القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : إِبْراهيم ناجِي الكل
المجموع : 5
يا سجين الحياة أين الفرار
يا سجين الحياة أين الفرار / أوصد الليل بابه والنهار
فلمن لفتةٌ وفيم ارتقاب / ليس بعد الذي انتظرت انتظار
والتعلات من هوى وشباب / قصة مسدل عليها الستار
ما الذي يبتغي العليل المسجى / قد تولى العواد والسمار
طال ليل الغريب وامتنع الغم / ض وفي المضجع الغضا والنار
وهَب السجن بابه صار حرا / لكَ لا حائل ولا أسوار
وعفا القيد عنك كفاً وساقا / فإذا الأرض كلها لك دار
أين أين الرحيل والتسيار / بعدت شقة وشط مزار
والخطى المثقلات باليأس أغلا / ل لساقيك والمشيب عثار
ما انتفاع الفتى إذا عفت الجن / نة واجتاح دوحها الإعصار
عشتُ حتى أرى خمائل حبي / تتهاوى كشامخ ينهار
تحت عيني ويذبل الحسن فيها / ويموت الربيع والأنوار
ما انتفاع التي بموحش عيش / بقيت كأسه وطاح العقار
وبقاء البساط بعد الندامى / كأس سم بها يدور البوار
ما انتفاعي وتلك قافلة العي / ش وفي ركبها اللظى والدمار
الدمار الرهيب والعدم الشام / ل واللفح والضنى والأوار
يا ديار الحبيب هل كان حلما / ملتقى دون موعد يا ديار
يا عزيز الجنى عليك سلام / كيف جادت بقربك الأقدار
بورك الكرم والقطوف وأوقا / ت كأن العناق فيها اعتصار
كلما أطلقتك كفي استردت / ك كما يحفز الغريم الثار
تحت عين الصباح والأنوارِ
تحت عين الصباح والأنوارِ / ورقيق الأنداء والأسحارِ
في حمى سنتريس شبَّ غلامٌ / شاعريُّ الكلام والأنظارِ
أزرق العين هادئ هدأة البح / ر بعيد الرضى بعيد القرارِ
ساهم يلمح السحائب في الأف / قِ بعين عميقة الأغوارِ
شبَّ في جيرة النسائم والزه / ر وفي صحبة الغدير الجاري
ونضيرِ الحقول والعشب المخضل / ل يكسو شواطئ الأنهارِ
ومصيخاً إلى غناء السواقي / شاكياتٍ سواخرَ الأقدارِ
باكياتٍ على الصبا والأماني / والهوى والنوى وبعدِ المزارِ
غير أن الذي شكا خطبه الأه / لُ وأمسى حديث جارٍ وجارِ
إنَّ ذاك الفتى الوديعَ الطهورَ ال / قلب في رقة النسيم الساري
مغرمٌ بالعصا فلو خلف سورٍ / لتخطى شواهق الأسوار
ولأجل العصا سطا على الأفرع الخض / راء زانت بواسق الأشجارِ
ولأجل العصا سطا على خشب البي / تِ طموحاً حتى لباب الدارِ
ولو أنَّ العصيَّ عزَّت عليه / لتمنَّى حتى عصا التسيارِ
إن تلك العصا لرَمزٌ على القو / ة في قلب ماردٍ جبّارِ
لا يرى القرية الصغيرة كفؤاً / لكبار الآمال والأوطارِ
ساخراً من هدوئها مستعداً / لصراع الخطوب والأخطارِ
أين يمضي للأزهر الشامخ الرأ / س القويّ الباقي على الأدهارِ
مطلع عبده وسعداً ورهط ال / مجد والبأس والعلى والفخارِ
فرح الأهلُ بالغلامِ الذي صا / رَ حديثاً في ندوة السُّمارِ
عمّموه وقفطنوه فأمسى / أمل القوم فارس المضمارِ
ومضى يطلب العلوم وحيداً / موحشاً قلبهُ غريبَ الدارِ
ناظراً في هوامشٍ تأكل العق / ل وتبلي نواضر الأبصارِ
لا يبالي الطول ولا يحفل الأقدا / ر جاءت بكل أمرٍ ضاري
لا يبالي غداة يصغي إلى الشي / خ وللشيخ هالة من وقارِ
أحصيرٌ ممزقٌ أم حريرٌ / مقعد للمجاهد الصبَّارِ
آهِ من هاته الشدائد فهي الن / نار تبلو القلوب في الأخيارِ
إنَّ قلب العظيم ياقوتةً تس / مو سمواً وتزدهي بالنارِ
أي شيء في الدهر كالألم الجب / بار يجلو ضمائر الأحرارِ
عجبي من مجاور ضاق بالأز / هر واحيرة النفوس الكبارِ
ثم أمسى مطربشاً واكتسى البذ / لة ما بين ليلةٍ ونهارِ
ثم ضاقت بهمه مصر فاشتا / ق لغير الأوطان في الأمصارِ
ضمَّ أشياءه إليه وأضحى / في سفينٍ تجوب عرض البحارِ
ثم أمسى مبرنطاً يقصد السي / ن ويغزو مدينة الأنوارِ
والذي يبعث السرور ويدعو / كلَّ نفس للزهو والإكبارِ
رجلٌ ما ازدهته فتنة باري / س وما في باريس من أسرارِ
ظلَّ في ذلك الحمى مصرياً / عربيَّ الحياة والأفكارِ
كلما هبَّت الغواني عليه / ضاق ذرعاً بالغادة المعطارِ
يزفر الزفرة العنيفة ترمي / من لظاها فحمَ الدُّجى بشرارِ
يذكر النيل والأحبة بالني / ل ويشدو برائع الأشعارِ
كرّموا نابغيكمو واعرفوهم / فضياع النبوغ في الإِنكارِ
فزكيّ مباركٌ شعلة في / مصر تهدي شبابها كالمنارِ
قسماً لو يُتاح لي الغارُ كلل / ت بكفي جبينُه بالغارِ
يا ابنتي إنني لأشعر أني
يا ابنتي إنني لأشعر أني / ملأت مهجتي شموس منيره
أشرقت فرحتان عندي فهذي / لعماد وهذه لأميره
أنتما فرقدان وهو جدير / بالذي ناله وأنت جديره
اغنما كل ما يطيب وفوزا / بالمسرات والأماني الوفيره
وافرحا بالذي يطيب ويرجى / عيشةٌ نضرة وعين قريره
حبذا الريف والخلائق فيه
حبذا الريف والخلائق فيه / ضاحكات الوجوه تفترّ سحرا
من يراه وقد تبين فيه / زمراً في الزّحام تحشر حشرا
يحسب الضيق آخذاً في حماه / بخناق ويحسب القوم أسرى
وهم النور والمحبة والقل / ب طليقاً مع النسائم حُرا
منظر تلمح البساطة فيه / وترى طيبةً وبشراً وطهرا
منظرٌ تلمح السعادة فيه / لا تقل لي أرى شقاء وفقرا
انظر الجرّة التي خلفوها / وانظر النيل ضاحكاً مفترا
عبدوا النيل مذ قديم وألقوا / كل عام له عروساً بكرا
مصر سحر ورقة وصفاء / لِمَ لا يعبد المحبون مصرا
إيه إنعامُ والمحاسنُ كُثرُ
إيه إنعامُ والمحاسنُ كُثرُ / ما لمن لم يقم بوصفِكِ عذرُ
خلق الله ذلك الحسنَ لكن / للذي يخلقُ المفاتنَ سرُّ
سرَّه أنَّ كلَّ حسن له الشعرُ / تبيع فالمجدُ حسنٌ وشعرُ
وأنا الشاعرُ الذي قد تصباه / فريدٌ من المباهجِ نَضرُ
أينما وَجَّهَ المشاهدُ عينيه / فسحرٌ يتلوه سحرٌ فسحرُ
فمن الخدِّ للجبينِ إلى العينينِ / للثغرِ من معانيكِ سِفرُ
يقرأ الناظرونَ فيه عجيباً / إِن تولَّى سطر تتابَعَ سطرُ
ما على الحسنِ إن تمرّ حياةٌ / في تجليه أو يضيع عمرُ
رُب حسنٍ من الوداعة يبدو / فيه عطفٌ وفي حناياه بِرُّ
ولقد تحسب الوداعة ضعفاً / ولها دولة ونهي وأمرُ
فَمُرِينَا إِنعام من غيرِ أمرٍ / نحن أسراكِ ما بأسراكِ حرُّ
ومُرِي الدهرَ يُصبح الدهرُ عبداً / واضحكي في فم المنى يفتَرُ
ومري الروضَ يصبح الروضُ في / نانَ وينمو وردٌ ويورقُ زهرُ
ومري الطيرَ يسجع الطيرُ جذلانَ / ويشدُو غصنٌ ويطربُ وَكرُ
ومري القلبَ يخفق القلبُ فرحانَ / وتحنو روحٌ ويطربُ صدرُ
ومري الجمرَ يصبحِ الجمرُ كالماء / وتعنو نارٌ ويخضعُ جمرُ
ومري البحرَ يهدأ البحر أمواجاً / ويعنو موجٌ ويهجعُ بحرُ
إيه إنعام هذه صولة الحسنِ / التي تَحطِمُ القويَّ وتذرو

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025