المجموع : 4
لَحْظُ عَيْنَيْكَ للرَّدى أنصارُ
لَحْظُ عَيْنَيْكَ للرَّدى أنصارُ / وسيوفٌ شِفارُها الأشفارُ
فتكَتْ بالمحبِّ من غيرِ ثأرٍ / فلها في فؤادِهِ آثارُ
وَقعةٌ باللِّوى استباحَتْ نُفوساً / قَمَرَتْها غَرَّاءَها الأقمارُ
ومهاً تَكتُمُ البَراقِعُ مِنْها / صُوَراً هُنَّ للعُيونِ صِوارُ
أعربَ البانُ بَينَهنَّ فمن أَثْ / مارِه الياسَمينُ والجُلَّنارُ
قد صرَفْنا الأبصارَ عنهنَّ خَوْفاً / إذ رَمَتْنا بِلَحْظِها الأبصارُ
هاتِها لم تُباشِرِ النَّارَ واعلَمْ / أنها في المَعادِ للشَّرْبِ نارُ
قَصُرَتْ ليلةُ الخَوَرْنَقِ حُسْناً / واللَّيالي الطِّوالُ فيه قِصارُ
بِكَرٌ تَرتَعي جَنَى اللَّهوِ غَضّاً / واللَّذاذاتُ بينَها أبكارُ
إذ وجوهُ الأيَّامِ فيه رِياضٌ / ومياهُ السُّرورِ فيه خِمارُ
وَجَناتٌ تَحَيَّرَ الوَردُ فيها / وثُغورٌ جَرَتْ عليها العُقارُ
كلَّما كرَّتِ الجِباهُ بصبُحٍ / عطفَتْ ليلَها عليه الطِّرارُ
فَضُحاه من الذَّوائبِ ليلٌ / ودُجاه من الخُدودِ نَهارُ
غَنَيتْ عن سَحائبِ المُزْنِ أرضٌ / هنَّ من راحةِ الأميرِ تمُارُ
ظِلُّها سَجْسَجٌ وزَهْرُ ربُاها / عَطِرٌ والحَيا بها مِدرارُ
حيثُ لا وِردُنا ثِمادٌ ولا الوَع / دُ غرورٌ ولا الهُجوعُ غِرارُ
يَتصدَّى لظاهرِ البِشْرِ طَلقُ ال / وَجْهِ فيه سكينةٌ ووَقارُ
لا يُصَدُّ الثَّناءُ عَنه ولا تَرْ / غَبُ عن وِرْدِهِ النُّفوسُ الحِرارُ
سائلِ الدَّيَلميَّ كيف رأى سِنْ / جارَ لما تَنمَّرَتْ سِنجارُ
إذ تلاقَى بأرضِها الحَطَبُ الجَزْ / لُ ونارٌ يَحُثُّها إعصارُ
مَعْشَرٌ أصبحوا وُجوداً وأمسَوا / عَدَماً والخُطوبُ فيها اعتبارُ
لم يَسِرْ حَينُهم إليهم ولكِنْ / زَجَروا نحوَه الجِيادَ وسَاروا
خطرَتْ بالقَنا الأُسودُ عليهِم / فارتوَى مِنهُمُ القَنا الخَطَّارُ
في بَرارٍ تكشَّفَ النَّقْعُ عنها / وهيَ من رَوْنَقِ الحديدِ بِحارُ
مَوْقِفٌ لو أطَلَّ كِسْرى عليه / لانْثَنّى كاسِفاً وفيه انْكِسارُ
جَبَرَ المُلْكَ فيه جَبَّارُ حَرْبٍ / رافعٌ من لِوائِهِ الجَبَّارُ
أَسَدٌ في الحديدِ تَستَوحِشُ الأُسْ / دُ لدَيهِ ويأنَسُ الزُّوَّارُ
قَبُحَ الضَّرْبُ في الوُجوهِ ولكن / حَسُنَتْ عن سيوفِكَ الأخبارُ
وتَحلَّتْ بك المدائحُ حتَّى / هي شَدْوُ القِيانِ والأسمارُ
واشرأبَّتْ لكَ الدِّيارُ فلو تس / تطيعُ سيراً سَرَتْ إليكَ الدِّيارُ
نِعَمٌ للسُّيوفِ لا يَنفَدُ الشُّكْ / رُ عليها أو تَنْفَدُ الأعمارُ
أَبْرَأَتْنا كما أَبارَتْ عِدانا / فَهْيَ فينا بُرْءٌ وفيهم بَوارُ
قد أَطاعَتْكَ في العدوِّ المَنايا / وجرَتْ بالمُنى لك الأقدارُ
لا تَقُدْ جَحفَلاً فأنتَ من النَّج / دَةِ والبأسِ جَحْفَلٌ جَرَّارُ
أيُّها اللاّئمي على صَوْنِ وَجهْي / إنَّ بذْلَ الوُجوهِ شَيْنٌ وعارُ
أمَلِي في المُلوكِ عُسْرٌ ولكنْ / أملي في أبي المرجَّى اليَسارُ
أَرْبُعَاءٌ حُسامُه مشهورُ
أَرْبُعَاءٌ حُسامُه مشهورُ / حين يأتي وشرُّه مَحذورُ
نتوقّاه أولَ الشَّهرِ إن دا / رَ ونخشاه أخراً لا يدورُ
فَاغْدُ سِرّاً بنا إلى قَفَصِ الملْ / حيِّ فالعيشُ فيه غَضٌّ نَضيرُ
نتوارى من الحوادثِ والده / رُ خبيرٌ بمَنْ توارَى بَصيرُ
مَنزِلٌ في فِناء دِجلةَ يرتا / حُ إليه الخليعُ والمَستورُ
طائرٌ في الهواءِ فالبرقُ يَسري / دونَ أعلاه والحَمامُ يَطيرُ
وإذا الغيمُ سارَ أُسبِلَ منه / حُلَلٌ حولَ جُدْرِهِ وسُتورُ
فإذا غارَتِ الكواكبُ صبحاً / فهُوَ الكوكبُ الذي لا يَغورُ
ليسَ فيه إلا خُمَارٌ وخَمرٌ / ومَماتٌ من سُكْرِهِ ونُشورُث
وحديثٌ كأنَّه زَهَرُ السَّو / سَنِ حُسناً أو لؤلؤٌ مَنثورُ
وجَريحٌ من الدِّنانِ يسيل الرْ / احُ من جُرحِه وقِدرٌ تَفورُ
ولَكَ الظَّبيةُ الغَريرَةُ إنْ شِئْ / تَ فإن عِفْتَضها فظَبْيٌ غريرُ
فتَنَعَّمْ بها نَهاراً وبِتْ يا / سيّدي مُعَرِّساً وأنتَ أميرُ
كلُّ هذا بدِرْهَمَيْنِ فإنْ زِدْ / تَ فأَنتَ المبجَّلُ الموفورُ
فهو شيخٌ رأى القيادةَ عَيْشاً / كلُّ عَيْشٍ سِواه إفكٌ وزُورُ
ومن الجَوْرِ أنْ يُلامَ عليٌّ / وَهْوَ عِنْدي في فِعْلِه معذورُ
ترك المِلْحَ والتِّجارةَ فيه / إذ رآها تِجارةً لا تبورُ
فتمَّمْ بنا السرورَ إليه / إن يَومَ السُّرورِ يومٌ قصيرُ
أيها المُطَّلون بعدي حَذارِ
أيها المُطَّلون بعدي حَذارِ / إنَّ بعضَ الصُّخورِ طالُب ثارِ
رُبَّ يومٍ ظَلَلْتُ فيه وقيداً / أَتشكَّى حريقَ نارٍ بنارِ
مِئزَرٌ كَانَ غايةَ النَّفعِ أضحَى / وهُوَ اليومَ غايةُ الأضرارِ
وسراويلُ سُنْدُسٍ عادَ وَشْياً / مُؤلِماً جافياً على الأَبشارِ
فكأنَّ الأفخاذَ تُلذَعُ منه / بِشَرارٍ يطيرُ إثرَ شَرارِ
أخذَتْ ثأرَها الحجارةُ مِنّي / وسِوائي أصابَها بالثارِ
لو تداركْتَني بوعدٍ غَرورِ
لو تداركْتَني بوعدٍ غَرورِ / رَقَأَتْ عبَرَتي وقَلَّ زَفيري
بأبي خدُّكَ الذي وقفَ الدَّم / عُ عليه كالطَّلِّ في وَردِ جُورِ
فالتهابُ الحياءِ يَمزُجُ فيه / حُمرةَ الأُرجوانِ بالكافورِ
عَبِقٌ ريحُه كأنَّ دموعَ ال / عَينِ أجرَتْ عليه ماءَ العَبيرِ
لا تَلُمْني على انتثارِ دُموعي / حين عاينْتُ روضةَ المَنْثورِ
قَابَلَتْنِي بمثلِ خدِّكَ والثَّغ / رِ وأنوارِ حَلْيِكَ المُستنيرِ