القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : مِهْيار الدَّيْلمِي الكل
المجموع : 3
حيِّها أوجُهاً على السَّفحِ غُرَّاً
حيِّها أوجُهاً على السَّفحِ غُرَّاً / وقِباباً بِيضاً ونُوقاً حُمرا
ورماحاً دون الحبائب يُهزَزْ / نَ ويُحطَمنَ في الكتائبِ كسرا
وسراحينَ كالحصونِ جياداً / تملأ الحُزْمَ مُهرةً أو مُهْرا
يَتمارَحنَ في الحبالِ فينقُض / نَ فتيلاً منها ويقطعنَ شَزْرا
وقِرىً بعضُه الوصالُ إذا أم / سى طما جَفنةً وزمْجَرَ قِدْرا
آهِ للشوقِ ما تأوَّهتُ منه / لليالٍ بالسفح لو عُدْنَ أخرى
كنَّ دُهماً من الدآدي وقد كُن / نَ بتلك الوجوه دُرْعاً وقُمْرا
حيثُ لا تظفرُ الوشاةُ بأسرا / رِي إذا ما الصباحُ أعلنَ سِرَّا
فإذا ما العذولُ قال عِقاباً / في ذنوبي قال الصِّبا بل غَفْرا
أجتنيها رَيْحانةَ العيشِ خضرا / ءَ وتُمسى فيها المُنَى لِيَ خُضْرا
يا مَغانِي الحمى سُقيتِ وما ين / فعُني الغيثُ أن يجودَكِ قَفْرا
أيُّ عين أصابتِ الدارَ أقذَى ال / لَهُ بعدِي أجفانَها وأضرَّا
عَرِيَتْ من ظبائها الآنساتِ ال / بِيضِ واعتاضتِ الظِّباءَ العُفْرا
لا تراها تُطيلُ بعد النوى غص / ناً ولا جوُّها يُتمِّمُ بدرا
غيرَ حُمٍّ من القطا جاثماتٍ / كنَّ جُوناً فعدنَ بالرَّهجْ كُدْرا
وبقايا مواقفٍ تصفُ الجو / دَ أباديدَ في يدِ الريح يُذرَى
قَلِّبوا ذلك الرَّمادَ تُصيبوا / فيه قلبي إن لم تُصيبوا الجمرا
ما لدهري قضَى الفراقَ عليها / عذَّبَ اللّهُ بالفراقِ الدهرا
اُنظرا لي وقبلُ كنت بصيراً / يا خليليَّ بين جوّ وبُصْرَى
أوميضٌ سَرَى فشقَّ قميصَ ال / ليل أم ذاك طيفُ سُعْدَى تَسَرَّى
زار وهْناً لا يُصغِر اللّهُ ممشا / هُ وحَيَّا فزاده اللّه بِرَّا
بشَّرتني مقدّماتٌ به يح / ملُ فيها ذيل النسيم العِطرا
واعتنقنا وليس همّي سوى مس / ألةِ الليل أن يُميتَ الفجرا
زورة لم تكن بخطِّ بناني / في كتابِ الآمال إلا سطرا
سَرَقَتها لِيَ الحظوظُ وخَنسا / ءُ استلاباً من الزمان وطَرَّا
وأبيها ما حفظَها الدهرَ أَنكر / تُ ولكن أنكرتُ بُعدَ المَسرَى
جشَّمتْها الأشواقُ في ساعةٍ شُق / قَةَ ما تخبِطُ السحائبُ شهرا
فَرحَةٌ طار لي غراباً بها اللي / لُ وطارت عنّي مع الصبح نَسرا
اِرتجِعْها يا دهرُ لا زلتَ تستَرْ / جِعُ لؤماً ما كنتَ أعطيتَ نَزْرا
وتعلَّمْ أَنِّي بمكرك لا أح / فِلُ ممّا ألفتُ منك المكرا
أنكَرَ الغدرَ مرّةً منك قلبي / ثم صارت سجيّةً فاستمرّا
لا حَمَى اللّهُ حازماً غرَّه من / ك سرابٌ شعشعتَهُ فاغتَّرا
كُلْ بنابَيْك ملءَ جنبيك لحمي / وتخذَّلْ عنّي متى قلتُ نصرا
قَلَّ صبري على اقتنائِيَ للمج / د وأمّا عنك الغداة فصبرا
أنت ذاك الذي أمتَّ شبابي / عَبطةً وهو ما تَملَّى العمرا
ورددتَ العيونَ عنّي وقد كن / تُ لها الكحلَ حائصاتٍ خُزْرا
صار عِهْناً تحتَ المراحل ينقا / دُ وقد كان عاصيَ النَّبتِ شَعْرا
ومَشيتَ الضَّراءَ كيداً لأحبا / بي فرِيعُوا في الأَرضِ شَلَّاً ونَفْرا
صُدِعُوا مَطرحَ الزُّجاج تَشَظَّى / وتداعَوْا عَطَّ الأديم تَفَرَّى
قَسمتْهم يدُ الشتاتِ فشطراً / للتنائي وللنوائبِ شطرا
فكأنّ الأرضَ الحَمولَ أبتْ أن / يجِدوا فوقَها لرِجلٍ مَقَرَّا
خولسوا من يدِي غصوناً رطيبا / تٍ وغابوا عنّي كواكبَ زُهْرا
أَقتضيهم مطلَ الإِيابِ وقد وف / فَى الفراقُ الوشيكُ فيهم نَذْرا
صحِبَ اللّهُ راكبين إلى العز / زِ طريقاً من المخافةِ وَعْرا
سمعوا هَتفةَ الحُمول فطاروا / يأخذون الأرزاقَ بالسيف قَهرا
شربوا الموتَ في الكريهة حُلواً / خوفَ يومٍ أن يشربوا الضيمَ مُرَّا
طَرَحوا حاجَهم وراء متونِ ال / خيلِ ركضاً والسمهريَّةِ جَرَّا
كلُّ عجلانَ خَطُّهُ لأَخيه / العَلاءَ العلاءَ إن كنتَ حُرَّا
يملأون الحُبا جُلوساً فإن ثا / روا ملأتَ الفضاءَ بِيضاً وسُمرا
وإذا استُصرخوا لعضَّةِ عامٍ / ركبوا الجودَ يطردون الفقرا
لا يبالي الحيرانُ ما أَطلقوا الأي / مانَ أَن تُمسكَ السماءُ القَطرا
إخوتي من بني الوفاء ورهطي / يومَ أغزو الملوكُ من آلِ كسرَى
غادروني فرداً ومرُّوا مع الأي / يام والحظُّ بعدَهم أن أمُرَّا
أتشكَّى القذَى بمقلةِ حيرا / نَ عليهم إلى ضلوعٍ حَرَّى
ليتَ شِعري بمن أُعوَّض عنكم / يومَ آبى ضيماً وأدفعُ عُسرا
فسدَ الناسُ بعدكم فاستوى في ال / عيش مَن سرَّني نفاقاً وضَرَّا
ونجا بي ما شئتُ يأسِيَ منهم / نال خيراً من ظنَّ بالناس شرَّا
وبلى قد أفادني الدهرُ خِلَّاً / لَمَّ شَعثِي وشَدَّ منِّيَ أَزْرا
واحداً أعلقتْ يدي غلطةُ الأي / يام منه حبلَ الوفاءِ المُمَرَّا
أَلمعيَّاً رأَى بعينِ ابنِ ليلٍ / خافياً من مَحاسني مستسِرَّا
فاقتناني تغنُّماً وافتراطاً / واستباني قولاً لطيفاً وبِرَّا
وتحرَّى تفضُّلاً أن يرى الفض / لَ مضاعاً والحرُّ من يَتحرَّى
صدَقَتْ في أبي طريفٍ ميامي / نُ ظنوني وقد تعيّفن زَجْرا
وتجلَّت غشاوةُ الدهرِ عن قل / بي وفكَّتْ عنِّي الليالي الحَجْرا
وأتاني يتوبُ من ذنبه الده / رُ احتشاماً له وكان مُصِرَّا
ألحَقَتْني به غريباً من الآ / مال قُربَى تُعَدُّ صِنْواً وصِهرا
فتحنَّى لها ورقَّ عليها / ورأى الدهرَ عقَّ فيها فبَرَّا
وصَلَ الودَّ لي بآخيّة الجا / ه فكانا عُجالةً لي وذُخرا
وأتاه صوتي فنبَّه منه / عُمَراً حين نبَّهَ الناسُ عَمْرا
شيمةٌ منك ياابن باسِلَ في السؤ / دُدِ لم تُعتَسَفْ عليها قَسرا
وعروقٌ زَكَى ثراهنّ في المج / دِ فأرعَى نباتُهن وأثْرى
طاب مَجْناكَ فاهتصرتُك وَرْداً / ليِّنَ الغصنِ واعتصرتُك خَمرا
كان نصري عليك دَيْناً فما كن / تَ بغير القضاء منه لتَبْرا
نَدبتْك العُلا له فتجرّدْ / تَ حساماً فيه وقمتَ هِزَبْرا
مِلَّةٌ في الوفاء ضيَّعها النا / سُ وأحييتَها سَناءً وفخرا
ولسانٌ في الحمد كان عقيماً / قبلُ أولدتَهُ ثناءً وشُكرا
فتأهَّبْ لوافداتِ القوافي / يعتملنَ الدُّجَى وما كُنَّ سَفْرا
ضارباتٍ في الأرض طولاً وعرضاً / وهي لم تلق جانباً مغبرّا
حاملاتٍ لحُرِّ عرضك من بح / ر ضميري ملءَ الحقائب دُرَّا
كلّ غراءَ تجتليها على شر / طك في الحسن ثيِّباً أو بِكرا
لم أكلِّفك أن تسوقَ مع الرغ / بة فيها سوى المودةِ مَهرا
وبحقٍّ لم ينشرح لك صدري / بمديحٍ حتى ملأت الصدرا
ورآك الشِّعرُ العزيزُ على غي / رك كُفئاً فلانَ شيئاً وقَرَّا
كم عظيمٍ أبَى عليه وجبّا / رٍ ثنَى عنه جيدَه وأمرَّا
فتهنَّ انقيادَه لك واعلمْ / أيّ طِرْفٍ جعلتهُ لك ظَهرا
والبس المهرجانَ حُلَّةَ عزٍّ / لستَ من لُبسِها مدى الدهر تعرَى
طاعنا في السنين تطوي عليهن / نَ طوالَ السنين عصراً فعصرا
واعلُ حتى أراكَ أشرفَ كعباً / من مكان السُّهَى وأَنبَهَ ذِكرا
لمن الظُّعْنُ تهتدي وتجورُ
لمن الظُّعْنُ تهتدي وتجورُ / سائقٌ منجدٌ وشوقٌ يغيرُ
تُتبعُ الخطوَ قاهراً بين أيدي / ها ومن خلفها هوىً مقهورُ
وهي في طاعةِ التلفُّتِ حيَّا / تٌ وفي طاعة الحبالِ سطورُ
ووراءَ الحُدوجِ في البيد أروا / حُ المقيمين في الديارِ تسيرُ
رفعوها وهي الخدورُ وراحوا / وهي مما تحوي القلوبَ صدورُ
يا عقيدي على الغرام بليل / قم وفيّاً وغيرك المأمورُ
وأَعِرْني إن كان ممّا يُعار ال / قلبَ أو كنتَ أنت ممّن يُعيرُ
لِيَ وِترٌ بين الركاب وأَوْلَى / من تولَّيتَ نصرَه الموتورُ
حكَمتْ في دمي فتاةٌ من الحي / يِ مباحٌ لها الدمُ المحظورُ
غادةٌ بين ظبيةِ البانِ والبا / نِ اهتزازٌ في خَلْقِها وفتورُ
بهما تَخلِسُ العقولَ وتَرعَى / في حِمَى كلِّ مهجةٍ وتُغيرُ
فمتى استعصمتْ فعاقلتاها / رَشأٌ أحورٌ وغصنٌ نضيرُ
مَن عذيري منها وأين من القا / تل يَجنِي ولا يُقادُ عذيرُ
قامرتني بطَرفها يومَ ذي البا / ن وراحت ولبِّيَ المقمورُ
دونها من إبائها شيمةُ الغد / ر ومن قومها القنا المشجورُ
قال عنها الواشون حقّاً فعِفْنا / وقنِعنا بالطيف والطيفُ زورُ
ومن النزْح صادقٌ وهو مذمو / م لدينا وكاذبٌ مشكورُ
زارنا بالعراق زَورةَ ذي الجَن / بِ وماوَانُ دونه فَجَفِيرُ
يركب الليل قعدةً والليالي / صَهَواتٌ فُرسانهنّ البدورُ
يقطعُ التيهَ والجمالُ دليل / بين عينيه والظلامُ خفيرُ
فإذا مَضْجَعي القضيضُ مهيدٌ / وإذا ليلِيَ الطويلُ قصيرُ
ما لظمياء تنطوي شِرَّةُ العم / رِ فيبلَى وحسنها منشورُ
وعظَ الشَّيبُ والحوادثُ فيها / وفؤادي ذاك المصرُّ الجسورُ
ومشيرٍ ولَّيتُهُ صفحةَ الإع / راض عنها والحبُّ لا يستشيرُ
نكِرَ البيضَ والصبابةَ بالبي / ضِ وأين الصِّبا وأين النكيرُ
إن تراني على يديك خفيفاً / سلسَ السهم مِقودي والقتيرُ
لَيِّناً تحت غمزة الحائلِ الفا / طرِ تنماعُ طينتي وتخورُ
فبما أكرهُ الحفيظَ ولا يَط / عم نوماً على انتباهي الغيورُ
غير عودي الملوِي وغير عصاي ال / ملتحِي بالملامةِ المقشورُ
حيث حُكمِي فصلُ القضاء على الده / ر وأمري على الحسان أميرُ
فخذ الآن كيف شئتَ بحبلي / قد كفاك الجذابَ أني أسيرُ
يا بني الدهر كم يَصَمّ عن الزج / رِ وكم يكمهُ السميعُ البصيرُ
سَقَمٌ ماطلٌ أما آن أن يف / رق شيئاً على الرُّقَى المسحورُ
ملكَ الجورُ أمرَكم فالفتى المغ / رورُ بالعيش فيكُمُ معذورُ
فتساقيتم الفراقَ بكأسٍ / هي فيكم على السماء تدورُ
كلّ يومٍ حقٌّ مضاعٌ عليكم / ووفاءٌ لديكُمُ مكفورُ
يفرحُ المنتشِي بها اليومَ أو ين / سَى غداً ما يكابد المخمورُ
وثناءٌ تزكو تجارةُ أعرا / ضِكُمُ منه وهو فيكم يبورُ
وجناحٌ إذا المنى ريَّشتْهُ / عاد فيكم باليأس وهو كسيرُ
وأخٌ وجهه الحيا البارد العذ / بُ ومكنونه الأُجاجُ المريرُ
عُدَّتي منه رَثَّةٌ وعديدي / يومَ ألقى العدا به مكثورُ
ومتى هُزَّ للحقوقِ نبا من / هُ صديقٌ يكورُ ثمَّ يحورُ
وافترقنا وقد سلا الغادرُ الها / جرُ منّا وما سلا المهجورُ
لو تأسّي بكاملٍ كلُّ من يس / ألُ نَصْفاً لم تلقَ خَلْقاً يجورُ
تلك طُرْقٌ على المسالك عميا / ءُ وظهرٌ على العراك عسيرٌ
وعناءٌ على النواظر أن يُط / لَبَ للشمس في السماء نظيرُ
ترك الناسَ خلفَه سابق النا / سِ وقافت به الصَّبا والدَّبورُ
وسما للعلا فأشرقَ من أش / رفِ أفلاكها الهلالُ المنيرُ
طالباً قدرَ نفسه يكفُل السع / يَ له النجاحُ والمقدورُ
همّةٌ قارنت قريناً من السع / د فسارت في الأفق حيث يسيرُ
وعطايا رأت معيناً من الشك / ر فدامت ما كلُّ مُعطىً شَكورُ
ولد الدهرُ منك والدهرُ هِمٌّ / ما تمنّت على الشباب الدهورُ
واستقلّت بنعمة اللّه جنبا / ك وكلٌّ بثقلها مبهورُ
ورأى الناسُ معجزاتِك فاستي / قن من شكَّ واستجاب الكَفورُ
فسماحٌ أعمَى مسحتَ بكفَّي / ك عليه فارتدَّ وهو بصيرُ
ودفينٌ من الفضائل نادا / ك من التُّربِ مَيْتُه المقبورُ
مستجيراً من الردى بك فانتا / شَ فأعجِبْ بميِّتٍ يستجيرُ
جدتَ عذبَ الندى غزيراً وجودُ ال / غيث ملحٌ في سُحبِه منزورُ
وتعذَّرتَ من كثيرك والبح / رُ وقد قلَّ رفدُه معذورُ
في زمانٍ إذا الرجالُ سخَوا في / ه فما فرطُ نَيْلهم تبذيرُ
جودُ من لا غداً يَخافُ ولا اليو / م عليه مُسَيطرٌ ومشيرُ
سائرٌ بالثناء وهو مقيمٌ / وغنيٌّ بالذكر وهو فقيرُ
زاده بالثنا ولوعاً ووجداً / قولُ قومٍ هذا هو التدبيرُ
لك يومان في الندى شائعٌ با / دٍ ومُلْقىً قِرامُهُ مستورُ
فعطاءٌ وربُّه مشكورُ / وعطاءٌ وربُّه مأجورُ
قد أريقت إلّا لديك المروءا / ت وضاقت إلّا عليك الأمورُ
وتفردتَ بالمحاسن في ده / رٍ بأوصافه تُشاهُ الدهورُ
ملكَ العجزُ فيه ناصيةَ الفض / لِ فطالت ذُرَى الجبالِ الصخورُ
وتواصى الرجالُ باللؤم حتى ال / مجد عارٌ والجودُ ذنبٌ كبيرُ
أقحطتْ أوجهُ البلادِ ومِن حو / لك للخِصبِ روضةٌ وغديرُ
فإلى بابك الحوائجُ تحدو / ولك العِيرُ في العلا والنفيرُ
عادةٌ من ورائها شافعُ النف / س وأصلٌ بفرعه منصورُ
واكتسابٌ أعانه شرفُ المي / راثِ والمجدُ أولٌ وأخيرُ
ويميناً لَمَنْ تمدُّ بأعرا / قك في الفخر أن يسودَ جديرُ
دوحةٌ من ثمارها أنت والمَغ / رَسُ منها بَهرامُ أو أردشيرُ
خير ما تربةٍ على الأرض لم يُش / عَبْ على اللؤم طينُها المفطورُ
طاب صلصالُ عِيصها وبريّا / ها ثرىً ماجدٌ وماءٌ طهورُ
قومُك الغالبون عزّاً وهم قو / مي على الأرض وهي ماءٌ يمورُ
ركِبوا الدهرَ وهو بعدُ فَتيٌّ / جَذَعٌ وهو قارحٌ مقرورُ
ملكوا الناس آمرين وما في ال / ناس إلّا مستعبَدٌ مأمورُ
كلُّ خوفٍ بهم أمانٌ ومهجو / رِ خرابٍ بعدلهم معمورُ
أيّ مجدٍ يضمُّنا وفخارٍ / يومَ أنسابُنا إليه تصيرُ
إن يَفُتنا الخطيبُ والمِنبر المن / صوبُ فالتاج حظُّنا والسريرُ
حسْبنا أن تعلَّم الملكُ منّا / والسياساتُ فيه والتدبيرُ
وكفيناه أمرَ رستُمَ في الحر / بِ إذا عُدِّد الرجالُ الذُّكورُ
والذي قد سَقَى من الدمِ ذو الأك / تاف حتى روَّى الثرى سابورُ
ولدوا منك كوكباً ضوءُه السا / ري دليلٌ عليهِمُ ونذيرُ
واستسلُّوا لفخرهم من لساني / صارماً غَربُهُ الكلامُ الغزيرُ
تُحطَمُ الذُّبَّلُ الصِّعَادُ ويَسرِي / صدأ السيف وهو ماضٍ طريرُ
فلهذا إذا مدحتُك في عِز / زِي أسَدِّي وفي علائي أُنيرُ
منك أن تُحسنَ الصَّنيعَ وأن تر / عَى ومنّي التنميقُ والتحبيرُ
وكلانا بحظِّه من أخيه / جَذِلٌ يومَ كسبه مسرورُ
غير أني يبقَى قليلُ الذي أع / طِي ويفنَى عطاؤك الموفورُ
كلّ كنزٍ في الأرض تأكلُه الأر / ضُ وكنزي مؤبَّد مذخورُ
وسوى ما أقول جَندَلةٌ تُق / ذَفُ في الماء أو سفاءٌ يطيرُ
كَلِمٌ أعور المعادن مطرو / قٌ ومعنىً مردّدٌ مطرورُ
سرقاتٌ خُلْسٌ كما يرد المذ / عورُ خوفاً أن يصطلي المقرورُ
ولعمري إن القريضَ إذا عُد / دَ كثيرٌ وما يَسيرُ يسيرُ
لِيَ وحدي إعجازهُ والدعاوَى / طَبقُ الأرض فيه والتزويرُ
ويُطيقُ المغمَّرون الذي أب / دعَ فيه طريقه المسطورُ
غرقوا منه في بحور الأعاري / ض وكيف المنصوب والمجرورُ
واليتامَى من دُرِّه في خليج / ضَيِّق ليس منه هذي البحورُ
وإذا المهرجانُ جاءك يهدي / ه فقد طاب زائرٌ ومَزورُ
ذاك يومٌ فردٌ وذا كَلِمٌ فص / لٌ وكلٌّ بفضله مشهورُ
فاقتبلْ منهما السعودَ وباكر / صفوةَ العيش فالمعاشُ البُكورُ
وتملَّ الزمانَ تجري على حك / مك قسراً أيّامُه والشهورُ
تقع الدائرات دونك حَسرَى / ورحاها على عداك تدورُ
غُصّة الغيظِ حظُّ حاسدك البا / غي وحظّاك غِبطةٌ وسرورُ
نام عنك المكلَّفون وليلي / ساهرٌ ما لنجمه تغويرُ
نَفَسٌ طال كان لولاك يغني ال / عفوُ منه ويُقنع الميسورُ
فوفاءً أبا الوفاء فلم تُقْ / ضَ إذا ما لم تَقْضِ فيَّ النذورُ
كن غيوراً عليّ من أن يلي غي / رك نصري إن الكريمَ غيورُ
فكثيرُ الجزاءِ منك قليلٌ / وقليلٌ من آخرين كثير
سائل الدارَ إن سألتَ خبيرا
سائل الدارَ إن سألتَ خبيرا / واستجِرْ بالدموع تدعُ مجيرا
وتعوَّذْ بالذكر من سُبَّة الغد / ر فلا حب أن تكون ذكورا
المغاني أحفى بقلبي من العذ / ل وإن هجن لوعةً وزفيرا
أفهمتني على نحولِ رباها / فكأنّي قرأتُ منها سطورا
يا مُعيرِي أجفانَه أنا أغنَى / بجفوني الغِزارِ أن أستعيرا
دمُ عيني بالسَّفح حَلَّ لدارٍ / لا يرى أهلُها دماً محظورا
ومثيرٍ بالعذل كامنَ أشوا / قي مشيرٍ ولم أكن مستشيرا
لامني في الوفاء مات ملوماً / فيه أو عاش عاشقاً مهجورا
يا حُداةَ الركَابِ لا وأَل القا / صدُ منكم غير الحمى أن يجورا
رامةٌ بي وأين رامةُ منّي / أنجدَ الركبُ والهوى أن أغورا
هي دار العيش الغرير بما ضم / مت قضيباً لَدْنا وظبياً غريرا
ما تخيّلتُ أنها جنةُ الخل / د إلى أن رأيتُ فيها الحورا
يا لُواةَ الديون هل في قضايا ال / حسن أن يمطُلَ الغنيُّ الفقيرا
لِيَ فيكم عهدٌ أُغيرَ عليه / يومَ سَلع ولا أسمِّي المغيرا
اِحذروا العارَ فيه والعَارُ أن يم / سي ذمامي في رعيهِ مخفورا
أو فردُّوا عليَّ حيرانَ أعشى / ناظراً قد أخذتموه بصيرا
أنا ذاك اعتبدتُ قلبي وأنفق / تُ دموعي عليكُمُ تبذيرا
فاحفظوا في الإسار قلباً تمنَّى / شغفاً أن يموتَ فيكم أسيرا
وقتيلاً لكم ولا يشتكيكم / هل رأيتم قبلي قتيلاً شكورا
اِعرفوا لي إذا الجوارحُ عوفي / نَ ندوباً في أضلعي وكسورا
باقياتٍ وقد جررنَ عليهن / نَ الليالي معدودةً والشهورا
نَصَلَ الحولُ بعدكم وأراني / بعدُ من سكرة النوى مخمورا
اِرجعوا لي أيامَ رامةَ إن كا / ن كما كان وانقضى أن يحورا
وشباباً ما كنتُ من قبلِ نشر ال / شيبِ أخشى غرابَهُ أن يطيرا
إن تكن أعينُ المها أنكرتني / فلعمري لقد أصبن نكيرا
زاورتْ خَلَّتين منِّيَ إقتا / راً يُقَذّي عيونَها وقتيرا
كنتُ ما قد عرفن ثم انتحتني / غِيَرٌ لم أُطقْ لها تغييرا
وخطوبٌ تُحيلٌ صِبغتُها الأب / شارَ فضلاً عن أن تُحيلَ الشعورا
وافتقادي من الكرام رجالاً / كان عيبي في ظلِّهم مستورا
ينضحون الفتيقَ منّي بأيدٍ / ناعشاتٍ ويجبرون الكسيرا
فارقوني فقلَّلوني وكم كا / ثرتُ دهري بهم فكنتُ كثيرا
ولعمري لربما عاسر الحظ / ظُ على القَوْد ثم جاء يسيرا
ولقد أبقت الليالي أبا الفض / ل فأبقت في المجد فضلاً كبيرا
قسماً بالمقلَّداتِ إلى جَم / عٍ عهوناً محبوكةً وضفورا
يتلاحكن في المضايق أو يُد / مِينَ فيها صلائفاً ونحورا
كلّ تلعاءَ كالبنيّة تعطي / ك سَناماً طوراً وعيناً خفيرا
سرَّها ما تزيَّنتْ ولأمرٍ / ساءها عجَّلوا عليها السرورا
بينما أن رأيتَها وهي ملءُ ال / عين حسناً حتى تراها عقيرا
منحوها ذاتَ الإله فلم يف / ترضوها إلا الصفِيَّ الأثيرا
والملبّين حرّموا اللُّبسَ والطِّي / بَ احتساباً والحَلْقَ والتقصيرا
هوَّنوا الأنفسَ الكرامَ فباعو / ها على الرُّخصِ يشترون الأُجورا
يُجهدون الأرماقَ أو شهدوا بال / خَيفِ ذاك المسعَى وذاك النفيرا
حَلِفٌ لا تَعيثُ فيه يدُ الحِنْ / ثِ بإفكٍ ولا يكون فُجورا
أنّ كافي الكُفَاةِ خيرُهُم بال / بيت والنفس أوَّلاً وأخيرا
من رجالٍ إذا انتموا نسبوا بَي / تاً من المجد آهلاً معمورا
بالمساميح الطّيبين بني الطّي / يِبِ أضحى سَبطُ الترابِ عطيرا
يُمتَرَى ماؤه عُقاراً ويُستا / ف ثراه أَلُوَّةً وعبيرا
شرفٌ زاحمَ النجومَ على الأُفْ / ق فأربَى عزّاً عليها ونورا
درجوا فيه سيّداً سيّداً قِدْ / ماً وزالوا عنه وزيراً وزيرا
يتواصَوْن بالمعالي فيقتا / فُ الفتى الحيُّ منهم المقبورا
وإذا حوسبوا على الحسَب الأب / عدِ عَدُّوا بَهرام أو سابورا
ومناجيب محصنات توحَّدْ / ن بأن لا يلدنَ إلا الذُّكورا
زعماء على الملوك إذا ما اع / تورَ الملكُ ناصحاً ومشيرا
وكماة على الوسائد إمَّا اق / تعدوها يُقَسِّمون الأمورا
غوّروا غورةَ النجوم وبقَّوا / عَلَماً ردّ طيَّهم منشورا
وتصفَّوا من ناصر الدولة ابناً / يشهدُ الفخر ظافراً منصورا
لحِقَ الأصلَ ثم ساد بنفسٍ / ظفِرتْ بالندى وزادت كثيرا
فضحتْ بالندى الغمامَ وردَّتْ / بالمساعي شَوطَ الرياح حسيرا
أنِفتْ أن تَرى لها في بني الده / ر إذا نوظر الرجالُ نظيرا
فامتطت وحدَها إلى غاية المج / د ظُهوراً خُشْناً وطُرْقاً وُعُورا
راكبُ العزّ في مفاوزها اليَهْ / ماءِ سارٍ لا يركب التغريرا
يبتغي حقَّه من الشرف الأب / عدِ خوضاً إليه أو تشميرا
وانتهى حيث لا يَرَى النجمُ في الأف / ق صعوداً ولا الهلالُ مسيرا
تارةً بالمَضاء يستخدمُ العز / مَ وطوراً يستخدم المقدورا
مدَّ باعاً في الفضل طال لأمرٍ / كان عنه باعُ الزمان قصيرا
لم يلامسْ خطباً وكان جسيماً / في المعالي إلا رآه حقيرا
وأظنُّ استقلالَه الدَّستَ أن ير / كَبَهُ يملكُ الزمانَ السريرا
قهر الدهرَ وهو يقهره الجو / دُ فناهيك قاهراً مقهورا
واكتسى حُلّةَ الغنَى وسلبنا / ه فأكرمْ به غنيّاً فقيرا
لاح فينا فأقمرتْ ليلةُ البد / رِ وأعطَى فكان يوماً مطيرا
وسَلَونْا بجودِهِ الحيِّ أَيْما / ناً دُروساً من الكرام دُثورا
وشهدنا نداه حقّاً يقيناً / وسمعنا عنهمْ ضجيجاً وزورا
ورَوِينا بماله الوشَلِ العِد / دِ وأعطَى قومٌ وكانوا بحورا
وسَرى ذكرُه فلم يُبْقِ يوماً / لَهُمُ في سماحهم مذكورا
يا أبا الفضلِ والفضائلُ إن قا / ضين يحكمنَ فِيَّ أن لا تجورا
أتناسيتَ أو نسيتَ حقوقاً / لِيَ لم آلُكم بها تذكيرا
ووعوداً يكنّ عند الكريم ال / عهدِ حتى يفي بهنّ نذورا
وغُروساً لي في ثراك الزكيّ ال / رَطبِ يرجو مثلي بها التثميرا
وصِفاتي على لسانك يُسمع / ن الصفا الصلدَ والفتى الموقورا
فعلام استردَّك الدهرُ منّي / مكرهاً بعد خِبرتي مقسورا
نعمةٌ نُفِّرتْ وما كنتُ يوماً / بالعطاء الهنيِّ منها كفورا
وعَذارَى من القوافي تعوّض / تُ بهنّ التعليلَ والتعذيرا
لم يكن حجُّها وقد جهدَتْ في / ه إلى كعبة العلا مبرورا
ألظنٍّ وربما كان إثماً / كنتَ لو قد عصيتَه مأجورا
لم تدنَّسْ عِرضاً ولم تؤت بالذن / ب اعتماداً فيه ولا تقصيرا
لم تكن صدقت بأوّل مدحٍ / ضاق وقتٌ عن ملكه فاستعيرا
لمتموني فيه وربَّ ملومٍ / كان في غيبِ أمره معذورا
هو شعري وفيك قيل ابتداءً / جاء أو كان راجعاً مكرورا
ولَعَمرُ الواشي لقد كان ذنباً / هيناً لو وهبتموه يسيرا
واعترافي بالهفوة الآن يمحو / من خبايا الصدور تلك الوغورا
والقوافي عني عبيدٌ منيبا / تٌ فكن لي بالصفح ربّاً غفورا
لك أُبرزنَ بعد أن رُدَّ عنهن / نَ بُعولٌ أَسْنَوا إليّ المهورا
وأرى النزرَ من ودادك أو رف / دِك حظّاً في مهرهن خطيرا
باقيات في الدهر ما بقيَ الده / رُ وناصى رضوَى أخاه ثبيرا
فاستمعها مختومةَ العذرِ أبكا / راً إلى اليوم ما برحنَ الخدورا
تُتلفُ المالَ لا تبالي إذا أح / رزتَ في الأرض كنزها المذخورا
وإذا ما وجدن عِرضاً بهيماً / مدلَهِمَّاً طلعنَ فيه بدورا
عِوَضاً من عتابك المرِّ حتّى / تشربَ الشكرَ منك عذباً نميرا
نِعْمَ ما تقتني مقيماً وإن سا / فرتَ كانت إلى النجاح سفيرا
فاحتفظ قاطناً بها واسْرِ مغبو / طاً على ملك مثلها محبورا
وتزوَّدْ منها على صحبة اللا / ه متاعاً إذا عزمتَ المسيرا
وكُنِ القَرْمَ من ملوكِ بني مر / وانَ لي أن أكونَ فيك جريرا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025