المجموع : 4
قَدْ بَذلْنا النُّفُوسَ يَا أُخْتَ سَعْدِ
قَدْ بَذلْنا النُّفُوسَ يَا أُخْتَ سَعْدِ / فَاقْبَلِيهَا نَقْداً وَجُودِي بِوَعْدَ
وَنَثَرْنَا دُمُوعَنَا فَانْظِمِيهَا / فَهْيَ أَبْهَى مِنْ كُلِّ لوْلُؤِ عِقْدِ
يَا ابنَْةَ القَوْمِ يَكُنْ لَكِ بُرْدٌ / مِنْ بَدِيعِ الجَمَالِ فَالسُّقْمُ بُرَدِي
كَيْفَ أَبْغِي وَرْداً بَرَوْضٍ وَوِرْداً / مِنْ مُدَامٍ وَمِنْكِ وَرْدِي وَوِرْدِي
جَنَّةٌ حُسْنُهُا كَحُسْنِ وِصَالٍ / فِيهِ مِنْ خَالِهَا بَقِيَّةُ صَدِّ
قَدْ تَعَدَّتْ عَلى النُّفُوسِ وَلَكِنْ / لاَ يُسَمِّيِهِ عَاشِقُوهَا تَعَدِّي
مَا رَأَيْنَا مَنْ صَيَّرِ الجَفْنَ سَيْفاً / يَخْجِلُ الهِنْدَ غَيْرَ أَجْفَانِ هِندِ
قَالَ لَِي خَدُّهَا الصَّقِيلُ وَقَدْ صَارَ / مِرْآةً مَاذَا تَرَى قُلْتُ خَدِّي
لاَ تَخَفْ مِنْ ظُبَاءِ تَرِقُّ حُدُودا
لاَ تَخَفْ مِنْ ظُبَاءِ تَرِقُّ حُدُودا / بَلْ ظِبَاءٍ في الحَيِّ رَقَّتْ خُدوُدا
فَسِنانُ القَنَاة أَضْعَفُ فِعْلاً / مِنْ جُفُونٍ وَسْنَى عَلَوْنَ قُدوُدا
وَبِروُحِي الظِّبْى الذَّي قَدْ حَكَى النَّومَ / نَفَاراً عنْ نَاظِرِي وَصُدوُدا
لَوْ يَرَى غَيرَ سُقمِ عَيْنَيهِ جَفْني / مَا هَوِيتُ الضَّنَا وَرُمْتُ المَزيَدا
عَاقَبَ القلْبَ إِذْ رَأَىَ السُّكرَ مِنِّي / دُونَ حَدٍ لِكَيْ يُقِيمَ الحُدودا
فَهْوَ في ذا الخُفُوقِ يَحْكِي وشَاحيْهِ / وَفي ذَا اللَّهِيبِ يَحْكِي الخُدُودا
نِسْبَةٌ لَوْ يَنَالها حَاسِدِي مِنْهُ / لأَصْبَحْتُ لِلْحَسُودِ حَسُودا
وَلِعَمْرِي إنْ خَانَ صَبْرِي فَإِنِّي / أَغْبطُ النّاسِ إِذْ حَكَاهُ عُهُودا
يَا خَيَالَ الحَبِيبِ أَغْمَضْتُ عَمْداً / فَاسْتَعِدْ بِالإغْمَاضِ عِنْدى هُجُودا
يَتَجَافَى عَنِ المَضَاجِعِ جَنْبِي / وَتُقَضِّي لَكَ الجُفونُ سُجُودا
أَتُرَى يحْمِلُ النَّسِمُ بَقَايَا / جَسَدِي أَوْ أَزُوُر يَوْماً زَرُودا
مَا أَضَاء البَرْقُ اللَّمُوعُ بِنَجْدِ
مَا أَضَاء البَرْقُ اللَّمُوعُ بِنَجْدِ / إِنَّمَا ذَاكَ مِنْ تَبَسُّمِ هِنْدِ
وَإِذَا قَارَنَ الغَمَامَ بُرُوقٌ / فَهْيَ لَوْ تَعْلَمُونَ مِنْ نَارِ وَجْدِي
سَامَحَ الله مُقْلَةً فَتَكَتْ بِي / إِنَّ قَتْلي مَا كَانَ مِنْهَا بِقَصْدِ
مَا دَرَتْ إِذْ رَنَتْ بِجَفْنٍ سَقِيمٍ / فَاتِرٍ أَنْ ذَلِكَ السُّقْمَ يُعْدِي
لَيْتَهُ بَاعَنِي نُعَاساً تَشَكَّى / ثُقْلَهُ واشْتَرَى بِهِ بَعْضَ سُهْدِي
يَا رَشِيقَ القَوَامِ كَيْفَ بِرُشْدِي / وَتَثَنِّى عِطْفَيْكَ أَتْلَفَ رُشْدِي
هَاتِ كَأْسِي فِي حُبِّهِ يَا نَدِيمِي / فَهْيَ تُعْزَى مِنْهُ لِثُغْرٍ وَخَدِّ
وَاجْلِهَا في غُلاَلَةٍ مِنَ نَضَارٍ / دَرَزَتْهَا يَدُ المِزَاجِ بِعِقْدِ
يَا زَمَانَ الرِّضَا لَنَا هَلْ تَعُودُ
يَا زَمَانَ الرِّضَا لَنَا هَلْ تَعُودُ / وَلأَيَّامِ وَصْلِنَا هَلْ تُعِيدُ
وَعُهُودُ الحِمىَ كَمَا قَدْ عَهِدْنَا / حَبَذا لَوْ تَكُونُ تِلْكَ العُهُودُ
كَمْ نَعِيمٍ لَنَا بِنُعْمَى تَقَضَّى / بِوصَالٍ قَدْ غَابَ عَنْهُ الحَسُودُ
يَا أُهَيْلَ الحِمَى حَلَلْتُمْ بِقَلْبِي / جَنَّةً لِلغَرَامِ فِيهَا وَقُودُ