قد حصَلنا من الماش كما قي
قد حصَلنا من الماش كما قي / ل قديما لا عطرَ بعد عَروسِ
ذهبَ القومُ بالأطايبِ منه / ودُعينا إلى الدّنىّ الخسيسِ
لا جميلٌ بمثله يحسُن الذك / رُ ولا عامرٌ خرابُ الكيِس
وإذا ما عِدمتُ في الأمر هذي / ن فسيَّانِ نهضتى وجلوسي
عُرِضَت قبلَنا تَبالةُ للح / جَّاج فاعتافها بوجهٍ عَبوسِ
وتولَّى أمر العراقين صالٍ / نارَ حربٍ تُزْرى بحربِ البسوسِ
جلسةٌ في الجحيم أحَرى وأولى / من رحيل يُفضِى إلى تدنيسِ
ففرارا من المذلّة في آ / دَمَ كان الفرارُ من إبليسِ
أتراني مزاحماً لأناسٍ / قُلِّدوها بالسيف والدبّوسِ
بين ذي عُجمة وآخرَ منقو / صٍ وذي جِنَّةٍ وذي تنميسِ
وبطينٍ وأبرصٍ وهمادا / ءانِ غضَّا من قدرِ كلّ رئيسِ
معشر ليس يبلغ الذمُّ فيهم / حدَّه وصفتهم بتيوسِ
غايةُ العلمِ عندهم وتمامُ ال / فضل حشنُ المركوب والملبوسِ
ما افتخار الفتى بثوبٍ جديدٍ / وهو من تحته بعِرضٍ لبيسِ
والغنىَ ليس باللُّجيْن وبالتِّب / ر ولكن بعزّةٍ في النفوسِ
عادة للزمان يَجرِي عليها / أن تصير الأذنابُ فوق الرءوسِ
قد حويتُ الذي به ينجح السع / يُ فمن لي بحظىَ المنحوسِ
وإذا صحَّ لي هوى شرف الدي / ن تولَّى النعيمُ قتلَ البوسِ
قد توثَّقْتُ يا صروفَ الليالي / من اياديه فاحمُقى أو كِيسىِ
ليَ ما شئتُ روضةٌ وغديرٌ / ومِراحٌ من ربعهِ المأنوس