القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أبو العَلاء المَعَري الكل
المجموع : 14
طالَ صَومي وَلَستُ أَرفَعُ سَومي
طالَ صَومي وَلَستُ أَرفَعُ سَومي / وَوُفودي عَلى المَنِيَّةِ فِطرُ
إيُّها الشَيبُ لا يَريبُكَ مِن كَف / في مِقَصٌّ وَلا يُواريكَ خِطرُ
إِن نَهَيتَ النَفسَ اللَجوجَ عَنِ الإِث / مِ وَطابَت فَإِنَّما أَنتَ عِطرُ
لُحتَ مِثلَ الكافورِ كَفَّرَ ذَنباً / فَلتُبَرِّد إِن كانَ أُغلِيَ قِطرُ
ضَحِكُ الدَهرِ في مُحَيّاكَ مَكرُ
ضَحِكُ الدَهرِ في مُحَيّاكَ مَكرُ / ما لَهُ غَيرَ أن يَسوءَكَ فِكرُ
وَاِعتِقادُ الإِنسانِ فيكَ جَميلاً / مِنَّةٌ لا يَنالُها مِنكَ شُكرُ
وَالحَديثُ المَسموعُ يوزَنُ بِالعَق / لِ فَيُضوى إِلَيهِ عُرفٌ وَنُكرُ
لَيسَ بِالسِنِّ تَستَحِقُّ المَنايا / كَم نَجا بازِلٌ وَعوجِلَ بَكرُ
وَعَوانٍ حازَت حُليَّ كَعابٍ / فاجَأَتها مِنَ الحَوادِثِ بِكرُ
قَد رَكِبتُ الوَجناءَ في جَوشَنِ الحِن / دِسِ أَكرى في رَحلِها وَهِيَ تَكرو
راجِياً حُسنَ حالَةٍ إِن تَخَطَّت / ني فَإِعمالُها لِيَحسُنَ ذِكرُ
ساهِراً عُمرَ لَيلَتي وَكَأَنّي / طائِرٌ تَحتَهُ مِنَ الكورِ وَكرُ
أَتَقَضّى مَعَ الصَباحِ فَلا أَط / لُبُ رِزقاً وَبي مِنَ السُهدِ سُكرُ
عَكَرُ العَيشِ في إِنائي وَهَل يُؤ / مَلُ مِن صَفوِهِ وَقَد فاتَ عَكرُ
سَأَلَتني عَن رَهطِ قَيلٍ وَعِترٍ
سَأَلَتني عَن رَهطِ قَيلٍ وَعِترٍ / أَينَ إِلّا الحَديثُ قَيلٌ وَعِترُ
خابَ مَن خَلَّفَ الحَياةَ هَتيكاً / ما عَلَيهِ مِنَ الدِيانَةِ سِترُ
وَالفَتى وَالرَدى كَراكِبِ لُجٍّ / إِنَّما نَفسُهُ مِنَ المَوتِ فِترُ
إِن تَطُل عيشَةٌ فَإِنَّ المَنايا / سَوفَ يُقضى لَها بِمَن عاشَ وِترُ
مِن عُيوبِ الكَبيرِ قَولُهُمُ إِن / زَلَّ يَوماً قَد أَدرَكَ الشَيخَ هِترُ
يا حَصانَ النِساءِ كَم فارِساً وُل
يا حَصانَ النِساءِ كَم فارِساً وُل / دُكِ مَه إِنَّما وَلَدتِ قُبورا
مَن أَرادَ البَقاءَ وَهوَ حَبيبٌ / فَليُعِدَّن لِلحُزنِ قَلباً صَبورا
لَو دَرى بِالَّذي عَلِمتُ ثَبيرٌ / لَدَعا مِن أَذى الحَياةِ ثُبورا
ما تَرى في الزَمانِ إِلّا قَتيلاً / أَو أَسيراً لِحَتفِهِ مَصبورا
عَبَرَ الناسُ فَوقَ جِسرٍ أَمامي / وَتَخَلَّفتُ لا أُريدُ عُبورا
أَشعَرَ اللَهُ خالِقُ الأُمَمِ الشِع / رى الغُمَيصاءَ ذِلَّةً وَالعَبورا
وَتُحِبُّ الأُمُّ الخَلوبَ وَداوو / دُ يَحِبُّ الدُنيا وَيَتلو الزَبورُ
كُلُّنا يَشهَدُ الإِلهُ كَسيرٌ / يَتَرَجّى بِضُعفِ رَأيٍ جُبورا
قَد خَبَرنا فَكَيفَ يُغتَرُّ بِالشَيءِ / الَّذي باتَ عِندَنا مَخبورا
اِستَرَدَّ الحَياةَ مِنكِ لَعَمرُ ال
اِستَرَدَّ الحَياةَ مِنكِ لَعَمرُ ال / لَهِ مَن كانَ لِلحَياةِ مُعيرا
رُبَّما تَدرُجينَ في أَوَّلِ النَم / لِ إِذا ما عَدَونَ عيراً فَعيرا
وَتَحُلّينَ قَريَةً فَسَقاكِ ال / مَوتُ كَأساً كَما سَقاها البَعيرا
أَتُرَجّينَ مِن إِلهَكِ عَفواً / وَتَخافينَ في الحِسابِ السَعيرا
لُعِنَ الحِرصُ كَم تَحَكَّرتِ قوتاً / ثُمَّ خَلَّفتِ بُرَّهُ وَالشَعيرا
قَد يَحُجُّ الفَتى وَيَغنى بِعِرسٍ
قَد يَحُجُّ الفَتى وَيَغنى بِعِرسٍ / وَهوَ مِن صُرَّةِ اللُجَينِ صَرورَه
بِدَرُ المالِ مِثلُ بَدرِ الدُجى يُم / حَقُ مِن بَعدِ أَن يَتِمَّ ضَرورَه
حُجَّةٌ إِن أَقَمتَها لِضَعيفٍ / حِجَّةٌ في حُقوقِها مَبرورَه
أَيُّها المَرءُ إِنَّما أَنتَ كَالنَم / لَةِ تَغدو لِبُرَّةٍ مَجرورَه
يَبعَثُ اللَهُ في نَهارٍ وَلَيلٍ / بَرَكاتٍ مِن رِزقِهِ مَدرورَه
ما لِباسُ التَقوى عَلى الناسِ لَكِ / نَّ ثِياباً عَلى الخَنى مَزرورَه
أَدفِئوا بِالطِعانِ بَينَ التَراقي / وَالحَوايا أَسِنَّةً مَقرورَه
قَد تُلاقي الحِمامَ في وَضَحِ اليَو / مِ نُفوسٌ بِصُبحِها مَسرورَه
وَتَرى الحَقَّ يَستَنيرُ فَتَدري / أَنَّها في حَياتِها مَغرورَه
هِيَ طُرقٌ فَمِن ظُهورٍ وَأَرحا
هِيَ طُرقٌ فَمِن ظُهورٍ وَأَرحا / مٍ وَدُنيا أَتَت بِظُلمٍ وَقَمرِ
كُنتُ طِفلاً في المَهدِ وَالآنَ لا أَه / وى رُجوعاً إِلَيهِ فَاِعجَب لِأَمري
وَلَعَلّي كَذاكَ في داري الأُخ / رى إِذا ما اِدَّكَرتُ ريَّقَ عِمري
طَلَ مِنّي تَحَمُّلٌ خِلتُ أَنّي / قابِضٌ مِن أَذاتِهِ فَوقَ جَمرِ
كَم أُعاني لِلدَهرِ بيضاً وَسوداً / بَينَ خُضرٍ مِنَ السِنينَ وَحُمرِ
كَيفَ لي بِالفَلاةِ تُنضي المَطايا / بِضَميرٍ يَكسو جَلابيبَ ضُمُرِ
بِنَوى تَمرِيَ الَّذي غُذِّيَتهُ / لِنَواها الَّتي مِنَ البُعدِ تَمري
زَمَرَت رُبدُها وَغَنَّت بِها الوُر / قُ وَلا حَوبَ في غِناءٍ وَزَمرِ
إِلزَمِ الصَمتَ إِن أَرَدتِ نَجاةً / لَيسَ ضَحضاحُ مَنطِقٍ مِثلَ غَمرِ
لَفظَةٌ قُلتُها وَإِن هِيَ هانَت / جاوَزَت في الأَنامِ حُسوَةَ خَمرِ
تُنفِدُ الوَقتَ غَيرَ جالِبِ نَفَعٍ / خائِضاً في حَديثِ زَيدٍ وَعَمَرِو
ما مَقامي إِلّا إِقامَةُ عانٍ
ما مَقامي إِلّا إِقامَةُ عانٍ / كَيفَ أَسري وَفي يَدِ الدَهرِ أَسري
وَيَسارُ الفَتى يَمينٌ وَإِن كا / نَ أَشَلّاً سامَ الأُمورَ بِيُسرِ
تَبِعَت تُبَعاً وَفي القَصرِ غالَت / قَيصَراً وَاِنتَحَت لِكِسرى بِكَسرِ
وَطَوَت طَيِّئاً وَآدَت إِياداً / وَأَصابَت مُلوكَ قِسرٍ بِقَسرِ
إِنَّ جِسراً عَلى المَنيَّةِ حَزمٌ / وَالبَرايا مِن عُبشَةٍ فَوقَ جِسرِ
وَلِقابوسَ كانَ قَبسٌ وَفَنّا / خَسرُ أَروَتهُ مِن فَناءٍ وَخُسرِ
وَكَذاكَ النُعمانُ زالَ نَعيمٌ / عَن ذَراهُ وَالعَودُ رَهنٌ بِحَسرِ
سَوفَ أَلقى مِنَ الزَمانِ كَما لا / قوا بِعُنفٍ لا يُستَقالُ وَدَسرِ
وَلَوَ اِني السُهى أَو النِسرُ قَد شا / هَدتُ عَصرَينِ مِن يَغوثَ وَنَسرِ
إِختِلافٌ قَد عَمَّنا في اِعتِقادٍ
إِختِلافٌ قَد عَمَّنا في اِعتِقادٍ / وَصَلاةٍ لِرَبِّنا وَطُهورِ
وَنِساءٌ مّهورَةٌ في البَرايا / وَسَبايا سيقَت بِغَيرِ مُهورِ
وَرَأَيتُ الحِمامَ يَأتي عَلى العا / لَمِ مِن قاهِرٍ وَمِن مَقهورِ
وَاِدَّعوا لِل مُعَمِّرينَ أُموراً / لَستُ أَدري ما هُنَّ في المَشهورِ
أَتَراهُم فيما تَقَضّى مِنَ الأَيّ / امِ عَدّوا سَنيِّهُم بِالشُهورِ
كُلَّما لاحَ لِلعُيونِ هِلالٌ / كانَ حَولاً لَدَيهِمُ في الدُهورِ
هَكَذا يَنبَغي وَإِلّا فَإِنَّ ال / عَقلَ يُثنى في حالَةِ المَبهورِ
حُمَّلوا المُثَقِلاتِ ثُمَّتَ أَضحى / في بُطونِ الأجداثِ بالي الظُهورِ
ذَكَّرَتني عُقوبَةٌ مِن إِلَهي
ذَكَّرَتني عُقوبَةٌ مِن إِلَهي / فَاِستُطيرَ الفُؤادُ لِلتَذكيرِ
فَكِّري أَنتِ رُبَّما هُديَ الإِن / سانُ لِلمُشكِلاتِ بِالتَفكيرِ
ما الَّذي نَستَفيدُ في هَذِهِ الدُنّ / يا بِطولِ الرَواحِ وَالتَبكيرِ
شَجَرُ العَيشِ مَعدِنٌ لِلرَزايا / أَودَتِ الطَيرَ فيهِ بِالتَوكيرِ
كُلُّنا غادِرٌ يَميلُ إِلى الظُل / مِ وَصَفوُ الأَيّامِ لِلتَعكيرِ
وَرِجالُ الأَنامِ مِثلُ الغَواني / غَيرَ فَرقِ التَأنيثِ وَالتَذكيرِ
عَرَّفَتني حَتّى شُهِرتُ اللَيالي / ثُمَّ صالَت عَلَيَّ بِالتَنكيرِ
فَاِحسُبيني كَفِضَّةٍ هُذِّبَت في / كُلِّ عَصرٍ بِمَسِّ نارٍ وَكيرِ
خَلِّصيني مِن ضَنكِ ما أَنا فيهِ / وَاِطرَحيني لِمَنكَرٍ وَنَكيرِ
وَاِحذَري مِن أَخيكِ وَالأَبُ وَالأُمِّ / وَشُدّي الرِتاجَ بِالتَسكيرِ
فَكِّروا في الأُمورِ يُكشَف لَكُم بَع
فَكِّروا في الأُمورِ يُكشَف لَكُم بَع / ضُ الَّذي تَجهَلونَ بِالتَفكيرِ
لَو دَرى الطائِرُ المُوَكِّرُ بِالعُقبى / أَبى أَن يَهُمَّ بِالتَوكيرِ
حَرَقَ الهِندُ مَن يَموتُ فَما زا / دوهُ في رَوحَةٍ وَلا تَبكيرِ
وَاِستَراحوا مِن ضَغطَةِ القَبرِ ميتاً / وَسُؤالٍ لِمَنكَرٍ وَنَكيرِ
لا ذُكورٌ وَلا إِناثٌ مِنَ العا / لَمِ يُهدى لِلرُشدِ بِالتَذكيرِ
إبْقَ في نِعْمَةٍ بَقاءَ الدّهورِ
إبْقَ في نِعْمَةٍ بَقاءَ الدّهورِ / نافِذَ الأمرِ في جميعِ الأمورِ
خاضِعاتٍ لكَ الكواكبُ تَخْتصْ / ص مَوالِيكَ بالمحَلّ الأثيرِ
لا يُؤثّرْنَ في الوَلِيّ ولا الحا / سِدِ حتى تُشِيرَ بالتّأثيرِ
وتَهَنَّ النُّعْمى السّنيّةَ والْبَسْ / حُلَلَ المَجْدِ والفَعَالِ الخَطيرِ
وتمَتّعْ بنَضْرَةِ العَيْشِ إذْ جَا / ءتْكَ في رَونْقِ الزّمانِ النّضيرِ
خَيْرُ أيْدي الزّمانِ عند بَني الدّنْ / يا أتَتْ في أوَانِ خيرِ الشهورِ
كنتَ موسى وافَتْكَ بنتُ شُعَيْبٍ / غيرَ أنْ ليسَ فيكُما مِنْ فَقِيرِ
لم يكُنْ قَصْرُكَ المُنيفُ ليَسْتَنْ / زِلَ إلاّ أعْلى بناتِ القُصورِ
رَحَلَتْ من فِنائِهِ شُهُبُ الغِلْ / مانِ خوْفاً من ضَوْء فَجْرٍ مُنيرِ
كانَ كالأفْقِ حين هَمّتْ به الشم / سُ تَنَادَتْ نُجومُه بالمَسيرِ
يا لها نِعْمَةً وليسَ ببِدْعٍ / أن تَحُوزَ الشّموسُ رِقَّ البُدورِ
دُرّةٌ من ذُراكَ تَسْكُنُ بحْراً / وكذا الدّرّ ساكنٌ في البُحورِ
أنتَ شمسُ الضّحى فمنكَ يُفيدُال / صّبْحُ ما فيه من ضِياءٍ ونُورِ
قد أتاكَ الرّبيعُ يَفعلُ ما تأ / مُرُهُ فِعْلَ عبدكَ المأمورِ
وكسا الأرضَ خِدْمَةً لكَ يا مَوْ / لاهُ دونَ المُلوكِ خُضْرَ الحريرِ
فهْيَ تَخْتَالُ في زَبَرْجَدةٍ خَضْ / راءَ تُغْدى بلُؤْلُؤٍ مَنْشُورِ
وغدَتْ كلُّ رَبْوَةٍ تشتهي الرّقْ / صَ بثوْبٍ من النّباتِ قَصيرِ
ظَلّ للنّاس يوْمَ عَقْدِك هذا ال / أمْرَ عِيدٌ سمّوه عِيدَ السرورِ
إنْ يكُنْ عِيدُهمْ بغيرِ هِلالٍ / فالهِلالُ المُنيرُ وَجْهُ الأميرِ
راقَهُمْ مَنْظَراً وهَابوهُ خَوْفاً / فهْوَ مِلءُ العُيونِ مِلء الصّدورِ
سَرّ أهلَ الأمصارِ والبَدْوِ حتى / جازَهُمّ عامِداً لأهْلِ القُبورِ
رَدَّ أرواحَهُمْ فلولا حِذارُ اللهِ / قامُوا من قبْلِ يومِ النّشورِ
لا تَسَلْ عن عِداكَ أين اسْتَقَرّوا / لَحِقَ القَوْمُ باللّطيفِ الخَبيرِ
حَلَبٌ للَوليّ جَنْةُ عَدْنٍ / وهْيَ للغادرينَ نارُ سعيرِ
والعَظيمُ العظيمُ يَكبُرُ في عَيْنَيْ / ِه منها قَدْرُ الصّغيرِ الصغيرِ
فقُويْقٌ في أنْفُسِ القَوْمِ بَحْرٌ / وحَصَاةٌ منها تَطِيرُ ثَبِير
عِشتَ حتى يعُودَ أمْسِ لعِلْمي / أنّه لا يَعُودُ بَعْدَ المُرُورِ
فادّعاءُ المُلوكِ غيْرِك إدرا / كَ المَعالي دعْوى شِقاقٍ وزُورِ
حَيِّ مِن أجْلِ أهْلِهِنّ الدّيارَا
حَيِّ مِن أجْلِ أهْلِهِنّ الدّيارَا / وابْكِ هِنْداً لا النُّؤيَ والأحْجارا
هيَ قالتْ لمّا رَأَتْ شَيْبَ رأسي / وأرادَتْ تَنَكّراً وازوِرَارا
أنا بَدْرٌ وقد بدا الصّبْحُ في رأ / سِكَ والصّبْحُ يَطْرُدُ الأقْمارا
لسْتِ بَدْراً وإنّما أنْتِ شمسٌ / لا تُرى في الدّجَى وتَبْدو نهارا
صُنْتُ درْعيّ إذْ رَمى الدهرُ صَرْعَي
صُنْتُ درْعيّ إذْ رَمى الدهرُ صَرْعَي / يَ بما يَتْرُكُ الغَنِيَّ فَقِيرا
كالرَّبيعَيْنِ خِلْتُ أنّ الرّبيعَيْ / نِ أعاراهُما سَراباً غَزيرا
كلُّ بَيْضاءَ منهُما تمْنَعُ الفا / رِسَ أنْ يجْعَلَ الفِرَارَ نَصيرا
جَهِلَتْ ما أنا الصّوارِمُ والخِرْ / صانُ لمّا غَدَوْتُ فيها ضَميرا
ليسَ يَبْتاعُها التِّجارُ ولوْ أع / طِيتُ بالحَلْقَتَيْنِ منها بعيرا
وكأنّ الظَّلِيمَ مِن غِرْقِئِ التَّرْ / كَةِ ألْقى على الكَميّ حَبيرا
لا يَروعَنْكَ خِدْنَها ظمأُ الحَرْ / بِ رُوَيدا فقد حَمَلْتَ غَديرا
أجْبَلَتْ ما على السّنانِ ولو را / مَ سِواها أماهَ فيها حَفيرا
ذاتُ سَرْدٍ تُهينُ رُسْلَ المَنايا / كُلّما فارَقَتْ إليها جَفيرا
إنْ تَرِدْها القَنَاةُ فهْيَ قَناةٌ / نَمِراً صادَفَتْ بها لا نَميرا
وقّرَتْ شَيْبَها فلاقى مَشيبُ السْ / سَيْفِ ذُلاًّ أنْ مَسّ منها قَتيرا
لو أتاها الحُسامُ كالمُقْرَمِ الوا / رِدِ ما أصْدَرَتْهُ إلاّ عَقيرا
أمِنَتْها نفْسي علَيّ فلم تُمْ / سِ كذاتِ الغُوَيْرِ أمْنَتْ قَصيرا
أرْضَعَتْها أُمُّ الشَّرارِ فما تَعْ / رِفُ إلاّ أنيسَةَ اللّيلِ ظِيرا
كَجَنَى الكَحْصِ ما تَرامى إليها النْ / نَمْلُ قَصْراً للحَمْلِ عيراً فَعِيرا
وهْيَ أُخْتُ الجُرازِ تَدعو ويدعو / والِداً ما استعانَ إلاّ سَعيرا
ويَكادُ الخَيْفانُ يَنزِلُ في القَيْ / ظِ عليها سآمَةً أنْ تَطيرا
واسْتجابَتْ هاجَ الرّياضِ وقد ها / جَتْ فجَدّتْ إلى الوَضِينِ مَسيرا
راجياتٍ بأنْ تَحُلّ رَجَاها / مَشْرَباً بارِداً ومَرْعًى نَضيرا
كالأضاةِ المُفْضاةِ يَنْفِرُ عنها الضْ / ضبُّ أنْ ظَنّها غَديراً مَطيرا
وإذا تَلّها الفَتى بِسَراةِ التْ / تَلّ سالتْ حتى تُبِنّ السّريرا
وتَخالُ الشِّفارَ في وِرْدِها الكُفْ / فَارَ زاروا مِن الجَحيمِ شَفيرا
زَفَرَتْ خَوْفَها الرّماحُ ولم يَسْ / مَعْنَ منها تَغَيّظاً وزَفيرا
مِثْلُ قِطْعِ الصّبيرِ زَيّنَها القَيْ / نُ فجاءتْ بِرِيّهِنّ صَبيرا
غَمَدَتْها نَواقِرُ النّبْعِ في الحَرْ / بِ فما إنْ رَزَأْنَ منها نَقيرا
والفَقيرُ الوَقيرُ مَنْ هُوَ مُخْتا / رٌ عليها مِن السّوامِ وَقيرا
أشْعِريها بَديلَ كُرّتِها المِسْ / كَ إذا ما الدّعاءُ صارَ كَريرا
واصْبَحيها البانَ الزَكيَّ فما أرْ / ضى لعِرْضي من السّليطِ ثَجيرا
هيَ حِصْني يوْمَ الهِياجِ فعَدّي / ها عن الآسِ واسْتَعِدّي العَبيرا
شِبْهُ عينِ الغُرابِ طارَ غُرابُ الس / سيْفِ عنها مِثْلَ الرّمْيِ كَسيرا
أمَرَتْني الغَيَّ العَواذِلُ والحا / زِمُ رأياً مَنْ لا يُطيعُ أميرا
إنما جارَتايَ جارِيَتا حَي / يٍ وما زالتِ النّساءُ كَثيرا
وقمِيصاً يُبْلي الفتى كلَّ عام / وقميصايَ أدْرَكا أرْدَشيرا
غَفَرَ الكَلْمُ حينَ لم يَتْرُكِ المِغْ / فَرَ بالمَفْرِقَيْنِ إلاّ شَكيرا
أنا في الدّرْعِ مُلْبِدَ الغابِ مُذْ كن / تُ فكُوني في الدّرْعِ ظَبْياً غَريرا
غيرَ أنّي لَبِسْتُ منها حَديداً / واستَجادَتْ من اللّباسِ حَريرا
بَيْنَ جِيرانِها وبينَ الغِنى الفا / ئِضِ أنْ أبعَثَ الجِيادَ مُغيرا
غارَةً تُلْحِقُ الأعِزّةَ بالذّلْ / لاَنِ أو تَجعلُ الطّليقَ أسيرا
أضْرِبُ الضّرْبَةَ الفَريغَ كفِي البا / زِلِ أحْيا له المُرارُ مَرِيرا
برَسوبٍ يَهْوي إلى ثَبْرَةِ الما / ءِ ولو أنّهُ أصابَ ثَبيرا
وإليها نَجْلاءُ يَرْهَبُها الشّيْ / خُ كما يَرْهَبُ الصّغيرُ الكَبيرا
أبَدَتْ ضَيّقاً بها خَبَرُ المُخْ / بِرِ فِعْلَ الفَنيقِ أبْدى خَبيرا
هَدْرُها يُسْكِتُ البَليغَ ولو زا / دَ على المُصْعَبِ الأعَزّ هَديرا
كالقَليبِ النَّزُوعِ في القلبِ لا تُنْ / بِطُ إلاّ الدّمَ الغَريضَ زَبيرا
أسْهَرَتْهُ وأهْلَهُ وهْيَ كالمَغْ / مورِ نوْماً تُحِسُّ منها شَخيرا
فَرَسَتْهُ فَرْسَ الهِزَبْرِ وما تَسْ / مَعُ منها زَأراً ولكِنْ هَريرا
رُبّ بَحْرٍ للحَرْبِ في ليلِ هَيْجا / ءَ أبَى مُقْمِراً فعُدّ ثَميرا
لم أقُلْ فيه مازِ رأسَكَ والسّيْ / فَ كما قالها المُريدُ بَحيرا
وقَلوصاً كلّفْتُ إذْ قَلَصَ الظّل / لُ مَكاناً بغيرِ ظِلٍّ جَديرا
كمِراةِ الصَّناعِ تُوليهِ مِرْآ / تَيْ صَناعٍ خَرْقاءَ تَمْطو الجَريرا
بَعُدَتْ حاجَةٌ عليّ فَيَسّرْ / تُ بتلكَ العَسيرِ أمْراً عَسيرا
ويَصُدّ ابنَ دَأيَةَ الجَوْنَ عنها / رَبُّهَا بعدما ثَناها حَسيرا
مُسْتَجيراً لها بِفِهْرٍ سِوى فِهْ / رِ لُؤيٍّ فقد كفاها مُجيرا
وعُوَيْراً شَكَتْ وليس الّذي أسْ / رى بهِنْدٍ لا بلْ عُوَيْراً بَصيرا
وذكرْتَ العَقيقَ أيّامَ عَقَّ ال / مالَ ضَيْفٌ يَبيتُ عندي بَريرا
واستَشارَتْ إبْلي وما كنتُ في نَحْ / ريَ للرّكْبِ خَيْرَها مُستشيرا
مُسْفِرُ الوَجْهِ للقَريبِ وللجا / نِبِ إنْ جانِبٌ أخَبّ السّفيرا
برقِيقٍ مِثْلِ الشّقيقِ مِن البَرْ / قِ تَعَادَتْ فيه الصّياقِلُ غِيرا
إنّ كَفّي لا تَحْلُبُ الخِلْفَ لكِنْ / تَحْلُبُ الساقَ مُشْرِقاً مُسْتَطيرا
مُؤذِناً هالِكِيُّهُ بالمَنايا / هالِكيهِ مُبَشِّراً ونَذيرا
كائِناً للمَنونِ هَرونَ في البَعْ / ثِ لمُوسى عَوْناً له وَوَزيرا
ثمّ قَصْري مَوْتٌ وقد فاتَ كُلاًّ / منه فَوْتٌ إنْ سَيّداً أو حَقيرا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025