هي والراح أسفرا إسفاراً
هي والراح أسفرا إسفاراً / فأعادا ليل الندامى نهارا
أشرقا حين لا حجاب فيحمى / عن تعاطي اجتلاهما الأبصارا
بين صحب إلى البطالة فيها / قد دعت فيهم البدار البدارا
لم يكونوا بني الخلاعة بل لم / يتعاطوا شرب المدام اختيارا
هي عاطتهم لماها ولما / أسكرتهم به سقتهم عقارا
تتهادى فيهم فتحسبهم منها / سكارى وما هم بسكارى
كلما رنحت لهم عطفها / هاجوا ارتياحاً وازعجوا الأوتارا
بينهم من بني النصارى طروب / ضلَّ فيها أحكام دين النصارى
سلبت رشده وقد كسّر النا / قوس هجراً وقطَّع الزنّارا
وبدت أنجم المسرّات حتى / عمَّ أدنى إشراقها الأقطارا
كل هذا بشرى بأمرٍ به ازدا / دت جميع العوالم استبشارا
ومسراً أتى على الكون / أرضاً وسماء ويمنةً ويسارا
شمس سعد قد قارنت قمر الر / شد فهنّ الشموس والأقمارا
واقتران السعدين كل نجاح / الكون فيهن دائر السعد دارا
درة قد أوت إلى بحر فضلٍ / وحريّ فالدر يأوي البحارا
عرش بلقيس كان آصفه / عيسى وقد فاق سبقه من جارا
فسليمان يومذاك مليك / ولهذا قد اقتفى الآثارا
حسن في ولا بني أحمد المختار / أضحى لأحمد المختارا
في اقتناء الجنان تجري بها / الأنهار أجرى من الندى أنهارا
مستجير بهم وأكرم به / جاراً لقومٍ تباركوا مستجارا
يا بني الكامل الذي بيسير / من علاه عن طائر الوهم طارا
إن أقل خير يعرب ونزار / شمل الفضل يعرباً ونزاراً
أو أقل خير هاشم بافتخار / كنت أكسبت هاشم الافتخارا
فلقد قلت وهو حسبي مقا / لاً قد تحدى المختار والكرارا
وجرى في هداهما بسبيلٍ / هو فيه مبرزٌ لا يجارى
واجتلى في غوامض الغيب ما / أعيا سواه وزحزح الأشعارا
إنَّ من حاد عن سبيل ولاه / فهو عن سنّة الهداية جارا
إنْ توارى عنا فإنَّ علاه / خالد سرمد المدى ما توارى
وكفى أنّ يمنه كان قطباً / وعليه هذا الوجود استدارا
فاخلدا منه في نعيم مقيمٍ / سرمدي يستوعب الأعصارا
كل آنٍ تشيّدان دياراً / للمعالي وتحميان ذمارا
أأهنيكما ومنكم هنا كل البرايا / دوّاره قد دارا
أبقولي لا تلقيان بواراً / وبكم تصرف الأنام البوارا
فحقيق لنا بأنا نُهنّا / بولاكم ونشكر الجبّارا
دار دور الهنا فأرخت هنِّ / قد أرانا شمساً وبدراً أنارا