لا تَلُمني عَلى الدُموعِ الجَواري
لا تَلُمني عَلى الدُموعِ الجَواري / فَهِيَ عَوني عَلى فِراقِ الجِوارِ
كَم لَئيمٍ يَلَذُّ بِالعَيشِ صَفواً / وَكَريمٍ يَغُصُّ بِالأَكدارِ
لا يَفي الوَصلَ بِالصُدودِ خَليلَيَّ / كَما الخَمرُ لا تَفي بِالخِمارِ
فَاِسقِنيها لَعَلَّها تَصرِفُ / الهَمَّ عَلى طيبِ نَغَمَةِ الأَوتارِ
خَندَريساً كَأَنَّها في دُجى اللَيلِ / بِأَيدي السُقاةِ شَمسُ النَهارِ
إِنَّما العَيشُ في رِياضِ دمَشقٍ / بَينَ أَقمارِها وَبَينَ القَماري
قَد خَلَعتُ العِذارَ فيها وَمازِلتُ / عَلى حُبِّها خَليعَ العِذارِ
مِثلَ ما قَد خَلَعتُ أَثوابَ مَدحي / بِاِختِياري عَلى بَني بَختِيارِ
مُعشُرٌ كَالغُيوثِ في حَلبَةِ السِلمِ / وَفي الحَربِ كَاللُيوثِ الضَواري
بِقُلوبٍ كَأَنَّها مِن جِبالٍ / وَأَكُفٍّ كَأَنَّها مِن بِحارِ
وَكَأَنِّ الإِلَهَ جَلِّ بُراهُم / مِن فَخارٍ وَالناسُ مِن فَخّارِ