المجموع : 8
وشَمولٍ أرقَّها الدهر حتى
وشَمولٍ أرقَّها الدهر حتى / ما تَوارى قَذَاتُها بلبوس
وردةِ اللون في خدود الندَامى / هي صفراء في خدود الكؤوس
سهلة في الحلوق لا غَوْل فيها / وهي خشناء صعبة في الرؤوس
وكأن الشعاعَ منها على الكف / فِ جِسادٌ على مَداك عروس
تُتَلقَّى بالعبس وهي تَحَيي
تُتَلقَّى بالعبس وهي تَحَيي / بنسيمٍ فيه حياة النفوس
جمعت آيتين مُحييةً طو
جمعت آيتين مُحييةً طو / راً وطوراً مميتةً للنفوس
لطفت فاغتدت تَحل من الأجْ / ساد من لطفها محل النفوس
عجب الجاهلون أن أبصروهُ
عجب الجاهلون أن أبصروهُ / نَزَّه الناس في بساتين رأسِهْ
كيف لو أبصروهُ وهو مُجدٌّ / يُعمل الكف في مَصافع نفسه
قلت للسائِليَّ عن غضبي كا / ن عليه وعن قِلاي لعِرسِه
ضرطتْ عِرسُهُ على رأس أيري / فتوهمتُ أن ذاك بِدَسِّه
عجبَ الشيخ خالدٌ من أناسٍ
عجبَ الشيخ خالدٌ من أناسٍ / يَعْكسون الأمور أعجبَ عكْسِ
أنكروا أن يكون مسلكَ أيرٍ / ثُقْبَةٌ لا تزال مسلكَ جَعْس
لكن الشيخ خالد يحبس الأص / لع فيها برغمهم أيَّ حبس
ويرى أن رفع أمِّ سُويدٍ / فوق مقدارِها مَهانةُ نفس
راع قلبي مشيبُ رأسٍ خليسِ
راع قلبي مشيبُ رأسٍ خليسِ / راع جهلي والكَيْس بالتكييسِ
حالكٌ غيَّرته جونٌ وعِيسٌ / فهو لونان بين جُون وعيس
والليالي وناسِخات الليالي / تُوشكُ القَدْحَ في الصحيح المليس
كَم صَليب من الصفا آيستْهُ / عُقبُ الدهر أيما تأييس
لَمَسَتْني أكفُهن فأبقتْ / أثراً لا يروق عَينَي لميس
وكذاك الفتى بموقف موقو / فٍ على حادث الزمان حبيس
خائفٍ من مبارز وكمينٍ / وجِلٍ من مُجاهرٍ ودسيس
تَرحاً للزمان من مُستأيسٍ / ولمن يرتجيه من مُستئِيس
كلما استدرجَ المؤمِّل فاغْتَرْ / رَ رماهُ بفيلق دَرْدَبيس
ثم يدعَى جريحه السالم الغا / نم إذ أخْطَأتْه حال الفَريس
بينما من يروده في مراعي ال / رُطب إذ صار في مراعي اليبيس
ثم يأتي مكان رأسٍ برجْلَي / ن ضلالاً لذاك من تَرْئيس
كم له من بطانة لا يُعفّي / صَرْفُهُ عارها سجيسَ عَجيس
مُحْدَثي رفعةٍ قديمي سَفالٍ / غلّسُوا فيه أيما تَغْليس
سُئلوا كيف نَوْمَة التارِك المج / د فقالوا كَنوْمة التَعريس
لابسي ملبس من الجهل لا ين / فكُّ عينَ الجديد غير اللبيس
أُبْهمَ القومُ غير شك وأُنِّس / تَ فعادوا فضيلة التأنيس
قلت داليةً أعانتني الجن / ن عليها لا شك دون الأنيس
مادحاً صاعداً بها وعلاءً / مُطنباً في الخسيس وابن الخسيس
فكأنّي هَيَّأتُها لحمارَي / ن يَرُودان في خَلِيس الوديس
لم يُصيبَا في أمرها فأصيبا / بعذاب من الإله بئيس
ظَلَمَاها فعوقبا بيد اللَ / هِ فخَرّا من حالق مَرْمَريس
ويدُ اللَه تلك ناصر دين ال / لَهِ ليثُ البِراز لا العِرّيس
والشهابُ الذي تهاوَى فأهوَى / كلَّ عِفْريتِ فتنة عِتْريس
من بني هاشمٍ ومن آل عبَّا / سٍ بَنى اللَّه بيْتَه في الدَخيس
يا لها حُلَّةً نسيجة وَحْدٍ / لم يكن حَظُّها سوى التدنيس
يا لها حِليةً أُجيدت لشَمْطا / ءَ وأخرى مَبْنيّة التَقويس
صاعد وابنه وما للخسيسي / ن وللمدح بالكلام النفيس
لم يكن من حُلَى الخَبِيثَين لكن / من حُلى كل ماجد نِقْريس
وحُلى السادة الأكابر ليست / من حُلى الجاثليق والقِسّيس
لا حَظَاها بغير عينَي سُليما / نَ فلم يَصبُوا إلى بلقيس
حَسُنت كلها وطابت فسادتْ / في الضَّعيفَينِ سورة الخَنْدريس
وكذا الخندريس تُضْحي وتُمْسي / آفةَ العقل غير ذي التأسيس
ذاتُ طَعْمٍ ومنظرٍ ونسيمٍ / وحُمَيّا وهِزّةٍ ورَسيس
حكْمها في العقول تذكية الأق / وى ورمي الضعيف بالتَهويس
لم يكن آفةُ القَصيدةِ إلا / ذاك فاترك مقال ذي التلبيس
ظلمَ الشعرُ صاعداً وكذا كم / ظلمتْهُ الملوكُ بالتَفْريس
بل هو الظالم الذي ظل يرقى / راكباً مركباً من التدليس
يتعاطى الكبيرَ بعد صغير / لم يُطقْ حَمْله بأقصى النَسيس
كاتبٌ ضاق باليراعة ذَرْعاً / فتعاطى القناة نزوَ السريس
واعْتزى كاذباً إلى آل كعبٍ / وانتمى زِيُّهُ إلى باذَغيس
واستباح الأموال يُعمِلُ فِيهِنْ / نَ بلا مدفع ولا تنفيس
نفقات كادت تُفَلِّسُ بيت ال / مال أقصى نهايةِ التفليس
وتولَّى وزارتين فأضحى ال / حقُّ غضبانَ ظاهر التعبيس
وبتدبيره عصى ابْنُ سجستا / نَ ومن قبلِه أخو تَنِّيس
شؤم رأيٍ أتى على الشرق والغر / بِ من المدَّعى الدعِيِّ النحيس
قالتْ الخيلُ للدعي دع المَع / وَ ولا تخلطنَّهُ بالغَسيس
لستَ من شكلنا وليس من الفا / ل عُطاس يكون عن تعطيس
لم تضَع للتي تَكدَّس بالأب / طال بل للحصاد والتكديس
خارَ أصحابُه لَدُنْ صَحِبُوهُ / فغدا اللِّيسُ منهم غير لِيس
وغدت ذِلّة النصارى على المل / ك فأضحى أوزاعَ شِلوٍ نَهيس
عجباً من موفق الرأي ولَّى / كلبَ خَسٍّ مكان رئْبال خِيس
ومن النُكر حَوكيَ المدحَ فيه / وهو أولى بالوطء والتضريس
لم يكن صاعدٌ مكاناً لمدحٍ / لا ولا موضعاً لقوْدِ خَميس
يا لتَفْضيله ومدحيَ فيه / وهو أهل الهجاء والتخسيس
كيف أعطاهُ غير حَقَّيه عدلٌ / لا يُعير النديمَ حق الجليس
كيف قلتُ الفصيح في فاحش العُج / مةِ كالطَمْطَميِّ من بَدْليس
قال يوماً كُنّا بِطُوْسُ فنادَو / هُ ألا اخفض فقال كنا بطِيس
وإذا رام أن يفوه بقدّو / س أبَى مِرْنةً سوى قدّيس
غلبت لكنة النصارى على في / ه فأعيت علاج بُقْراطيس
ربما أرتجته فارتجَّ شدقا / ه من العي كارتجاج القريس
ما أراني غَلِطْتُ في العبد بل قل / ت بتقليد سيدٍ بِرْعيس
ومن اختاره الأميرُ مدحنا / ه وكان السعيدَ غير النحيس
ومن ازْورَّ عنه يوماً هجونا / ه وكان النحيس عين النحيس
وَلَمَا غولِط الأميرُ ومن أي / ن وما غَوْر دَهْيِه بمقيس
بل إخالُ الأمير جرّبَ والمر / ء يُحب التجريبَ للتجريس
كان كالمتلف البضاعة في المت / جر حتى استفاد كيْسا بكيس
ثم صال الأمير بالثعلب الحا / ئن صول المحقِّ لا الغِطريس
فكم انشقَّ مدفنٌ عن دفينٍ / وكم انعقَّ مَكْبسٌ عن كبيس
وثنَى بابنه السفيه المعنَّى / بأساطير أرسطَاطاليس
والذي لم يُصخ بأذْنيه إلا / نحو ذو ثوريوسَ أو واليس
عاقداً طرفَه ببهرامَ أو كي / وان أو هِرمسٍ أو البرجيس
أو بشمس النهارِ والبدر والزُّه / رة عند التثليث والتسديس
واجتماعاتهن في كل قيد / وافتراقاتهن عن كل قِيس
كي يروم القضاء قَسْراً وأولى / أن يُرام القضاء بالتخييس
يشْهد الله أنه كان نجلاً / ما تلقَّتْه لِقوةٌ عن قبيس
سِلمُ عيٍّ محارباً كل شيءٍ / وافرٍ حظه من التقديس
دهَّرَتْهُ جهالةٌ نصَّرته / ثم عادت عليه بالتمجيس
لم يزل سادراً يسير ويسري / منِ هواه المضلِّ في إمْليس
وكذا صاعداً أبوه ألا بُع / داً لإبليسَ وابنه لاقيس
تركت آل مَخْلدٍ سخطةُ اللَّ / هِ كطَسْم بحقهم وجَديس
هل ترى رائياً لهم من خيال / هل ترى سامعاً لهم من حَسيس
بَهَظُوا الأرض بالكنوز وقد أض / حوا وما يملكون من هَلْبسيس
نازعوا النحل في جناها فحَالَتْ / حاصبات القَليس دون القليس
ها أنا المنذر المحذِّر من يظ / لم شعراً من سُوقَةٍ ورئيس
فَلَهُ ناصر من اللَه إن جَا / دَ وإن لم يجُدْ فمن إبليس
لم يزل بين نكبة وهجاءٍ / ظالم الشعرِ في أحر وطيس
كالحاً في وثاقه الدائم الجِدْ / دة أو عرضه اللبيس الدَريس
عجباً من موفق الرأي ولَّى
عجباً من موفق الرأي ولَّى / كلبَ خسءٍ مكان رئبال خيسِ
كَنَز اللَه في كنيزةَ نتناً
كَنَز اللَه في كنيزةَ نتناً / خالص النوع ليس مما يُغشُّ
بخَرٌ يصدعُ الصفا وخُشامٌ / وصُنانٌ فإنما هي حَشُّ
فإذا ما تْحدَّثتْ أو تغنّت / طفقتْ آنُفُ الندامى تُخشُّ
وتراها تستكتم الطيبَ والمَرْ / تك أسرار نَتْنها وهْي تَفْشُو
وتصدّى للنيك في زينة الدُّن / يا وما تُشتَهى ولا تُسْتَهشُّ
ريحُها وهي حيةٌ ريح ميتٍ / باتَ في القبرِ ثم أبداهُ نبشُ
تنفرُ الأنفسُ السواكنُ منها / حين تَدنُو فإنما هي وحْشُ
عُوِّضَت من ذوائب وقرونٍ / حملَ أنفٍ فيه لفرخينِ عُشُّ
ثمّ من أقبح البريّة طُرّاً / زَفَّها عاجِلاً إلى القبرِ نعشُ
وجهها الأغثر المجدَّر يحكي / جعسَ أمسٍ أصابَ أعلاه طشُّ
جُدريٌّ ما شانها وهو شينٌ / كل أثرٍ في ذلك الوجه نقشُ
كل شيءٍ محا حُلاها فزَينٌ / كل شيءٍ وارَى التراب ففرشُ
غيرُ مستنكرٍ مع المسخ قُبحٌ / غير مستشنعٍ مع الحفْرِ حَرْشُ
ومجال الوشاح منها وثيرٌ / ومجال الخلْخال والحجل حَمشُ
وبها غُلمةٌ تزيد على الني / ك استعاراً كالنّارِ حين تُحشُّ
ولها كَعْثب كَظِلف غزالٍ / فيه صدع كأنما هو خَدشُ
ما تحب النكاح إلا نطاحاً / من بعيدٍ كما تراجَع كبشُ
وإذا أقْفَلَتْ على الأير كالكل / بة يوماً فقُفْلُها ما يُفَشُّ
لا يُعِدُّ الرشا لها نائكُوها / هي أولى بأن تُنَاكَ وتَرشو
صوتُها بالقلوب غيرُ رفيق / بل له بالقلوب عُنفٌ وبطشُ
وتُغني فتُورثُ السمع وقْراً / فَعَلَيْها لمن تغنّته أرْشُ
تَدَّعي غُنَّة الشباب ويأبى / ذاك صوتٌ لها جريشٌ أجشُّ
فإذا رقَّقَتْهُ بالجهدِ منها / خِلتَ أن في حلقها شعيراً يُجشُّ
تَتَناغى وعودها بنهيقٍ / كنهيقِ الحمارِ ناغاه جَحْشُ
هي وَخْشٌ وإنّ دهراً سَمِعْنا / فيه من مِثلها غناءً لوخْشُ
قال بعض المُجّان لما رآها / ولذيذٌ بمثلها الطنز هشُّ
فزت بالحسن يا كنيزة طرّاً / أنت بلقيس لو أعانك عرشُ
عوَّذتْ وجهكِ الأفاعي من العي / نِ بنفثٍ فيه من السُّمِّ رَشُّ
وقليلٌ لوجهك النفثُ منهنْ / ن حقيرٌ أو يتبع النفثَ نهشُ