المجموع : 19
إن للكفر ظلمة في الوجود
إن للكفر ظلمة في الوجود / تستر الروح تحت طي الجلود
وهو عين السوى وللنور نار / هي في النشأتين ذات الوقود
فلهذا ترى الكثائف فيه / آذنت يوم بعدها بالخلود
كل علو له من الكفر سفل / ضم موجوده إلى المفقود
ويح قوم باعوا نهارات قرب / بليال من شدة البعد سود
ثم أعمالهم بدت كسراب / حسبوه المياه في الأخدود
ثم لما أتوه لم يجدوه / ودهتهم جهالة المطرود
ورمتهم سماؤهم بشهاب / فرأوا النار تحت ظل العمود
أمسك الحق باليدِ
أمسك الحق باليدِ / كل شيء محددِ
ولقد كان مطلقاً / فبدا كالمقيد
حين مفقودنا أتى / بوجود كموجد
والذي في ضلالة / صار فيه كمهتدي
ثم قرت عيونه / وارتوى قلبه الصدي
يا أبا الخير لا تكن / بالسوى في تردد
إنما كل منتهى / في الورى كل مبتدي
فإذا لاح كوكبٌ / منك فاشهده تهتدي
ومتى ما بدا أما / مك في ذاتك اقتد
واجتنب كل مشرك / في ثياب الموحد
إن ديني وملتي واعتقادي
إن ديني وملتي واعتقادي / حب سلمى وزينب وسعاد
فانتقص من ملامتي أو فزدني / يا عذولي فلست من أندادي
كيف أسطو مليحة هي مني / في مقام الأرواح للأجساد
إن كلي قد شف عنها جهاراً / فاعرفوها في أرجلي والأيادي
أبغضتها مني العدا بعيون / هي ما بين جفنهم والسواد
قذفتهم عنها بوهم حلولٍ / صوَّروه بهم ووهم اتحاد
وأشاعوه في اعتقاد رجال / ربهم عندهم لبالمرصاد
وإذا تاهت العقول فهل من / مرشد غير خالق الإرشاد
لي بنجد سقى الحيا أرض نجد / فرط عشق ما إن له من نفاد
وغرام وصبوة بجياد / يا رعى الله عهدنا بجياد
نزل الركب عن يمين المصلَّى / وأراهم قد خيموا بفؤادي
وأنا الذنب عند من هو كلي / ارتجى توبة من الإيجاد
ملت عني به إليه لأني / دائماً منه طوع كل مراد
ثم بي مال عنه لي وهو طوعي / فرأيت الأشفاع في الأفراد
وأتاني الخطاب من طور نفسي / عند ما دك من تجلي الجواد
وسرى سرُّ كل شي بسري / وبدا النور من يمين الوادي
خضت بحر الحياة والكل موتى / وشربت الوجود والكل صادي
وصعدت العلا وخلَّفتُ جسمي / في يدي أصدقائه والأعادي
منه قوم ذاقوا اللذيذ وقوم / مضغوا السم منه في الأكباد
عظمت منَّةُ الإله علينا / كل حينٍ من دون كل العباد
وإذا أنعم الكريم فماذا / أنتجته عداوة الحساد
إن أعيانَنا ثوابتُ في العل
إن أعيانَنا ثوابتُ في العل / م الإلهيِّ قبل هذا الوجود
عدم خالص بغير خلاف / عند أهل الحجا وأهل الشهود
فهي ليست مجعولة للزوم ال / جعل حلّ الموجود في الموجود
ولأن الجعل الإضافة للنو / ر وذي لا تكون للمفقود
نحن قوم ذنوبنا للأعادي
نحن قوم ذنوبنا للأعادي / أخذوها بغيبة وانتقاد
وأخذنا طاعاتهم بازدراء / وعتوٍّ في حقنا وعناد
كيف لا نرتقي عليهم ونعلو / ونرى كل ساعة في ازدياد
وهم العاملون خيراً لنا إن / عملوا لانتهاك حق العباد
وهم الغاسلون للذنب عنا / مثل بالوعة لنفي فساد
ولهم كل ساعة حرب شرك / واعتراض على عطاء الجواد
ولنا صبر ذي الكمال عليهم / ولنا بالدعا ثواب جهاد
خلهم يا أخا المودة فينا / يطعنوا إن الله بالمرصاد
كل وقت جمال وجهك بادي
كل وقت جمال وجهك بادي / يتجلى في مهجتي وفؤادي
ولقد دلني عليك محياً / لك قام الجمال فيه ينادي
وبجسمي أودى السقام وقلبي / زائل الصبر زائد الإيقاد
وعيوني مدى الدجى شاخصات / آه من فرط دمعها والسهاد
وشج بين صبوة وغرام / واشتياق وحرقة وارتعاد
واجتناب وقسوة وجفاء / وصدود ونفرة وبعاد
ورقيب ولائم وعذول / وبغيض وكاشح ومعادي
كيف يهنا بل كيف يبقى وهذا / حاله وهو مؤذن بالنفاد
يا هلالاً طلعت بالنفس مني / فتحققت كثرتي واتحادي
شهدت نورك القلوب فولت / ظلمة الكون من عيون العباد
نظري للسوى إليك ولكن / دق عن فكرتي لفقد رشادي
ثم لما أردت مني تدنو / كنت أنت الحشى وسر الفؤاد
وتلطفت بي فشاهدت مرءى / مقتضي ذاك أنت بالمرصاد
إن بين الوجود والموجودِ
إن بين الوجود والموجودِ / حرف ميم بها مدار الشهودِ
وهو حرف محمدي شريف / هو عين الآباء عين الجدود
وهو إمكانُ كل شيء تبدى / وهو نفس الرسوم نفس القيود
وله دورة كلمعة برق / هي من عين وقفة وجمود
وهو أمر الإله في كل خلق / بالتقادير في الشقا والسعود
ألف باستقامة وهي ميم / حيث دارت في خدمة المعبود
والوجود الوجود ما زال عما / كان فيه بخطها الممدود
وهي عقل يرى الإضافة حتماً / لوجود المهيمن المقصود
فاعذروه لأنه عبد رب / هائم في ركوعه والسجود
وهو باقي الحروف أيان ولّى / بانحراف لوجهه المشهود
خالق الكل واحدُ
خالق الكل واحدُ / وهو للكل قاصدُ
وتأمله فهو في / أنت والكل شاهد
فإذا قلت أنني / أنا والكل واحد
قلت حقا إذا انتفى / عنك ما أنت جاحد
حيث لا نفس تدعي / ما ترى أو تعاند
حيث لم يخف عنك ما / أنت فيه معاهد
من فناء محقق / في وجود يشاهد
حيث لا غيره ولا / شيء يلقاه واجد
فاعتبر ما أقوله / دون ما قال حاسد
وتحقق به وكن / عين كن يا مساعد
تلق كن عينه بلا / أحرف هم زوائد
إنما الحرف عندنا / طرف عنه حائد
وهو حد لمطلق / عنه فيه الفوائد
عرِّجا بي على النقا فجيادِ
عرِّجا بي على النقا فجيادِ / وامشيا بي كمشية المتهادي
يا خليليَّ وانشدا قلب صبٍّ / ضاع منه خلال تلك البوادي
لي بسلع فرامةٍ فالمصلَّى / جيرة بل بناظري وفؤادي
هم بقلبي حلّوا مكان السويدا / ومن العين في مكان السواد
ظهرت نشأتي بهم وهي منهم / في شخوص الأرواح والأجساد
أنا إلا كلامهم بحروف / عاليات ظلالها في الوهاد
كلموا نفسهم بنا فتكلم / نا بهم في الثلاث والآحاد
وهم الظاهرون هم لا سواهم / وسواهم تصويرهم للمراد
واسمهم ما به الجميع تسمّى / عندهم في النزول للأعداد
حيث كانوا على المراتب منا / في ظهور وخفية بازدياد
قل لهم يا أنا يجودوا علينا / باللقا إننا لبالمرصاد
سعدت مقلة بهم قد رأتهم / فرأت ما رأت على المعتاد
يا عريب الحمى قفوا لضعيف / جره ركبكم بنغمة حادي
كلما أظلمت عليه الدياجي / لمع البرق فاهتدى للهادي
والهوى سائق له ودليل / في الفيافي على لقاء سعاد
أنا كالحرف قائم بالمدادِ
أنا كالحرف قائم بالمدادِ / بالوجود الحق الكريم الجوادِ
يا مداد الجميع نحن حروف / بك نبدو وأنت بالمرصاد
ولهذا كلّاً نمد لنا قل / ت فأنت الممد بالإيجاد
ما تغيرت أنت حيث ظهرنا / عنك كم في مثنى وفي آحاد
عدم نحن كلنا ووجود / أنت حق باق بغير نفاد
مطلق أنت مثل ما كنت قدماً / خارج عن مراتب الأعداد
وقيود جميعنا نحن لكن / قد نسبنا إليك بالإسناد
حيث أنت الذي تقدر منا / كل ما شئت من رباً ووهاد
فظهورٌ لنا ظهورك حقاً / وبطونٌ لنا بطونك بادي
جهلت أمة تقول وجدنا / إذ لها أنت لم تكن لك هادي
يا وجود الجميع قوليَ مبني / يٌ على القول بالوجود المفاد
وهو قول توهمته عقولٌ / عقلت أمرها خلاف المراد
ليت شعري من يستفيد وجوداً / والذي يستفيد لا شيء عادي
وإذا قلت ربنا يوجد المع / دوم قلنا ذا القول محض عناد
نحن أيضا نقول مثلك هذا / قول حق بغير ما تراداد
لا على الوصف بالوجود لمعدو / مٍ ولا قبله وجوداً إرادي
حيث قلب الحقائق الكلُّ قالوا / مستحيل عند العقول الجياد
إنما قولنا بذلك قول ال / لَهِ في محكم الكتاب الجواد
فتأمل الله نور السموا / ت وجوداً بياضه في السواد
وإذا كان في السواد بياض / لاح غير البياض في المعتاد
لقبول البياض في كل لون / ضد أمر السواد بالإنفراد
فتنحوا يا غافلون فغير ال / له لا يرشدنَّكم للرشاد
كل لون على البياض يغطي / بانتقاص من السوى وازدياد
وبياض السواد يعجز عنه / كل شخص سوى إله العباد
وهو شيب في لمة الشعر يبدو / عبرةً فافهموا كلام المنادي
إنني قادر بقدرة ربي / لا سواها محقق الإمداد
وبياضي على السواد تبدى / فمحاه بشدة الإمتداد
فأنا النور عنده وظلام / عندكم يا جماعة الحساد
والذي عنده يراني نوراً / والذي عندكم يرى فيعادي
وعليه الظلام يغلب حتى / يقدح النار قلبه بالزناد
إنما النار جهد فاقد نور / فاستعدوا بواحد للمعاد
أنا كلي منك إنعامٌ وجودْ
أنا كلي منك إنعامٌ وجودْ / صور تبدو وتخفى ووجودْ
هذه جملة أمر واحد / لا سواه عند غيب وشهود
تارة يبدو ويخفى تارة / وهو إطلاق لدينا وقيود
أيها الساري إليه وبه / يقطع البيدا على ظهرِ قَعود
فرِّغِ القلبَ له من غيره / واجتليه بركوع وسجود
وتأمله به واسكن به / في حمى عزته بين الوفود
عطفت سلمى على حلَّتها / وهي منها سدلت فوق النهود
ليتها ترفع عنا طرفاً / لنرى الخال الذي فوق الخدود
وهو خالٌ أسودٌ وهو أنا / في سنا طلعتها يشجي الأسود
كم به أَصْمَتْ وكم أردت فتىً / بوجوهٍ عنده بيض وسود
وهو وجه واحد صبغته / حكمها النافذ من غير نفود
لا تدع يا شوق مني أثراً / للتي سرت بها سير الجدود
شكرها شكري وحمدي حمدها / وبها منها قيامي والقعود
ثمد الماء سقتنا وروت / وهدتنا لم تَقُلْ أمّا ثمود
وبأرض الحِجْر لم تحجر على / أمرها فينا فكنا قوم هود
دأبنا حفظ المواثيق التي / هي منا أخذتها والعهود
وهي فينا عن حدود خرجت / نحن فيها ما خرجنا عن حدود
قيدتنا بهدى أحكامها / وهي عنا انطلقت ليست تعود
ما لنا عنها غناء أبداً / هل يقوم الظل من غير عمود
نقطة الكون تحت باء الوجودِ
نقطة الكون تحت باء الوجودِ / حرفُ معنى انحرافِه المشهودِ
ألف الإنحراف فيها ولكن / هي في الغيب حضرة المعبود
ولها مخرج من الجوف فينا / غائب ليس مدركاً بشهود
لا تقل وحدة الوجود إذا لم / تفنَ عن كل كائن موجود
ثم تفنى ذوقاً بتحقيق حقٍّ / عنك حتى عن الفنا المقصود
ويصير الوجود عنك خفياً / لست تدري منه سوى فرط جود
ثم تبقى به له لمع برق / ظاهر عن بطونه المعهود
كظلال عن أمره أو خيال / خيَّلَتْهُ أسماءُ ربٍّ ودود
وإذا لم تكن كذلك فاحذر / من تلابيس عقلك المعقود
واجتنب وحدة الوجود ودعها / لرجال قاموا بحفظ العهود
ركع في غيوبهم بالفنا عن / كل شيء سوى الوجود سجود
ما لهم عندهم ولا لسواهم / مِن وجودٍ ظلٌّ بدا لعمود
من لعبدٍ بجسمه السقم بادي
من لعبدٍ بجسمه السقم بادي / بين أيدي حواسد وأعادي
وعيون قد أحدقت بازورارٍ / وخزتني مثل السيوف الحداد
وقلوب كأنما البغض فيها / جمر نار تبدو من الأجساد
صاعدات أنفاسها كدخان / منه يعلو الوجوه صبغ السواد
كل هذا لأنهم ينظروني / في ارتقاء إلى العلا وازدياد
وصفاء وصحة وسرور / وكمال يرونه ورشاد
ويرون الإله يحفظني في / كل حال يكون بين العباد
إن ربي حسبي عليهم جميعاً / وهو نعم الوكيل وهو اعتمادي
سق مطاياك بالحدا يا حادي
سق مطاياك بالحدا يا حادي / فهو سوق القلوب والأكبادِ
وبقرع العصا تساق جسوم / موضع الكره واختلاف الأيادي
هي نوق يقودها الشوق حثّاً / لحبيب لها على البعد بادي
واحذر السوق بالعصا فهو ما لا / نفعَ فيه يضر بالأجساد
صورٌ تظهر الغيوب علينا / فهي فينا دلائل الإرشاد
ظلمات وراءها نور وجه / كهلال أضاء والليل هادي
هذه هذه المليحة فاخلع / عنك ثوب الضلال والإفساد
واترك الغير لا تقل ثَمَّ غيرٌ / إنما الغير عين ذاك المراد
لابس حلة السواد التباساً / لك فاكشف عن ثوبك المستفاد
وتجرد له به أنت درٌّ / ضمن أصداف صورة في المعاد
أنا عبد الغني لمعة برق / بعدها لمعة على المعتاد
هكذا دائما لأني روح / نفخ أمر من الإله الجواد
إنما الدين كله تقليدُ
إنما الدين كله تقليدُ / وهو أمر تقلدته العبيدُ
وهو معنى التكليف محض اعتقاد / حاد عنه الشقي وفاز السعيد
ثم إيمان من يقلد حقٌّ / منه تبدو الأعمال والتوحيد
قاده الشرع كالبهيمة ينقا / د بإيمانه فيدنو البعيد
واتباعٌ دين الهدى لا ابتداعٌ / بعقول أفكارهنَّ صديد
طاعة الله والرسول وأهل ال / أمر منكم إشارة لا تبيد
هكذا قال ربنا فاستقموا / يا أولي العلم ما هنا ترديد
ديننا اليسر كله وهو سهل / ليس فيه التحريج والتشديد
فاتقوا الله مخلصين له الدي / ن يعلمكم الهدى ويفيد
وتصيرون عارفين به لا / بعقول جميعها تنكيد
واتركوا العقل للذين به ضل / لوا وعما قد حاولوه يحيد
وخذوا الفتح إنما هو بالنو / ر من الله يقتفيه المريد
كلما آمن المكلف بالغي / ب ترقى وجاءه الإقليد
ثم علم الكلام ردَّ على من / حاولوا أن يكون دين جديد
فاستفزت أئمة الحق للحق / ق وقاموا مرادهم تأييد
وأبانوا دلائلاً بعقول / قصدهم رد ما يقول العنيد
لا اعتقاد له ولكن كلام / كسلاح يسطو به الصنديد
دونوه لما رأوا الدين شتى / كل حزب للإفتراق يريد
وذووا الإعتزال قاموا جهاراً / فيهم الخلف مبدئٌ ومعيد
وهدى الله ظاهرٌ ليس يخفى / عند من آمنوا به يا رشيد
آمنوا تأمنوا وللغيب عنكم / أسلموا تسلموا يكون المزيد
إنما الدين سنة تبعتها / عصبة التابعين قول سديد
نقلوها عمن مضى من صحاب / تبعوا المصطفى أب ووليد
سلف صالحون صلوا وصاموا / باتباع جميعه تقليد
وعلى ملة المفضل طه / عيشهم كان ههنا وأبيدوا
قط ما استشكلوا ولا سألوا عن / معضل فيه للهدى تعقيد
لا يميلون للعقول ولا ما / أنتجته العقول فيما تجيد
ولهم قال ربنا الحق فاعلم / أنه لا إله إلا الفريد
لم يقل فاستدل أو فتعلق / بدليل لأنه تحديد
إن علم الكلام يزجر عنه / كل من رامه به يستفيد
هو للرد لا لأجل اعتقاد / وعلى من يرد إذ لا رديد
إن هذا لهو الصواب وأما / غير هذا فإنه تبديد
صدق الله من له الله يهدي / فهو المهتدي وجل المجيد
بسط الله لي بساط الوجودِ
بسط الله لي بساط الوجودِ / وعليه قعدت وقت الشهودِ
والسوى قاعد على الأرض جهلاً / منه بي منكراً عليَّ وجودي
هذه حالة عن العقل جلت / لم ينلها غير الطليق الشرود
إنني مثلكم ونحن وأنتم / خلقُ مولىً كثيرِ فضلٍ وجود
غير أني خرجت عنكم إليه / فوجدت الهدى إلى المعبود
وارتبطتم أنتم بما قد عرفتم / من سواكم بحبله الممدود
يا أخلاي ما أردتم أردنا / وإلى وردكم جميعا ورودي
غير أني علمته وجهلتم / فاصلحوا حالكم تروا مقصودي
واتركوا أنفساً لكم حجبتكم / عن سواه وعنه بالمحدود
رمتموه مقيداً وشهدتم / أنه جلَّ عن جميع القيود
كل قيد فإنه عرض لا / هو باق بل كالبروق الرعود
صدق الله ما لمن ضل هادٍ / غيره فاسلموا لرب ودود
هل تظنون بالركوع إليه / تترقون أو بذل السجود
هو حق ما قد ظننتم ولكن / إن يكن ذاك لا بكم يا جنودي
تابعوني فيما أقول فإني / حبلكم منه موصل للوفود
انظر الكون خارجاً من وجودِهْ
انظر الكون خارجاً من وجودِهْ / من وجودٍ منزه عن قيودِهْ
عدم من وجوده هو باد / أنت منه ممتع بشهوده
حضرة العلم بالكلام أبانت / عن تفاصيل حادث وحدوده
فهو حق في علمه كل شيء / ظاهر بالكلام عن مقصوده
لا تقل غير ما أقول وإلا / أنت عبد الخيال يا ابن جدوده
لا تكن عابداً خيالك وهماً / واعبد الله في حقيق وجوده
هو حق وأنت والكون طراً / باطل زاهق بحكم نفوده
هذه وحدة الوجود فخذها / مثلنا عنه ذائقاً فيض جوده
ودع الملحدين بالجهل فيها / مع معاداة غيهم وصدوده
يحسبون الضلال في الله رشداً / ويظنون أنهم من وفوده
أنت لا تستطيع أنك تهدي / عبد رب قد ضل عن معبوده
إن من هام فيه وجداً فؤادي
إن من هام فيه وجداً فؤادي / لا أنا لا سواي حاشاه وحدَهْ
قبلَ كلٍّ وبعدَ كلٍّ ومعْ كل / لٍ ولا قبلَهُ ومعْهُ وبعدَهْ
دب سر الوجود بالمفقودِ
دب سر الوجود بالمفقودِ / فبدا للعيان كالموجود
دع حديث الحدوث واذكر قديم ال / ذكر عندي وهنّني بشهود
درجات رفيعها هو رفعي / وزوالي عن أمره المقصود
دم به يا أخا الهوى وتمسَّك / في لقاه بظله الممدود
دير سمعان نشأتي درت فيه / ابتغى كأس خمرة العنقود
دنفاً لم أزل بصاحب وجه / مطلق الحسن عن جميع القيود
دك طوري بنوره المتجلي / فتجاوزت في الهوى عن حدود
داء كوني من علتي ليس يبرا / والدواء الدواء فيض الجود
دعوة منه أظهرت كل شيء / فاقتضت فتح بابه المسدود
دولة العز للذي فيه يفنى / ثم يبقى به لحفظ العهود