المجموع : 8
ذو لِحاظٍ بِهِ سَقامُ فتورٍ
ذو لِحاظٍ بِهِ سَقامُ فتورٍ / لِصِحاحِ القُلوبِ مِنهنَّ كَسرُ
فَلأَنفاسِهِ وَثَغرٍ وَريقٍ / نُسِبَت مِسكَةٌ وَدُرٌّ وَخَمرُ
وَلقَدٍّ وَشعرِهِ وَالمُحيّا / أَشبَهَت خُوطةٌ وَلَيلٌ وَبَدرُ
أَسُهادٌ وَأَدمُعٌ وَزَفيرُ
أَسُهادٌ وَأَدمُعٌ وَزَفيرُ / بَعضُ هَذا عَلى المُحبِّ كَثيرُ
ما تَذَكَّرتُ وَصلَ حُبّيَ إِلّا / كادَ قَلبي شَوقاً إِلَيهِ يَطيرُ
سَكَنوهُ وَأَودَعُوهُ غَراماً / عَجَباً فيهِ جَنَّةٌ وَسَعيرُ
يا بَها دُرٍّ سُدتَ إِذ كُنتَ مَولىً
يا بَها دُرٍّ سُدتَ إِذ كُنتَ مَولىً / لإِمامٍ أَضاءَ للدينِ بَدرا
لا أُهنِّيكَ بِالمَلابسِ فَاعلَم / بَل أُهَنّي بِكَ المَلابسَ تَترى
إِن تَكُن خِلعَةً تَزينُ فَهَذِي / زِنتَها وَاكتَسَت بَهاءً وَدُرّا
إِنَّ قاضي القُضاةِ مَن يَصطَفيهِ / نالَ عِندَ المُلوكِ جاها وَقَدرا
شَرَفَ الدينِ قَد تَشَرَّفَ قَدري
شَرَفَ الدينِ قَد تَشَرَّفَ قَدري / بِنظامٍ يَبأى عَلى كُلِّ شِعرِ
سِلكُ دُرٍّ سَلَكتَ فيهِ طَريقاً / أَعجَزَ الناسَ في نِظامٍ وَنَثرِ
لا عَجيبٌ مِن كَون لَفظِكَ دُرّاً / أَنتَ بَحرٌ وَالبَحرُ يَرمِي بِدُرِّ
هُوَ فَرقٌ ما بَينَ ضادٍ وَظاءٍ / وَهوَ جَمعٌ ما بَينَ زَهرٍ وَزَهرِ
أَيُّ سِلكٍ بِهِ الزَمانُ تَجلّى / أَيُّ سِحرٍ أَربى عَلى كُلِّ سِحرِ
ما لِقَلبي مُقَسَّم الأَفكارِ
ما لِقَلبي مُقَسَّم الأَفكارِ / وَكَأن قَد حُشِيَ بِجَمرَةِ نارِ
قَد دَهَتني مِن الزَمانِ خُطوبٌ / ضاقَ عَن حَملِها جَميلُ اِصطِباري
دَمعُ عَيني لِفَقدِ حَيّانَ وَحَيّا / نَ وَحيّانَ وَالنُضارَينِ جارِ
أَتُراها مِن الغَمامِ اِستمِدَّت / أَو أُمِدَّت مِن زاخِراتِ البِحارِ
خَمسَةٌ تُشرِقُ المَنازِلُ مِنهُم / أُدرِجوا تَحتَ ظُلمةِ الأَحجارِ
شَغِفَت بِالقُرآنِ وَالنَحوِ وَالخَطِّ / وَفاقَت بِهِ جَميع العذارِ
وَاعتَنَت بِالحَديثِ سَمعاً وَكَتباً / فَرَوَت جُملةً مِن الآثارِ
مُسند الدارِمي وَمُسنَدَ عَبدٍ / وَالصَحيحينِ مُسلِماً وَالبُخاري
وَالنِسائي وَمُعجمَ الطَبَراني / ثَم نصفا مِلمُعجمِ الكُبّارِ
وَلها رِحلَةٌ لِمَكَّةَ فيها / سَمِعَت مِن شُيوخِنا الأَبرارِ
خَرَّجَت أَربَعينَ عَن أَربَعينَ اك / تَتَبَتها عَن سادَةٍ أَحبارِ
وَهيَ في سُقمِ مَوتِها أَسمَعَتنا / وَأَجازَت جَمعاً مِن الخضّارِ
ثُمَ راحَت لَمّا قَضى اللَهُ فيها / بِثَناءٍ وَطَيِّب التَذكارِ
وَدَهاني مِن بَعدِ ذَلِكَ فَقدِي / أُمَّ حَيّانَ خِيرَةَ الأَخيارِ
كانَت أُنسِي في وَحدَتي وَاغتِرابي / وَمَنامي وَيَقظَتي وَسِفاري
وَنَديمي في رِحلَتي وَمُقامي / وَزَميلي في حُجَّتي وَاعتِماري
كُنتُ أَرجو بِأَن تَعيشَ وَتَبقى / حينَ سُقمي تَدورُ بِي وَتُداري
لَم تَكُن زَوجَةً وَلَكن كَأُمٍ / وَأَنا كَابنِها صَغيرُ الصِغارِ
كانَت الروحَ بَينَ جَنبيَّ راحَت / فَحَياتي صارَت كَثَوب مُعارِ
دَعَت اللَهَ أَن تَموتَ سَريعاً / في حَياتي في عِزَّةٍ وَاستِتارِ
فَأَجابَ الإِلهُ مِنها دُعاءً / وقَضَت نَحبَها لِدارِ القَرارِ
فَسَقى اللَهُ قَبرَها غَيرَ عاثٍ / وَحَباها بِدِيمَةٍ مِدرارِ
جَنَّةٌ أُنشِئَت لَما تَشتَهي النَف
جَنَّةٌ أُنشِئَت لَما تَشتَهي النَف / سُ وَتلتذُّهُ عُيونُ البَصيرِ
أَرضُها مَرمرٌ وَأَصداف دُرٍّ / جَلبُوها مِن نابياتِ البُحورِ
سَقفُها أَغرَقُوهُ بِالذَّهَبِ العَينِ / وَحيطانُها كسوا بِالحَريرِ
ثُمَ أَبوابُها مُطعَّمَةٌ بال / عاجِ وَالآبنوسِ وَالبَلُّورِ
بُدِّلَت بِالمِياهِ أَنهارُ خَمرٍ / وَبِحورِ الإناثِ حور الذُكورِ
مِن شَبابٍ مُعذَّرينَ وَمُردٍ / يُحسِنونَ الرُقادَ فَوقَ السَريرِ
بِمناطيقِ عَسجَدٍ زَيَنوها / بِلآلٍ تَنُوسُ فَوقَ الخُصورِ
فيَدورُ الفِتيانُ فيها عَلَيهم / بِأَباريقَ مِن عَتيقِ الخُمورِ
مِن بَني يافِثٍ أَبي التُركِ نَشأً / صُوِّروا في أَحاسِنِ التَصويرِ
صُورٌ كَالشُموسِ تَلمَعُ نُوراً / لَبِسوا في الوَغى جُلودَ النُمورِ
فَهُم في الجِلادِ أَشبالُ أُسدٍ / وَهُم في المِهادِ أَشباهُ حورِ
أَعجَميونَ كَالوُحوشِ طِباعاً / آنَسَتهُم لَطائِفُ التَدبيرِ
وَانتِقالٌ مِن تاجرٍ لِرَئيسٍ / في نَعيمٍ وَنضرَةٍ وَسُرورِ
بِعُيونٍ لُخصٍ سَبَت وَأُنوفٍ / ذُلُفٍ وَالوجوهُ مثلُ البُدورِ
وَشُعورٍ إِذا هُمُ ضَفَروها / كُنَّ كَالأَيمِ وارِداً لِلغَديرِ
فَإِذا هُمُ حَلُّوا الشُعورَ تَغَطَّت / صَفَحاتُ البُدورِ بِالدَّيجورِ
أَيُّ دينٍ يَبقَى لِمَن صارَ مُغرىً / بِالحُمَيّا وَبِالغَزالِ الغَريرِ
وَاصطكاكِ الشِفاه بِاللَثمِ رَشفاً / وَاحتِكاكِ الصُدورِ فَوقَ الصُدورِ
وَاجتماعٍ بِقائِم النَهدِ خَودٍ / وَاستِماعٍ لِلعُودِ وَالطُنبورِ
هَذِهِ عيشَةُ المُلوكِ فَمن يُح / رَمُ هَذا يَعيشُ في تَعسِيرِ
إِنَّ ذا العيدَ فيهِ غابَت نُضارُ
إِنَّ ذا العيدَ فيهِ غابَت نُضارُ / وَأَخوها فَما لِقَلبي قَرارُ
أَدمُعي تَرتَمي عَلى الخَدِّ سَكباً / وَفُؤادي مُضطَرِمٌ فيهِ نارُ
صَحِبا مِن ودادِها وَسطَ قَلبي / كُلَّ وَقتٍ لَهُ إِلَيها اِدِّكارُ
وَأَخاً خَيِّراً عَفيفاً حَييّاً / قَد زَكا فَرعُهُ وَطابَ النِجارُ
أَوحَشَت مِنهُمُ الدِيارُ وَسارُوا / بِهِمُ تَأَنَسُ الرُبا وَالقِفارُ
حمِلَت مِنهُم الجمالُ جمالاً / ساطِعاً مِنهُ لِلوَرى أَنوارُ
أَشرَقَت بِالنَهارِ مِنهُم شُموسٌ / وَتَجَلَّت في لَيلِهم أَقمارُ
عَبِقَت مِن شَذاهُمُ الأَرض لَمّا / وَطِئُوها فَتُربُها مِعطارُ
قاصِدينَ الحِجازَ لِلحَجِ راحُوا / لَهُمُ الذِكرُ وَالقُرآنُ شِعارُ
بَلَغُوا كَعبةَ الإِلَهِ وَحَجُّوا / فَبِها حُطَّت عَنهُم الأَوزارُ
ثُمَ زارُوا لِلمُصطَفى خَيرَ قَبرٍ / فيهِ خَيرُ الخَلائِقِ المُختارُ
حَنَّ قَلبي لِصالِحٍ وَلَعَمري / إِنَّ تَرحالهُ لَفِيهِ اِعتِبارُ
حَجَّ طِفلاً مَع أُمِّهِ وَأَبيهِ / نالَ ما لَم تَنَلهُ قَطُّ الصغارُ
هُم أُناسٌ حَجُّوا وَزارُوا وفازُوا / ساعدتهُم في ذَلِكَ الأَقدارُ
وَأَنا الشَيخ أَخَّرتني ذُنوبي / فَعَسى أَن يُسامِحَ الغَفّارُ
خَلَّفوني وَحدي غَريباً فَريداً / كُلَّ حينٍ يَشُوقُني التَّذكارُ
أَتُراني أَحيا أُشاهِدُ حَيّانَ / وَتَبدُو لِناظِرَيَّ نُضارُ
زَهرتا مُهجَتي وَنُورا فُؤادِي / وَأَنيساي إِن عَراني اِفتِكارُ
فارَقاني شَهراً وَشَهراً وَشَهراً / ما لِقَلبي عِلى الفِراقِ اِصطِبارُ
يا نَسيمَ الصَبا أَلا احمِل سَلامي / للأَحبّاءِ حَيثُ شَطَّ المزارُ
قُلتُ لِلنَفسِ وَهيَ ذاتُ اِضطّراب / اِستَكِني فَقَد تَقَضّى السِفارُ
قَد أَتانا مُبَشِر بِالتَداني / وَغَداً تَجمَعُ الحَبيبَ الدِيارُ
قُل لِقاضي القُضاة شَيخِ البَرايا
قُل لِقاضي القُضاة شَيخِ البَرايا / يا إِماماً حَوى الفَرائدَ طُرّا
كُنتُ قَد سُمتُ في القَلائد بَيعا / فَأَتى الهَيثَمي لِذَلِكَ نُكرا
إِنَّ بَيني وَبَينها نسبة العر / بِ لِذاكَ اِهتَزَزتُ للعُربِ ذِكرا
إِن تَكُن نُسخَةٌ سِواها لَدَيكُم / فَلتَجُد وَاغتَنِم ثَناءً وَشُكرا
كَم مَديحٍ في جدِّكُم لعَليٍّ / وَحَبيبٍ قَد طَبَّقَ الأَرض نَشرا
مَن يَك القاسِمُ الهُمام أَباهُ / طابَ بَينَ الأَنامِ فَرعاً وَنَجرا