المجموع : 7
يَتَمادى بِهِ لَجاجُ النُفورِ
يَتَمادى بِهِ لَجاجُ النُفورِ / وَيُنافي الهَوى لَجاجُ الغُرورِ
لا تَقُل لي أَقوالُهُ طَيِّباتٌ / إِنَّ أَقوالَهُ شُهودُ الزورِ
فَعَلى الفِعلِ مِسحَةٌ مِن ظَلامٍ / وَعَلى القَولِ مِسحَةٌ مِن نورِ
وَقَوافٍ سَقَيتُ مِنها وَلِيّاً
وَقَوافٍ سَقَيتُ مِنها وَلِيّاً / حُلوَها وَالعَدُوُّ يُسقى المَريرَا
وَكَأَنَّ السُطورَ كانَت زُنوداً / قَدَحَت أَن قَرَأتَها لَكَ نورا
إِنَّ يَوماً أَراكَ فيهِ لَيَومٌ / يَلبِسُ الأُفقَ مُشمِساً وَمَطيرا
لا وَمَن شَقَّ في يَدَيكَ بُحوراً / فَتَسَمّى الحَيا إِلَيكَ قَطيرا
إِنَّ لِلَهِ فيكَ سِرّاً جَلِيّا / يُظهِرُ اللَهُ مِنهُ أَمراً كَبيرا
ذاكَ أَن تَنظِمَ الكَواكِبَ تاجاً / ثُمَّ تَعلو عَلى السَماءِ السَريرا
يا شُجاعُ بنَ شاوِرِ بنِ مُجيرِ
يا شُجاعُ بنَ شاوِرِ بنِ مُجيرِ / يا كَبيراً يَنميهِ كُلُّ كَبيرِ
القَديمَينِ في زَمانٍ قَديمٍ / لا الجَديدَينِ في زَمانٍ أَخيرِ
تُشرِقُ الأَرضُ مِن وُجوهِكُمُ الغُر / رِ بِسُرجٍ مِن قَبلِ سُرجِ النورِ
بَشَّرَ اللَهُ آدَماً بِأَبيكُم / فَاِبتَدا البِشرُ وَقتَ ذاكَ البَشيرِ
جاءَ طَبعاً لِلخَيرِ يَغلِبُ ما في / كُلِّ طَبعٍ مِن كامِناتِ الشُرورِ
أَيُّما أَلسُنٍ وَأَيُّ وُجوهٍ / هِيَ أَكفاءُ مِنبَرٍ وَسَريرِ
وَرُبيتُم وَالجودُ مَعكُم تَرَبّى / في جُحورِ السَحابِ لا في الحُجورِ
وَرَبا الجودُ في يَدَيكُم إِلى أَن / فاضَ فيها وَلا تَقُل كَالبُحورِ
تِلكَ مِلحٌ حَقٌّ كَما أَخبَرَ اللَ / هُ أُجاجٌ وَفَضلُكُم كَالنَميرِ
ساعَةً جاءَ مِن أَبيكَ لَهُ اِبنٌ / كانَ مَبدا التَهليلِ وَالتَكبيرِ
يَكمُنُ الماءُ في السَحابِ حَياءً / مِن نَداهُم وَيَختَبي في البيرِ
كُلُّ شَيءٍ مِنّي لَهُ مِنهُ شُغلٌ / فيهِ روحي وَراحَتي وَسُروري
جودُهُ في أَنامِلي وَثَناهُ / في لِساني وَوُدُّهُ في ضَميري
يا مُسيءَ الظُنونِ بِالدَهرِ يَأَتي / نُجحُهُ فيكَ قَبلَ وَعدٍ نَكيرِ
وَأَياديهِ كُلُّها عَزَماتٌ / قاطِعاتٌ عَلائِقَ التَأخيرِ
لِلصُدورِ الصُدورُ في كُلِّ حَفلٍ / فيهِ أَهلُ الصُدورِ غَيرُ صُدورِ
وَكَثيرٌ وَالخَيرُ فيهِم كَثيرٌ / ثُمَّ لا خَيرَ بَعدَهُم في كَثيرِ
يَلبَسونَ الأَعراضَ بيضاً وَمُلساً / فَاِرجِعِ السَمعَ هَل تَرى مِن فُطورِ
أَطيَبُ المَيِّتينَ ريحَ قُبورٍ / وَالثَناءُ المَبثوثُ ريحُ القُبورُ
فَتَراهُم لَوناً وَبَرداً وَطيباً / وَسَلاماً كَالنَفحِ مِن كافورِ
ما لَهُ في زَمانِنا مِن نَظيرِ
ما لَهُ في زَمانِنا مِن نَظيرِ / قَدرُهُ ما جَرى عَلى تَقديرِ
فَاِستَقَرَّت قَواعِدُ الدينِ وَالمُل / كِ بِدارَينِ مِنبَرٍ وَسَريرِ
رَوحاتٌ وَصَلتُها بِاِبتِكارِ
رَوحاتٌ وَصَلتُها بِاِبتِكارِ / في ذُنوبٍ ما أُعقِبَت بِاِعتِذارِ
لَم يَعُمَّ المَشيبُ أَسبابَ جَهلي / شَيبُ شِهري خِلافُ شَيبِ شِعاري
إِنَّ في كُلِّ ما نَوى المَرءُ أَمراً / واسِعاً فيهِ مَسلَكُ الإِعتِبارِ
في دِيارِ الماضينَ عِبرَةَ صِدقٍ / ثُمَّ مِن بَعدُ في مُضِيِّ الدِيارِ
وَقَعوا في خَنادِقٍ مِن قُبورِ / وَبَنَوها مِن فَوق كَالأَسوارِ
ما الَتَقينا بِالفَمِ وَالعَينِ يَوماً / وَالتَقَينا بِالذِكرِ وَالآثارِ
ثُمَّ مَحَّت آثارُهُم وَتَفانَت / بَعدَهُم وَاللِقاءُ بِالأَخبارِ
ثُمَّ إِنَّ الأَخبارَ عَنهُم تَناهت / كَالتَناهي في مُدَّةِ الأَعمارِ
فَكَأَن لَم يَكُن فَتى في زَمانِ / وَكَأَن لَم يَكُن فَتىً في دارِ
وَجَرَت هذَِهِ النُفوسُ سُيولاً / ما اِستَقَرَّت مِن هَذِهِ في قَرارِ
إِن دارَ القَرارِ فيما سِواها / فَاِستَعِدّوا لِجَنَّةٍ أَو نارِ
وَلَبِسنا الشَبابَ لُبؤسَ اللَيالي / وَجَعَلنا المَشيبَ كَالأَسحارِ
وَإِذا ما رَكَضَت خَيلَ التَصابي / فَلِماذا أَنكَرتض مَسَّ الغُبارِ
تَحتَ ظِلِّ الجِدارِ أَنتَ مُقيمٌ / غَلَطاً بَعدَ مَيلِ عِطفِ الجِدارِ
وَزَمانٍ مَضى فَما عُرِفَ الأَوَّ
وَزَمانٍ مَضى فَما عُرِفَ الأَوَّ / لُ إِلّا بِما جَناهُ الأَخيرُ
أَينَ أَيّامُنا بِظِلِّكَ وَالشَم / لُ جَميعٌ وَالعَيشُ غَضٌّ نَضيرُ
قَد ذَكَرنا عُهودَكُم بَعدَ ما طا
قَد ذَكَرنا عُهودَكُم بَعدَ ما طا / لَت لَيالٍ مِن بَعدِها وَشُهورُ
عَجَباً لِلقُلوبِ كَيفَ أَطالَت / بُعدَكُم ما القُلوبُ إِلّا صُخورُ