المجموع : 10
بَدَأَ الطَيفُ بِالجَميلِ وَزارا
بَدَأَ الطَيفُ بِالجَميلِ وَزارا / يا رَسولَ الرِضى وُقيتَ العِثارا
خُذ مِنَ الجَفنِ وَالفُؤادِ سَبيلاً / وَتَيَمَّم مِنَ السُوَيداءِ دارا
أَنتَ إِن بِتَّ في الجُفونِ فَأَهلٌ / عادَةُ النورِ يُنزِلُ الأَبصارا
زارَ وَالحَربُ بَينَ جَفني وَنَومي / قَد أَعَدَّ الدُجى لَها أَوزارا
حَسَنٌ يا خَيالُ صُنعُكَ عِندي / أَجمَلُ الصُنعِ ما يُصيبُ اِفتِقارا
ما لِرَبِّ الجَمالِ جارَ عَلى القَل / بِ كَأَن لَم يَكُن لَهُ القَلبُ جارا
وَأَرى القَلبَ كُلَّما ساءَ يَجزي / هِ عَنِ الذَنبِ رِقَّةً وَاِعتِذارا
أَجَريحُ الغَرامِ يَطلُبُ عَطفاً / وَجَريحُ الأَنامِ يَطلُبُ ثارا
أَيُّها العاذِلونَ نِمتُم وَرامَ الس / سُهدُ مِن مُقلَتَيَّ أَمراً فَصارا
آفَةُ النُصحِ أَن يَكونَ لَجاجاً / وَأَذى النُصحِ أَن يَكونَ جِهارا
ساءَلتَني عَنِ النَهارِ جُفوني / رَحِمَ اللَهُ يا جُفوني النَهارا
قُلنَ نَبكيهِ قُلتُ هاتي دُموعاً / قُلنَ صَبراً فَقُلتُ هاتي اِصطِبارا
يا لَيالِيَّ لَم أَجِدكِ طِوالاً / بَعدَ لَيلي وَلَم أَجِدكِ قِصارا
إِنَّ مَن يَحمِلُ الخُطوبَ كِباراً / لا يُبالي بِحَملِهِنَّ صِغارا
لَم نُفِق مِنكَ يا زَمانُ فَنَشكو / مُدمِنُ الخَمرِ لا يُحِسُّ الخُمارا
فَاِصرِفِ الكَأسَ مُشفِقاً أَو فَواصِل / خَرجَ الرُشدُ عَن أَكُفِّ السُكارى
ساجِعُ الشَرقِ طارَ عَن أَوكارِهِ
ساجِعُ الشَرقِ طارَ عَن أَوكارِهِ / وَتَوَلّى فَنٌّ عَلى آثارِهِ
غالَهُ نافِذُ الجَناحَينِ ماضٍ / لا تَفِرُّ النُسورُ مِن أَظفارِهِ
يَطرُقُ الفَرخَ في الغُصونِ وَيَغشى / لُبَداً في الطَويلِ مِن أَعمارِهِ
كانَ مِزمارَهُ فَأصبَحَ داوُ / دُ كَئيباً يَبكي عَلى مِزمارِهِ
عَبدُهُ بَيدَ أَنَّ كُلَّ مُغَنٍّ / عَبدُهُ في اِفتِنانِهِ وَاِبتِكارِهِ
مَعبَدُ الدَولَتَينِ في مِصرَ وَإِسحا / قُ السَمِيَّينِ رَبِّ مِصرٍ وَجارِهِ
في بِساطِ الرَشيدِ يَوماً وَيَوماً / في حِمى جَعفَرٍ وَضافي سِتارِهِ
صَفوُ مُلكَيهِما بِهِ في اِزدِيادٍ / وَمِنَ الصَفوِ أَن يَلوذَ بِدارِهِ
يُخرِجُ المالِكينَ مِن حِشمَةِ المُل / كِ وَيُنسي الوَقورَ ذِكرَ وَقارِهِ
رُبَّ لَيلٍ أَغارَ فيهِ القَماري / وَأَثارَ الحِسانَ مِن أَقمارِهِ
بِصَباً يُذكِرُ الرِياضَ صَباهُ / وَحِجازٍ أَرَقُّ مِن أَسحارِهِ
وَغِناءٍ يُدارُ لَحناً فَلَحناً / كَحَديثِ النَديمِ أَو كَعُقارِهِ
وَأَنينٍ لَو أَنَّهُ مِن مَشوقٍ / عَرَفَ السامِعونَ مَوضِعَ نارِهِ
يَتَمَنّى أَخو الهَوى مِنهُ آهاً / حينَ يُلحى تَكونُ مِن أَعذارِهِ
زَفَراتٌ كَأَنَّها بَثُّ قَيسٍ / في مَعاني الهَوى وَفي أَخبارِهِ
لا يُجازيهِ في تَفَنُّنِهِ العو / دُ وَلا يَشتَكي إِذا لَم يُجارِهِ
يَسمَعُ اللَيلُ مِنهُ في الفَجرِ يا لَي / لُ فَيُصغي مُستَمهِلاً في فِرارِهِ
فُجِعَ الناسُ يَومَ ماتَ الحَمولي / بِدَواءِ الهُمومِ في عَطّارِهِ
بِأَبي الفَنِّ وَاِبنِهِ وَأَخيهِ / القَوِيِّ المَكينِ في أَسرارِهِ
وَالأَبِيِّ العَفيفِ في حالَتَيهِ / وَالجَوادِ الكَريمِ في إيثارِهِ
يَحبِسُ اللَحنَ عَن غِنىً مُدِلٍّ / وَيُذيِقُ الفَقيرَ مِن مُختارِهِ
يا مُغيثاً بِصَوتِهِ في الرَزايا / وَمُعيناً بِمالِهِ في المَكارِهِ
وَمُحِلَّ الفَقيرِ بَينَ ذَويهِ / وَمُعِزَّ اليَتيمِ بَينَ صِغارِهِ
وَعِمادَ الصَديقِ إِن مالَ دَهرٌ / وَشِفاءَ المَحزونِ مِن أَكدارِهِ
لَستَ بِالراحِلِ القَليلِ فَتُنسى / واحِدُ الفَنِّ أُمَّةٌ في دِيارِهِ
غايَةُ الدَهرِ إِن أَتى أَو تَوَلّى / ما لَقيتَ الغَداةَ مِن إِدبارِهِ
نَزَلَ الجَدُّ في الثَرى وَتَساوى / ما مَضى مِن قِيامِهِ وَعِثارِهِ
وَاِنَقضى الداءُ بِاليَقينِ مِنَ الحا / لَينِ فَالمَوتُ مُنتَهى إِقصارِهِ
لَهفَ قَومي عَلى مَخايِلِ عِزٍّ / زالَ عَنّا بِرَوضِهِ وَهَزارِهِ
وَعَلى ذاهِبٍ مِنَ العَيشِ وَلَّي / تَ فَوَلّى الأَخيرُ مِن أَوطارِهِ
وَزَمانٍ أَنتَ الرِضى مِن بَقايا / هُ وَأَنتَ العَزاءُ مِن آثارِهِ
كانَ لِلناسِ لَيلُهُ حينَ تَشدو / لَحَقَ اليَومَ لَيلُهُ بِنَهارِهِ
لَم يَمُت مَن لَهُ أَثَر
لَم يَمُت مَن لَهُ أَثَر / وَحَياةٌ مِنَ السِيَر
أُدعُهُ غائِباً وَإِن / بَعُدَت غايَةُ السَفَر
آيِبُ الفَضلِ كُلَّما / آبَتِ الشَمسُ وَالقَمَر
رُبَّ نورٍ مُتَمَّمٍ / قَد أَتانا مِنَ الحُفَر
إِنَّما المَيتُ مَن مَشى / مَيتَ الخَيرِ وَالخَبَر
مَن إِذا عاشَ لَم يُفِد / وَإِذا ماتَ لَم يَضِر
لَيسَ في الجاهِ وَالغِنى / مِنهُ ظِلٌّ وَلا ثَمَر
قُبِّحَ العِزُّ في القُصو / رِ إِذا ذَلَّتِ القَصَر
أَعوَزَ الحَقَّ رائِدٌ / وَإِلى مُصطَفى اِفتَقَر
وَتَمَنَّت حِياضُهُ / هَبَّةَ الصارِمِ الذَكَر
الَّذي يُنفِذُ المُدى / وَالَّذي يَركَبُ الخَطَر
أَيُّها القَومُ عَظِّموا / واضِعَ الأُسِّ وَالحَجَر
أُذكُروا الخُطبَةَ الَّتي / هِيَ مِن آيَةِ الكُبَر
لَم يَرَ الناسُ قَبلَها / مِنبَراً تَحتَ مُحتَضَر
لَستُ أَنسى لِواءَهُ / وَهوَ يَمشي إِلى الظَفَر
حَشَرَ الناسَ تَحتَهُ / زُمَراً إِثرَها زُمَر
وَتَرى الحَقَّ حَولَهُ / لا تَرى البيضَ وَالسُمر
وَكُلَّما راحَ أَو غَدا / نَفَخَ الروحَ في الصُوَر
يا أَخا النَفسِ في الصِبا / لَذَّةُ الروحِ في الصِغَر
وَخَليلاً ذَخَرتُهُ / لَم يُقَوَّمَ بِمُدَّخَر
حالَ بَيني وَبَينَهُ / في فُجاءاتِهِ القَدَر
كَيفَ أَجزي مَوَدَّةً / لَم يَشُب صَفوَها كَدَر
غَيرَ دَمعٍ أَقولُهُ / قَلَّ في الشَأنِ أَو كَثُر
وَفُؤادٍ مُعَلَّلٍ / بِالخَيالاتِ وَالذُكَر
لَم يَنَم عَنكَ ساعَةً / في الأَحاديثِ وَالسَمَر
قُم تَرَ القَومَ كُتلَةً / مِثلَ مَلمومَةِ الصَخَر
جَدَّدوا أُلفَةَ الهَوى / وَالإِخاءَ الَّذي شُطِر
لَيسَ لِلخُلفِ بَينَهُم / أَو لِأَسبابِهِ أَثَر
أَلَّفَتهُم رَوائِحٌ / غادِياتٌ مِنَ الغِيَر
وَصَحَوا مِن مُنَوِّمٍ / وَأَفاقوا مِنَ الحَذَر
أَقبَلوا نَحوَ حَقِّهِم / ما لَهُم غَيرَهُ وَطَر
جَعَلوهُ خَلِيَّةً / شَرَعوا دونَها الإِبَر
وَتَواصَوا بِخُطَّةٍ / وَتَداعَوا لِمُؤتَمَر
وَقُصارى أولي النُهى / يَتَلاقونَ في الفِكَر
آذَنونا بِمَوقِفٍ / مِن جَلالٍ وَمِن خَطَر
نَسمَعُ اللَيثَ عِندَهُ / دونَ آجامِهِ زَأَر
قُل لَهُم في نَدِيِّهِم / مِصرُ بِالبابِ تَنتَظِر
أَمِنَ البَحرِ صائِغٌ عَبقَرِيٌّ
أَمِنَ البَحرِ صائِغٌ عَبقَرِيٌّ / بِالرِمالِ النَواعِمِ البيضِ مُغرى
طافَ تَحتَ الضُحى عَلَيهُنَّ وَالجَو / هَرُ في سوقِهِ يُباعُ وَيُشرى
جِئنَهُ في مَعاصِمٍ وَنُحورٍ / فَكَسا مِعصَماً وَآخَرَ عَرّى
وَأَبى أَن يُقَلِّدَ الدُرَّ وَاليا / قوتَ نَحراً وَقَلَّدَ الماسَ نَحرا
وَتَرى خاتماً وَراءَ بَنانٍ / وَبَناناً مِنَ الخَواتِمِ صِفرا
وَسِواراً يَزينُ زَندَ كَعابٍ / وَسِواراً مِن زَندِ حَسناءَ فَرّا
وَتَرى الغيدَ لُؤلُؤاً ثَمَّ رَطباً / وَجُماناً حَوالِيَ الماءِ نَثرا
وَكَأَنَّ السَماءَ وَالماءَ شِقّا / صَدَفٍ حُمِّلا رَفيفاً وَدُرّا
وَكَأَنَّ السَماءَ وَالماءَ عُرسٌ / مُترَعُ المَهرَجانِ لَمحاً وَعِطرا
أَو رَبيعٌ مِن ريشَةِ الفَنِّ أَبهى / مِن رَبيعِ الرُبى وَأَفتَنُ زَهرا
أَو تَهاويلُ شاعِرٍ عَبقَرِيٍّ / طارَحَ البَحرَ وَالطَبيعَةَ شِعرا
يا سِوارَي فَيروزَجٍ وَلُجَينٍ / بِهِما حُلِّيَت مَعاصِمُ مِصرا
في شُعاعِ الضُحى يَعودانِ ماساً / وَعَلى لَمحَةِ الأَصائِلِ تِبرا
وَمَشَت فيهِما النُجومُ فَكانَت / في حَواشِيهِما يَواقيتَ زُهرا
لَكَ في الأَرضِ مَوكِبٌ لَيسَ يَألو الر / ريحَ وَالطَيرَ وَالشَياطينَ حَشرا
سِرتَ فيهِ عَلى كُنوزِ سُلَيما / نَ تَعُدُّ الخُطى اِختِيالاً وَكِبرا
وَتَرَنَّمتَ في الرِكابِ فَقُلنا / راهِبٌ طافَ في الأَناجيلِ يَقرا
هُوَ لَحنٌ مُضَيَّعٌ لا جَواباً / قَد عَرَفنا لَهُ وَلا مُستَقَرّا
لَكَ في طَيِّهِ حَديثُ غَرامٍ / ظَلَّ في خاطِرِ المُلَحِّنِ سِرّا
قَد بَعَثنا تَحِيَّةً وَثَناءً / لَكَ يا أَرفَعَ الزَواخِرِ ذِكرا
وَغَشيناكَ ساعَةً تَنبُشُ الما / ضِيَ نَبشاً وَتَقتُلُ الأَمسَ فِكرا
وَفَتَحنا القَديمَ فيكَ كِتاباً / وَقَرَأنا الكِتابَ سَطراً فَسَطرا
وَنَشَرنا مِن طَيِّهِنَّ اللَيالي / فَلَمَحنا مِنَ الحَضارَةِ فَجرا
وَرَأَينا مِصراً تُعَلِّمُ يونا / نَ وَيونانَ تَقبِسُ العِلمَ مِصرا
تِلكَ تَأتيكَ بِالبَيانِ نَبِيّاً / عَبقَرِيّاً وَتِلكَ بِالفَنِّ سِحرا
وَرَأَينا المَنارَ في مَطلَعِ النَج / مِ عَلى بَرقِهِ المُلَمَّحِ يُسرى
شاطِئٌ مِثلُ رُقعَةِ الخُلدِ حُسناً / وَأَديمِ الشَبابِ طيباً وَبِشرا
جَرَّ فَيروزَجاً عَلى فِضَّةِ الما / ءِ وَجَرَّ الأَصيلُ وَالصُبحُ تِبرا
كُلَّما جِئتَهُ تَهَلَّلَ بِشراً / مِن جَميعِ الجِهاتِ وَاِفتَرَّ ثَغرا
اِنثَنى مَوجَةً وَأَقبَلَ يُرخي / كِلَّةً تارَةً وَيَرفَعُ سِترا
شَبَّ وَاِنحَطَّ مِثلَ أَسرابِ طَيرٍ / ماضِياتٍ تَلُفُّ بِالسَهلِ وَعرا
رُبَّما جاءَ وَهدَةً فَتَرَدّى / في المَهاوي وَقامَ يَطفُرُ صَخرا
وَتَرى الرَملَ وَالقُصورَ كَأَيكٍ / رَكِبَ الوَكرُ في نَواحيهِ وَكرا
وَتَرى جَوسَقاً يُزَيِّنُ رَوضاً / وَتَرى رَبوَةً تُزَيِّنُ مِصرا
سَيِّدَ الماءِ كَم لَنا مِن صَلاحٍ / وَعَلِيٍّ وَراءَ مائِكَ ذِكرى
كَم مَلَأناكَ بِالسَفينِ مَواقي / رَ كَشُمِّ الجِبالِ جُنداً وَوَفرا
شاكِياتِ السِلاحِ يَخرُجنَ مِن مِص / رٍ بِمَلومَةٍ وَيَدخُلنَ مِصرا
شارِعاتِ الجَناحِ في ثَبَجِ الما / ءِ كَنَسرٍ يَشُدُّ في السُحبِ نَسرا
وَكَأَنَّ اللُجاجَ حينَ تَنَزّى / وَتَسُدُّ الفِجاجَ كَرّاً وَفَرّا
أَجمٌ بَعضُهُ لِبَعضٍ عَدُوٌّ / زَحَفَت غابَةٌ لِتَمزيقِ أُخرى
قَذَفَت هَهُنا زَئيراً وَناباً / وَرَمَت هَهُنا عُواءٌ وَظُفرا
أَنتَ تَغلي إِلى القِيامَةِ كَالقِد / رِ فَلا حَطَّ يَومُها لَكَ قِدرا
هو ذا مذهبي وهذا شعاري
هو ذا مذهبي وهذا شعاري / وهو للناس من زمان شعار
لم أحاسَب وكان في البيت قط / كيف أرضى وليس في البيت فار
بدأ الطيف بالجميل وزارا
بدأ الطيف بالجميل وزارا / يا رسول الرضى وقيت العثارا
خذ من الجفن والفؤاد سبيلا / وتَيَمَّم من السويداء دارا
أنت إن بت في الجفون فأهلا / عادة النور ينزل الأبصارا
زار والحرب بين جفنى ونومي / قد أعد الدجى لها أوزارا
حسن يا خيال صنعك عندي / أجمل الصنع ما يصيب افتقارا
ما لربِّ الجمال جار على القل / ب كأن لم يكن له القلب جارا
وأرى القلب كلما ساء يجزي / ه عن الذنب رقة وأعتذارا
أجريح الغرام يطلب عطفا / وجريح الأنام يطلب ثارا
أيها العاذلون نمتم ورام الس / هد من مقتليّ أمرا فصارا
آفة النصح أن يكون جدالا / واذى النصح أن يكون جهارا
سألتني عن النهار جفوني / رحم الله يا جفوني النهارا
قلن نبكيه قلت هاتي دموعا / قلن صبرا فقلت هاتى اصطبارا
يا لياليّ لم أجدك طوالا / بعد ليلى ولم أجدك قصارا
إن من يحمل الخطوب كبارا / لا يبالى بحملهن صغارا
لم نفق منك يا زمان فنشكو / مدمن الخمر ليس يشكو الخمارا
فأصرف الكأس مشفقا أو فواصل / خرج الرشد من أكف السكارى
شعراء الزمان مهلا رويدا / إن في مصر شاعرا لا يجارى
حاملا في الصبا لواء القوافي / مسترقا لملكة الأشعارا
قد بلغنا أبا محمد النج / م كما يبلغ السُراة المنارا
نرتجى منه للديار اعتزازا / وجدير بأن يُعز الديار
ودَّع الصبر أمة ودعت عبا / سها المرتجى عشية سارا
بعثت إثره القلوب تراعي / ه وترعى وتأخذ الأخبارا
فأعدها قريرة يا بن توفي / ق وهِّئ لقومك استبشارا
أنت في نضرة الثلاثين كسرى / قاتِلُ الدهر أو أجل وقارا
لتعيشنّ كالنجوم نراها / جاوزت وهي في الصبا الأعمارا
أفن إن شئت بالثواء الليالي / وإذا شئت أفنها أسفارا
وجُب البر واركب البحر واسلم / إن للبدر في السرى أوطارا
فإذا جئت ملكة تملك البر / رَ بيمنى وباليسار البحارا
والقَ ما شئت من حفاوة شمس / تُكبر الشمس عرشها إكبارا
كلما ألقت الشعاع بأرض / شاطرتها العباد والأمصارا
وأحقُّ الأقوام بالعز قوم / يقدِرون الأمور والأقدار
ورجال إذا سعوا للمعالي / ركبوا في سبيلها الأخطارا
لا يبالون بالحوادث ربحا / حملت في بطونها أم خَسارا
جمعوا المجد والمفاخر طرا / وجمعنا صغائرا وصغار
إنما يبلغ الذي بلغوه / من حذا الحذو واقتفى الآثارا
وسما للعلى سموّ أبى / يأنف الهون منزلا وقرارا
وإذا ما العزيز ساس بلادا / علّم المجد أهلها والفخارا
كوكب الآمان صبح التمنى / كلما همت الخطوب أنارا
نحن رضوان في جوارك يا ع / باس لا زلت للعناية جارا
رنة الكف فوق خدك اشهى
رنة الكف فوق خدك اشهى / عند قومي من رنة الأوتار
إن كفا كفّت أذاك عن النا / س لكف خليقة بالفخار
قد صفعناك صفعة
قد صفعناك صفعة / ليس يمحى لها أثر
هذه الكف مبتدا / ولدى غيرنا الخبر
يا مصلَّى أيمه
يا مصلَّى أيمه / من بنى آدم طَهُر
سبَّح الرمل والحصى / في نواحيه والحجر
وعلى ظهر جوّه / صلَّت الشمس والقمر
جمعا عزلة المدار / إلى عزلة المدر
سبّحا ثم سبّحا / بالعشايا وبالبكر
وخِضما من الرمال / أواذيُّه الصخر
ما له ساحل ولا / من فُجاءاته وزر
فيه من كل حاصب / جَلَّل الجو وانهمر
هب من كل جانب / كالَّدَبى اشتد وانتشر
رب أكفان مصحر / منه هيئن أو حفر
وفضاء كأنه / حلم رائع الصور
العشايا سواحر / في حواشيه والبكر
كل سار وسامر /
يا فضاء بسحره / دَلَّه الركب بالسحر
فتنتهم وجوهه / واستخفتهمو الصور
وشجاهم سكونه / بالعشايا وبالبُكر
لا تلمهم فانما / قائد الأنفس الفِطر
كل نفس لها هوى / كل نفس لها وطر
كم جمال ومنظر / فرَّقا لذة النظر
كل حسن ومنظر / فيهما للهوى نظر
لم تقل لي عن الفتى ما أيوه
لم تقل لي عن الفتى ما أيوه / كان فخر الرجال كان مديرا
كان والله يسكع الصبح واللي / ل إلى كل حانة سكيرا
قلتها ومن أين أدرى / ربما صار حاجبا أو خفيرا
لا تسلني ما أبوه يا أخي / أومن الأم وسل ما جدته
لا ولا ما شغله ما جاهه / في الدواوين ولا ما رتبته
فجمال في غد أو بعده / بوزيرين تُساوي ثروته