ماتَ يا قومُ فجأةً إبليسُ
ماتَ يا قومُ فجأةً إبليسُ / وَخَلا منهُ رَبعُه المأنوسُ
وَنَعاني حَدسي بهِ إذْ تُوُفّي / وَلَعَمري مماتُهُ مَحدوسُ
هَوَ لَوْ لَمْ يَكُنْ كما قلتُ مَيْتاً / لم يُغَيّرْ لُحكمِه ناموسُ
أينَ عيناهُ تنظُرُ الخمرَ إذ عُطّلَ / منهُ الرَّاووقُ والمجريسُ
والبواطي بها تَكَسّرْنَ والخمّا / رُ مِن بَعْدِ كَسْرِها محبوسُ
وذَوو القَصفِ ذاهلونَ وقد كا / دَتْ على سَلها تسيلُ النّفوسُ
كم خَليعٍ يقولُ ذا اليومُ يومٌ / مِثَلَما قيلَ قمطريرٌ عبوسُ
وفتى قائلٍ لقد هانَ عندي / بعدَ هذا في شُربِها التَجريسْ
أينّ عيناهُ ينظُرُ المزرَ إذا أو / حشَ منهُ المأجورُ والقادوسُ
وَعجينُ البقولِ قد بَدَّدوهُ / وَهوَ بالتُّربِ خَلْطُهُ مَبسوس
واللفاتي مكسّرات كما قَدْ / كُسّرَتْ في رَحَى البدورِ الكؤوسُ
وَتَرى زَنَكلونَ يزعَقُ زينو / نُ وناتو يَصيحُ يا جاموسُ
نَهَبوا الكَلَّ والطّراطيرَ والطا / رَ وضاعَتْ خَريطتي والفلوسُ
أينَ سَنكولي وطاجنة والسفا / رضي الله عنه وأينَ المزراقث والدَّبّوسُ
أينَ نَمشي يا بنتَ عَمٍّ وزينو / نُ أخي من قَضيّتي محبوسُ
أينَ عَيناهُ والحشائشُ يُحْرَق / نَ بنارٍ تُراعُ منها المجوسُ
قَلَعوهخا منَ البساتينِ إذ ذا / كَ صغاراً خُضْراً وَهُنَّ غروسُ
والحرافيشُ حولهَا يَتَباكو / نَ دموعاً يُطفَى بهنَّ الوطيسُ
ذا يُنادي رفيقَهُ يا عنيكير / وهذا يصيحُ ما محلوس
أسمُرا لَرْكزَكَّ بينَ الأكواشِيْ / بسعي وهو كَرْ لَكَلْ خَشنى يموسُ
لَيْسَ تُصمي كَشَّ المَزِيةِ إلاَّ / مِنْ مَها الرَّصفِ أو فَتىً سالوسُ
ارحلوا هذهِ بِلادُ عَفاف / وَسعُودُ الخلاَعِ فيها نُحوسُ
أينَ عَيناه تَنْظُرُ والحا / نةَ قَدْ هَدَّمَتْ ذَراها الفؤوس
وَقَضيبٌ وَزَينَبٌ وَكهارٌ / باكياتٌ وَنُزْهَةٌ وَعَروسُ
ذي تُنادي حريفَها لِوَداع / لا عناقٌ لا ضَمُّ لا تَبويسُ
انقضى كل ذاكَ والعهدُ في حل / قيَ لم يَبْقِ بعدَها لي أنيسُ
أينَ زامَرْ دازَ عقّي لي بَرَامَزْ / دَ والأحمَدونَ يا طاووسُ
فَيُنادي شُهْ عَلَينا / نجمُ سِتي قد عَكَسَتْهُ النحوسُ
عَكَسَ اللهُ نجمَ ستي ففي سا / بعِ ضربِ رَملها أَنكيس
أينَ نَمشي حُزناً خُراخِتْ زَمانِ / لا فيهِ ولا خَنْدَريس
مَنْ لنا بعدَ ذلكَ الشيخِ خِدْنٌ / وسميرٌ ومؤنسٌ وَجَليس
مَنْ تُرى بعدَ موتهِ يُضحكُ المع / شوقَ لي إنْ بدا بهِ تعبيسُ
فأبكيهِ أرمدَ العينِ حتى / لِشقائي يَعيشُ جالينوس
وسأعوي لهُ حَياتي وأغوي / مَنْ لَهُ الكيشُ بعدَهُ والكيسُ
وَلَقَدْ قلت يومَ أنكرَ من أن / كر قَولي لمّا تَوى إبليسُ
هُوَ لولا عدلُ الوزيرِ لما ما / تَ ولا ضَمَّ جِسمَهُ ناووسُ
كيفَ يحيي في عصرِ من ليس يخَفى / عنهُ مَينٌ كلا ولا تلبيسُ
طَهرَ اللهُ بالمطهرِ تاجِ الدينِ / دينَ الورى فلا تدنيسُ
وعلا جَسدهُ بجَدٍّ لهُ العلياءَ / زُفّتْ كما تُزَف العروس
عتْرَةٌ منهُم العطاءُ طليقٌ / وَعَليهم كل الفخارِ حَبيسُ
فَهُمُ إنْ دَجى الظلامُ بدورٌ / وَهُمُ إنْ بدا النهارُ شموسُ
تاجُهُمْ تاجُهم ولستُ أباهي / كلهم في ذرى المعالي رُؤوسُ
يا جواداً إذا سرى بجواد / ذي شياةٍ كأنّهُ الطاووس
قالتِ الناسُ قَبلها ما بلغنا / أنّ بحراً يحوزهُ قَربوسُ
ويقول الحسّادُ ما قبل هذا / لا ولا بعدَهُ يُعَدُّ رئيسُ
نجمُ هذا آيُ النجومِ وَلِمْ لا / أخبرَ الناسَ عنْهُ بطليموسُ
الهلالُ الجبينُ والديمةُ الوط / فاءُ كفّاهُ والرياضُ الطروسُ
يا عيونَ الحسّادِ عنه تَوَلّيْ / وأخسأى إنَّ عزَّهُ مَحروس
دُمتَ يا أيّها الوزيرُ المرجَى / وإذا دُمْتَ زالَ عنا البوس
سالماً من يُحب سَعْدَك مسعو / دٌ ومن لا يُحبُّهُ مَنحوسُ
وحمى الله منزلاً أنتَ فيهِ / فلقد طابَ عندهُ التعريسُ
وَلَقّد قسْتهُ بَجنةِ عَدْنٍ / وحماهُ بغَيْرهِ لا أقيس
ليس عندي المعشوقَ بل كل غُصنٍ / فيهِ عندي المعشوقُ حينَ تميس
آنَسَ الله رَبْعَهُ بكَ دهراً / فهوَ رَبعٌ مباركٌ وأنيسُ