القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : حسن الطّويراني الكل
المجموع : 2
كل صَفو مع الحياة يُكدَّرْ
كل صَفو مع الحياة يُكدَّرْ / والنعيم المَوهوب قدْرٌ يُقدَّرْ
أَي عيش وَوصلةٍ وتدانٍ / لم يَزل حسنُه ولم يتغير
إن هذي الحَياة منزلُ ركبٍ / وَهيَ للموت لو تحققتَ معبر
مجمعٌ يزدَهي وَبينٌ قَريبٌ / وَلقاءٌ مع الخَيال مزوّر
ليس في أُنسها سِوى وَحشات / للهنا وَالسرورُ للحزن مصدر
أَي شيء من الوجود يرجَّى / أَين مَن مَرَّ إن تكن تتفكر
سل هيولى الزَمان حَتّى تَرى كَم / صُورةٍ في المَدى عليهِ تُكرر
وَاسأل الأغبر المشوّه فيها / أَي وَقت صَفا وَكَم ذا تنضّر
صاح ما العَيش من زَمانك إِلا / عَرَضٌ زائلٌ وَدهرُك جَوهر
لَو بَقي من مضى لغصَّ فضاءٌ / وَانتفى بالملا الخلا وَتقرّر
إنما تبلغ الحَياة لِحَدٍّ / بأخيها وَبَعد ذَلِكَ يُقبَر
مَولد المَرء لَو علمت بشيرٌ / بِوَفاة الوَليِّ مهما يبشَّر
ما أَب قد بقي أَبوه وَلا أم / مٌ لها نعمة البَقا تتيسّر
خففِ الحُزنَ فالفناء حقيقٌ / بجديد الوُجود وَالكُل يقهر
واصطبر أَيها العَزيز المفدّى / إن صبر الفَتى مع اليَأس أجدر
وَاذكر السالفين فيمن تَولّى / لترى ما صفى الزَمان لمعشر
وَإِذا لَم يكن من الحُزن بدٌّ / فارسل الدَمعَ فالمحاجر تعذر
وَإِذا لم تجد سِوى اليَأس حدّاً / فتبصّر فربَّ باكٍ تبصّر
كل جَمعٍ مروّعٌ بفراقٍ / كُلُّ نَظم متى تكامَل يُنثَر
فَتثبّت فكلُّ حي لموتٍ / وَتبصّر وَقَلَّ أن تتبصر
وَاحتسب ما أَصاب ذخراً وَهوِّنْ / فَمصابُ الحَزين بالحزن أَكبر
وَتعزّى ففي العَزاء ارتياحٌ / وَتأمل فإِن دَهرك أَغدر
وَاخش من حسرة الفؤاد انصداعاً / فهي من رأَفة بِها تَتَأَثّر
أَي أَمٍّ فقدتها فهي تُهدَى / لنعيم الجِنان تصبى وتحبر
فلها من زَخارف الخلد روحٌ / بين حور مع الحبور وَكَوثر
فَتثبّت لك البَقا يا عَزيزي / هكذا الدَهر صَفوة وَتكدّر
وَادّكر في الزَمان قَولي وَأَرخ / يَمتع اللَه في الفَراديس دِلْبَرْ
يا طلعةَ البدرِ بدت في النهارْ
يا طلعةَ البدرِ بدت في النهارْ / باقتدار اللحظ بعد انكسارْ
بجنة الوجنات أو بالعذارْ / تركت دمع العين كالنهر جارْ
وألقيت في قلبي من الحب نارْ /
إن كنت بدراً فاشتهر في الفلكْ / تحظى بك العين والا فلكْ
يقول بعض الناس هذا ملكْ / باللَه قل لي ذا ملك أم ملكْ
فقد حلا لي اليوم خلعُ العذارْ /
بحق ورد الخد يا جنة / بِواوِ صدغيك بدت وجنة
لو آدم حيا بها لافتتن / وبعد ما تاب اجتنى حبة
من خالك المسكي يا لاشتهارْ /
كأنها الياقوت في بهجة / أو أنها الجلنار في رقة
أو لا فغصن الورد في روضة / أو لا فحسن الخلد في جنة
من دونه الأوهام والافتكارْ /
بماء حسن بينها قد جرى / فأظهرت جناتها الكوثرا
ولين قدٍّ حكى الأسمرا / ولطف خدٍّ لم يزل أزهرا
وما حوى الثغر اللآلي الصغارْ /
كم طال من شوقي إلى لثمها / ولست أخشى في احتمال اِثمها
ووردة الوجنات في كمِّها / أَرجو زمانَ الفوز من شمها
فقد تمادت حسرةُ الانتظارْ /
فيا حسام اللحظ ما أرهفَكْ / ويا نعيمَ الخدِّ ما أترفَكْ
ويا مدام الثغر ما ألطفَكْ / ويا قويم القد ما أهيفَكْ
ويا فؤادي كيف هذا القرارْ /

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025