هَجَرَتني ظُلماً لتحميل واشِ
هَجَرَتني ظُلماً لتحميل واشِ / وأطالتْ بهجرِها إيحاشي
هيَّجتْ لي ضدين ماءً وناراً / دمعَ عيني يَهْمي ولوعةَ جاشي
ما أرادَ الوشاة مني أراني ال / لَهُ بالسقم والضنى كلَّ واشي
نفّروا من هَويتُه ربما أب / صرهُ نحو خلَّتي ذا انحياش
رُبّ يومٍ رويتُ عينيَّ منه / وعرُوقي من ريقهِ ومشاشي
لِيَ مُذ لجَّ بي الصدودُ ليالٍ / ليس نومي فيهنَّ غير غِشاش
وفؤادٌ مُضنىً وشوقٌ قديمٌ / وهوىً كامنٌ وسُقميَ فاش
عدِّ عن ذِكرهِ وسِمْ نَفْطويهِ / بقوافٍ من الهجاء فواش
سائراتٍ في الأرضِ شرقاً وغرباً / فاغدُ للإثمِ آمناً غير خاش
لا تخفْ مأثماً بشتمك إيّا / ه ولو جِئت غاية الإفحاش
عِلجُ سوءٍ يهشُّ للحادر العب / ل العظيم الجرْدانِ أيَّ اهتشاش
يدعي العقل والزكانة والعل / م ويضحي من أطيش الطياش
لو بشاشٍ أضحتْ عظامُ الفياشي / لغدا الوغدُ سائراً نحو شاش
وإذا ما تكلم القردُ في النح / و وَحَفَّتْهُ عُصبة الأوخاش
قال منه القفا وقد خافَ لطماً / رَبِّ سلِّم من الأكُفِّ الغواشي
كم رأينا الأكفَّ جادتْ قفاه / برذاذٍ من وقعها ورشاش
وهو فيما دعا إلى صفعه بال / يد والرِّجل دائمُ الإنكماش
ويك يا واسطيُ فاسمع مقالي / ونصيحي فلستُ بالغشَّاش
لك أنثى تَزيفُ في كل عُشٍّ / وتَغدَّى في سائرِ الأعشاش
ولك الزقُّ والحِضانُ وتحظى / هي حقاً بلذَّةِ الافتراش
ثم تهدي إليك يا نَفْطويه / فرْخَها صاغراً بحُكم الفِراش
هاك خُذها من شاعرٍ ذي بيانٍ / عن مخازيك أيما نبّاش
لم يَقُل مثلها النوابغُ قِدماً / لا ولا كان مِثلها للأعاشي