المجموع : 14
قبة للرضى حوت كل فضل
قبة للرضى حوت كل فضل / مذ حوت من له بهاء ونور
قبة للافلاك لم تبق فخرا / قال لبى لكل لبس قشور
إن هذا التشطير قند مكرَّر
إن هذا التشطير قند مكرَّر / في علي الرضا بن موسى بن جعفر
قبة للرضى حوت كل فضل / ما حواه وادي طوى والطور
وعلى الحادثات في كل آن / منه عين النور القديم تفور
ونفت عن زوَّارها كل سخط / ما بهذا شك وريب وزور
وعليها الرضوان أوقف نفسا / كيف لا والرضا بها مقبور
ما تراها منه حوت عقد درِّ / يتلقدن في حلاه الحور
وعلى لبة العلا إن تراآى / فيه تزهو من المعالي نحور
وحوت من علاه جوهر قدس / هو في كنه حقها مصرور
واحتوت يا لها عليه زمانا / مثل ما قد حوى اللآلي البحور
واستنارت سنى وطالت سناء / باذخا عنده الدراري تغور
وشأت سوددا ومجدا أثيلا / قصرت عن مدى علاه القصور
والحيا والحياء فيها أقاما / فيهما كل مجتد مغمور
من ثرى قبره استفدنا ثراء / فتساوى الممدود والمقصور
وأحالت ليل المضلين صبحا / فيه للهدى والرشاد ظهور
بزغت شمسها لهم وتجلت / فانتفى عن صباحها ديجور
وأنافت على الشموس منارا / نوره في جفونها مذرور
وتلا الوحي سورة النور فيها / مذ حوت من له بهاء ونور
قبة للافلاك لم تبق فخرا / تتباهى به غداة تمور
وأسامت بدورها كل خسف / أو تبقى مع الشموس البدور
واكتست من مآثر كنجوم / مزهرات تغار منها الزهور
لبست من حلاه ثوبا قشيبا / قد تعرَّى مما اكتسته الاثير
ما دعت للافلاك محور مدح / وعن البسط عاقه التكوير
ولعيني مهما علا منه كعب / منه يبدو التربيع والتدوير
لا ولا غادرت ثناء عليه / يقتضيه المنظوم والمنثور
أو يلقى حاشا لذلك ذكر / فوق قطب السان يوما يدور
تلك لب وذي قشور لهذا / أسكرتنا كؤسها والخمور
حيث كادت أسرارها أن تراآى / قد تبدَّت منها عليها ستور
وأحاطت منها بأسرار غيب / حسدتها مناطق وخصور
يا لها من عقيلة ذات خدر / حار فيها عقل وغاب شعور
وبتشبيهها لذي اللبِّ حالا / وارتجالا عنه انبرى التعبير
حيث ان الافصاح عن مثل هذا / ليس قالا به تفوه الثغور
ولقلبي كناية لا صريحا / فيه يبدو للأعين المستور
وهي تحكي بيض الانوق حفاظا / قال لبي لكل لبٍّ قشور
من معاني البيان أظهرت سرَّا
من معاني البيان أظهرت سرَّا / شاع ما بين شيعة الآل جهرا
وغداة أستحال شعري سحرا / قيل لي أنت أشعر الناس طرَّا
في المعالي وفي الكلام النبيه /
فهو الدن وهي فيه مدام / بيد الفكر فض عنها ختام
وبسلك لا يعتريه انفصام / لك من جوهر القريض نظام
يثمر الدرَّ في يدي مجتنيه /
بنفيس منه اشتريت النفوسا / وعلى المشتري أدرت الشموسا
ومن الشعر قد ملأت الطروسا / فلماذا تركت مدح ابن موسى
والخصال التي تجمعن فيه /
وهو القائد العلا بزمام / لمقام ما فوقه من مقام
فالتزم مدحه أشدَّ التزام / قلت لا أستطيع مدح إمام
كان جبريل خادما لابيه /
قدح الوجد زنده فأطارا
قدح الوجد زنده فأطارا / من حصاة القلب الشجيِّ شرارا
حينما ناظر المعنى جهارا / شام برقا من الشآم استنارا
ملأ الخافقين نورا ونارا /
منه وجه الثرى تعندم خدا / والثريا ماست بحلة سعدى
ومتى كفه الخضيب أمدَّا / صبغ الأرض والسماء فأبدى
في سواد العراق منه إحمرارا /
صب سوطا في قلب دجلة ورَّث / وهجا في حشا الفرات تلبث
وبذيل الزوراء لما تشبث / بث في الكرخ والرصافة ما بث
ث فأورى بالجانبين أوارا /
كم شربنا منه شرابا حميما / وشهدنا به عذابا أليما
حال حال الدنيا فعاد وخيما / واستحالت دار السلام جحيما
فتلونا يا نار زيدي شرارا /
حث في سوقه ركائب سحب / نضحت غربها بشرق وغرب
إن ذاك المقباس من غير ريب / قبست منه كل مهجة صب
صبَّ من عينه دموعا غزازا /
رام أن يرشق الخواطر نبلا / فجعلنا له النواظر جعلا
ما تراه إذ مرَّ يسحب ذيلا / كاد أن يخطف البصائر لولا
أن تركناه يخطف الأبصارا /
ومن الشام حين أمَّ العراقا / دس في كل مهجة محراقا
كلما حرَّ عن قباه النطاقا / علقت في القلوب منه علاقا
ت هوى تسعر القلوب ادَّكارا /
يا له بارقا إذا الليل جنا / راح يختال في غلائل لبنى
لا تسل حيث عنَّ يا صاح عنا / أحرق القلب أدهش اللب منا
أذهل العقل حير الافكارا /
طارق بالضياء يفري الظلاما / طرقته يد العلا صمصاما
وإذا ما الدجا تدَّرع لاما / قلد الأفق من سناء حساما
طرَّ كالفجر للدجا بتارا /
آية السيف في انطباع ورسم / رسمت في افرنده أيٍّ رسم
وعلى فرق حالك مدلهم / لاح في جوهر دمشقي رقم
فأرانا من ذي الفقار غرارا /
عارضا رمحه يروم برازا / كشقيق حقيقة ومجازا
منه إذ أظهر السماك ركازا / في حواشي الآفاق أبدى طرازا
نضرا في حلاه يحكي النضارا /
غلَّ عنق الدجا بأغلال أسر / فكسا قيس عامر طوق عمرو
يا له من وضاح حيرة فكر / سلسل الليل في سلاسل تبر
حينما جنَّ فاستفاق نهارا /
جدولته يد من الرعد شلا / فلذا غير مستقيم تجلى
بحلاه جيد السماء تحلى / وعلى اللوح سورة النور أملى
فاقتبسنا من آيها الانوارا /
كلما لاح لي بلفٍّ ونشر / بعد ترتيبه تشوَّش فكري
فأنا والمحيط علما بسري / لست أدري وليتني كنت أدري
ما الذي آنسته عيني جهارا /
أهي النار جمرها متوقد / أم هو النور ضوؤه متجسد
يا ترى والتمييز مني صفد / تلك نار الكليم أم نور محي الد
ين غشى على الدجا فأنارا /
وعن العين قد جلا الغين والعي / هب حتى انجلى به ذلك الفي
قلت في نعته وقد مسني العيَّ / ذاك محض النور الذي كان في عي
ن العماء التجرَّديِّ احورارا /
ذلك العقد في الجواهر مفرد / وعليه كل الخناصر تعقد
انما فض خاتم الرسل أحمد / ذلك الجوهر البسيط وما أد
راك بالجوهر البسيط اختبارا /
ما على غيره استدارت رحاه / فأرانا الدقيق من معناه
صقلت في يد التجلي مراه / فلك أطلس محا بصفاه
عن مرايا عين العقول اغبرارا /
ظهرت ذاته العلية مجلى / لجميع الصفات قولا وفعلا
فغدا في مقام آدم أولى / مظهر للاسماء أظهرها الله
تعالى بنفسه اظهارا /
هو بعض الآيات فيما تقرَّر / بزغت في الآفاق الله أكبر
بهرت رسطاليس والاسكندر / حكمة للاشراق من جانب الغر
ب استنارت فعمت الاقطارا /
علم للهدى به قد هدينا / وسبقنا الانام علما ودينا
كيف لا نهتدي به ويقينا / ذلك الطور لو رآه ابن سينا
باشاراته اليه أشارا /
أو رعى جالينوس تلك المراعي / ضاع بين السوام كل ضياع
ونعاه للفلسفيين ناعي / أو رأى افلاطون تلك المساعي
لمشى في ركابه أين سارا /
أو رآه متى حواريِّ عيسى / ظنه في تدريسه أدريسا
وبسيماه خاله الناموسا / أو رأته الأحبار أحبار موسى
لادَّعت فيه ما ادعته النصارى /
عيلم العلم موجه ليس يسكن / بين جنبيه عالم الكون يكمن
وسع الكل فهو عين التعيين / عالم تنطوي العوالم في كن
ه علاه ويستترن استتارا /
ما معاني البديع أبدى بيانا / كان تلخيصه لها برهانا
ذاك يا سعد سيد عز شانا / ذو تجلٍّ له الذوات عيانا
تتراآى وعنه لا تتوارى /
من يراه لم يقل يا لطيىء / أي مرء جئتم به أي مرء
فبمسباره المعدَّ لبرء / سبر الممكنات حتى لشيء
لم يكن ممكنا غدا مسبارا /
قلبه العرض صدره صفحة اللو / ح وأهل الكرسي من ذاك أفتوا
كم عليهم أملي وكم منه أملوا / خصه الله من لدنه بما أو
دع من سر غيبه الاقدارا /
لو رآه الذي على قرية مر / لدرى أنه بذلك أخبر
بل برفع الجدار أولى وأجدر / لو مع الخضر كان حين أتى القر
ية من قبله أقام الجدارا /
شاهد غاب حسه عن وجود / في مجال منزه عن حدود
وعلى رغم جاحد مطرود / شهد الله أنه في شهود
إن جرى طرف طرفه لا يجارى /
راض مهرا للجري غير مروض / بعنان في كفه مقبوض
ولتقطيع بحر كل عروض / كم على ظهر سابح بفيوض
خاض من لجة العماء الغمارا /
آخذا بالآراء عرضا وطولا / وكل صعب منها دعاه ذلولا
أينما ينتحي تراه وصولا / في مجال الخيال أجرى خيولا
لا يشق النهي لهنَّ غبارا /
خوضها في الحجى كساها التحجل / فانبرت من مرابط العقل ترفل
وجدت كل عزها بالتذلل / ضمر تجعل السويداء من ك
ل ضمير لركضها مضمارا /
هنَّ والعاديات جرد صوافن / قل جعلن القلوب منا معاطن
فإذا ما خطرن منها بباطن / ما تعثرن بالخواطر لكن
لخطوراتها أقل العثارا /
وقعت في سما العقول هلالا / كلما أوقعت عليها النعالا
ترعد الأرض بل تخاف اشتعالا / وتمور السماء مورا إذا لا
ح كبرق عنانها مَّوارا /
كالغواني ما بين تلك المغاني / تتهادى لها الصهيل أغاني
محرز السبق كم بيوم رهان / شنَّ غاراتها لنهب المعاني
فاقتناها كواعبا أبكارا /
جعل الله صدرنا مشروحا / بمتون أملي عليها شروحا
كل باب منها غدا مفتوحا / من فتوحاته استفدنا فتوحا
تجعل العسر بالايادي يسارا /
بعموم أتى بها وخصوص / في بناء مشيد مرصوص
كل سفر منها بثبت نصوص / فهو لوح نقوش نصوص
أبرزت من نصوصها الآثارا /
أسفرت كالنجوم حين استهلت / فهدت ملة عن الرشد ضلت
قاب قوسين من سما القرب حلت / كم له من تنزلات تدلت
فترقت بها المعالي منارا /
طوَّق الخافقين طوقا مرصع / بلآلي الآيات يزهو ويسطع
وعلى محور مدى الدهر أجمع / دار في الكائنات من دوره الاع
لى نطاق فاستوعب الادوارا /
ولغاب بلا رحاب للبث / ولو كرما فيه مأوى لمكث
قد تمطى فصال صولة ليث / وإلى حيث لا مكان لحيث
بجناحي عنقاء مغرب طارا /
في زوايا فصولها كم خبايا / هو منها طلال تلك الثنايا
تلك يا من بها ملكت السبايا / كتب أم كتائب لسرايا
ها المعاني الرقاق صرن أسارى /
ملئت طوسها لعمري بريَّ / كافيات عن كل جام رويَّ
قم فقد نسمت بمسك شذي / نفحات لها تضوع بريَّ
نفح الندِّ من شذاها بخارا /
كم تلا في توجه أسماء / فكسا ختمه الوجوه ضياء
واستفاضت من كل وجه حياء / رشحات رقت وراقت بهاء
فاسترقت بلطفها أحرارا /
حضرة في تبريزها الشمس تفضح / وببذل العرفان كالبحر تطفح
هكذا لا تزال تسمو وتسمح / كم أفاضت فيما ورا النهر من بح
ر التجلي فيوضه أنهارا /
فالق الحب والنوى الله خوَّل / وله خالصا من اللب نوَّل
فلهذا تفكها أينما حل / جاء فيما بقشره أعجز الأل
باب حتى به ظللن حيارى /
حاله كله إلى الحق منهى / ما علمنا من بعضها قط كنها
في أمور كثيرة خص منها / ينكر المرء منه أمرا فينها
ه نهاه فينكر الانكارا /
دار راح التصريف من راحتيه / بعقول زمامها بيديه
من جميع الثغور في حالتيه / تنثني عنه ثم تثنى عليه
ألسن تشبه الصحاة سكارى /
قيم دق في الفرائض بحثا / ووصيَّ لم ينكث العهد نكثا
من تراث لم يرض نصفا وثلثا / ورث الانبياء والرسل ارثا
منه ما أعطى الورى معشارا /
خاتم فصه بأبهى حليَّ / رسمته العليا بخط جليٍّ
لقيام المهدي تجل عليَّ / بعده قط ما ترى لولي
في المقام المحمديَّ قرارا /
علم مفرد برفع منادى / ومريدا أضحى فأمسى مرادا
ترك الكون والفساد فسادا / وإلى غيب الغيب جاز فنادى
يا جميل الستراسبل الاستارا /
إنه والذي دنا فتدلى / ذات عشق تقوم بالعرش حملا
من هيولاه قد تصوَّر شكلا / حامل الرفرف الذي حمل الله
عليه حبيبه المختارا /
نال كل الغنى فما أغناه / عن وجود في الله قد أفناه
ذاك عبد إلى غنى مولاه / فقره تمَّ فاستتم غناه
عن سواه فلا يخاف افتقارا /
فرضه والمسنون أدَّى ووفى / واستحب المندوب حتى تصفى
خص من واجب الوجود بزلفى / ومن الله بالنوافل كم فا
ز بقرب فاستوجب الانظارا /
حرم للتوحيد عز حماه / إذ من الغير والسوى قد حماه
فهو دامت عين العلا ترعاه / ما لنفي السوى استعد سواه
لا ولا غيره نفى الاغيارا /
جامع للكيان جزءا وكلا / كل فرد منها به يتجلى
وعليها منه لك الله دلا / هيكل في ناسوته اختصر الله
جميع المكوَّنات اختصارا /
بال للهدى له وثبات / وعلى الحق وقفة وثبات
ظاهرات وتارة مضمرات / خلوات من بعدها جلوات
علمته الاظهار والاضمارا /
عالم الذرَّ إذ أجاب بسرعه / ملقيا نحو دعوة الرب سمعه
ذلك الحبر شرَّف الله وضعه / نقطة الباء من بلى كان في عه
د ألست فأيد الاقرارا /
كعبة البيت قابلته بلين / إذ رأته لها أجلَّ قرين
ذلك الركن ذو المقام المكين / ألمنادي يا قبلتي قابليني
بسجود فقابلته اختيارا /
لجة بعد لجة خاض ليلا / ونهارا تسيل بالسفح سيلا
طافح الشطح ليس يرقب إلا / لجج الاستغراق في لي مع الله
تعالى كم خاض منها غمارا /
ساحة العفو للخلائق أفسح / وهي أنجى للعالمين وأنجح
ما ترى من لنا المحجة أوضح / كم أرانا من وسع دائرة الرح
مة من فيه أطمع الكفارا /
كل ما لا يراه بين يديه / حاضرا يطلب الحضور لديه
مرجع الكل إن نظرت إليه / هو قطب للعارفين عليه
فلك العارفين بالله دارا /
عنه سل صدر الدين كيف شفاه / حين وصى اسحق أعنى أباه
ذاك للملة الحنيفة يا هو / شيخها الاكبر الذي بعلاه
قد علا صدرها الكبير الكبارا /
حيث رباه وهو قد كان طفلا / برشاد فأوتى الحكم كهلا
إن من يقلب الحقائق فعلا / كان قلبا للصدر والصدر لولا
ذلك القلب ما حوى الاسرارا /
صادر الواردات حين تقاضت / دينها واستباحها فتراضت
غرقت في تياره حين خاضت / كم على قلب ذلك الصدر فاضت
واردات لا تعرف الاصدارا /
خير عصر ما فيه للراح عصر / كعروس تجلى لها العقل مهر
والذي زفها لنا وهي بكر / هو شيخ الحان الذي اعتصرت رو
ح المعاني في راحتيه اعتصارا /
صاح هذي الخمر التي قيل عنها / انها تأمر العقول وتنهى
ان من في أذى القذى لم يشنها / في أواني الحروف أفرغ منها
خندريسا مروَّقا وعقارا /
طبعته يد التصرف طبعا / قابل الانفعال ذاتا وطبعا
مذهب في التلوين لم يبق نوعا / حاز فرقا من بعد جمع وجمعا
بعد فرق فاستجمع الاطوارا /
لجنى سدرة المنى مدَّ كفا / يترجى طوبى له منه قطفا
وعليه الرضوان ينفح عرفا / في جنان التوحيد سرَّح طرفا
فاجتنى من أنوارها النوَّارا /
بقدامى الاقدام لم يتأخر / طار يبغي من حضرة القدس محضر
أجدل فوققنة العرش وكر / وله الباز للمطار من الفر
ش إلى العرش كم خواف أعارا /
جبل راسخ يفاخر يذبل / ولواء جلاله في تأثل
ذاك شيخ الكل المحكم في الكل / علم الشرق مظهر الحق رب ال
فتق والرتق قوَّة واقتدارا /
كاليماني بصدره مستقرَّ / لجميع الاسرار ما فيه ذكر
بشباه والامر لله أمر / قدَّس الله سره فهو سر
بمعانيه قدَّس الاسرارا /
فاخر العرب فيه حيا فحيا / جدَّه حيث طاب ميتا وحيا
فكسا الفخر حاتما وعديا / حاتمي النجار أكسب طيا
فوق ذاك النجار منه نجارا /
بفنا هالة المريدين مبدر / وبوجه السفار لله مسفر
لم يكلف بالخسف لا زال مقمر / بدر تمَّ قد سار في فلك العر
فان سيرا ولا يخاف سرارا /
أصبحت حالكات تلك الليالي / مشرقات بنوره المتلالي
فلك واسع المساحة عالي / ضاق ذرعا عنه ذراع المعالي
فكساه من المعاني سوارا /
هبني بالشعر في المحافل أصدع / وبنظمي كل الفرائد أجمع
ومقامي في النعت للاوج يرفع / أتراني هيهات أدرك من نع
ت علا ذلك المقام القصارى /
كل فكري عن درك بعض مزايا / حضرة ربها أبرَّ البرايا
هو بحر وذي نعوتي ركايا / كيف يستوعب الكلام سجايا
ه وهل ينزح الركاء البحارا /
كل ليل أصبو وكل نهار / لمزار أعظم به من مزار
وأفدي ما سار للشام سار / بأبي ثاويا بذات قرار
منعت ساكن العراق القرارا /
أيها المشتكي من الوزر ثقلا / زره إن رمت أن تخفف حملا
وبأعتاب بابه حط رحلا / كل من زار قبره خفف الله
تعالى عن ظهره الاوزارا /
باذخ طأطأ العلا لعلاه / ملجأ الكائنات تحت لواه
مدَّ ظلا ضافي الاديم تراه / كم حمى نازلا بكهف حماه
مستجيرا به إذا الدهر جارا /
وكأين من سيد صار عبدا / لأياد له من البحر أندى
جاء مسترفدا فأولاه رفدا / كعلي الرضا الوزير المفدى
بكبار الملوك كسرى ودارا /
آصفي التدبير من لم يهنه / جلبه للاعتاب بل لم يشنه
مع أن التسخير يؤخذ عنه / جذبته لسفح قيسون منه
جذابات تدعو البدار البدارا /
حرف جرَّ شم العرانين قرِّت / بعلا ذروة له واستقرت
وإليها من جسمنا الروح فرَّت / كمن المغناطيس فيها فجرَّت
ملكا قاد عسكرا جرارا /
جبل هائل المهابة راسي / جاز في الارتفاع حد القياس
ذو وقار لو وازنته الرواسي / ما له في جلاله من مواسي
طاش ميزانها وخفت عيارا /
كفه من هواطل السحب أروى / وحماه كهف الطريد ومأوى
فاق كل الصدور سرا ونجوى / ذلك أسخى الملوك كفا وأقوى
جلدا منهمو وأحمى ذمارا /
حيدر للابطال يكفي ويكفل / وحسام غراره قط ما فل
في علاه مهما تشا أبدا قل / أسد الله غيرة الله سيف الله
يبرى بذي الفقار الفقارا /
شرَّف الخافقين شرقا وغربا / فتراآى أمضى البواتر غربا
وعلى الفرقتين عجما وعربا / شهرته أيدي المهيمن عضبا
فغدا أعظم السيوف اشتهارا /
راكب الهائلات في يوم ذعر / سالك الموحشات من كل قفر
والخطير الذر بكرَّ وفر / يمتطي عزمه عظائم أمر
وخطير من يركب الاخطارا /
خاطبته أم العلا عن تراض / أمرك الامر فاقض ما أنت قاض
يا لعمرو من صائب الفكر ماض / في الملمات يستشير المواضي
ومصيب من للمواضي استشارا /
هو يوم الصدام عنتر عبس / وبزهد الحطام مثل أويس
ولدى الانتقام من غير لبس / طرد حلم فلو رآه ابن قيس
لغدا أحنف الحلوم اضطرارا /
ليس إلا في ماله تفريط / وعن الجود ماله تثبيط
كفه وافر العطاء بسيط / بحر جود بالمكرمات محيط
كم وردنا عبابه الزخارا /
فصدرنا والكل أوقر صدرا / من لآل بها نقلد نحرا
ونثرنا مراود الفكر نثرا / فحبانا درَّا نظمناه شعرا
بعلي الرضا علا مقدارا /
شرَّف الله أهل جلق إذ أو / دع فيهم من علا لذرى الجو
أو بدعا ونحن أولى به لو / شرَّفتنا ألوكة لحمى الزو
راء وافت تيها تجرَّ الازارا /
كل نبض بأنمل اللطف جست / وبأشجان كل قلب أحست
كسيت حلة الجمال وأكست / لو رأتها عين الفرزدق أنست
ه على حبه الشديد نوارا /
تلك عفراء عروة بن خزام / وبصدق المقال مثل حذام
فهي معصومة بنفس عصام / بنت فكر تقلدت بنظام
فاستقلت زهر النجوم نثارا /
تستمد الآراء من معناها / بيد الفكر زئبقا لمراها
سل قروح الصور عن مومياها / تلك اكسير جابر كيمياها
جبرت من قلوبنا الانكسارا /
صعدت كلما تصوَّب في صح / ن فؤادي من السقام وقد صح
وبعين الرضا لك الحال نشرح / كم لمحنا من نور كبريتها الاح
مر ما زادنا بها استبصارا /
في جيوب الجنوب من لك الري / لحياة القلوب قد أودعت مي
فشممنا ما ينعش الميت في الحي / ونشقنا من مسكها الاذفر الفي
ياح في طيبه شذى معطارا /
فتنقل بها فغن التنقل / بالذي يشرب السلافة يجمل
ذكرها باللهى إذا مرَّ يعسل / شقه شقت المرائر في حل
و أداها إذ كرَّرته مرارا /
ومن العتب كم أذابت جمودا / من فؤاد ولو حكى جلمودا
وبلطف إذ لم نوف وعودا / ذكرتنا وما نسينا عهودا
فإذابت قلوبنا تذكارا /
بعكاظ الوفاء رمنا لحوقا / وإليها ساق المشوق مشوقا
كي نؤدَّي من الولاء حقوقا / فأقامنا لمقعد العذر سوقا
قام صدق الولا بها سمسارا /
من لنا في نزول حضرة قدس / عند نفس فداؤها كل نفس
لننادي في كل مطلع شمس / علوي العرفان يا من بحدس
لم يزده كشف الغطاء اختبارا /
قد نظمنا الثنا عليك بسمط / وربطنا عقد الولا أيَّ ربط
وجعلنا الوفا جزاء لشرط / منك بعد الرضا رمينا بسخط
ان لبس غير الوفاء شعارا /
وهدينا إلى الضلال وتيه / كبني اسرائيل في التشبيه
ودهينا بعوق ما نبتغيه / وابتلينا بفوق ما نحن فيه
ان خلعنا سوى الجفاء وثارا /
أو حللنا دارا سواك بها حل / أو سألنا شيئا ومن ضل يسأل
أو وردنا حاشا أياديك منهل / أو حضرنا من بعد حضرتك العل
ياء مغنى أو اتخذناه دارا /
بابها باب حطة بعلاه / حازما جاز فيه كل مناه
أنت يا من رضا الاله رضاه / لسوى بابك العليَّ ذراه
ربما أورث الحضور احتضارا /
كنت بالشعر قد أهنت ابن هاني / وصرعت به صريح الغواني
وأنا اليوم تعلمون بشاني / بان فكري عن ابتكار المعاني
يوم بنتم ومنبع الشعر غارا /
حيث غبتم عني وأنتم بدور / غبت عني بكم فما لي حضورض
زال عن خاطري لمعنى خطور / ليت شعري من ضل عنه شعور
كيف يقوى ان ينشد الاشعارا /
وهو من يوم هجركم بغداذا / ترك النظم والقريض جذاذا
ما دعتني نفسي وتدعو لماذا / غير ان الأمر المطاع لهذا
قد دعاني لما أتى تكرارا /
فتقدَّمت للثنا أتعرَّض / ويراعى من روعه يتقضقض
وتقحمت من أسامة مربض / فتجشمت أنظم المدح في حض
رة مولى منه اكتسبت الفخارا /
هو كنز للعز ان رمت كنزا / وهو حرز للمجد ان شئت حرزا
فزت فينظم مدح علياء فوزا / دام عزا لمن يحاول عزا
ووقارا لمن يروم وقارا /
هكذا لايزال يهديه نظما / وهو يولي نثرا من المال جما
ليراه للحمد بدأ وختما / ما همي بالدموع طرف ومهما
شام برقا من الشآم استنارا /
زدتنا نعمة فزدناك شكرا
زدتنا نعمة فزدناك شكرا / وقليل من العباد الشكور
يا وزيرا بعدله البلدة الزو
يا وزيرا بعدله البلدة الزو / راء عن عينها أزال ازورارا
بسواد العراق بيضك قد خف / فت وصفت رماحك الاشفارا
فغدت تستعير من عينه ع / ين المعالي ملاحة واحورارا
ورنت تلحظ الاقاليم شزرا / وتباهي بدورك الاقطارا
قاعد أوسط الحان شاهدت شخصا
قاعد أوسط الحان شاهدت شخصا / شاحب اللون أسود مكفهرا
قلت ماذا قالوا هو الدن فادنو / قلت لا بل هذا تأبط شرا
زدتنا نعمة فزدناك شكرا
زدتنا نعمة فزدناك شكرا / وقليل من العباد الشكور
فكأنا من آل داود حزب / كل يوم يتلى علينا الزبور
كاتب السر سابقا كان في الزو
كاتب السر سابقا كان في الزو / را وزيرا وفي العراق مشيرا
فأتى التلغراف كاتب سرٍّ / لاحقا بانصرافه مأمورا
حازَ غايات كل مجد وفضلٍ
حازَ غايات كل مجد وفضلٍ / وعلاءٍ بهمةٍ لن تجارى
فإذا البَليغ جاد بوصفٍ / كان من بعض فضله مستعارا
بل سما قدره المديح فكاد / المدح فيه بأن يكون احتقارا
عندنا صح أن قس إياد
عندنا صح أن قس إياد / بعكاظٍ قد كان يخطب دهرا
وينادي النادي بفصل خطاب / يصدع السامعين وعظا وزجرا
ويقول اسمعوا وعوا أيها النا / س جهارا يذكر الناس حشرا
ومضت مثله عليه قرون / ثاوياً من لبنان بالسفح قبرا
ثم قام الروح المسيحي / ناصيف أبو وردةٍ فأحياه نثرا
فليباه لبنان ثهلان في ذا / ك وفي ذا فليسُم لبنان قدرا
فلَكَمُ أولياهُ ما طاول الشمَّ / به سؤددا ومجدا وفخرا
ببيانٍ أرقُّ من طبع صبِّ
ببيانٍ أرقُّ من طبع صبِّ / ومعانِ كلمحةِ الأزهارِ
غير أن الأزهار تسقى بجود / ومعاني البيان بالأفكار
إن هذي الأحزاب نعمَ الذخيرة
إن هذي الأحزاب نعمَ الذخيرة / كالدراري أوراقها مستنيره
ملكتُها وليةٌ بنت مولى / أحسنُ الناس سيرةً وسريره
الهمام الشريفُ رشدي الذي قد / فاق افرانه بأيدِ مطيره
يا لها من كريمةٍ لكريم / ذي أياد على العبادِ وفيره
صانها ربُّها ومن كل سوء / قد وقاها عشيةً وظهيره
ما نلت في الأحزاب آياتِ ذكرِ / فقرّت عينُها بهاكَ فريره
هذه منظوماتُ فاضلِ عصر
هذه منظوماتُ فاضلِ عصر / كان في الرومِ شاعراً مشهورا
قد غدا سفرُها لراشدَ مُلكاً / دام فيها طولَ المدى مجورا