ما لنفسي ذابت وطارت شعاعاً
ما لنفسي ذابت وطارت شعاعاً / ولقلبي إثر الأحبة ضاعا
ليس عهد الحياة إلا كزرع / قد ذوى حين أعجب الزراعا
من يسر الزمان سيء وكل / كايلته الأيام صاعاً فصاعا
ريعت الأرض واقشعرت بقاعا / لسحاب أوفى فكف انقشاعا
حسن أين حسن ذاك المحيا / أم إلى النيران أهدى الشعاعا
عقدت تاجها عليك المعالي / وارتضتك الملوك ملكاً مطاعا
أهل ودي ومن رأى أهل ودي / هام وجداً يثقف الأضلاعا
فاجأتنا ظعونكم بالتنائي / قبل أن تعلن الحداة الوداعا
لو تباع الحياة منكم شرينا / ها بكل ومن لنا أن تباعا
كنت للخائفين معقل أمن / فيه تطغى على الخطوب امتناعا
هل درى حاملوك أن ثبيرا / فوق أكتافهم أجد زماعا
يا عماد الدين الحنيفي أني / لك أفضت كف المنايا انتزاعا
ما عجبنا للدهر أن رام صعبا / بل عجبنا للدهر كيف استطاعا
هل لذا الدهر من مساعيك حظ / رام فيه إلى علاك اطلاعا
هو لم لم ينل بعزك عزاً / وتعاطاك كان أقصر باعا
قد أرانا أشد مما استفدنا / فهو ينشي خلق الرزايا ابتداعا
سوف يبكي عليك ثغر مخوف / لثناياه لم تزل طلاعا
سوف يبكي عليك ليل بهيم / لم تزل في دجاه تبكي انخشاعا
إن أهدى الأنام من تتبعه / تقتف سنة الهداة اتباعا
صرفت كفه اليراعة والسمر / سواء فراش فيها وراعا
إن قرم الرجال يخشى ويرجى / ما بكفيه هزةً وانتفاعا
وازن الراسيات حلماً وعزماً / وكطبع النسيم خف طباعا
صاح قرب بكر السرى وابتعده / شدقمياً ينصاع فيك انصياعا
خف يفري نحر الفلا بخف / ذرع الأرض بالوجيف وباعا
إن يسابقه بارق ضاق ذرعا / وهو يشؤ البرق اللموع ذراعا
جبعاً يممن وعرج ملماً / بعلي أندى الأنام رباعا
لست أدري أذكره فاح طيباً / أم عبير الطلق ضاعا
ثم عز محمداً بأخيه / من أساغا در المعالي رضاعا
حيه واقرأ السلام عليه / وادعه بالذي يروق سماعا
أنت سكنت روعة المجد يا من / هو لولاك لم يزل مرتاعا
لا ينل من جنابك الحزن روعا / واحم عنه جوانباً لن تراعا
يقطع السيف بالضريبة لكن / بالصفا الصلد لم يكن قطاعا
سدع الدهر من صفاتك فاجبر / صدعها أنت لا لقيت انصداعا
جمعت في العلي نفس حسين / وهي لولا العلي طارت شعاعا
يا بني الحر إنما الدهر عبد / لكم كان إن عصى أو أطاعا
إنما بينهم على ما عراه / بيت عز شأى البيوت ارتفاعا
كالسما تعقب البدور بدوراً / والزبى تعقب السباع سباع
أنتما فرقداً سماء المعالي / لا تجازان رفعة واجتماعا
فاسلما للعلى بكل مرام / يا خليلي ساعداً وذراعا
وسقى ربنا زكي تراب / طاب بالمجتبي الزكي بقاعا
سحب عفو يسوقها روح لطف / واصطيافاً تروده وارتباعا