المجموع : 10
يوم صحوٍ فاجْعله لي يوم سكرٍ
يوم صحوٍ فاجْعله لي يوم سكرٍ / وأدر لي كأسيْ رضاب وخمر
واسْقني في منازل مثل خلقي / بيدَي هاجر يغني بشعري
حبَّذا روضةٌ وظلٌّ ونهرٌ / كعذارٍ على لمًى فوق ثغر
ومليحٌ يقولُ حسنُ حلاهُ / اعملوا ما أردتمُ أهل بدر
جفن عينيه فاترٌ مستحيٌّ / إنَّما خدّه المشعشع جمري
وغرامي العذريّ ذنبٌ لديه / وعجيبٌ يكونُ ذنبيَ عذري
هاتها في يديه عذراء تجلى / لندامايَ في قلائد درّ
ليت شعري وللسرور انْتهازٌ / أيّ شيءٍ يعوقنا ليت شعري
زمن الأنس قائمٌ بالتهاني / ونوالُ الملكِ المؤيد يسري
ملكٌ باهر المكارم يروي / وجهُ لقياهُ عن عطاءٍ وبشر
زرت أبوابه فقرَّب شخصي / ومحا عُسرتي ونوَّه ذِكري
ونحا لي من المكارمِ نحواً / صانني عن لقاءِ زيدٍ وعمرو
وتفنَّنت في مفاوضة الش / كر إلى أن أعيى التطوُّل شكري
أريحيّ من الملوك أريبٌ / فائض البحر ذو عجائب كثر
رُبَّ خلقٍ أرقّ من أدمع الخن / سا وقلب يوم الوغى مثل صخر
يقسم الدَّهر من سطاه بليل / ومن المنظر البهيّ بفجر
كلّ أيَّامنا مواسمُ فضلٍ / في ذرى بابه وأعياد فطر
فإذا لاح وجهه في ذوي القص / د بعيدٍ قاضت يداه بعشر
لذْ بيمناه في الحوائجِ تظفرْ / بيسار يمحى به كلّ عسر
سمه في الضمير إن ذُقت فقراً / وعليَّ الضمان أنك تثري
والقهُ للعلومِ أو للعطايا / تلقى ملكاً يقري الضيوف ويقري
طوت العسرَ ثنَّ فاضت لهاهُ / فنعمنا بذاتِ طيٍّ ونشر
يا مليكَ النوالِ والعلم لا زل / تَ سرِيّ الثناء في كلّ قطر
حمَّلتك العلى شؤوناً فألفت / آل أيوب دائماً آل صبر
والذي زاد مقليك اقتدارا
والذي زاد مقليك اقتدارا / ما أظنّ الوشاةَ إلا غيارا
بهمُ مثل ما بنا من جفون / شاجياتٍ تهتك الأستارا
كلما جال لحظها ترك النا / س سكارى وما هم بسكارى
يا غزالاً رنا وغصناً تثنى / وهلالاً سما وبدراً أنارا
كان دمعي على هواك لجيناً / فأحالته نارُ قلبي نضارا
حليةٌ لا أعيرها لمحبٍّ / شغل الحلي أهله أن يعارا
ما لقلبي اليتيم ضلَّ وقد آ / نسَ من جانب السوالف نارا
لك جيدٌ ومقلةٌ تركا الظ / بي لفرط الحياءِ يأوي القفارا
وثنايا أخذْنَ في ريقها الخم / ر وأعطين العقول الخمارا
عاطرات الشميم تحسب فيه / نَّ شذاً من ثنا ابن شادٍ مُعارا
المليك المؤيد اللازم السؤ / دد إن حلَّ حلَّ أو سار سارا
والجواد الذي حبا المال حتى / كاد يحبو الأعمال والأعمارا
أعدل المالكين حكماً فما يظ / لم إلاّ العداةَ والدينارا
فاح ذكراً وفاض في الخلق نهراً / فحمدنا الرِّياض والأنهارا
ليس فيه عيبٌ سوى أن إحسا / نَ يديه يستعبد الأحرارا
لم يزل جوده يجور على الما / ل إلى أن كسى النضار اصفرارا
البدارَ البدارَ نحو نداه / فإذا صال فالفرارَ الفرارا
مثل ماء السماء خلقاً هنيئاً / وابن ماء السما علًى واقتدارا
كلما استغفر الرَّجا من سواه / أرسلت كفه الندى مدرارا
وإذا شبتِ الوغى فكأنَّ الس / يف من بأسه استعارَ استعارا
ذو حسامٍ مدَرَّبٍ لم يدَعْ في / جانب الشامِ للعدى ديَّارا
أعجل الكافرين بالفتك عن أن / يلدوا فيه فاجراً كفَّارا
يا مليكاً أحيى الثنا والعطايا / فجلبنا لسوقه الأشعارا
وتلقى بضائعَ القصدِ والحم / د فجئنا إلى حماهِ تجارا
أسألُ الله أن يزيدَك فضلاً / وسموًّا على الورى وفخارا
صنتني عن أذى الزَّمانِ وقد حا / ول حربي واستكبر استكبارا
وانبرى غيثك الهتون بجدوى / علَّمتني مدائحاً لا تُبارى
ما مددنا لك اليمينَ ابتغاءً / للعطايا إلا شكرنا اليسارا
أيها البحر نائلاً وعلوماً
أيها البحر نائلاً وعلوماً / وبأهلِ الرَّجاءِ يا أيها البرّ
والذي كفُّه من الغيث أندى / والذي لفظه من الروضِ أنضر
ما ترى العبد كيف أصبح ما أس / وأ حالاً وما أذلّ وأحقر
كلّ صبحٍ يروم بالبردِ ذبحي / فلهذا يقول الله أكبر
وإذا ما اشْتكيت برداً كساني / كسوةً منه ما أشدّ وأنكر
زُرقة الجسم وابْيضاض ثلوج / ألبساني ثوبَ العذابِ مشهر
أيّ ثلج شابت به الأرض مرأًى / حين شابت به المفاصل مخبر
تندف القطن عبرة وهو قطنٌ / هكذا يندف الغريب المقتر
عجباً منه يشتكي جسدِي البر / د لديهِ ومهجتي تشتكي الحرّ
زاد برداً فلو تولَّع بالشع / ر لقلنا الصَّلاح أو هو أشعر
لا تقل لي أكثرت في الحالِ وصفاً / فالذي بي من شدَّة الحال أكثر
فتصدَّق وابْعث بقفةِ فحمٍ / إنَّ فحمي مضى وكيري تغير
هاتِها كالشباب في العين تثني / كَلَب البرد حرّها أن تستعر
وإذا ما الشتا تجمر في القو / لِ أتاه منها أشدّ وأجمر
وتعجَّلْ هذا المراد فما يح / مل حالي الضعيف أن يتأخَّر
كتب العبد خطه وهو في الفر / ش وما كلّ ما جرى منه يذكر
وبديع الجمال لم يرَ طرفي
وبديع الجمال لم يرَ طرفي / مثل أعطافه ولا طرف غيري
كلَّما حدتُ عن هواه أتاني / سهمُ ألحاظه كسهم النميري
غازلتني سمراء في حلية المر
غازلتني سمراء في حلية المر / د بدبوقة غزت بمظفر
ثمَّ قالتْ تحبّني قلت في حل / ية سمرا واليوم حلية أسمر
إن كلِّي يحبُّ كلّك إلا / إن قلبي يحبُّ من فيك أكثر
آه يا دهر صبوة وصباً قد / كان أزهى من النجومِ وأزهر
ليتَ ذهني يخلو فيخدم شعري / كلّ جدّ وكلّ هزل بجوهر
ليتَ شعري يصفو كما كانَ قدماً / فعسى العمر ماحِياً ما تكدر
إن أكن صرت بالبلادةِ فزعاً / إن لفظي كما يقال مسير
سيدي والذي له صدقات
سيدي والذي له صدقات / سابقات لسبق قلبي الكسير
أعف بالله عن تواقيع قوم / أجحفوا عندها بحالي السعير
يطلبون الثنا طويلاً وأخشى / من معاداتهم على التقصير
وأقضي الدجى سهاداً ويمضي / في حديث الغنى حديث الفقير
قلت إذ جاءني ندى ناظر الثغ
قلت إذ جاءني ندى ناظر الثغ / ر على البعد حبَّذا الغيث يذكر
فخرُ دين الإله أخبرني عن / ه سراج به المحامد تزهر
رَبّ عمرهْ في رواة المعالي / فهو فيهم نعم السراجُ المعمَّر
صاح هذي أواخر العمر وقد و
صاح هذي أواخر العمر وقد و / لى وهذي أواخر الأشعار
أنجم قلتها أوان مشيبي / فهي لا شك أنجم الأسحار
ليت شعري إلى متى أتشكَّى
ليت شعري إلى متى أتشكَّى / سفراً ماله ولو مُتُّ آخر
بطن ساري الوحوش فما أب / رح في الموت الحياة مسافر
إن حرمت القليل من مالِ بيرو
إن حرمت القليل من مالِ بيرو / ت على فاقتي فليسَ كثيرا
إنَّ شيخ الشيوخ أيَّده الل / ه رأى أنَّني أعيشُ فقيرا