القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أحمد شَوقي الكل
المجموع : 10
بَدَأَ الطَيفُ بِالجَميلِ وَزارا
بَدَأَ الطَيفُ بِالجَميلِ وَزارا / يا رَسولَ الرِضى وُقيتَ العِثارا
خُذ مِنَ الجَفنِ وَالفُؤادِ سَبيلاً / وَتَيَمَّم مِنَ السُوَيداءِ دارا
أَنتَ إِن بِتَّ في الجُفونِ فَأَهلٌ / عادَةُ النورِ يُنزِلُ الأَبصارا
زارَ وَالحَربُ بَينَ جَفني وَنَومي / قَد أَعَدَّ الدُجى لَها أَوزارا
حَسَنٌ يا خَيالُ صُنعُكَ عِندي / أَجمَلُ الصُنعِ ما يُصيبُ اِفتِقارا
ما لِرَبِّ الجَمالِ جارَ عَلى القَل / بِ كَأَن لَم يَكُن لَهُ القَلبُ جارا
وَأَرى القَلبَ كُلَّما ساءَ يَجزي / هِ عَنِ الذَنبِ رِقَّةً وَاِعتِذارا
أَجَريحُ الغَرامِ يَطلُبُ عَطفاً / وَجَريحُ الأَنامِ يَطلُبُ ثارا
أَيُّها العاذِلونَ نِمتُم وَرامَ الس / سُهدُ مِن مُقلَتَيَّ أَمراً فَصارا
آفَةُ النُصحِ أَن يَكونَ لَجاجاً / وَأَذى النُصحِ أَن يَكونَ جِهارا
ساءَلتَني عَنِ النَهارِ جُفوني / رَحِمَ اللَهُ يا جُفوني النَهارا
قُلنَ نَبكيهِ قُلتُ هاتي دُموعاً / قُلنَ صَبراً فَقُلتُ هاتي اِصطِبارا
يا لَيالِيَّ لَم أَجِدكِ طِوالاً / بَعدَ لَيلي وَلَم أَجِدكِ قِصارا
إِنَّ مَن يَحمِلُ الخُطوبَ كِباراً / لا يُبالي بِحَملِهِنَّ صِغارا
لَم نُفِق مِنكَ يا زَمانُ فَنَشكو / مُدمِنُ الخَمرِ لا يُحِسُّ الخُمارا
فَاِصرِفِ الكَأسَ مُشفِقاً أَو فَواصِل / خَرجَ الرُشدُ عَن أَكُفِّ السُكارى
ساجِعُ الشَرقِ طارَ عَن أَوكارِهِ
ساجِعُ الشَرقِ طارَ عَن أَوكارِهِ / وَتَوَلّى فَنٌّ عَلى آثارِهِ
غالَهُ نافِذُ الجَناحَينِ ماضٍ / لا تَفِرُّ النُسورُ مِن أَظفارِهِ
يَطرُقُ الفَرخَ في الغُصونِ وَيَغشى / لُبَداً في الطَويلِ مِن أَعمارِهِ
كانَ مِزمارَهُ فَأصبَحَ داوُ / دُ كَئيباً يَبكي عَلى مِزمارِهِ
عَبدُهُ بَيدَ أَنَّ كُلَّ مُغَنٍّ / عَبدُهُ في اِفتِنانِهِ وَاِبتِكارِهِ
مَعبَدُ الدَولَتَينِ في مِصرَ وَإِسحا / قُ السَمِيَّينِ رَبِّ مِصرٍ وَجارِهِ
في بِساطِ الرَشيدِ يَوماً وَيَوماً / في حِمى جَعفَرٍ وَضافي سِتارِهِ
صَفوُ مُلكَيهِما بِهِ في اِزدِيادٍ / وَمِنَ الصَفوِ أَن يَلوذَ بِدارِهِ
يُخرِجُ المالِكينَ مِن حِشمَةِ المُل / كِ وَيُنسي الوَقورَ ذِكرَ وَقارِهِ
رُبَّ لَيلٍ أَغارَ فيهِ القَماري / وَأَثارَ الحِسانَ مِن أَقمارِهِ
بِصَباً يُذكِرُ الرِياضَ صَباهُ / وَحِجازٍ أَرَقُّ مِن أَسحارِهِ
وَغِناءٍ يُدارُ لَحناً فَلَحناً / كَحَديثِ النَديمِ أَو كَعُقارِهِ
وَأَنينٍ لَو أَنَّهُ مِن مَشوقٍ / عَرَفَ السامِعونَ مَوضِعَ نارِهِ
يَتَمَنّى أَخو الهَوى مِنهُ آهاً / حينَ يُلحى تَكونُ مِن أَعذارِهِ
زَفَراتٌ كَأَنَّها بَثُّ قَيسٍ / في مَعاني الهَوى وَفي أَخبارِهِ
لا يُجازيهِ في تَفَنُّنِهِ العو / دُ وَلا يَشتَكي إِذا لَم يُجارِهِ
يَسمَعُ اللَيلُ مِنهُ في الفَجرِ يا لَي / لُ فَيُصغي مُستَمهِلاً في فِرارِهِ
فُجِعَ الناسُ يَومَ ماتَ الحَمولي / بِدَواءِ الهُمومِ في عَطّارِهِ
بِأَبي الفَنِّ وَاِبنِهِ وَأَخيهِ / القَوِيِّ المَكينِ في أَسرارِهِ
وَالأَبِيِّ العَفيفِ في حالَتَيهِ / وَالجَوادِ الكَريمِ في إيثارِهِ
يَحبِسُ اللَحنَ عَن غِنىً مُدِلٍّ / وَيُذيِقُ الفَقيرَ مِن مُختارِهِ
يا مُغيثاً بِصَوتِهِ في الرَزايا / وَمُعيناً بِمالِهِ في المَكارِهِ
وَمُحِلَّ الفَقيرِ بَينَ ذَويهِ / وَمُعِزَّ اليَتيمِ بَينَ صِغارِهِ
وَعِمادَ الصَديقِ إِن مالَ دَهرٌ / وَشِفاءَ المَحزونِ مِن أَكدارِهِ
لَستَ بِالراحِلِ القَليلِ فَتُنسى / واحِدُ الفَنِّ أُمَّةٌ في دِيارِهِ
غايَةُ الدَهرِ إِن أَتى أَو تَوَلّى / ما لَقيتَ الغَداةَ مِن إِدبارِهِ
نَزَلَ الجَدُّ في الثَرى وَتَساوى / ما مَضى مِن قِيامِهِ وَعِثارِهِ
وَاِنَقضى الداءُ بِاليَقينِ مِنَ الحا / لَينِ فَالمَوتُ مُنتَهى إِقصارِهِ
لَهفَ قَومي عَلى مَخايِلِ عِزٍّ / زالَ عَنّا بِرَوضِهِ وَهَزارِهِ
وَعَلى ذاهِبٍ مِنَ العَيشِ وَلَّي / تَ فَوَلّى الأَخيرُ مِن أَوطارِهِ
وَزَمانٍ أَنتَ الرِضى مِن بَقايا / هُ وَأَنتَ العَزاءُ مِن آثارِهِ
كانَ لِلناسِ لَيلُهُ حينَ تَشدو / لَحَقَ اليَومَ لَيلُهُ بِنَهارِهِ
لَم يَمُت مَن لَهُ أَثَر
لَم يَمُت مَن لَهُ أَثَر / وَحَياةٌ مِنَ السِيَر
أُدعُهُ غائِباً وَإِن / بَعُدَت غايَةُ السَفَر
آيِبُ الفَضلِ كُلَّما / آبَتِ الشَمسُ وَالقَمَر
رُبَّ نورٍ مُتَمَّمٍ / قَد أَتانا مِنَ الحُفَر
إِنَّما المَيتُ مَن مَشى / مَيتَ الخَيرِ وَالخَبَر
مَن إِذا عاشَ لَم يُفِد / وَإِذا ماتَ لَم يَضِر
لَيسَ في الجاهِ وَالغِنى / مِنهُ ظِلٌّ وَلا ثَمَر
قُبِّحَ العِزُّ في القُصو / رِ إِذا ذَلَّتِ القَصَر
أَعوَزَ الحَقَّ رائِدٌ / وَإِلى مُصطَفى اِفتَقَر
وَتَمَنَّت حِياضُهُ / هَبَّةَ الصارِمِ الذَكَر
الَّذي يُنفِذُ المُدى / وَالَّذي يَركَبُ الخَطَر
أَيُّها القَومُ عَظِّموا / واضِعَ الأُسِّ وَالحَجَر
أُذكُروا الخُطبَةَ الَّتي / هِيَ مِن آيَةِ الكُبَر
لَم يَرَ الناسُ قَبلَها / مِنبَراً تَحتَ مُحتَضَر
لَستُ أَنسى لِواءَهُ / وَهوَ يَمشي إِلى الظَفَر
حَشَرَ الناسَ تَحتَهُ / زُمَراً إِثرَها زُمَر
وَتَرى الحَقَّ حَولَهُ / لا تَرى البيضَ وَالسُمر
وَكُلَّما راحَ أَو غَدا / نَفَخَ الروحَ في الصُوَر
يا أَخا النَفسِ في الصِبا / لَذَّةُ الروحِ في الصِغَر
وَخَليلاً ذَخَرتُهُ / لَم يُقَوَّمَ بِمُدَّخَر
حالَ بَيني وَبَينَهُ / في فُجاءاتِهِ القَدَر
كَيفَ أَجزي مَوَدَّةً / لَم يَشُب صَفوَها كَدَر
غَيرَ دَمعٍ أَقولُهُ / قَلَّ في الشَأنِ أَو كَثُر
وَفُؤادٍ مُعَلَّلٍ / بِالخَيالاتِ وَالذُكَر
لَم يَنَم عَنكَ ساعَةً / في الأَحاديثِ وَالسَمَر
قُم تَرَ القَومَ كُتلَةً / مِثلَ مَلمومَةِ الصَخَر
جَدَّدوا أُلفَةَ الهَوى / وَالإِخاءَ الَّذي شُطِر
لَيسَ لِلخُلفِ بَينَهُم / أَو لِأَسبابِهِ أَثَر
أَلَّفَتهُم رَوائِحٌ / غادِياتٌ مِنَ الغِيَر
وَصَحَوا مِن مُنَوِّمٍ / وَأَفاقوا مِنَ الحَذَر
أَقبَلوا نَحوَ حَقِّهِم / ما لَهُم غَيرَهُ وَطَر
جَعَلوهُ خَلِيَّةً / شَرَعوا دونَها الإِبَر
وَتَواصَوا بِخُطَّةٍ / وَتَداعَوا لِمُؤتَمَر
وَقُصارى أولي النُهى / يَتَلاقونَ في الفِكَر
آذَنونا بِمَوقِفٍ / مِن جَلالٍ وَمِن خَطَر
نَسمَعُ اللَيثَ عِندَهُ / دونَ آجامِهِ زَأَر
قُل لَهُم في نَدِيِّهِم / مِصرُ بِالبابِ تَنتَظِر
أَمِنَ البَحرِ صائِغٌ عَبقَرِيٌّ
أَمِنَ البَحرِ صائِغٌ عَبقَرِيٌّ / بِالرِمالِ النَواعِمِ البيضِ مُغرى
طافَ تَحتَ الضُحى عَلَيهُنَّ وَالجَو / هَرُ في سوقِهِ يُباعُ وَيُشرى
جِئنَهُ في مَعاصِمٍ وَنُحورٍ / فَكَسا مِعصَماً وَآخَرَ عَرّى
وَأَبى أَن يُقَلِّدَ الدُرَّ وَاليا / قوتَ نَحراً وَقَلَّدَ الماسَ نَحرا
وَتَرى خاتماً وَراءَ بَنانٍ / وَبَناناً مِنَ الخَواتِمِ صِفرا
وَسِواراً يَزينُ زَندَ كَعابٍ / وَسِواراً مِن زَندِ حَسناءَ فَرّا
وَتَرى الغيدَ لُؤلُؤاً ثَمَّ رَطباً / وَجُماناً حَوالِيَ الماءِ نَثرا
وَكَأَنَّ السَماءَ وَالماءَ شِقّا / صَدَفٍ حُمِّلا رَفيفاً وَدُرّا
وَكَأَنَّ السَماءَ وَالماءَ عُرسٌ / مُترَعُ المَهرَجانِ لَمحاً وَعِطرا
أَو رَبيعٌ مِن ريشَةِ الفَنِّ أَبهى / مِن رَبيعِ الرُبى وَأَفتَنُ زَهرا
أَو تَهاويلُ شاعِرٍ عَبقَرِيٍّ / طارَحَ البَحرَ وَالطَبيعَةَ شِعرا
يا سِوارَي فَيروزَجٍ وَلُجَينٍ / بِهِما حُلِّيَت مَعاصِمُ مِصرا
في شُعاعِ الضُحى يَعودانِ ماساً / وَعَلى لَمحَةِ الأَصائِلِ تِبرا
وَمَشَت فيهِما النُجومُ فَكانَت / في حَواشِيهِما يَواقيتَ زُهرا
لَكَ في الأَرضِ مَوكِبٌ لَيسَ يَألو الر / ريحَ وَالطَيرَ وَالشَياطينَ حَشرا
سِرتَ فيهِ عَلى كُنوزِ سُلَيما / نَ تَعُدُّ الخُطى اِختِيالاً وَكِبرا
وَتَرَنَّمتَ في الرِكابِ فَقُلنا / راهِبٌ طافَ في الأَناجيلِ يَقرا
هُوَ لَحنٌ مُضَيَّعٌ لا جَواباً / قَد عَرَفنا لَهُ وَلا مُستَقَرّا
لَكَ في طَيِّهِ حَديثُ غَرامٍ / ظَلَّ في خاطِرِ المُلَحِّنِ سِرّا
قَد بَعَثنا تَحِيَّةً وَثَناءً / لَكَ يا أَرفَعَ الزَواخِرِ ذِكرا
وَغَشيناكَ ساعَةً تَنبُشُ الما / ضِيَ نَبشاً وَتَقتُلُ الأَمسَ فِكرا
وَفَتَحنا القَديمَ فيكَ كِتاباً / وَقَرَأنا الكِتابَ سَطراً فَسَطرا
وَنَشَرنا مِن طَيِّهِنَّ اللَيالي / فَلَمَحنا مِنَ الحَضارَةِ فَجرا
وَرَأَينا مِصراً تُعَلِّمُ يونا / نَ وَيونانَ تَقبِسُ العِلمَ مِصرا
تِلكَ تَأتيكَ بِالبَيانِ نَبِيّاً / عَبقَرِيّاً وَتِلكَ بِالفَنِّ سِحرا
وَرَأَينا المَنارَ في مَطلَعِ النَج / مِ عَلى بَرقِهِ المُلَمَّحِ يُسرى
شاطِئٌ مِثلُ رُقعَةِ الخُلدِ حُسناً / وَأَديمِ الشَبابِ طيباً وَبِشرا
جَرَّ فَيروزَجاً عَلى فِضَّةِ الما / ءِ وَجَرَّ الأَصيلُ وَالصُبحُ تِبرا
كُلَّما جِئتَهُ تَهَلَّلَ بِشراً / مِن جَميعِ الجِهاتِ وَاِفتَرَّ ثَغرا
اِنثَنى مَوجَةً وَأَقبَلَ يُرخي / كِلَّةً تارَةً وَيَرفَعُ سِترا
شَبَّ وَاِنحَطَّ مِثلَ أَسرابِ طَيرٍ / ماضِياتٍ تَلُفُّ بِالسَهلِ وَعرا
رُبَّما جاءَ وَهدَةً فَتَرَدّى / في المَهاوي وَقامَ يَطفُرُ صَخرا
وَتَرى الرَملَ وَالقُصورَ كَأَيكٍ / رَكِبَ الوَكرُ في نَواحيهِ وَكرا
وَتَرى جَوسَقاً يُزَيِّنُ رَوضاً / وَتَرى رَبوَةً تُزَيِّنُ مِصرا
سَيِّدَ الماءِ كَم لَنا مِن صَلاحٍ / وَعَلِيٍّ وَراءَ مائِكَ ذِكرى
كَم مَلَأناكَ بِالسَفينِ مَواقي / رَ كَشُمِّ الجِبالِ جُنداً وَوَفرا
شاكِياتِ السِلاحِ يَخرُجنَ مِن مِص / رٍ بِمَلومَةٍ وَيَدخُلنَ مِصرا
شارِعاتِ الجَناحِ في ثَبَجِ الما / ءِ كَنَسرٍ يَشُدُّ في السُحبِ نَسرا
وَكَأَنَّ اللُجاجَ حينَ تَنَزّى / وَتَسُدُّ الفِجاجَ كَرّاً وَفَرّا
أَجمٌ بَعضُهُ لِبَعضٍ عَدُوٌّ / زَحَفَت غابَةٌ لِتَمزيقِ أُخرى
قَذَفَت هَهُنا زَئيراً وَناباً / وَرَمَت هَهُنا عُواءٌ وَظُفرا
أَنتَ تَغلي إِلى القِيامَةِ كَالقِد / رِ فَلا حَطَّ يَومُها لَكَ قِدرا
هو ذا مذهبي وهذا شعاري
هو ذا مذهبي وهذا شعاري / وهو للناس من زمان شعار
لم أحاسَب وكان في البيت قط / كيف أرضى وليس في البيت فار
بدأ الطيف بالجميل وزارا
بدأ الطيف بالجميل وزارا / يا رسول الرضى وقيت العثارا
خذ من الجفن والفؤاد سبيلا / وتَيَمَّم من السويداء دارا
أنت إن بت في الجفون فأهلا / عادة النور ينزل الأبصارا
زار والحرب بين جفنى ونومي / قد أعد الدجى لها أوزارا
حسن يا خيال صنعك عندي / أجمل الصنع ما يصيب افتقارا
ما لربِّ الجمال جار على القل / ب كأن لم يكن له القلب جارا
وأرى القلب كلما ساء يجزي / ه عن الذنب رقة وأعتذارا
أجريح الغرام يطلب عطفا / وجريح الأنام يطلب ثارا
أيها العاذلون نمتم ورام الس / هد من مقتليّ أمرا فصارا
آفة النصح أن يكون جدالا / واذى النصح أن يكون جهارا
سألتني عن النهار جفوني / رحم الله يا جفوني النهارا
قلن نبكيه قلت هاتي دموعا / قلن صبرا فقلت هاتى اصطبارا
يا لياليّ لم أجدك طوالا / بعد ليلى ولم أجدك قصارا
إن من يحمل الخطوب كبارا / لا يبالى بحملهن صغارا
لم نفق منك يا زمان فنشكو / مدمن الخمر ليس يشكو الخمارا
فأصرف الكأس مشفقا أو فواصل / خرج الرشد من أكف السكارى
شعراء الزمان مهلا رويدا / إن في مصر شاعرا لا يجارى
حاملا في الصبا لواء القوافي / مسترقا لملكة الأشعارا
قد بلغنا أبا محمد النج / م كما يبلغ السُراة المنارا
نرتجى منه للديار اعتزازا / وجدير بأن يُعز الديار
ودَّع الصبر أمة ودعت عبا / سها المرتجى عشية سارا
بعثت إثره القلوب تراعي / ه وترعى وتأخذ الأخبارا
فأعدها قريرة يا بن توفي / ق وهِّئ لقومك استبشارا
أنت في نضرة الثلاثين كسرى / قاتِلُ الدهر أو أجل وقارا
لتعيشنّ كالنجوم نراها / جاوزت وهي في الصبا الأعمارا
أفن إن شئت بالثواء الليالي / وإذا شئت أفنها أسفارا
وجُب البر واركب البحر واسلم / إن للبدر في السرى أوطارا
فإذا جئت ملكة تملك البر / رَ بيمنى وباليسار البحارا
والقَ ما شئت من حفاوة شمس / تُكبر الشمس عرشها إكبارا
كلما ألقت الشعاع بأرض / شاطرتها العباد والأمصارا
وأحقُّ الأقوام بالعز قوم / يقدِرون الأمور والأقدار
ورجال إذا سعوا للمعالي / ركبوا في سبيلها الأخطارا
لا يبالون بالحوادث ربحا / حملت في بطونها أم خَسارا
جمعوا المجد والمفاخر طرا / وجمعنا صغائرا وصغار
إنما يبلغ الذي بلغوه / من حذا الحذو واقتفى الآثارا
وسما للعلى سموّ أبى / يأنف الهون منزلا وقرارا
وإذا ما العزيز ساس بلادا / علّم المجد أهلها والفخارا
كوكب الآمان صبح التمنى / كلما همت الخطوب أنارا
نحن رضوان في جوارك يا ع / باس لا زلت للعناية جارا
رنة الكف فوق خدك اشهى
رنة الكف فوق خدك اشهى / عند قومي من رنة الأوتار
إن كفا كفّت أذاك عن النا / س لكف خليقة بالفخار
قد صفعناك صفعة
قد صفعناك صفعة / ليس يمحى لها أثر
هذه الكف مبتدا / ولدى غيرنا الخبر
يا مصلَّى أيمه
يا مصلَّى أيمه / من بنى آدم طَهُر
سبَّح الرمل والحصى / في نواحيه والحجر
وعلى ظهر جوّه / صلَّت الشمس والقمر
جمعا عزلة المدار / إلى عزلة المدر
سبّحا ثم سبّحا / بالعشايا وبالبكر
وخِضما من الرمال / أواذيُّه الصخر
ما له ساحل ولا / من فُجاءاته وزر
فيه من كل حاصب / جَلَّل الجو وانهمر
هب من كل جانب / كالَّدَبى اشتد وانتشر
رب أكفان مصحر / منه هيئن أو حفر
وفضاء كأنه / حلم رائع الصور
العشايا سواحر / في حواشيه والبكر
كل سار وسامر /
يا فضاء بسحره / دَلَّه الركب بالسحر
فتنتهم وجوهه / واستخفتهمو الصور
وشجاهم سكونه / بالعشايا وبالبُكر
لا تلمهم فانما / قائد الأنفس الفِطر
كل نفس لها هوى / كل نفس لها وطر
كم جمال ومنظر / فرَّقا لذة النظر
كل حسن ومنظر / فيهما للهوى نظر
لم تقل لي عن الفتى ما أيوه
لم تقل لي عن الفتى ما أيوه / كان فخر الرجال كان مديرا
كان والله يسكع الصبح واللي / ل إلى كل حانة سكيرا
قلتها ومن أين أدرى / ربما صار حاجبا أو خفيرا
لا تسلني ما أبوه يا أخي / أومن الأم وسل ما جدته
لا ولا ما شغله ما جاهه / في الدواوين ولا ما رتبته
فجمال في غد أو بعده / بوزيرين تُساوي ثروته

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025