المجموع : 8
من رأى ما رأيتُهُ
من رأى ما رأيتُهُ / فلقد فاز بالنظر
صورتينِ تجلَّتا / لهما تسجد الصُّور
قلتُ لما رأيتُ ذا / كَ وهذا على قَدَر
أزليخا ويوسف / قد أُعيدا على البشر
أم لأشراط ساعةٍ / جُمِع الشمسُ والقمر
فلوَ اَني مخيرٌ / لتحيَّرتُ في الخِيَر
أشتهي ذا أُحبُّ ذا / ذاك سمعي وذا البصر
يا قليل الإنصاف قلَّةُ إنصا
يا قليل الإنصاف قلَّةُ إنصا / فِك في الحبِّ مثل قلَّة صبري
لا تلمني إن ضاق عفوك عني / في الهوى أن يضيق بالشوق صدري
كان عذري إليك عندك ذنباً / فأنا الدهر في اعتذارٍ لعذري
كنتُ أبكي من هجر يومٍ بيومٍ / كيف إذ صار هجر شهرٍ بشهرِ
قد غَزاني هواك أيَّدَكَ اللَ
قد غَزاني هواك أيَّدَكَ اللَ / هُ بجُندٍ يطلبنَ قلبي بثارِ
فالتقينا من العتاب طويلاً / بين صَفَّي ملامةٍ واعتذارِ
كم تراني قبِلتُ عتبك لو مَت / تَ لسيف الخضوع والإقرار
يا نَدِيماً نادمتُ فيه السُّرورا
يا نَدِيماً نادمتُ فيه السُّرورا / بأبي أنتَ مُلهياً وسميرا
بِغناءٍ يبثُّ دُرّاً نظيماً / وحديثٍ يبثُّ درّاً نثيرا
أنت لو لم تكن بُعِثتَ الى اللَّهْ / وِ رَسُولاً لم أنطق الطنبورا
لم يَزَل ناطقاً يُناغيكَ حتّى / كادت الأرضُ تحتنا أن تَمُورا
فلو اَنَّ البحور خمرٌ لدينا / وتَغَنَّيتَ لارتَشَفنا البحورا
قصرَ الليلُ إذ حَدَوتَ مطايا / هُ فأسرعنَ إذ طَوَينَ المَسيرا
يا ظلاماً أحبّ من كلِّ نُورِ
يا ظلاماً أحبّ من كلِّ نُورِ / ليس فِعلُ الهتُوكِ فِعلَ السُّتُورِ
لا تُقَرِّب إلى المحبِّين سُرجاً / فالمحبُّونَ سُرجُهم في الصُّدورِ
إنَّما يُبصِر الهوى صورة الوص / لِ بحيث الرقيب غير بصيرِ
مُتَّ بالشعر يا غلام فأضحى
مُتَّ بالشعر يا غلام فأضحى / فوق خديك منكرٌ ونكيرُ
إن يكن موضعَ اللثام قليلاً / فهو في موضع المنال كثيرُ
وكذاك الكتاب عنوانه سط / رٌ وفي طَيِّه الخفِيِّ سطورُ
ليت شعري وليتني كنتُ أدري
ليت شعري وليتني كنتُ أدري / أيّ ذنب أتيتُ يوجب هجري
يا قليل الإنصاف قلَّة إنصا / فِك في الحبِّ مثل قلَّة صبري
لا تلمني إن ضاق عفوك عنّي / في الهوى أن يضيق بالشوق صدري
كلُّ عذري إليك عندك ذنبٌ / فأنا الدهرَ في اعتذارٍ لعذري
كنتُ أبكي من هجر يومٍ بيومٍ / كيف إذ صار هجر شهرٍ بشهرِ
شاقَني الأهلُ لم تشقني الدِّيارُ
شاقَني الأهلُ لم تشقني الدِّيارُ / والهوى صائرٌ إلى حيث صاروا
جيرةٌ فرَّقَتهمُ غربةُ البَي / نِ وبين القلوب ذاك الجوارُ
ليس تنسى تلك القلوبُ عهوداً / كذَّبَتها يوم النوى أبصارُ
أنت تدري أن الهوى ليس يحلو / طعمُه أو يكون فيه مرارُ
فأناس رعوا لنا حين غابوا / وأناس جفوا وهم حضّارُ
عرَّضوا ثم أعرضوا واستمالوا / ثم مالوا وجاوروا ثم جاروا
لا تلمهم على التجنّي فلو لم / يتجنّوا لم يحسن الاعتذارُ
وكذا لم تطب لنا البصرة الزه / راءُ لولا أميرها المختارُ
لم يكن للوصال عُرسٌ إذا ما / لم يكن للعتاب فيه نِثارُ
جار فيها جعل اللفيف على الآ / داب حتى أجارها المستَجارُ
مَن تكنّى من قَدرِه باشتقاقٍ / واسمه من ثباته مستعارُ
مَن نماه الخليل وهو خليلٌ / للمعالي والبِشرُ منه النُّضارُ
مَن تولّى فيما تولاه عدلاً / شفعته بصيرة واختبارُ
مَن تولّى التدبير منه برأيٍ / هو في ليلِ كلِّ خطبٍ نهارُ
مَن له في تبزُّع القول بَسطٌ / للَّيالي وللذكاء وقارُ
مَن به تلتظي الحروب وتخبو / فهو ماءٌ لدى الهِياج ونارُ
مَن يُذيل النفسَ الخطيرة في الرَّو / ع إذا كان بالنفوس احتكارُ
لو عددت اسمَ حدِّه مأثراتٍ / كان فيه على الأمير أمارُ
أيها السيد استجارت بك الأي / يامُ واستنصرت بك الأشعارُ
ضمنت لي علاك أن ليس يُثأى / لي ذمام ولا يُضاع ذِمارُ
ما تعدَّيتَ ما تولّيتَ لكن / لك ممّا أُتيتُ فيه اختيارُ
يا لقومٍ هاجوا هدير القوافي / وتضاغَوا إذ راعهم منه ثارُ
واستثاروا نار القصيد سَفاهاً / وتشكّوا لما ترامى الشرارُ
ولقد خيلوا سَراباً من القو / ل وبرهانُ ما ادَّعوه قَفَارُ
ورموني بأسهمٍ عن قسيٍّ / ما لها من حقيقةٍ أوتارُ
ألسُنٌ صادفت ميادينَ عيبٍ / فجرت وهي في الخِطام أسارُ
بهتوا غَيبتي ببهتان زُورٍ / عن قعودي فالزُّور فيه ازوِرارُ
أبداً أدرَأُ المكارهَ لكن / لك في ذا تعمُّدٌ واغتفارُ