القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أحمد زكي أبو شادي الكل
المجموع : 5
سيدي الفارس المجلىّ أتأذَن
سيدي الفارس المجلىّ أتأذَن / بعد ترحيب شاعر لا يُمارِي
بحديثٍ أو قصةٍ لم تلقَّن / دون نُبل الحياةِ للأدهارِ
لم تُؤَّلف احداثُها أو تُدوَّن / في القراطيس أو على الأحجارِ
أو حكاها مُحِّدثٌ يتفنن / بل حكاها دمٌ ودمعٌ جارى
منك إلهامُها ومنى نشيدٌ / في ثناياهُ مُنتهى إكباري
وسعيدٌ من يصطفيك سعيدٌ / كاغتباط الأعشابِ بالأزهارش
واهتزازِ الجديبِ وهو شهيدٌ / لوفودِ الحياةِ في الأمطار
وازدهاءِ الخيالِ وهو شريدٌ / باقترانِ اللُّحونِ والأشعار
زعموا أنَّ مُرسَلاً بين قومٍ / يحصدون الروؤٍ للناس عُجباَ
لم يبالوا ربّاً ولم يعرفوا يو / ماً تجاه الأنامِ حُباً وقُربى
كم روؤسٍ كريمةٍ طوّحوها / ثمّ صارت لهم متاحف تُربى
فدعاهم الى الهداية لكن / صدفوا عنه كلما ازداد قُربا
وأخيراً من بعد لأىٍ مديدٍ / وعدوه بأنه سيلبَّى
سائلينَ السماحَ منه بصيدٍ / واحدٍ قبل أن يَعافوا الحربا
قال هل تقسمون ذلك عهدٌ / فأجابوا أجل لساناً وقلبا
قال سمعاً اذن سيآتي غريبٌ / في غدٍ فاقتلوه نحراً وصلبا
ثم جاء الغد المؤّملُ سحراً / مُفصحاً عن عجائبِ الأسرارِ
وتجَّلت فيه الطبيعةُ نوراً / كعروسٍ تختال بين الَّدراري
كُّل شيءٍ يوحُى حُبوراً وشعراً / للهدُاةِ التُّقاةِ والكفارِ
وإذا بالغريبِ يطفحُ بشراً / قادماً دون خشيةٍ أو عثار
فتهاووا عليه ضرباً ونحراً / وتغنوا غناء أهلِ الفخارِ
ثم ثابوا فأدركوا بَعدُ نُكراً / لا يُجارَى ولم تُبحهُ الضوارى
أي إثمٍ فكراً وصخراً / مثلُ قتلِ الصديق ثم افتخاري
قتلوه وقد تنكر سراً / ليفدى الورى من الأشرار
يا صديقي هذى حكايةُ دُنيا / شقيت بالطَّغاةِ والفجَّارِ
هي دُنيا لأهلنا لو ثوها / باقتناصِ الروؤس دون اعتذار
يقتلون النوابغ الصُّفو قتلاً / ويُبارون في أذى الاحرار
كم روؤسٍ عزيزةٍ دوخوها / ثم أحيوا الفوضى بعارٍ وغارٍ
ورايناكَ من يكافح دهراً / ككفاح المبشرِ المغوار
صائحاً نادباً تُقرِّعُ حيناً / وتُربِّى بعقلك الجبار
ويظل الأشرار في الإِثم غادي / نَ مضِّحينَ صفوةَ الأخيار
أي صديقي كفاكَ وعظاً ووعظاً / وحذارِ الفداءَ يوماً حذارِ
انما الناسُ بالشعور الأبى / وبروحِ الإخاءِ فرداً وشعبا
ما عرفنا التاريخَ في وصف حي / مَجَّدَ العابثينَ قتلاً ونهبا
أو شهدنا الإعجازَ وافى نبي / بين قوم آذوهُ ركلاً وضرباً
أو رأينا التحَّرر الذهبي / لعبيدٍ تأبونَ للفكرِ رَبَّا
أو سمعنا عن ضيعةِ العبقري / في بلادٍ تَرى الجهالةَ ذنبا
أو ذكرنا تفُّوقاً للدعى / في شعوبٍ علت جواءً وُسحبا
أو عرفنا حقَّاً طواهُ الرُّقى / أو دعاوى تصونُ زوراً وسلبا
ذاك تعليمك الشريفُ الزكي / ليس يَنساهُ أى حُرٍ تأبَّى
مرحبا بالكمىِّ عادَ إلينا / نحنث أولى بذهنهِ البتَّارِ
مرحباً بالوقار فكراً وعينا / نتملاه باسماً كالنهارِ
مرحباً بالشموخ لا يتدنَّى / مرحباً بالملاذ في الإعصار
مرحباً بالجلال لا يتسنَّى / مُذ تَمنَّى لحاكمٍ جبَّار
مرحباً بالأديب ينصر حقَّا / ملءَ آياتِ حكمةٍ واقتدارِ
مرحباً بالخطيبِ يَرقىَ ويَرقَىَ / بفنون للسمعِ والأبصارِ
مرحباً بالأبىّ يرفض رِقَّا / حين رَسفِ العتاةِ في الأوغارِ
مرحباً بالإمام غرباً وشرقاً / يا فؤادي ومرحباً يا شِعارِي
إسألوا الشاحب القمر
إسألوا الشاحب القمر / واسألوا الدامع الزهر
واسألوا النجم حائرا / واسألوا الشمس في حذر
واسألوا النور باهتا / خائفا ما له مقر
واسألوا النهر واجما / كل موج له عثر
واسألوا الحب بعد ما / فاته القوس والوتر
واسألوا الحسن خاشعا / بعد ما تاه أو أمر
إسألوهم عن الذي / أرعش الروح والحجر
كيف قد غاله الردى / فجأة غادرا وفر
أترى كل ذنبه / أنه شاعر شعر
أنه شع أنسه / في مجالس السمر
أنه نغم الأسى / أنه طارد الضجر
أنه أبدع المنى / مثلما أبدع الصور
أنه داعب الهوى / والهوى كله خطر
أنه أنقذ الورى / من شرور ومن شرر
انه اشكر النهى / وهو من همه سكر
أنه أنضر الربى / حينما صوح الشجر
أنه أنتج الجنى / في دنى النحل والبشر
أنه صاغ شعره / من دموع ومن فكر
أنه زف مطربا / ما تسامى وما ندر
أنه كان طبة / فوق طب ومختبر
أنه عاش دائما / ضاحكا يهزم الكدر
أنه كان شعلة / من ذكاء وكم بهر
لم تفته أصالةٌ / إن يكن فاته الوطر
يا صديقي وكم زها / من وفائي وكم فخر
نعيك المر وقعه / وقع طود إذا انفجر
أيّ ثأر لعاشق / فاته الحب إن ثأر
ليس سخطي ولوعتي / ليس دمعي الذي انهمر
ليس زهدي بحاضري / بعد فقدان ما عبر
ليس سخري بعالم / في غباواته انتصر
ليس هذا وغيره / من حطامي الذي انتثر
من فؤادي الذي هوى / في جحيم من الغير
من تباريح ثورتي / حينما خاطري استعر
بالذي يرجع المنى / واثبات من الحفر
ليتني إيه صاحبي / لم يطل غربتي الحذر
ليتني كنت سابقا / ليتك الخالد الأبر
راثيا أنت لا أنا / حظنا في يد القدر
نحن في عالم به / أسعد الناس من غفر
كلنا دون ذرة / من هباء ون مطر
لم نخيّره وإنما / ندّعي الخبر والخبر
ليس لي غير خمرة / من جراح ومن عبر
منبري عالمي وليس بأرض
منبري عالمي وليس بأرض / يستحلّ الطاغوت فيها الدمار
إيه نفسي اليوم ذكرى نزوحي / عن رباها وعن بوار وعار
خنقتني أو حاولت ثم باهت / بأذاتي تلك النفوس الصغار
ما أبالي إلا بإسداء رأيي / وانتشار له واي انتشار
قيدوني وحاصروني وآذو / ني فأقسمت أن أفك الحصار
مثل صقر مكبل هشم القي / د ودوى بصيحة ثم طار
لم يفرق ما بينه وديار / أرهقته إن باعدته الديار
بل أثار الصيحات في كل أرض / فاستقلت بكل أرض شعار
إنني شاعر الكنانة في البع / د وفي القرب كيف كان الجوار
ما ثماني السنين إلا ثوان / من حياتي ومن وجودي المعار
إن عمري جهدي وفكري وإيما / ني وحبي فإن عمري منار
لا زمان ولا مكان يحدان وجو / دي ولا دجى أو نهار
أينما كنت صيحتي صيحة الن / نسر وزأري زئيرة المستثار
وقصيدي الينبوع يرشفه الأح / رار ويروون وهونور ونار
لا تسلني عن مسكني أي دنيا / هي أرضي إذا عداها الصغار
لم أزل بالوفاء والعمل الحي / كأني في مصر أحمي الذمار
بينما الجاحدون فيها سكارى / أو حيارى وينشدون الفخار
مبدئي لن يحول ما بقي الحب / وحبي لمصر حي يثار
وحياتي جميعها في كفاح / ىية لا ينال منها الغبار
أيها الناعقون حولي استريحوا / هزم الليل إذ أطل النهار
الجلاء الجلاء رددت الأصداء
الجلاء الجلاء رددت الأصداء / بشرى ويا لها اليوم بشرى
لم يقلها فرد ولا الجيش والشعب / ولكن كل الذي عد مصرا
من ثراها ومن سماها ومن / كل الذي أنبتته فنا وفكرا
في نشيد مثل المزامير / حلو رنح الأنبياء من قبل دهرا
سمعته الآثار فاهتاج فيها / عزة والنخيل فاهتز فخرا
وتهادى النيل الذي كان / من قبل أسيرا إذ أصبح اليوم حرا
والحماة الأبطال من طردوا الهكسوس / أضحى لهم فتوحا ونصرا
وجيوش الكماة من عهد رمسيس / أطلوا مهللين وسكرى
ما رأتهم عين ولكن رأتهم / مهج بالوفاء للأمس حرى
ورأتهم أحلام جيل وجي / رقصت كالضياء لحنا وشرا
والخزامى الحيية التي مثلت / مصر جمالا وعبرت عنه عطرا
أنت بعض منها نزيلة بستاني / فهيا نعيد اليوم جهرا
ذاك دمعي من فرحتي نثرته / مهجتي فارشفيه حبا وشكرا
إن نكن نحن كالغربيين لم / نبرح بإيمانها المخلد أدرى
غمرتنا منها الحياة على / البعد كأن الأثير قد حال غمرا
فانتشينا وكل عيد / سينسى غير عيد لفك أشرى واسرى
ولولي ولولي وصيحي وطيري
ولولي ولولي وصيحي وطيري / وأقرعي وامنعي بعصف مسيري
واكسري الباسقات أو فاخلعيها / كل هذا يرى بقلبي الكسير
أنا مذ جئت هذه الجنة السم / حة ما زلت في عذاب السعير
أمطري يا رياح أو فاسكبي النا / ر فإني ما عدت أخشى مصيري
ليس شكوى الزمان طبعي ولكن / هو سخري من فعل دهر حقير
ما نثير الأوراق يحرمها الدو / ح وقصف الأغصان إلا نظيري
ما سقوط المصباح يتبعه المص / باح إلا كثورتي في ضميري
ما زئير الهبوب حولي سوى وج / دي فأعول يا وجد بين الزئير
ما أبالي من بعد معترك الأح / داث في خاطري جنون المغير
ليلة تنقضي وعاصفة النف / س تناهت بظلمة للأسير
وتراميت فوق سلّم داري / لا أبالي بصرخة للنذير
ومثار الحصى تدفق حولي / كرصاص يئز بين الصفير
ثم لما ولجت داري أبى أه / لي عزاء سوى أمر النكير

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025