جَزِعَت أَن يُقالَ دامٍ عَبيطُ
جَزِعَت أَن يُقالَ دامٍ عَبيطُ / أَو أَسيرٌ لِحَلقَتَيهِ أَطيطُ
فَاِستَراحَت إِلى الَّتي أَعقَبَتها / حُرَقاً تَلفَحُ الحَشا وَتُشيطُ
خَفَقَت جَأشَها عَلى البَينِ لَمّا / أَيقَنَت أَنَّها البَلاءُ المُحيطُ
ثُمَّ قالَت تَعَزِّياً إِن يَكُن لا / بُدَّ مِن نَكبَةٍ فَأَمرٌ وَسيطُ
إِنَّ بَعضَ الخُطوبِ أَهوَنُ مِن بَع / ضٍ وَدونَ البُكا يَكونُ النَحيطُ
يا لَها ساعَةً بِها اِنهاضَ لِلبَي / نِ فُؤادٌ بَينَ الضُلوعِ وَهيطُ
حينَ جاءَت يَهتَزُّ كَالغُصنِ الما / ثِلِ في الظِلِّ مَتنُها المَحطوطُ
ثُمَّ أَبدَت كَالأُقحُوانِ جَلَتهُ / شَمسُ دَجنٍ فَاِرفَضَّ عَنهُ السَقيطُ
قَرنُ شَمسٍ وَدِعصُ رَملٍ تَثَنّى / بَينَ هَذا وَذاكَ في الثَوبِ خوطُ
يا اِبنَةَ القَيلِ إِنَّ خِدنَكِ لا يَق / دَحُ في غَربِ عَزمِهِ التَثبيطُ
هَرِسٌ يَفرِسُ الأُمورَ وَلا يَع / روهُ مِنها الإِفراطُ وَالتَفريطُ
ضَوؤُهُ سَيفُهُ إِذا حُشَّ لِلمُت / رَفِ تَحتَ الدُجى الذُبالُ السَليطُ
ذو حُسامَينِ مَشرَفِيٌّ صَقيلٌ / وَغَريمٌ لِلنائِباتِ عَطوطُ
كُلَّ يَومٍ يَنتابُ مِنهُ الأَعادي / ذاتُ رَوقٍ عِقالُها مَبسوطُ
قَرِّطا مُهرِيَ العِنان وَشيكاً / فَحَرِيّ لِمُهرِيَ التَقريطُ
قَرِّطاهُ نِعمَ المُؤازِرُ في الرَو / عِ لِأَحلامِهِ وَنِعمَ الرَبيطُ
قَرِّطاهُ أَحوى أَحَمُّ عَلَيهِ / لِتَمامِ الذَكاءِ وَالعُنقِ ليطُ
قَرِّطاهُ لِمُقلَتَيهِ شُعاعٌ / وَلِرادَيهِ في اللِجامِ غطيطُ
قَرِّطاهُ مُلاحِكاً حارِكاهُ / مِثلَ ما لُزَّ بِالكَتيفِ الغَبيطُ
قَرِّطاهُ تَلوحُ في الوَجهِ مِنهُ / غُرَّةٌ مِثلَ ما يَلوحُ الشَميطُ
قَرِّطاهُ كَأَنَّ سامِعَهُ المُص / غي إِلى كُلِّ نَبأةٍ إِعليطُ
قَرِّطاهُ لا بُدَّ يَنقُضُ وِتراً / أَو يُلاقيهِ حَتفُهُ المَخطوطُ
قَبَضَت عَن عُمانَ ظِلّاً مِنَ الخَف / ضِ دَهاريسُ بُؤسُها مَبسوطُ
لَعَنَ اللَهُ حَيثُ ظَلَّ وَأَمسى / لَعنَةً عِبؤُها مَحطوطُ
غاوِيَ الفُجحِ ثُمَّ أَتبَعَ موسى / لَعنَةً تَملَأُ القَصا وَتَحوطُ
يا لقَومي لَقَد بَغى العَبدُ موسى / وَالعَسيفُ المُدَفَّعُ العُضروطُ
نالَ عَزّانُ دَولَةً لَو رَآها / حُلُماً ظَنَّ أَنَّها تَخليطُ
سَمَتِ الأَزدُ بِالحُتوفِ إِلى الأَز / دِ وَموسى مُسَلَّمٌ مَغبوطُ
يَشرَبُ العَبدُ صَفوَها وَشَرابُ ال / أَزدِ مِنها مَطروقُها وَالمَطيطُ
فَهَبِ الدَهرَ لا يَثوبُ وَهبها / غَمرَةً لا يُميطُها مَن يُميطُ
فَاِبلغوا الجَهدَ أَو فَموتوا كِراماً / لَيسَ يُغني التَبريقُ وَالتَخطيطُ
كَم إِلى كَم نَعيشُ أَنضاءَ ذُلٍّ / كُلُّنا مُلجَم بِهِ مَعلوطُ
أَتَرى الأَزدَ يَقسِمُ الذُلَّ فيها / خارِجِيٌّ وَخارِبٌ عُمروطُ
ثُمَّ تَرضى بِذَلِكَ الأَزدُ إِن تَر / ضى فَلا ريشَ سَهمُها المَمروطُ
لا لَعمر الَّذي تَمَسَّكتُ مِنهُ / بِرَجاءٍ لا يَعتَفيهِ القُنوطُ
لا يَغُرَّنكُمُ اِنبِعاثي رُوَيداً / إِنَّ هَمّي بِالفَرقَدَينِ مَنوطُ
إِنَّ هاتي الأُمورَ عَن قَدَرِ الرَح / مانِ يَجري صُعودُها وَالهُبوطُ
إِن تَسَخَّطتُ أَو رَضيتُ فَسِيّا / ن لَعَمري رِضايَ وَالتَسخيطُ
كُلُّ ما حُمَّ أَن يَكونَ قَريبٌ / وَالَّذي لا يُحَمُّ ناءٍ نَعيطُ
صاحِ لَو هَدَّ رُكن صَبرِيَ رُزءاً / هَدَّهُ الرُزءُ يَومَ بانَ الخَليطُ
يَومَ خِلتُ الفَضاءَ مُنصَفِقَ الأَك / نافِ بِالرَكبِ وَهوَ رَحبٌ بَسيطُ
لا يَظُنُّ الأَعداءُ أَنَّ مُقامي / حَيثُ يَغتالُني المَحَلُّ الشَحيطُ
صارِفاً عَزمَتي وَلا الخَفضُ ما لَم / أَترُكِ الثَأرَ بِالفُؤادِ يَليطُ
ثُمَّ أَخلَدتُ يَحسبُ القَومُ أَنّي / بَينَهُم لِلأسى قَريفٌ وَخيطُ
سُلِّطَ الصَبرُ وَالرَجاءُ عَلى النا / سِ سَيُغريهِما بِهِ التَسليطُ