ليس للاختيار ذرة فعل
ليس للاختيار ذرة فعل / كل فعل لخالق الاختيار
لو وكلنا إلى النفوس وما تخ / تار كان اختيارنا للبوار
خيرة اللّه بي أبر وأحفى / وإلى خيرتي انتساب خساري
لو تلمحت حكمة اللّه فيما / تقتضيه الأقدار في الأطوار
وتأملت لطفه في قضايا / برزت في قوالب الأضرار
شمت دون الحجاب أبهى جمال / يتجلى بأوجه الآثار
ليس للعجز ذرة من محال / أين تدبير وصمة الافتقار
كيف يمشي تدبير فطرة ذل / إن يكن ضد مبرم الأقدار
أتراني أقضي وقد قضي الأم / ر كما شاءه خلاف اختياري
أم ترى لي حولاً يقرر حكماً / وهو في علمه محال القرار
أم تراني مقدماً ما اقتضى تأ / خيره حكمه من الأوطار
أم تراني إذا سخطت بلاء / شاءه لي صرفته باختياري
أم ترى للوجود ذرة تأي / ر وهل للوجود من مقدار
إن تحققته رسوماً وآثا / راً فما للرسوم والآثار
أو تيقنته فناء ومحوا / محيت عنك ظلمة الأغيار
أو تمثلته قوياً قويماً / فهباء في عاصفات الذواري
من رأى الليس لم يعاين سواه / في ضروب الايراد والأصدار
دعه يرميك بالبلايا فما أق / رب رحماه من مقام اضطرار
دع حبيبي يسوق لي من بلايا / ه فما ضاق علمه بانكساري
دع حبيبي يموه الحب بالص / د ويخفي الصفاء في الاكدار
علمه سابق واقداره تج / ري وألطافه بهن سواري
فإلى أين نزوة لاعتراض / وإلى أين وجهة لفرار