المجموع : 3
أيها الطلعة التي أخذتنا
أيها الطلعة التي أخذتنا /
بسناها عنا وقد أعدمتنا /
ثم لما معارج القرب فتنا /
قبضة النور من قديم أرتنا / في جميع الشئون قبضاً وبسطا
قد ورثنا الكمال جداً فجدا /
وبنا الشوق للأحبة جدا /
إن من أسفرت هي الفرع حدا /
وهي أصلٌ لكل أصلٍ تبدى / بسطت فضلها على الكون بسطا
من رآها فعن سواها لقد عف /
وبها جسمه غداة الهوى خف /
فهو عنها بلطفه في الورى شف /
وهي وترٌ قد أظهرت عدد الشف / ع بعلم فجلّ حصراً وضبطا
هي روح قريرة العين شكلا /
نحن صرنا لها شراباً وأكلا /
سرها بالغذا لنا هوَ يكلا /
ولدت شكلها فأنتج شكلا / بشرياً أقام للعدل قسطا
نحن في الغيب لم نزل في يديها /
ونراها إذ أظهرتنا عليها /
كل قلب لها يشاق إليها /
وهو عبد قد حررته لديها / بيديها وكم أفاض وأعطى
إنني للمنى لها مستحق /
وفؤادي فيما ادعاه محق /
أي عبد حواه سحق ومحق /
حققته بحقها فهو حق / جاء بالحق ينظم الخلق سمطا
كل شيء له من الغيب سر /
بتجليه للقلوب مسر /
والذي يدريك الحقائق حر /
لنقوش النفوس حقق والرو / ح أرته في اللوح شكلاً ونقطا
أيها القلب في بيوت الهدى قر /
وإلى الله من سواه به فر /
حضرة الروح ليس يعرفها الغر /
عالمٌ منه آدمٌ علِمَ السر / ر وعلْمَ الأشياء رسماً وخطا
هي أضحى بها العليم جهولا /
حين وافت تجر فينا الذيولا /
وهي إن رمت منصفاً أن تقولا /
هي ناسوت أنسنا والهيولا / شمس سر العروس بكرٍ وشمطا
سر أمر يعزى الجميع إليه /
وقلوب الأنام طوع يديه /
كلنا كالجفون من عينه /
طلسم حارت العقول عليه / كنزُ بحرٍ قد شط في الدرك شطا
نحن قوم إلى مجاليه هدنا /
ومعانيه ساعة ما فقدنا /
نتملى به متى ما أردنا /
إن شهدناه في الجمال شهدنا / لجميل غدا له الحسن مرطا
جل وجه به تجلى علينا /
ففقدنا بنوره ما لدينا /
إن شهدناه بالجمال اكتفينا /
أو نظرناه في الجلال رأينا / أسداً فاتكاً من الأُسْدِ أسطى
طلعة للذي تريد أعانت /
ولأهل السوى بجهل أهانت /
ولها فوق كل شيء أبانت /
تاج فضل له الجحاجح دانت / وإليه رأس المفاخر وطَّى
يا وحيد الوجود لا زال عنه /
يظهر الكون ما له فيه كنه /
والهدى والظلال قل من لدنه /
كل شيء معناه والكل منه / وعليه مبناه ماختلَّ شرطا
جهله في القيود للعقل مسجن /
وتجليه للأحبة مشجن /
ليس في الإنس علمه لا ولا الجن /
واحد الشخص وهو مختلف الجن / س يقينا من أنكر الحال أخطا
إن ترده فكن عن الكون زاهد /
ولكم مات في هواه مجاهد /
وإذا رمت أن ترى منه شاهد /
فتفهم تعلم وجاهد تشاهد / يا مريدي ومن مزيديَ تُعطى
إن هذا النظام ألطف جسم /
والذي قد سما بذات ورسم /
حيث كنَّى فقال في حسن وسم /
وأنا عاجز محمد إسمي / لأجل الأنام قد صرت سبطا
وأنا العبد للغني بقربي /
من سليل الصديق فقت بشربي /
واثقا بالنبي أفضل عرْب /
فعليه صلى وسلم ربي / مع صحب والآل من جل رهطا
لبسنتني مليحة الغيب مِرطا
لبسنتني مليحة الغيب مِرطا / وبها قد تعلق القلب قرطا
ذات وجه يلوح من خلف ستر ال / شيء فهو المكشوف وهو المغطّى
حسنه أدهش العقول فحارت / أخذ الكل بالظهور وأعطى
يتجلى وتارة يتحلى / فنرى في الوجود قبضاً وبسطا
نظم العالمين عقدَ لآل / أمره لا يزال للعقد سمطا
من رآه أصاب فيما رآه / والذي قد رأى السوى فيه أخطا
هو شمس وما سواه ظلال / وهو بدر لظلمة الغير غطى
أحكم الأمر فهو بالحكم باد / في جميع الشئون حَلاً وربطا
يا قريب اللقا بعيد التجافي / لِمْ توافي رهطاً وتهجر رهطا
نحن هدنا إليك ممن سواك ال / آن فاجعل لنا من الأمر قسطا
وتدارك نواظراً وقلوباً / أعجمتها الأوهام شكلاً ونقطا
إنما أنت أنت والحكم شيء / منك وهو الجميع عدَّاً وضبطا
دخل القلب دير عشق سُليمى / يحتسي من لقائها الإسفنطا
فرأى ثم نسوةً طالعات / من بحار الجمال يسكنَّ شطا
ناظرات من الظبا بعيون / ناعسات من البواتر أسطى
في قدود كأنهن رماح / جعلت قتل من بها هام شرطا
كل هيفاء ينفخ الطيب منها / كيف كانت تجول رفعاً وحطا
أمر الله أن تطاع بحسن / راسم بالغرام في القلب خطا
بدر تمٍّ على قضيبٍ تثنّى / في كثيبٍ بها عن المشي أبطا
هي شمس الضحى وبدر الدياجي / قد فنينا بها رضاء وسخطا
ثغرها بث عن صحيح البخاري / وأنا مسلم وقلبي موطَّا
إن عبد الغنيْ لها الآن اسمٌ / لقطته حواضنُ الكون لقطا
فهي طيف الخيال في نور طه / سيد الرسل كاشط السر كشطا
فعليه الصلاة منه وآل / وصحاب ما الريح صافح خمطا
أو تغنَّى على الأراك حمامٌ / وسرى بارقُ الحمى يتمطَّى
طاء طيب الطباع في الأقساطِ
طاء طيب الطباع في الأقساطِ / طهرتني للمشي فوق البساطِ
وجعلنا نوراً لها هو يمشي / صار في ناسه به بانضباط
والذي يعرف الموازين يدري / كيف يمشي على متون الصراط
طيبة فاحت الروائح منها / فهي كالبحر والتغاير شاطي
والذي ينشق المعارف يحظى / بأواني مملوءة وبواطي
طعم هذا حلو وذا غير حلو / وهي تسقي بصيِّبٍ غير خاطي