علَّموها فقد كفاكُمْ شَنارا
علَّموها فقد كفاكُمْ شَنارا / وكفاها أنّ تحسَبَ العلمَ عارا
وكفانا من التّقهقُرِ أنّا / لم نعالج حتى الأمورَ الصغارا
هذه حالُنا على حينَ كادتْ / أممُ الغربِ تسبِقُ الأقدارا
أنجب الشرقُ جامداً يحسبُ المرأةَ / عاراً وأنجبت طيارا
تحكم البرلمانَ من أمم الدنيا / نساءٌ تمثلُ الأقطارا
ونساء العراقِ تُمنعُ أن ترسمَ خطّاً / أَوْ تَقْرأَ الأسفارا
علِّموها وأوْسِعوها من التّهذيب / ما يجعلُ النّفوسَ كبارا
ولكي تُحسنوا سياسةَ شعبٍ / بَرهنوا أنّكم تسوسون دارا
أنَّكُمْ باحتقاركُمْ للنساء اليومَ / أوسعتُمُ الرّجالَ احتقارا
أفَمِنْ أجلِ أنْ تعيشوا تُريدونَ / لثلْثّيْ أهلِ البلادِ الدّمارا
إنَّ خيراً من أن تعيشَ فتاةٌ / قبضةَ الجهلِ أن تموتَ انتحارا
أيُّ نفعٍ من عيشةٍ بين زوجينِ / بعيدين نزعةً واختبارا
وخلال البيوتِ لا تجدون اليومَ / إلاّ خصومةً وشِجارا
اختياراً بالبنت سيروا إلى صالحها / قبل أن تسيروا اضطرارا
فعلى قدر ما تزيدون في الضغط / عليها ستُوجدونَ انفجارا
وَهَبوا مرةً نجحتم فلا تنخدعوا / سوف تُخْذلون مرارا
ولدى الأمرِ لا محالةَ مغلوبٌ / ضعيفٌ يقاومُ التّيارا
وأرى جامداً يصارعُ تجديداً / كَقَزْمٍ مصارعٍ جبّارا
أينَ عن حرمة الأمومةِ داستْها / وحوشٌ المصلحونَ الغَيارى
قادة للجمودِ والجهلٍ في الشرق / على الشعب تنصُرُ استعمارا
لو بكفي ملأت دور المحامين / عن المرأة الجْهولةِ نارا
ازدراءً بالدينِ أن يُحسَبَ الدّينُ / بجهلٍ وخزيةٍ أمّارا
وبلاءُ الأديانِ في الشرق هُوجٌ / باسمه سامَوا النفوسَ احتكار
تُزدَرى رغبةُ الجماهيرِ في الشرقِ / وتُنْسى إنْ خالفت أنفارا
أسلَموا أمرهم إلى " الشيخ " عُمياناً / وساروا يَقفونه حيثُ سارا
وامتطاهم حتى إذا نالَ بغياً / خَلَعَ اللُّجْمَ عنهُمُ والعِذارا
نَبذَ القِشْرَ نحوهم باحتقار / وَحوَى اللبَّ وحدَهُ والخِيارا
دفعوا غُنْمَهمُ إليه وراحواً / يحمِلون الأثقالَ والأوزارا
عاطلاتٍ نساؤهم ونساء " الشيخ " / حُلِّينَ لؤلؤاً ونُضارا
وإذا جاءت الشدائدُ تَترى / قدَّموهم وولَّوا الأدبار
حالةٌ تُلهب الغيَارى وتستصرخ / غُلبَ الرجالِ والأحرارا
ان بينَ الضُلوعِ مما استغلوه / بتضليلهم قلوباً حِرارا
يُعوزُ الشعبَ كي يسيرَ إلى المجد / حثيثاً وكي يُوَقَّى العِثارا
حاكمٌ مطَلَقٌ يكون بما يعرف / من خير شعبه مختارا
يتحرَّى هذى الشنائعَ في الشرق بنفس / لا تَرهَب الأخطارا
إن يُطَعْ كان مشفقاً واذا ما / أحوجوا كان فاتكا جزارا
أو فلا يُرتَجى نهوضٌ لشعبٍ / ان يُقدِّمْ شبراً يُعيَقْ أشبارا