المجموع : 19
يَظلِمُ الناسُ في القيادةٍ أَفْرى
يَظلِمُ الناسُ في القيادةٍ أَفْرى / أنت منه باللومِ أَوْلى وأَحْرى
كان للكركدنِّ قرنٌ فأضحى / قرنُه اليومَ عند قرنك مِدْرَى
من يكن قرنه كقرنك هذا / فليكن بابُه كإيوانِ كسرى
يا أبا حفص المُعَي
يا أبا حفص المُعَي / ير بالأبنة الحدَرْ
لا تُعيِّر ذوي البلا / ءِ به واحذرِ الغِيرْ
إن يكن فيّ ما ذكر / تَ وقد يكذبُ الخبرْ
فعلى رأسك ابتلي / تُ بدائي مع القدرْ
من يرى رأسك الصقي / لَ فلا يشتهي الكَمرْ
لم يزل بي تنزُّهي / فيه باللمس والنظرْ
دون أن صرتُ أشتهي / بعض ما يشتهي البشرْ
لي صديقٌ إذا رأت
لي صديقٌ إذا رأت / وجهَهُ العينُ سرَّها
قلت يوماً وخلتهُ / مطلَقَ الكفّ ثَرَّها
يا جواداً إذا حمتْ / لِقَحُ المزن دَرَّها
فرَّطتْ منك دعوةٌ / تأملُ النفس كرَّها
قال كانت فُليتةً / فوَقَى اللَّه شرَّها
قلتُ واهاً بجُرعةٍ / ذقتُها ما أمرَّها
أنت مذ ذقتها تشكْ / كى إلى الله حرَّها
قال إي والذي قضى / حلّ كفي وصرَّها
قلت تب توبة امرئٍ / عَقَّ نفساً وبرَّها
كلَّف النفس خطة / لم تطقها وغرَّها
ثم قفَّى بتوبةٍ / مطّ فيها وجرَّها
ولقد تُنفَع النفو / سُ بما كان ضرَّها
عظَّمَ الله يُمنَ فطرِك فطرا
عظَّمَ الله يُمنَ فطرِك فطرا / يا ابن أعلى الملوك مجداً وذكْرا
وأهلَّ الشهورَ بالسعد ما عش / تَ وأبقاكَ آخرَ الدهر عصرا
في سرورٍ يُريك شهرك يوماً / وحبورٍ يريك عامك شهرا
قلت لما بدا الهلالُ ضئيلاً / قد كستْه سُرى ثلاثين ضُمرا
عجباً للهلال كيف استهلّو / هُ هلالاً هلَّا استهلوه بدرا
كان لما بدا وأنت أميرٌ / مستحقاً أن يبهر الشمس فخرا
كيف لم يسبق المواقيتَ بدراً / كيف لم يقهر المقادير قهرا
غير أن الأمور تجري على ما / قدّر الله وهو أحسنُ قَدْرا
أحمدُ الله إذ أراني عيداً / لا أرى فيه فوق أمرِك أمرا
طاب فيهِ نسيمُ ريحك حتّى / لحسبنا عَجاج خيلِك عِطْرا
وتجليتَ ملءَ عينٍ وصدرٍ / وقديماً ملأت عيناً وصدرا
نَذر الناسُ في القديم نذوراً / إنْ رأوا عيدك المأمَّل شكرا
وتركتُ النذور عمداً لأني / لا أرى كُفءَ نعمةٍ فيك نذرا
فالبَس العيد وانْضُه سالم النف / سِ وإن لم تسلم ثراءً ووَفْرا
طُلْتَ مجداً وطلتَ فخراً بني آ / دمَ طراً فطُلْ كذلك عُمرا
إن تَطُل لحيةٌ عليك وتعرض
إن تَطُل لحيةٌ عليك وتعرض / فالمخالي معروفة للحميرِ
علَّق الله في عِذاريك مِخْلا / ةً ولكنها بغير شعيرِ
لو غدا حكمها إليّ لطارت / في مهبّ الرياح كلَّ مَطيرِ
ألْقِها عنكَ يا طويلةُ أوْلى / فاحتسبْها شرارةً في السعيرِ
أرعِ فيها الموسى فإنك منها / شَهِد الله في أثامٍ كبيرِ
أيُّما كَوْسَج يراها فيلقَى / ربه بعدها صحيحَ الضميرِ
هو أحرى بأن يشكَّ ويُغْرَى / باتهام الحكيم في التقديرِ
ما تلقّاك كوسجٌ قطُّ إلّا / جَوَّر الله أيَّما تجويرِ
لحيةٌ أُهمِلتْ فسالت وفاضتْ / فإليها تُشير كفُّ المشيرِ
ما رأتها عين امرئٍ ما رآها / قطُّ إلا أهلَّ بالتكبيرِ
روعة تستخفُّه لم يُرَعْها / من رأى وجهَ مُنكَر ونَكيرِ
فاتّقِ الله ذا الجلال وغيِّرْ / منكراً فيك ممكنَ التغييرِ
أو فقصِّر منها فحسبُك منها / نصفُ شبرٍ علامةَ التذكيرِ
لو رأى مثلها النبيُّ لأجرى / في لحى الناس سُنَّة التقصيرِ
واستحبَّ الإحفاءَ فيهن والحَلْ / ق مكان الإعفاء والتوفيرِ
يا غيوراً أن يُهْتكَ المستورُ
يا غيوراً أن يُهْتكَ المستورُ / وشفيقاً أن يهلِك المضرورُ
أنا في حالة رجائيَ فيها / من سوى الله أو سواك غُرورُ
ومعي سالفُ الموالاة والمد / ح وشكرٌ مستأنفٌ موفورُ
يا لها حرمةً أبحت حِماها / وعلى مثلها يَغار الغيورُ
فأغثني أغاثك الله إني / في يد الدهر مطلقٌ مأسورُ
لا تدعني فأنت آثرُ بالحم / دِ قديماً وفضلك المأثورُ
يا أخا العدل والذي فضلُهُ المب / سوط فينا وبِشره المنشورُ
هل ترى أنّ مانعاً من مُحِقٍّ / حقّهُ بعد قدرةٍ معذورُ
حُقَّ عند الرجاء فيك المرجّى / أن يحق المرجوُّ لا المحذورُ
لك جودٌ ورأفةٌ وحِفاظٌ / وإليك الميسور لا المعسورُ
لست تعتلّ بالزمان ولا المق / دورِ أنت الزمان والمقدورُ
يظلم الناس يعلم الله أفْرَى
يظلم الناس يعلم الله أفْرَى / أنت بالكشخ منه أولى وأحْرَى
كان للكرْكدنِّ قَرن فأضحى / قرنه اليوم عند قرنك مِدرَى
من يكنِ تاجه كتاجك هذا / فليكن بابه كإيوان كسرى
لا عدمتَ القرون يا ابن حُريثٍ / إنّ في طولها لأرفعَ ذكرى
لو تخفّفتَ بالقيادة ما اسطع / ت لكنت الثقيل يا تلّ محرى
لهتكتَ الحياء عنك فأبدى / لك وجهاً كوجه أمِّك سكرى
شرُّ ماءٍ صراه في شر صُلب / شرُّ فحلٍ قراه في شرِّ مَقْرَى
خالط اللؤمَ في فقار أبيه / فجرى اللؤم منه في كل مجرى
يدّعي الشعر وهو كفراء وفلكا / من جؤاثا عليه كزّى وهَطْرى
بَلْغميُّ الطباع قد أضخمته / لقوةٌ لا تحيك فيها الشُّوصَرّى
ما يُفيق الكتّابُ من ظلم إبرا
ما يُفيق الكتّابُ من ظلم إبرا / هيمَ يوماً ولا محاباةِ عمرِو
نَحلوا ذا واواً وبزوا أخاه / ألفاً منه بين رِدْفٍ وصدر
وكذا يَظلم المسمّى بإبرا / هيم أهلُ الديوان في كل أمر
ويُحابون من يسمى بعمرو / فتفقَّدْ ما قلتُ في كل عصر
يا ابن حرب كَسَوْتني طيلساناً
يا ابن حرب كَسَوْتني طيلساناً / حَملهُ لاسمه كثيرٌ كثير
يتجلّى تنسُّمُ الريح من غا / ية تسعين فرسخاً فيطير
إنّ من يمسكُ السماءَ على الأر / ضِ وباقي حَوْبائه لَقدير
حجرُ الرجل وجههُ
حجرُ الرجل وجههُ / خشن مثل شعرهِ
ضيّق اللَّه عينه / حسْب توسيع جُحرهِ
حوسبتْ عينه بما / زيد في رحب دبرهِ
قبح اللَّه وجهه / فهو ضد لبدرهِ
إن خيراً من أن ترى فيَّ أن قد
إن خيراً من أن ترى فيَّ أن قد / فسدتْ نيتي فحقي البوارُ
أن ترى أنني متى انجاب هذا ال / ليلُ عني أضاء ذاك النهارُ
أنا ذاك الذي عهدتَ وإنْ نف / فرتَ جأشي فكان مني نِفارُ
ومتى شئت أن تألف نفسي / أُلِّفت وهي إن ظلمت نَوار
إن لي حرمةً يغار عليها / إن تأملت والكريمُ يغار
لا تكوننَّ من أطاع هواهُ / وطغى إذ أطاعه المقدار
لم تكن مثلُ نعمة اللَّه في العبْ
لم تكن مثلُ نعمة اللَّه في العبْ / باس تنجو من آفة التكديرِ
كدّر الدهرُ صفوها بعبيد ال / لَه وجهِ الحمار والخنزير
غير أنا نرجو لراحتنا من / هُ سريعاً لطف اللطيف الخبير
يسرح الطرف من أخيه ومنهُ / بين قرد وبين بدر منير
لك وجه كأنه حين يبدو / مستعارٌ من منكر ونكير
أنت فضلٌ وفضلةُ الشيء لغو
أنت فضلٌ وفضلةُ الشيء لغو / ثم أُردفْتَ ذلّة التصغيرِ
حُقّر الفضل ثم صُغّر عنهُ / زادك الله يا صغير الحقير
ثم أُعرِجْتَ فاحتواك انتقاصٌ / في است سوءٍ وجسم سوء ضرير
ثم بُرِّدتَ فانتصفتَ من النا / ر ببردٍ يُربي على الزمهرير
فقبول النفوس إياك عندي / آيةٌ فيك للطيف الخبير
إن قوماً أصبحت تَنفُق فيهم / لعلى خُطّةٍ من التسخير
أو أناس غدوا وراحوا من الظّر / ف على حالة الفقير الوقير
فمتى ظُفِّروا بزُور ظريفٍ / أعجبتْهم زخارف التزوير
كالأعاريب لم يروْا درْمك البُر / رِ فهم يُكبرون خبز الشعير
وكذا القوم لم يروا لجة البح / ر فهم يُعظِمون ماء الغديرِ
يا ثقيلاً على القلوب خفيفاً / في الموازين دون وزن النقير
طِرْ سخيفاً وقَعْ مَقيتَاً فطوراً / كسفاةٍ وتارة كثبير
أُشهِدُ اللَه أن وزنك عندي / دون وزن النقير والقِطمير
لست حاشاك بالحقير ولكن / أنت لا شك من حقير الحقير
أنفُسٌ قد ظَمِئْنَ ليس إلى الما
أنفُسٌ قد ظَمِئْنَ ليس إلى الما / ء ولكنْ إلى مُجاج الثغورِ
وعيونٌ أبينَ عَطْفاً على الغُم / ض اشتياقاً إلى لِثام البدور
وقلوبٌ شفاؤهنَّ من السُّق / م نُهود الثُّديِّ فوق الصدور
وهوى ليس ينقضي ما تثنَّتْ / كُثُبٌ في الغصون فوق الخصور
بين أجفانه عُقارٌ تدورُ
بين أجفانه عُقارٌ تدورُ / وعلى وَجنتَيه وَردٌ نضيرُ
وله بين حُلَّتَيه من البا / ن قضيب حواه دِعْص وَثيرُ
لو رأته حور الجنان لحَارت / منه في خالص الجمال الحورُ
ما لأهل الجفاء في هجره عذ / ر وفي هجرهم هو المعذورُ
لو يدومُ الشبابُ مدَّةَ عمري
لو يدومُ الشبابُ مدَّةَ عمري / لم تَدُمْ لي بشاشةُ الأوطارِ
كلُّ شيءٍ له تَناهٍ وحدٌّ / كل شيءٍ يجري إلى مِقدارِ
خذ نصيباً من عيشك المستعارِ
خذ نصيباً من عيشك المستعارِ / قبل ليل مصرَّفٍ ونهارِ
فكأنْ قد سَفتْ عليك السوافي / في بطون الملمَّعات القِفار
ليت شعري وأين إذ ذاك شعري / كيف يعفو البلى على آثاري
ليت شعري هل توجف الكأس بعدي / بحُداء اللحون والأوتار
ليت شعري هل تلبس الأرض بعدي / حَبَرات الربيع ذي النوّار
أو تهب الشمال عندي بليل / فتَميس الغصون بالأسحار
درَّ درُّ الصَبا ودرُّ مغاني ال / لهو لو أنها ديار قرار
يا قصار الأيام متِّعت لو كن / ت قصاراً موصولة بقصار
منظر فاتن وتُحجَب عنّا
منظر فاتن وتُحجَب عنّا / بين أثناء درعها مَحبورا
لعبة عُدِّلت فدقَّت وجلَّت / وإذا ما لمستَها فحريرا
قدَّر اللّه حسنها فتناهَى / ويدُ اللَه تحسن التقديرا
ما رآها امرؤ به طائفٌ لل / هَمِّ إلا انكفا بها مسرورا
وإخال الضرير لو قابلتْهُ / عاد من نورها الضرير بصيرا
كنت عند الأمير عيسى بن هارو
كنت عند الأمير عيسى بن هارو / نَ وفَهمٌ وذاك في تموزِ
فتغنّتْ فهزَّني القرُّ حتى / خلت أني في وسْط برد العجوز