أمراً / كلُّ قومٍ عن بابه مدفوعُ
وتجوبَ الدّجى لفُرصةِ أمرٍ / وطيورُ الرّجاء عنها وقوعُ
وبنفسي فتىً وقلّتْ له نَفْ / سِي خَروجٌ من الخطوب طَلوعُ
يشهد الحربَ حاسراً ثمّ يأتي / وعليه من النَّجيعِ دُروعُ
وتراه القَصِيَّ إنْ سِيمَ ضيماً / وهو في كلّ ما أَرَغْتَ مطيعُ
وبطيءٌ عن القبيحِ ثقيلٌ / وخفيفٌ إلى الجميلِ سريعُ
وإذا شِيمَ بارقٌ من نداهُ / فغمامٌ دانِي الرَّبابِ هَموعُ
نحنُ قومٌ تحلو لنا جُرَعُ المَوْ / تِ إذا كان في الدّعاءِ الخضوعُ
وَالّذي نَبتَنيهِ في عَرَصاتٍ / للمعالي هو البناءُ الرّفيعُ
ولنا يعلمُ الأنام قناةٌ / ليس فيها لعاجميها صُدوعُ
وصَفاةٌ يزِلُّ أيَّ زليلٍ / عن علوق بها المقالُ الشّنيعُ
ونثاً لم يخُنْهُ فينا عيانٌ / وأُصولٌ ما كذّبتْها فُروعُ
لَيت أنّا لمّا فقدنا الهجوعا
لَيت أنّا لمّا فقدنا الهجوعا / وهو إِلْفٌ لنا فقدنا الدّموعا
حاشَ للّه أنْ أكون وقد فا / رقتُ أهلَ الخيام يوماً قَنوعا
مَنْ يَغِبْ عنه ساكنُ الدارِ لا يَس / ألُ إلّا طُلولَها والرّبوعا
لو علمنا أنّ الفراق طويلٌ / لأَطَلْنا يومَ النّوى التّوديعا
لا رَعى اللّهُ للوُشاةِ ولا نا / دَوْا مجيباً في النّائباتِ سميعا
قَد أضاعَ الّذين كانوا على العَهْ / دِ عهودي وما رأَوْني مُضيعا
وَبلونا منَ الغرامِ بما لَوْ / كان من غيرهمْ لكان وجيعا
قُل لِطَيفِ الخيالِ ليلة هَوَّمْ / نا بِنجدٍ ألّا طَرَقْتَ هزيعا
وَالمَطايا منَ الكلالِ على رَمْ / لٍ زَرودٍ قدِ اِفتَرشْنَ الضّلوعا
ما على من يَحُلُّ بالغَوْرِ لو با / تَ لنا طيفُهُ بنجدٍ ضَجيعا
خادِعونا بالزُّور منكم عن الحق / قِ فما زال ذو الهوى مخدوعا
وكِلونا إلى النُّزُوعِ عن الحب / بِ وهيهات أنْ نريد النُّزوعا
واِطلُبوا إِنْ وجدتُمُ كاتماً للس / سرِّ فيكْم فقد وجدنا المُذيعا
أيّها النَّاخلُ الرّجال يُرجِّي / رجلاً واحداً لخلٍّ مطيعا
كُنْ أَخا نفسِكَ الَّتي أَنت منها / آمنٌ واِحذَرِ الأنامَ جميعا
لا تُصخْ نَحوهْم بسمعٍ فكم لا / موا وَقوراً منهم وَأعفَوا خليعا
ومتى ما يَضمك ريبٌ فلا تُب / دِ خضوعاً ولا تُطأطئ خُشوعا
ما يضرّ الفتى إذا صحَّ عِرْضاً / أن يرى النَّاسُ ثوبَهُ مَرقوعا
إنَّ فخرَ الملوكِ أودَعَ عندي / نِعَماً أخفتِ النَّهارَ طُلوعا
كُلّ يَومٍ أُثنِي بِفعلٍ كَريمٍ / جاءني منه أو أعدُّ صنيعا
مأثُرَاتٌ ما نلتُها بوسيلٍ / لِيَ منه ولا دعوتُ شفيعا
وإذا ما مضتْ عليها اللّيالي / زدتُ فيها نضارةً ونصوعا
ورجالٌ راموا مداه وقد فا / ت فراموا ما يُعجزُ المستطيعا
قد رأَوْهُ بالأمسِ يحمي عن المُلْ / كِ عِداهُ فما رأَوْه جَزوعا
ورأوْا في يديه بِيضَ المواضي / في ذُرا الهامِ سُجَّداً ورُكوعا
وَإِذا صِينَ بالدُّروعِ جسومٌ / جعلَ الطّعنَ للجسومِ دُروعا
قَد رَكِبتمْ فَما رَكِبتمْ عَظيماً / وَبنيتُم فَما بنيتُمْ رفيعا
وجَهدتُمْ أن تُدركوا سَوْرَة العز / زِ فكانتْ منكمْ سَراباً لَموعا
وسُئِلْتمْ فما بذلْتُمْ وما سا / وى بَذولٌ في المكرماتِ مَنوعا
لا يَملُّ الإرمامَ إنْ وادعوه / وأخو طَيْشةٍ إذا هو رِيعا
يا إِلهَ الوَرى الّذي مَلأ الأرْ / ضَ به رأفةً وأمْناً وسيعا
كنْ له جانباً حَريزاً من الخَوْ / فِ وحِصْناً من الخطوبِ منيعا
وأَقِلْهُ صَرْعَ الزَّمانِ فكمْ أنْ / قَذَ من نَبْوَةِ الزَّمانِ صريعا
ما أساءَ الزَّمانُ فيك الصَّنيعا
ما أساءَ الزَّمانُ فيك الصَّنيعا / فاِشكر اللَّهَ سامعاً ومطيعا
أَخذ اللّهُ واحداً ثمّ أبقى / لك ممَّن تهوى وترجو جميعا
فهب الحزنَ للسّرورِ ولا تَذْ / رِ على ما مضى وفات دموعا
ما لنا مَجْزعٌ ولو أنّه كا / ن لحوشيتَ أن تكون جَزوعا
قد شكرنا يداً تجافَتْ عن الأصْ / لِ وإن جثّت الغصون فروعا
ونجا سالماً من الهَوْلِ مَن دا / وى نجاءً منه الفؤادَ الوجيعا
ولو انّا حقّاً نفكّر فيما / يفعل الدَّهرُ مُعطياً ومنوعا
لَعَددنا منهُ العطاءَ اِبتزازاً / وحسبنا الغروبَ منه الطُّلوعا
وثلومُ الزَّمانِ في قاطع الأس / يافِ يُعْهَدن لا يُصِبن القطيعا
وإذا هبَّت الرِّياحُ فما زَعْ / زعنَ فينا إلّا البناءَ الرَّفيعا
ولِحَمْل الأثقالِ لا يطلبُ الحا / ملُ منَّا إِلّا الجَلالَ الضَّليعا
والمصيباتُ لا يُصِبْنَ سوى الأخْ / يارِ منّا إِذا وَلَجنَ الرُّبوعا
وَإِذا لَم يَكُن سِوى الموتِ فالما / ضي بطيئاً كمنْ يموت سريعا
أنا منكمْ خَفْضاً وبُؤساً وأَمْناً / وحِذاراً وعزَّةً وخشوعا
وَلَو اِنِّي اِستَطعت ما مسَّك السُّو / ءُ وتبقي عليَّ أَن أستطيعا
بِأَبي وَجهك الّذي
بِأَبي وَجهك الّذي / جَمعَ الحُسنَ أَجمعا
وَثَناياكَ إنَّهن / نَ فَضَحْن المُشَعْشَعا
لستُ أنساك مُسعِفاً / بعناقٍ مودِّعا
فَجُفوني عَلى فِرا / قكَ يقطرن أَدمُعا
لا رَعى اللّهُ مَعشراً / صدّعوا ما تصدّعا
تَركوا دارَ ودّنا / منهم اليومَ بَلْقعا
أَسهَروا لَيلَنا وبا / توا مدا اللّيل هُجَّعا
قل لعينيَّ لا تَمَلّا الدّموعا
قل لعينيَّ لا تَمَلّا الدّموعا / تارةً أدمعاً وأخرى نجيعا
ودعا الفكرَ في الهجوع فيأبى / لكما الرُّزءُ أنْ تذوقا الهجوعا
إنّ هذا الخطبَ الفظيعَ وما شا / هَدتُما من سواه خطباً فظيعا
أيّها الآملُ الحياةَ وما يخ / شى غروباً كما يرجّي طلوعا
والّذي يرفع القصورَ كأنّ الد / دهر أعفى بناءَه المرفوعا
قد رأينا كما رأيتَ عليّاً / في الثُّريّا حلّ الترابَ صريعا
لا تخفْ إنْ حَييتَ غيرَ المنايا / وَإذا ما علوتَ إلّا الوُقوعا
وإلى كم تكون في هذه الدُّن / يا أسيراً معلَّلاً مخدوعا
هل ترى إنْ رأيتَ إِلّا خِداعاً / وسراباً في كلِّ قاعٍ لموعا
ولباساً متى تشاء الليالي / كان عنّا محوَّلا منزوعا
لا تكنْ في البقاءِ والدّهرُ يُفني / ك صباحاً وفي المساءِ طَموعا
لم تدعْ حادثاتُ هذِي اللّيالي / عندنا تابعاً ولا متبوعا
ولو اِنّي أنصفتُ نفسي لصيّرْ / تُ سلامي على الورى توديعا
يا خليليَّ غنّياني بتذكي / ري الرزايا وسقّياني الدّموعا
واِسمعا مثلما سمعتُ من الأي / يامِ هذا التّخويفَ والتّرْويعا
وإذا لم تدعْ صروفُ اللّيالي / لي أُصولاً فكيف أرجو فروعا
أين قومٌ كانوا على الليل صُبحاً / لا يُوارى وفي الجدوبِ ربيعا
أين من كان للرّدى طارداً بال / بأسِ عنّا وبالنّدى ينبوعا
فَتراهمْ من بعدِ عزٍّ عزيزٍ / في بطون الثّرى جُثوماً خُشوعا
ليتَ دهراً أعطى وعاد إِلينا / مُسترِدّاً لذاك كان منوعا
وإذا لم يكنْ سوى الموت فالما / ضي بطيئاً كمن يموت سريعا
قل لناعي أبي عليٍّ ألا لي / تَ الّذي قلت لَم يَكن مَسموعا
إِنّ رَوْعاً ألقيتَ في الرُّوعِ مِنِّي / يوم خبّرتَ لم يدعْ لِيَ رُوعا
سلِّ غيري فليس كلُّ جَزوعٍ / عضّه الرُّزءُ كان مثلي جَزوعا
لم أكنْ قانعاً بشيءٍ من الدّه / ر وعُلِّقْتُهُ فصرتُ قَنوعا
كانَ تِرْبِي وَصاحِبي وإِذا ما / خِفتُ حصناً من الخطوب منيعا
وَلَهُ الذّكرُ خالداً كلّما أُخْ / لِقَ ذكرٌ سواه عاد نَصوعا
وَحَياتي مثلُ المماتِ إِذا فا / رَقْتُ من كان لِي جَناباً مَريعا
أيُّ مَلْكٍ في عصرنا لم يكن لم / ما دَهاك الرّدى بك المفجوعا
أنتَ أوسعتَهمْ وقد أعْضَلَ الخَطْ / بُ مقالاً كفاهُمُ وصنيعا
كم أصاخوا إليك والرأيُ شورى / وأجابوا نداءَك المسموعا
ما أبالي إذا حفظتُ عهوداً / لصديقي مَنْ كان غيري مُضيعا
قد عَمِرْنا كما نشاءُ اِشتراكاً / وَاِشتِباكاً وَصَبوةً ونزوعا
وَاِمتَزَجنا حتَّى جَعلتك لمّا / غِبتَ عن مقلتِي لجدِّي ضجيعا
في مكانٍ تأتي ملائكةُ الل / هِ إِليه عشيّةً وهزيعا
وإذا ما دعوتَ ربَّك فيه / وسألتَ العظيمَ كان سميعا
وجوارٍ لمن إذا كنتَ موقو / ذاً من السّيّئاتِ كان شفيعا
فهنيئاً بأنْ سكنتَ رباعاً / كنّ للغُرِّ آل موسى ربوعا
وإِذا لم يكن لهمْ يومَ حشرٍ / روعةٌ تُتقى فلستَ مَروعا
وإذا ما شفاهُهُمْ كرِعَت ثم / مَ زُلالاً أصبحتَ فيه كَروعا
وَسقى اللَّهُ تُربةً أنتَ فيها / زَجِلاً بالزّلال كان هَموعا
ضَمِنَتْ مجدَك العُلا والمساعي
ضَمِنَتْ مجدَك العُلا والمساعي / وضمان العَلاء حربُ الضّياعِ
آنَ أنْ تُقْتضى حقوقٌ تراختْ / آذنَتْ بعد فُرقةٍ باِجتماعِ
زاوَلوها وأنتَ ترغب عنها / والأحاظي نتائجُ الإِمتناعِ
ظَعَنتْ لم تُراعها باِشتِياقٍ / وأنابتْ لم تدعُها بزَماعِ
رَبَعَتْ مُذْ نفضتَ كفَّكَ منها / بين حقٍّ ثاوٍ وحقٍّ مضاعِ
كيفَ لا تَجْتَوِي مَحلَّ الدّنايا / وهي قد فارقتْ عزيزَ البِقاعِ
وعلا الذّمُّ مَن أَلَظَّ بغَوْرِ ال / أرض من بعد نَجدها واليَفاعِ
قَصُرتْ دونها الأكفُّ فألقتْ / أوْقَها عند مستطيل الذّراعِ
مُضربٍ عن تصفّحِ الذّنبِ لاهٍ / عن حسودٍ لما عناه مراعِ
كَلِفِ الرّأي في المحامدِ سارٍ / في أقاصي الآمالِ والأطماعِ
وَإذا نكّبت وجوهُ أُناسٍ / عن سبيلَيْ رعايةٍ ودفاعِ
جاش وادي حِفاظِهِ فتعدّتْ / زَخْرَةُ المَدِّ مُشرفاتِ التِّلاعِ
مُرهَقٍ فائتِ الأمورِ بجِدٍّ / في أبِيِّ الخُطوبِ جِدّ مُطاعِ
ثاقبِ الزّندِ مُنْجحِ الوعدِ صافي الر / رِفْدِ ماضي الشَّبا فسيح الرِّباعِ
لا تراه على منازعةِ الأي / يامِ يسخو لمُفْرِحٍ بنزاعِ
وَإذا سَربلَ الخداعُ نفوساً / حسَرَتْ نفسُه قِناعَ الخداعِ
مأثُراتٌ شَقَقَنْ حتّى لقد قم / نَ بعذرِ المقصّرِ المُرتاعِ
قَد تَعاطوْا مداه فاِنصرفَ الفَوْ / تُ به عن معاشرٍ طُلّاعِ
كلُّ غلٍّ لم يَشفِهِ يومُ حِلْمٍ / برؤُه في دواءِ يومِ المِصاعِ
ما اِصطفاه فيك الخليفةُ جلَّى / عن نفوسٍ بين الشّكوكِ رِتاعِ
قد رأَوْه مُستدنياً لك حتَّى / أعْوَزَتْهُ مواطنُ الإِرتفاعِ
وبأَسماعهمْ جرى فَرْطُ تقري / ظك والفَهمُ شافعٌ للسَّماعِ
حيث تسترجف القلوبُ وتعنو / لجلالِ المقامِ نفسُ الشّجاعِ
قرّبتْكَ الحقوقُ منه وأدّا / ك إلى حمده كريمُ الطّباعِ
غَمَرَ النُّجْحُ غَمْرَ آمالنا فيك / فلم تَبقَ حجّةٌ في اِصطناعِ
ولِّها وجهَنا الغداةَ وخذْ ما / شئتَ من نهضةٍ وفضلِ اِضطلاعِ
أيُّ ناعٍ نعاهُ لِي أيُّ ناعِ
أيُّ ناعٍ نعاهُ لِي أيُّ ناعِ / لا رَمى اللَّهُ شَعْبَه باِنصِداعِ
لم يَرُعْنِي وطالما أتْرَعَ النّا / عون فينا قلوبنا باِرتياعِ
لا ولا موجِعاً لقلبي بما قا / ل ولكنْ داوى به أوجاعِي
ولقد قلتُ إذْ سمعتُ الّذي كن / تُ أُرَجِّي للّه دَرُّ النّاعي
خبرٌ مُبهجٌ لقلبي وَقَد كا / ن كئيباً مؤرِّجٌ لرِباعي
لَم أَزَلْ مُبغضاً لكلِّ نذيرٍ / للمنايا حتّى نعاه النّاعي
أمْتَعَ القلبَ بالبشارة لا زا / ل مُحَيّاً بالسُّؤْلِ والإمتاعِ
ولو اِنّي اِستطعتُ شاطرتُ عمري / ثُمَّ ذُخرى ومُتعتي ومَتاعي
فلَهُ والحقوقُ تلفى وتُرعى / كلُّ حقٍّ عليَّ غيرُ مُضاعِ
إنّ داءً أودى بمن كان للعا / لَمِ داءً لسَيِّدُ الأوجاعِ
قد مضى مَعْدِنُ النّفاقِ وأصلُ ال / مَيْنِ عنّا ورأسُ كلِّ خِداعِ
والّذي كنتُ في قناعٍ فلمّا / ضلَّ هُلْكاً ألقيتُ عنِّي قِناعي
كان باعِي وأنتَ حيٌّ قصيراً / وثوَيتَ الثَّرى فطوّلتَ باعي
وأرَدْتَ الضَّرّاءَ لِي وكفى الل / هُ فأَوْلى مكانَ ضَرّي اِنتِفاعي
وَرَمَتْنِي السّهامُ منك ولكنْ / لم تَضِرْني واللّهُ من أَدراعي
كلُّ شكري لأنّنِي نلتُ ما كن / تُ أُرَجِّي باللّهِ لا باِصطِناعي
وكُفِيتُ المكروهَ منك وشيكاً / بِدفاعِ الإِله لا بِدِفاعي
واِمتلا رَبْعِيَ الجديبُ من الخِصْ / ب كما أَشتَهيه لا بِاِنتِجاعي
وقِراعُ الإلهِ عنِّيَ أغنى / يا خليلي كما ترى عن قِراعي
حَارَبَتْكَ الأقدارُ عنّي على أن / ني شجاعٌ وأنتَ غيرُ شجاعِ
وَرمَى اللَّه في ظلامك لمّا / غَشِيَ النّاسَ كلَّهم باِنقِشاعِ
وغُروسٌ غرستَها عوجِلَتْ مَن / ناً منَ اللّه وحدَهُ باِنقلاعِ
ولَئِنْ بِنْتَ واِغتَربتَ فما عن / دك شَوقي ولا إِليك نِزاعي
ومتى ما سُئِلتُ عنك فقولِي / لا رعاهُ في طَرْفِهِ مَنْ يُراعِي
وقلوبٌ حُشين في الموت باللّوْ / عاتِ ما خُرْنَ فيك بالإلتِياعِ
لك نَزْرٌ من كلّ خيرٍ فإنّي / كِلْتُ للشّرِّ وحدَه بالصّاعِ
إنّ غدراً ثوى فلم تخلُ أضلا / عُكَ منه ما اِجتازَ في أضلاعي
وغروري بك الغداةَ كما غَر / رَ سرابٌ بوَمْضِهِ اللمّاعِ
وَلَحا اللّهُ كلَّ مَن ليس فيهِ ال / خيرُ في ضيقةٍ ولا في اِتّساعِ
وإذا ما عَلِقتُهُ فعُلوقِي / بجنابِ هاعٍ لعمرُك لاعِ
لم يكنْ بين ما كرهتُ وما أح / ببتُ إلّا وقتٌ قصيرُ السّاعِ
وَكَفاني الإلهُ شرَّ اِمرئٍ لي / س يُراعي من التُّقى ما أراعي
إنّ عُلْواً لا يستحقّ كسُفْلٍ / واِرتِفاعاً لا يَنبغِي كاِتّضاعِ
ولَئِنْ فزتَ بالمرادِ فكم كف / فٍ أتاها اليَسارُ غيرِ صَناعِ
ليت ما كان بيننا لم يكن كا / ن قديماً من إلْفَةٍ واِجتماعِ
بعتنِي بالرّخيص من غير أن أن / كُثَ عهداً أو أنْ يحين بِياعي
وسيدرِي مَن باعني بحقيرٍ / أيُّ غبنٍ عليه من مبتاعي
وإذا ما جهلت فخرى وجودي / بين كفّيك طاب فيه ضيَاعي
ضاع ودّي من لم يكنْ أهل ودّي / وشقيٌّ غادٍ بودٍّ مُضاعِ
قد أتاني الوعيدُ منك فما فك / كرتُ فيهِ ولا أضاق ذراعي
كانَ مِثلَ الضَّياحِ في القاعِ طَوْراً / وحكى تارةً ثُغاءَ الرّاعي
وعلى ذا مضى الزّمانُ فحيٌّ / غيرُ ساهٍ وميّتٌ غيرُ داعِ
كَيف قدّرتَ أنّنِي من أُناسٍ / قُدْتَهمْ نحو حَيْنِهمْ باِختداعِ
حاشَ للّهِ أنْ أكون سريعاً / ومجيباً من الورى كلَّ داعِ
وغبينٌ مَن هاج منِّي لساناً / مثلَ حدِّ الحسامِ يومَ المِصاعِ
ورجا والرّجاءُ نحسٌ وسعدٌ / ليَّ رُمْحٍ يومَ الوغى بِيَراعِ
وتعاطى جهالةً منه تروي / عَ جَنانٍ ما كان بالمرتاعِ
ولوادٍ حَلَلْتَ فيه جَديبٌ / بك نائي الإخصابِ والإمراعِ
لَيس فيهِ إلّا الجُنابُ لراجٍ / يرتجيه أو الهشيمُ لراعِ
وصدىً لم يَطُفْ به قطُّ إرْوا / ءٌ وجوعٌ لم يُرْوِ بالإشباعِ
بين وَهْدٍ غُبْرِ المتون وهَيْها / تَ وِهادٌ مغبرّةٌ من قِلاعِ
ليس يرميه آملٌ برجاءٍ / لا وَلا يَنتَحيه سعيٌ لساعِ
وَإِذا ما أُلْفِيتَ فيه فما يل / قاك إِلّا بباخلٍ منّاعِ
مَجْثَمُ اليأْسِ والقُنوط فما في / هِ مَزارٌ لجاثلِ الأطماعِ
وبوُدِّي أنْ لم يكن لِيَ تعري / جٌ إليه ولا عليه اِطّلاعي
وإذا ما بقيتَ فاِجتنب الغا / بَ محلَّ الرّدى ومَطْوَى السِّباعِ
ودعِ الإِغترارَ بالسِّلْمِ فالسِّلْ / مُ طريقٌ إلى ركوبِ القِراعِ
إِنّنِي وحدِيَ الّذي لو تأمّلْ / تَ ملأتُ الوادي بغُرِّ المساعي
واِتّباعي ما كان قطُّ لخَلْقٍ / وأولو الفضلِ كلُّهمْ أتباعي
وغبينٌ مَن ليس يعلم شيئاً / بعيانٍ يُرى ولا بسَماعِ
أيُّ فضلٍ في العقل غيرُ مطاعٍ / واِنتِفاعٌ بالقلب ليس بواعِ
وإذا ما مررتُ يوماً على قب / رك شرِّ القبورِ في شرِّ قاعِ
قلتُ لا مَسَّكَ النَّسيمُ ولا اِعتا / دك نَوْءٌ من واكِفٍ همّاعِ
وعداك السّلامُ والرَّوحُ والرَّحْ / مةُ من فائضِ الجَدا النّفّاعِ
وسُقِيتَ العَذابَ لا العَذْبَ والزَّلْ / زالَ تأتي به يدُ الزَّعْزاعِ
وإِذا جوزِيَ الأنامُ فلا جو / زيتَ إِلّا بالمؤلمِ اللّذّاعِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025