المجموع : 4
مُستَجيرُ الهَوى بِغَيرِ مُجيرِ
مُستَجيرُ الهَوى بِغَيرِ مُجيرِ / وَمُضامُ الهَوى بِغَيرِ نَصيرِ
ما لِمَن وَكَّلُ الهَوى مُقلَتَيهِ / بِاِنسِكابٍ وَقَلبَهُ بِزَفيرِ
فَهوَ مابَينَ عُمرِ لَيلٍ طَويلٍ / يَتَلَظّى وَعُمرِ يَومٍ قَصيرِ
لا أَقولُ المَسيرُ أَرَّقَ عَيني / قَد تَناهى البَلاءُ قَبلَ المَسيرِ
ياكَثيباً مِن تَحتِ غُصنٍ رَطيبٍ / يَتَثَنّى مِن تَحتِ بَدرٍ مُنيرِ
شَدَّ ماغَيَّرَتكَ بَعدي اللَيالي / يا قَليلَ الوَفا قَليلَ النَظيرِ
لَكَ وَصفي وَفيكَ شِعري وَلا أَع / رِفُ وَصفَ المَوّارَةِ العَيسَجورِ
وَلِقَلبي مِن حُسنِ وَجهِكَ شُغلٌ / عَن هَوى قاصِراتِ تِلكَ القُصورِ
قَد مَنَحتُ الرُقادَ عَينَ خَلِيٍّ / باتَ خِلواً مِمّا يُجِنُّ ضَميري
لابَلا اللَهُ مَن أُحِبُّ بِحُبٍّ / وَشَفى كُلَّ عاشِقٍ مَهجورِ
إِنَّ لي مُذ نَأَيتَ جِسمَ مَريضٍ / وَبَكا ثاكِلٍ وَذُلَّ أَسيرِ
يا أَخي يا أَبا زُهَيرٍ أَلي عِن / دَكَ عَونٌ عَلى الغَزالِ الغَريرِ
لَم تَزَل مُشتَكايَ في كُلِّ أَمرٍ / وَمُعيني وَعُدَّتي وَنَصيري
وَرَدَت مِنكَ يا اِبنَ عَمّي هَدايا / تَتَهادى في سُندُسٍ وَحَريرِ
بِقَوافٍ أَلَذُّ مِن بارِدِ الما / ءِ وَلَفظٍ كَاللُؤلُؤِ المَنثورِ
مُحكَمٌ قَصَّرَ الفَرَزدَقُ وَالأَخ / طَلُ عَنهُ وَفاقَ شِعرَ جَريرِ
أَنتَ لَيثُ الوَغى وَحَتفُ الأَعادي / وَغِياثُ المَلهوفِ وَالمُستَجيرِ
طُلتَ في الضَربِ لِلطُلا عَن شَبيهٍ / وَتَعالَيتَ في العُلا عَن نَظيرِ
كُنتَ جَرَّبتَني وَأَنتَ كَثيرُ ال / كَيسِ طَبٌّ بِكُلِّ أَمرٍ كَبيرِ
وَإِذا كُنتَ يا اِبنَ عَمّي قَنوعاً / بِجَوابي قَنِعتَ بِالمَيسورِ
هاجَ شَوقي إِلَيكَ حينَ أَتَتني / هاجَ شَوقُ المُتَيَّمِ المَهجورِ
قَمَرٌ دونَ حُسنِهِ الأَقمارُ
قَمَرٌ دونَ حُسنِهِ الأَقمارُ / وَكَثيبٌ مِنَ النَقا مُستَعارُ
وَغَزالٌ فيهِ نِفارٌ وَلا بِد / عَ فَمِن شيمَةِ الظِباءِ النَفارُ
لا أُعاصيهِ في اِجتِراحِ المَعاصي / في هَوى مِثلِهِ تَطيبُ النارُ
قَد حَذِرتُ المِلاحَ دَهراً وَلَكِن / ساقَني نَحوَ حُبِّهِ المِقدارُ
كَم أَرَدتُ السُلُوَّ فَاِستَعطَفَتني / رُقيَةٌ مِن رُقاكَ يا عَيّارُ
مُغرَمٌ مُؤلَمٌ جَريحٌ أَسيرُ
مُغرَمٌ مُؤلَمٌ جَريحٌ أَسيرُ / إِنَّ قَلباً يُطيقُ ذا لَصَبورُ
وَكَثيرٌ مِنَ الرِجالِ حَديدٌ / وَكَثيرٌ مِنَ القُلوبِ صُخورُ
قُل لِمَن حَلَّ بِالشَآمِ طَليقاً / بِأَبي قَلبُكَ الطَليقُ الأَسيرُ
أَنا أَصبَحتُ لا أُطيقُ حَراكاً / كَيفَ أَصبَحتَ أَنتَ يا مَنصورُ
قَد عَرَفنا مَغزاكَ ياعَيّارُ
قَد عَرَفنا مَغزاكَ ياعَيّارُ / وَتَلَظَّت كَما أَرَدتَ النارُ
لَم أَزَل ثابِتاً عَلى الهَجرِ حَتّى / خَفَّ صَبري وَقَلَّتِ الأَنصارُ
وَإِذا أَحدَثَ الحَبيبانِ أَمراً / كانَ فيهِ عَلى المُحِبِّ الخِيارُ