هاكها كالجنوب تزجي القطارا
هاكها كالجنوب تزجي القطارا / صافح الورد نفحها والعرارا
في جبين من حالك الحبر تبدي / لك ليلاً من طرسه ونهارا
رق ديباجه فراق زلالاً / حيث دارت به النواسم دارا
تتلالا من المعاني شموس / فوق صفحيه تخطف الأبصارا
خجل الصبح من شكاتي فأهدى / سوسن الخد منه لي جلنارا
ورآني بلا عقار فكادت / صفحة منه تستهل عقارا
ورآني السحاب أسحب حالاً / ذات عدم فذاب ماءً ونارا
عثر الدهر بي وقد جئت حراً / زاكي الأصل ينعش الأحرارا
إن تكن عصمة فإن عصاماً / جده لم يزل يقيل العثارا
قاضي الشرق أشرقتني بريقي / نائبات يطلبن عندي ثارا
لا لذنب إلا لأني أديب / طاب عود منه فكان نضارا
أجلو دراً يرف حسناً وإن كا / نت ضلوعي تهفو عليه إحرارا
حاشى لي أن أزفها ثيبات / عنساً بل كواعبا أبكارا
لفحت أضلعي بها فاستهلت / بين كفيك تنشد الأشعارا
طلعت في أهله من ضلوع / لي تجلو بناتها أقمارا
أرضعتها در البلاغة منها / أمهات لم تحتلب أظآرا
وأرتك الرياض منها كمام / جادها النبل وابلاً مدرارا
ما على بابل لو استقبلتها / واجتنت من ثمارها الأسحارا
كل خمرية ولم تسق خمراً / تلبس الحسن والدلال خمارا
تذر السامعين يثنون أعطا / فاً سكارى وما هم بسكارى
لو تغلقن في مسامع رضوى / لانثنى راقصاً وخلى الوقارا
ليس في فسحة من العذر إلا / من صبا خالعاً إليها العذارا
وبها أجزل المهور فلولا / أنتن ما أدلجت بهن المهارى
أبصرتها النجوم أشرق منها / فسرت تخبط الظلام حيارى