القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : شَرَف الدين البُوصيري الكل
المجموع : 3
حَيَّ بُلْبَيْسَ مَنْزِلاً في العِمَارَهْ
حَيَّ بُلْبَيْسَ مَنْزِلاً في العِمَارَهْ / وَتَوَجَّهْ تِلْقَاءَ بِئْرِ عُمَارَهْ
فالبَتيَّاتِ فالحِرازِ فَتُبتي / ت َفشُبْرا البَيُّومِ فالخَمَّارَهْ
وإذا جِئْتَ حَاجِزاً بَيْنَ بَلبَي / سَ وَقليوبَ مِنْ خَرابِ فَزارَه
فارجِعِ السَّيْرِ بَيْنَ بَنْهَا وَأَت / ريبَ وكلٌّ لِشَاطِئ الْبَحْرِ جَارَه
وَإذَا ما خَطَرْتَ مِنْ جَانِبِ الرم / لِ بِفاقُوسَ فاقْصِدِ الخَطَّارَهْ
وَشَمَنْدِيلَ وهْيَ مَنْزِلَةُ الجي / شِ وَسَعْدَانَةٍ مَحَلِّ غِرَارَهْ
خَلِّنِي مِنْ هَوَى البَداوةِ إني / لَسْتُ أَهْوَى إِلَّا جَمالَ الحَضارَهْ
واقْرِ تِلْكَ القُرَى السلامَ فَإِن أَع / يَتْكَ منها عبارَةٌ فإشارَهْ
إنَّ قَلْبِي أَضْحَى إلى ساكِنِيهَا / باشتِياقٍ وَمُهْجَتِي مُسْتَطارَهْ
أَذْكَرَتْنا عَيْشاً قديماً نَزَعْنَا / هُ لِبَاساً كَالحُلَّةِ المُسْتَعَارَهْ
وزماناً في الحُسنِ وجْهَ عَلِيٍّ / ذا بَهاءٍ وبَهْجَةٍ وَنَضَارَهْ
صاحبٌ لا يزالُ بالجُودِ والإف / ضالِ طَلْقَ الْيَدَيْنِ حُلْوَ العِبارَهْ
كمْ هَدانا مِنْ فضلِهِ بِكِتابٍ / مُعْجِزٍ مِنْ عُلُومِهِ بِأَثارَهْ
وجهُهُ مُسْفِرٌ لِعَاقِبِهِ ما نح / تَاجُ في الجُودِ عِنْدَهُ لِسفارَهْ
يَدُهُ رُقْعَةُ الصَّباحِ فما أَغ / رَبَهَا مِنْ سلامَةٍ وَطَهارَهْ
يَذْكُرُ الوعْدَ في أُمورٍ ولا يَذْ / كُرُ جَدْوَى وَلو بِكلِّ إمارَهْ
إنما يَذْكُرُ العَطِيَّةَ منْ كا / نتْ عَطاياهُ تارَةً بعدَ تارهْ
سَيِّدِي أَنْتَ نُصْرَتِي كلما شَن / نَ عَلَيَّ الزَّمانُ بالفَقْرِ غارَهْ
شابَ رَأْسِي وما رَأسْتُ كأنِّي / زامِرُ الحَيِّ أَوْ صغيرُ الحارَهْ
وَابن عِمْرَانَ وَهْوَ شَرُّ مَتاعٍ / لِلْوَرَى في بِطانَةٍ وَظِهَارَهْ
حَسَّنَ القُرْبُ منكُمْ قُبْحَ ذِكْرَا / هُ كَتَحْسِينِ المِسْكِ ذكْراً لفارَهْ
فَهْوَ في المَدْحِ قَطْرَةٌ مِنْ سَحَابِي / وَهْوَ في الهَجْوِ مِنْ زِنَادِي شَرَارَهْ
ما لهُ مِيزَةٌ عَلَيَّ سِوَى أن / نَ لهُ بَغْلَةً وما لِي حِمَارَهْ
وَعِياظٌ تدْوَى الدَّوَاوينُ منه / لا بمعنىً كأنُّهُ طِنْجِهارَهْ
يَتَجَنَّى بِسوءِ خُلْقٍ عَلَى النا / سِ وَنَفْسٍ ظَلومَةٍ كَفَّارَهْ
لَمْ تُهَذِّبْهُ كلُّ قاصِرَةِ الطَّر / فِ أَجَادَتْ بأَخْدَعَيْهِ القصارَهْ
وَابنُ يَغْمورَ إذْ كساهُ منَ الدر / رَةِ دِرْعاً كأنَّه غَفَّارَهْ
طَبَعَتْ رَأْسُهُ دَماً وَبِسَاطِي / جلْدَةً أَوْ حَسِبتُهُ جُلَّنَارَهْ
وسليمانُ كلما قَرَعَ القَرْ / عَةَ طَنَّتْ كَأنَّها نُقَّارَهْ
وَقعاتٌ تُنْسي المُؤرِّخَ ما كا / نَ مِنْ سُنْبسٍ وَمِنْ زُنَّارَهْ
إنْ جَهِلْتُمْ ما حَلَّ في ساحلِ الشي / خِ مِنَ الصّفحِ فاسْألُوا البَحَّارَهْ
قَالتِ البَغْلَةُ التي أَوْقَعَتْهُ / أَنا ما لي على الغُبونِ مَرَارَهْ
إِنَّ هذا شَيْخٌ له بِجَوَارِي / هِ معَ الناس كلَّ يَوْمٍ صِهَارَهْ
قَلْتُ لا تَفْتَرِي عَلَى الشاعرِ الفِق / قِيهِ قالتْ سَلِ الفَقِيهَ عُمارَهْ
لو أتاهُ في عرْسِهِ شَطْرُ فَلْسٍ / لرأَى البَيْعَ رَجْلَة وشطَارَهْ
قلتُ هذَا شادُّ الدَّوَاوِينِ قالتْ / ما أَوَلّي هذا عَلَى الخَرَّارَهْ
قلتُ ذِي غَيْرَةُ الأُبَيْرَةِ أَلَّا / تَشْتَهِي أَنْ تُفَارِقَ الأَبَّارَهْ
قالتَ اَقْوَى وكيفَ أُغيرُ مِنِّي / عِنْدَ شيخٍ كَلٍّ بِغَيْرِ زِبَارَهْ
قلتُ ما تَكْرَهِينَ منه فقالت / أَيُّ بُخْلٍ فيه وأَيّ قَتَارَهْ
أنا في البيْتِ أَشْتَهِي كَفَّ تِبْنٍ / وَمِنَ الفُرْطِ أَشْتَهِي نُوَّارَهْ
وعَلِيقِي عليه أَرْخَصُ مِنْ ما / لِ المَوارِيثِ في شِرَا ابنِ جُبَارَهْ
سَرَق النِّصْفَ واشتَرى النِّصْف بالنِّص / فِ وَأَفْتَى بأَنَّ هذا تِجارَهْ
لا تَلوموا إذا وَقَعْتُ مِنَ الجَو / عِ فإنّي مِنَ الْخَوَى خَوَّارَهْ
ما كفَاهُ مِنَ الطَّوافِ بِبُلْبَي / سَ إِلى أَنْ يَطُوفَ بي السَّيَّارَهْ
آهِ مِنْ ضَيْعَتِي وما ذاكَ إِلَّا / أَنَّ ما لِي عَلَى الغُبُونِ مَرَارَه
أُكْمِلَتْ خِلْقَتي وَشَيبي وما لي / في حُجُورٍ اُخْتٌ وَلا فِي مِهَارَهْ
أَيُّ شِبْرِيَّةٍ أَلَذُّ وِطاءً / مِنْ رُكُوبي وأَيُّما شَبَّارَهْ
عَيَّرَتْنِي بها بِغالُ الطواحي / نِ وقالتْ تَمَّتْ عليكِ العِيَارَهْ
دُرْتُ حتى وَقَعْتُ عِنْدَ المنَاحِي / سِ فيا لَيْتَ أنني دَوَّارَهْ
وَلقدْ أَنْذَرْتُهُ فَرَأَيْتُهُ / جَاهِلِيَّاً لم تُغْنِ فيهِ النّذارَهْ
وَقَوَافِيَّ ليسَ فيها صِقالٌ / مِنْ نَدىً لا وليس فيها زَفَارَهْ
كلُّ عَذْرَاءَ ما تُرَدُّ مِنَ الكف / ءِ بِعَيْبِ وَلا زَوالِ بَكارَهْ
سِرْنَ مِنْ حُسْنِهِنَّ في الشَّرْقِ والغَرْ / بِ فَكُنَّ الكَواكِبَ السَّيَّارَهْ
لَنْ يَصِيدَهُنَّ النَّوال مَنْ بَحْرِ فِكْرِي / أَوَ يُصْطَادُ الدُّرَّ بالسِّنَّارَهْ
غَيْرَ أَنِّي أَعْدَدْتُهَا لِخَطَايَا / وَذُنُوبٍ أَسْلَفتهَا كَفَّارَهْ
أَوَ لَمْ تَدْرِ أَنَّ مَدْحَ عَلِيٍّ / مِثْلُ حَجٍّ وَعُمْرَةٍ وَزِيَارَهْ
أَيُّهَا الصاحبُ المُؤَمَّلُ أَدْعُو / كَ دُعَاءَ استغاثَةٍ واستجارَهْ
أَثْقَلَتْ ظَهْرِيَ العِيالُ وَقد كن / تُ زَماناً بهم خَفيفَ الكَارَهْ
ولوَ اَنِّي وحْدِي لَكُنْتُ مُرِيداً / في رِباطٍ أَو عَابِداً في مَغَارَهْ
أحَسَبُ الزُّهْدَ هَيّناً وَهوَ حَرْبٌ / لسْتُ فيه ولا منَ النَّظَّارَهْ
لا تَكِلنِي إلى سِواكَ فَأخْيَا / رُ زَماني لا يَمْنَحُونَ خِيَارَهْ
وَوُجُوهُ القُصَّادِ فيه حَدِيدٌ / وَقلوبُ الأَجْوادِ فيه حِجَارَهْ
فإذَا فازَ كَفُّ حُرٍّ بِبِرٍّ / فَهْوَ إمَّا بِنَقْضَةٍ أَو نِشَارَهْ
إِنَّ بَيْتِي يقول قد طالَ عَهْدِي / بِدُخُولِ التَلِّيسِ لِي وَالشِّكَارَهْ
وطعامٍ قد كَانَ يَعْهَدُهُ النا / سُ مَتاعاً لهمْ ولِلسيَّارَهْ
فالكوانينُ ما تُعابُ مِنَ البَرْ / دِ بَطَبَّاخَةٍ وَلا شَكَّارَهْ
لا بِساطٌ ولا حَصِيرٌ بِدِهْلِي / زي وَلا مَجْلِسي ولا طَيَّارَهْ
ليس ذا حالُ مَنْ يُرِيدُ حيَاةً / لِعيالٍ ولا لِبَيْتٍ عِمَارَهْ
قلتُ إنَّ الوَزِيرَ أَسْكَنَ غَيرِي / فِي مَكاني ولي عليه إجَارَهْ
قِيلَ إنَّ الوزِيرَ لَنْ يَقْصِدَ الفَس / خَ فَلِمْ لا رَاجَعْتَ في الخَرَّارَهْ
أسقَطَتْهُ مِنْ ظَهْرِنَا فَأَرَتْنَا / جَيْبَهُ لازِماً لِبَطْنِ المَحَارَهْ
ثُمَّ شَدُّوهُ بالإِزَارِ فخِلْنا / هُ الْخَيالِيَّ مِنْ وَرَاءِ السِّتَارَهْ
لَمْ يُفَضِّلْ عليكَ غيرَكَ لكن / نَ عطاياهُ كَالكُؤوسِ المُدَارَهْ
فسأَغْدُو به سعيداً كأنّي / لاعْتِدَالِ الرَّبِيعِ للشَّمسِ دارَهْ
وَيَشُوقَ الأَضْيَافَ في بادَهَنْجٍ / مِنْ بعيدٍ قُرُونُهُ كالمَنَارَهْ
إنَّ بَيْتَاً يغْشَاهُ كلُّ فقِيرٍ / مِنْ عَلِيٍّ في ذِمَّةٍ وَخِفَارَهْ
صَرَفَ اللَّهُ السُّوءَ عنه وَآتا / هُ مِنَ المَجْدِ والعُلا مَا اختَارَهْ
ذُو يَراعٍ يَرُوعُ كَالسَّيْفِ إمَّا
ذُو يَراعٍ يَرُوعُ كَالسَّيْفِ إمَّا / بصَليلٍ عِداهُ أَوْ بِصَرِيرِ
ما رَأَى الناسُ قَبْلَهُ مِنْ يَراعٍ / لِوَزِيرٍ صَريرُهُ كالزَّئيرِ
فإذا سَطَّرَ الكتابَ أَرانا / بَحْرَ فضلٍ أمواجُهُ مِنْ سُطورِ
وإذا استخرجوهُ يَسْتَخْرجُ الدُّر / رَ نَفِيساً مِنْ بَحْرِهِ المَسْجورِ
نَظَرَتْ مُقْلَتِي إليهِ كأنّي / ناظِرٌ في بَدِيعِ زَهْرٍ نَضِيرِ
ثم شَرَّفْتُ مسْمَعِي بِتُؤَامٍ / وَفُرادَى مِنْ دُرِّهِ المَنثُورِ
لا تُطاوِلْهُ في الفخارِ فما غا / دَرَ في الفَخْرِ مُرْتَقَىً لِفَخُورِ
ذِكْرُهُ لَذَّةُ المَسامِعِ فاسْتَمْ / تِع به مِنْ لِسانِ كلِّ ذَكُورِ
ثَمَّ مَعْنىً وصورَةً فَهْوَ في الحا / لَيْنِ مِلْءُ العُيونِ مِلءُ الصُّدورِ
زُرْتُ أَبْوَابَهُ التي أَسْعَدَ الل / هُ بها كلَّ زائرٍ ومَزُورِ
كلُّ مَنْ زارَها يَعُودُ كما عُدْ / تُ بِفَضْلٍ مِنها وَأَجْرٍ كثيرِ
وَكَفانيَ سَعْيِي إليها لأُهْدَى / مِنه بالرُّشْدِ في جميع الأُمورِ
إنَّ مَنْ دَبَّرَ المَمالِكَ لا يَعْ / زُبُ عَنْ حُسْنِ رَأْيهِ تَدْبيرِي
كانَ رِزْقِي مِنْ جَدِّهِ وأبيه / أَيَّ رِزْقٍ مُيَسَّرٍ مَوْفورِ
وَإذا كانَ مِثْلُ ذَاك على الوا / رِثِ إنيَ عَبْدٌ لِعَبْدِ الشَّكُورِ
فارِسِ الخَيلِ العالِمِ العامِلِ ال / حبرِ الهمامِ الحُلاحِلِ النِّحْرِيرِ
لَمْ يَزَلْ مِنْ عُلومِهِ وَتُقاهُ / بين تاجٍ مِنْ سُؤدُدٍ وسَريرِ
أبَداً بِالصَّوابِ يَنْظُرُ في المل / كِ وَفي بَيتِ مالِهِ المَعْمُورِ
فَغَدا الجُنْدُ والرَّعِيَّةُ والما / لُ بخيرٍ مِنْ سَعْيهِ المَشْكُورِ
فأقَلَّ الأجنادِ في مصرَ يُزْرِي / مِنْ بِلادِ العِدا بأَوْفَى أمِيرِ
قُلْ لِمَنْ خابَ قَصْدُهُ في جميعِ ال / نَاسِ مِنْ آمِرٍ وَمِنْ مَأْمُورِ
يَمِّمِ الصاحِبَ الذِي يُتَرَجَّى / فَتْحُ ثَغْرٍ بهِ وسَدُّ ثُغُورِ
وَبَعِيدُ الأُمورِ مِثْلُ قَرِيبٍ / عندهُ وَالعسيرُ مِثْلُ يَسيرِ
آه مِمَّا لَقِيتُ مِنْ غَيْبَتِي عَن / هُ ومِنْ نِسْبَتِي إِلى التَّقْصِيرِ
كَثُرَ الشَّاهِدُونَ لِي أَنَّني مت / تُ وفي البُعدِ عنه قَلَّ عَذِيرِي
مَنْ لِشَيْخٍ ذِي عِلَّةٍ وعِيالٍ / ثَقَّلَتْ ظَهْرَهُ بِغَيرِ ظَهيرِ
أَثْقَلُوهُ وَكَلَّفوهُ مَسيراً / ومِنَ المُسْتَحيلِ سَيْرُ ثَبيرُ
فَهْوَ في قيدِهِمْ يُذادُ مِنَ السع / يِ لِتحصيلِ قُوتِهِمْ كالأَسيرِ
وعَتَتْ أُمُّهُمْ عليَّ وَلَجَّتْ / في عُتُوٍّ مِنْ كَبْرَتِي ونُفُورِ
وَدَعَتْ دونَهُمْ هَنالِكَ بِالوي / لِ لأَمْرٍ في نَفْسِها والثُّبورِ
حَسِبَتْ عِلَّتِي تَزُولُ فقالتْ / يا كَثِيرَ التَّهْوينِ وَالتَّهْوِيرِ
كُلُّ داءٍ لهُ دواءٌ فَعَجِّلْ / بَمُداوَاةِ داءِ عُضْوٍ خَطِيرِ
قُلْتُ مَهْلاً فما بِمِلحِ السَّقَنْقُو / رِ أُدَاوِي وَلا بِلَحْمِ الذُّرورِ
سَقَطَتْ قُوَّةُ المَرِيضِ التِي كا / نَتْ قديماً تُزادُ بالكافُورِ
وعَصانِي نَظْمُ القَرِيضِ الذي جَر / رَ ذُيُولاً عَلَى قَرِيضِ جَرِيرِ
وَازْدَرَتنِي بعضُ الوُلاةِ وقدْ أَص / بَحَ شِعْرِي فيهمْ كَخُبْزِ الشَّعِيرِ
وغَسَلْتُ الذي جَمَعْتُ مِنَ الشع / رِ بِفَيْضٍ عليه غسْلَ صُخورِ
ونَهَتْنِي عَنِ المَسِيرِ إليهمْ / شِدَّةُ البَأْسِ مِنْ سَخاً في مَسِيرِ
وَهَجَرْتُ الكِرامَ حتى شَكانِي / منهمُ كلُّ عاشِقٍ مَهْجورِ
وَكَزُغْبِ القَطا وَرائِي فِراخ / مِنْ إناثٍ أعُولُهُمْ وذُكُورِ
يَتَعاوَوْنَ كالذِّئَابِ وَيَنْقَض / ضونَ مِنْ فَرْطِ جُوعِهِمْ كالنُّسُورِ
وَفَتاةٍ ما جُهِّزَتْ بِجهازٍ / خُطِبَتْ للِدُّخولِ بعدَ شُهورِ
وَاقْتَضَتْنِي الشِّوارَ بَغْياً عَلَى مَنْ / بيتُهُ ليسَ فيهِ غير حَصِيرِ
هِذهِ السُّورَةُ التي أقْعَدَتْني / عنك آياتُها قُعُودَ حَسيرِ
أقْعَدَتْنِي بِقَريَةٍ أسْلَمَتْنِي / لِضَياعٍ مِنْ فاقَتِي وكُفُورِ
كلُّ يَوْمٍ مُنَغَّصٌ بٍطَعامٍ / أوْ رَفِيقٍ مُنَغِّصٍ بشُرُورِ
ورِفاقِي فِي خِدْمَةٍ طُولَ عُمْرِي / رِفْقَتي في الحِرانِ مثْلُ الحَميرِ
كلَّما رُمْتُ أُنْسَهُم ضَرَبُوا / مِنْ وَحْشَةٍ بينهُمْ وَبَيْنِي بِسُورِ
وأَبَوْا أنْ يُساعِدُونِي عَلَى قُو / تِ عِيالِي بُخْلاً بِكَيْلِ بَعِيرِ
فَسَيُغْنِيني الإلهِ عنهمِ بِجَدْوَى / خيْرِ مَولىً لَنا وخيرِ نَصِيرِ
صاحِبٌ يَبْلُغُ المُؤَمِّلُ منهُ / كلَّ ما رامَهُ بِغَيرِ سَفِيرِ
مِنْ أُناسٍ سادوا بَنِي الدِّينِ والدُّن / يا فما في الوَرَى لهُمْ مِنْ نَظِيرِ
سَرَّتِ الناظِرِينَ منهم وجوهٌ / وُصِفَتْ بالجَمالِ وَصْفَ البُدُورِ
وَرِثُوا الأرضَ مثلَ ما كَتَبَ الل / هُ تعالَى في الذِّكْرِ بعد الزَّبورِ
فَهُمُ القائمونَ في الزَّمَنِ الأو / وَلِ بالقِسْطِ وَالزَّمانِ الأخِيرِ
وَهُم المُؤْمِنُونَ والوارِثُوا الفِرْ / دوسِ والمُفْلِحُونَ في التفسيرِ
عَبَدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لهُ الدّي / نَ لِما في قلوبِهِمْ مِنْ نورِ
وأَحَبُّوا آلَ النبيِّ فكانوا / معهم في مَغِيبِهِمْ وَالحُضورِ
في مَقامٍ منَ الصَّلاحِ وَأمْنٍ / وَمقامٍ مِنَ النَّعِيمِ وَثيرِ
أَهْلُ بيتٍ مُطَهَّرينَ مِنَ الرِّجْ / سِ وَهُمْ أَغْنِيا عنِ التَّطْهِيرِ
حُجِبُوا بالأثاثِ عَنَّا وبالزي / يِ وأَخْفَوْا جَمَالَهمْ بالخُدُورِ
لَبِسُوا الزِّيَّ بالقلوبِ وَأَغْنَوْا / صِدْقَهُم عَنْ لِباسِ ثَوبَي زُورِ
وَأرَوْنا أهلَ التُّقَى في الزَّوايا / سَلَّمُوا في البَقا لأَهْلِ القُصُورِ
وأَتَوْا كلُّهُمْ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ / وأَتَى غيرُهمْ بِثَوْبٍ نَقيرِ
وحَكَتهُم ذُرِّيَّةٌ كالدَّرَارِي / مِنْ بُطُونٍ زَكِيَّةٍ وظُهورِ
يُطْعِمُونَ الطَّعامَ لا لِجَزاءٍ / يَتَرَجَّوْنَهُ وَلا لِشُكورِ
عَلِمَ اللَّهُ منهم ما جَهِلْنا / وَكَفَاهمْ شُكْرُ العليم الخَبِيرِ
عاشَ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهِ البُوصِيريْ
عاشَ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهِ البُوصِيريْ / وَحَياةُ الكِلاَبِ مَوْتُ الحَمِيرِ
عاشَ قَوْمٌ مُذْ قِبْلَ إنِّي قد مِتُّ / فماتُوا قَبْلِي بِوَخْزِ الصُّدُورِ
لَسْتُ مَمَّنْ يَمُوتُ أَوْ يَقْدمُونِي / وَأَبْكِي عَلَيْهِمُ في القُبُورِ
وَصَحِيحٌ بأَنَّني كُنتُ قَدْ مِتُّ / وأحْيانِيَ جُودُ هذَا الوَزِيرِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025