القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : خَليل مطران الكل
المجموع : 28
بَسَمَ الثَّغْرُ فِي مُحَيَّا الْوَادِي
بَسَمَ الثَّغْرُ فِي مُحَيَّا الْوَادِي / لَكَ يَا ابْنَ الأَعِزَّةِ الأَجْوَادِ
وَتَجَلَّتْ ذُكَاءُ تُوقِدُ زِينَا / تٍ أَفانِينَ فِي الرِّيَاضِ النَّوَادِي
وَعَلَتْ نَغْمَةُ السُّرورِ وَرَقَّتْ / جَأَرَاتُ الْخِضَمِّ ذِي الإِزْبَادِ
حَبَّذَا مَوْقِفُ الْقِرَانِ وَبَيْتُ اللَّ / هِ يَزْهُو كَالْكَوْكَبِ الْوَقَّادِ
وَعَلَى إِكْلِيلِ العَرُوسَيْنِ قَدْ بَا / رَكَ فَادٍ إِكْلِيلُهُ مِنْ قَتَادِ
فَأَعَادَ النُّوَّارَ أَبْهَجَ نَبْتٍ / ضَاحِكِ النَّوْرِ فِي دُمُوعِ الَغَوادِي
وَالْمَصَابِيحَ فِي البَخُورِ كَأَطْيَا / رٍ عُكُوفٍ جَمَاعَةٍ وَبَدَادِ
أَوْ أَزَاهِيرَ فِي قَوَارِيرَ مِنْ / شِبْهِ الْجِنَانِ الْمُعَلَّقَاتِ بِوَادِي
وَالتَّهَالِيلُ وَالمَعَازِفُ تُشْجِي / بِضُرُوبِ الإِيقاعِ وَالإِنْشادِ
نَغَمَاتٌ تَزَوَّدَتْ كُلُّ نَفْسٍ / مِنْ صَدَاهَا لِلْعُمْرِ أَطْيَبَ زَادِ
حَبَّذَا فِي الصُّرُوحِ صَرْحٌ مَشِيدٌ / لِعَمِيمِ القِرَى كَثِيرِ الرَّمَادِ
حَسَنَاتُ الْفُنُونِ جُمِّعْنَ فِيهِ / مِنْ تُؤامٍ مُحَبَّبٍ وَفُرَادِ
مُبْدَعَاتٌ تَوَافَرَ الذَّوْقُ فِيهَا / بَلْ تَنَاهَى فِي كُلِّ شَيْءٍ مُجَادِ
ظَبَيَات فِي نُمْرَقٍ رَائِعَاتٌ / وَرِيَاضٌ نُضْرٌ مِنْ السَّجَّادِ
وَتَمَاثِيلُ مَنْ رَآهَا رَأَى أَخ / فَى دَبِيبِ الأَرْوَاحِ فِي الاجْسَادِ
أَتْقَنَتَهَا أَيْدِي الصِّنَاعَاتِ حَتى / لَيْسَ فِيهَا الإِتْقَانُ بِالمُسْتَزَادِ
وَأَتَتْ عَبْقَرِيَّةُ النَّقْشِ وَالرَّقْ / شِ ضُرُوباً مِنْ فِطْنَةٍ وَاجْتِهَادِ
وَرَأَى الحُسْنُ رَأْيَهُ فِي خُطُوطِ الرَّ / سْمِ بَيْنَ الْقَوِيمِ وَالْمُنَآدِ
مَسْكِنٌ لَوْ بَنَوهُ تِبْراً لَمَا أَعْ / لَوهُ قَدْراً فِي أَعْيُنِ النُّقَّادِ
كَبُيُوتِ المُلُوكِ لَكِنْ لَهُ أَلْ / فُ مُوَالٍ وَمَا لَهُ مِنْ مُعَادِ
حَبَّذَا فِي رِحَابِهِ وَذَرَاهُ / زِينَةُ الْعِيدِ أَبْهَجِ الأَعْيَادِ
وَتلاَقِي أُولِي الإِمَارَاتِ عَقْلاً / وَنِجَاراً وَثَرْوةً فِي احْتِشَادِ
عِلْيَةُ القَوْمِ بَيْنَهَا فِي طَوَافٍ / مَا تَشَاءُ المُنَى وَفِي تَرْدَادِ
وَرَدُوا مِنْ عُيُونِ تِلْكَ المَعَانِي / مَا شَفَى غُلَّةَ النُّفُوسِ الصَّوَادِي
وَأَصَابُوا لِحِسِّهِمْ مَا اسْتَطَابُوا / مِنْ هَنِيءٍ وَمِنْ مَرِيءٍ بُرَادِ
وَتَسَاقَوْا عَتِيقَةً بِنْتَ رِقٍّ / لَمْ تَبِعْهَا الأَسْوَاقُ بَيْعَ كَسَادِ
شَرِبُوهَا وَكُلُّهُمْ مسْتَعِيدٌ / مِنْ عُهُودٍ مَا لَيْسَ بِالمُسْتَعَادِ
فَإِذَا الْفَجْرُ بَازِغٌ مِنْ دُجَاهَا / وَإِذَا الأُنْسُ بَعْدَ أَنْ رَاح غَادِي
طَيِّبَاتٌ قَدْ أَحْمَدُوهَا وَمَا فيِ / هَا مُرَاءٍ لِمَأْرَبٍ أَوْ مُرَادِي
لَيْسَ بِدْعاً وَرَبَّةُ القْصْرِ لاَ تَفْ / عَلُ غَيْرَ الْخَلِيقِ بالإِحْمَادِ
غَادَةٌ مَثَّلَ الْعَفَافُ بِهَا الْحُسْ / نَ نَقِيّا صَفْواً كَماءِ العِهَادِ
كُلُّ آيَاتِ نُبْلِهَا صَادِرَاتٌ / عَنْ تَمَامِ الْحِجَى وَرِفْقِ الْفُؤَادِ
يَا سَلِيلَ الْكِرَامِ مِنْ عُنْصُرٍ يُرْ / جِعُ فِي جَاهِهِ إِلى آمَادِ
وَأَدِيباً بَيْنَ السَّرَاةِ غَرِيباً / جَاءَ فِي جِيلِهِ مِنَ الأَفْرادِ
وَمُجِيداً فَنَّ السَّمَاعِ اتِّبَاعاً / وَابْتِدَاعاً عَلَى أَجَلِّ المَبَادِي
فَإِذَا مَا اسْتَوْحَى فَنَثْرَ الشَّواكِي / فِي أَغَارِيدِهِ وَنَظْمُ الشَّوَادِي
قِرَّ عَيْناً بِفَضْلِ رَبِّكَ وَاقْرَأْ / سُورَةَ الْبِشْرِ فِي وُجوهِ العِبَادِ
وَتَلَقَّ الْعَرُوسَ يُوفِدُهَا الْخِدْ / رُ إِلى الْقَصْرِ أَيَّمَا إِيفَادِ
ِي احْتِفَالٍ إِلى نِهَايَةِ مَا يَنْ / طَلِقُ الطَّرْفُ رَكُبُهُ مُتَمَادِي
غَايَةٌ فِي الْجَمَالِ بُورِكَ فِيهَا / لَكَ زَوْجاً وآيَةٌ فِي الرَّشَادِ
أَدَبٌ رَائِعٌ وَعِلْمٌ وَفِيرٌ / وَحَدِيثٌ عَذْبٌ وَلُطْفٌ بَادِي
وَحَيَاءٌ فِي عِزَّةٍ فِي احْتِشَامٍ / مِنْ أَبِيهَا وَأُمِّهَا مُسْتَفَادِ
إِنَّ يَوْمَ الْوِصَالِ هَذَا لَوَعْدٌ / كَانَ بَيْنَ الرُّوحَيْنِ قَبْلَ الْوِلاَدِ
سَرَّ مَا سَرَّ مِنْ قُلُوبٍ وَأَجْلَى / عَنْ سَمَاءِ الصَّفاءِ كُلَّ ارْبِدَادِ
وَأَتَمَّ النَّعْمَاءَ أَنْ كَانَ فِيهِ / مِثْلَ حَظِّ السَّرَاةِ حَظُّ السَّوَادِ
كَيْفَ تَحْظَى بِالنُّور عَيْنٌ إِذَا لَمْ / يَتَكَامَلْ بَيَاضَهَا بِالسَّوَادِ
مَا كَثِيرُ الإِحسانِ إِلاَّ قَلِيلٌ / فِي تَفَادِي الأَذَى وَرَدِّ نَآدِ
وَبِبَعْضِ الإِصْلاَحِ مِنْ شَأْنِ عَافٍ / يُتَّقَى طَائِلٌ مِنَ الإِفْسَادِ
ذَلِكُمْ مَا بِهِ يُجِيبُ نَجِيبٌ / أَبَداً دَاعِيَ الضَّمِيرِ المُنَادِي
هَلْ نَجِيبٌ وَقَدْ نَدَا النَّاسَ إِلاَّ / مَنْ لَهُ حَيْثُ كَانَ صَدْرُ النَّادِي
وَلَهُ فِي التَّجِلَّةِ الرِّتبَةُ العُلْيَا / وَيَزْدَادُ قَدْرُهَا بِالوِدَادِ
هُوَ فِي القَومِ وَاحِدٌ بِعُلاَهُ / جَاءَ فِي فَتْرَةٍ مِنَ الآحَادِ
ذُو مَقَامٍ بِنَفْسِهِ وَكَثِيراً / مَا يَكُونُ المَقَامُ بِالإِسْنَادِ
عَرَفَتْ قَدرَهُ البِلاَدُ فَأَعْلَتْ / قَدْرَهُ فَوْقَ مَطْمَعِ الأَنْدَادِ
نَظَرٌ فِي العُلَى بَعِيدٌ مَرَامِي / هِ وَوَجْهٌ يَبَشُّ بِالقُصَّادِ
أَدَبٌ يُلْبِسُ المَلاَمَاتِ ظَرْفاً / إِنْ يَقُلْهَا فِي مَعْرِضِ الإِرْشَادِ
هِمَّةٌ لاَ يَعُوقُهَا عَنْ مَدَاهَا / عَائِقٌ مِن تَرَدُّدٍ أَوْ تَفَادِي
وَالأَمَانِيُّ لَيْسَ تُدْرَكُ وَثْباً / بَلْ بِعَزْمٍ لاَ يَنْثَنِي وَاطِّرَادِ
أَتَرَانِي أُحْصِي مَزَايَا نَجِيبٍ / وَهْيَ تَعْصِي التَّقْيِيْدَ بِالتَّعْدَادِ
مُبْدِعٌ فِي طَرَائِقِ النُّبْلِ هَلْ / أُبْدِيءَ فَضْلٌ وَلَمْ يَكُنْ بِالْبَادِي
عَادِلُ النَّفْسِ وَاقِفٌ فِي سَبِيلِ الْ / حَقِّ لِلظَّالِمِينَ بِالمِرْصَادِ
صَادِقُ الْوَعْدِ صِدْقَ حُرٍّ وَلَكِنْ / قَدْ يُرَى وَهْوَ مُخْلِفُ الإِيعَادِ
وَلَهُ فِي سِيَاسَةِ النَّاسِ وَحْيٌ / شَفَّ عَنْ رَأْي حَاذِقٍ نَقَّادِ
رُبَّمَا خِلْتَ أَنَّهُ مُسْتَشَاطٌ / غَضَباً وَهْوَ سَاكِنُ الطَّبْعِ هَادِي
أَوْ ظَنَنْتَ الطَّرِيقَ غَيْرَ الَّتِي يَسْ / لُكُهَا وَهْوَ فِي طَرِيقِ السَّدَادِ
يَبْلُغُ الأَمْرَ بِالتَّقَاصُرِ لاَ يَبْ / لُغُهُ غَيْرُهُ بِطُولِ النِّجَادِ
رُبَّ لَحْظٍ مِنٍ نَاعِمِ الظَّفْرِ فِيهِ / سَطْوَةٌ لاَ تَكُونُ فِي الآسَادِ
رُبَّ قَوْلٍ يُخَافَتُ الصَّوْتُ فيهِ / وَاقِعٌ فَوْقَ مَوْقِعِ الإِرْغَادِ
رُبَّ رَأْيٍ أَنالَ مَا لَمْ يَنَلْهُ / بَطْشُ غَازٍ بِعَسْكَرٍ وَعَتَادِ
طَالِبُ الصَّعْبِ وَالنَّصِيرُ نَجِيبٌ / لَيْسَ تَعْدُوهُ عَنْ نَجَاحٍ عَوَادِي
كُلُّ آوٍ إِلَى نَجِيبٍ فَقَدْ لاَ / ذَ بِرُكْنِ النَّدَى وَحِصْنِ الذِّيَادِ
كُلُّ عِلمٍ وَكُلُّ فَنٍّ مُصِيبٌ / فِي ذَرَاهُ حَظّاً مِنَ الإِمْدَادِ
وَلَهُ فِي النَّوَالِ مُبْتَكَرَاتٌ / شَمِلَتْ كُلَّ نَاطِقٍ بِالضَّادِ
إِنْ بِالشَّرْقِ رَوْضَةً مِنْ بَيَانٍ / بَرَزَتْ مِنْ حِلاَهُ فِي أَبْرَادِ
أَيُّ شَيءٍ أَشْهَى إِلَى النَّفْسِ مِنْ / إِنصاتِ أَطْيَارِهَا وَفَيَّاضُ شَادِي
خَيْرُ فَخْرٍ لأُمَّةٍ ذَاتِ مَجْدٍ / فَخْرُهَا بِالأَكَارِمِ الأَمْجَادِ
رَحِمَ اللهُ يا نَجِيبُ أَباً مَثَّلْ / تَ فِيهِ مِنْ مَعَانٍ جِيادِ
أَيُّ بَاقٍ فِي صَفْحَةِ الحَمْدِ أَبْقَى / مِنْ مَسَاعٍ خَلَّدْتهَا وَأَيَادِ
يَوْمَ تُصْلَى مَمَالِكُ الأَرضِ حَرْباً / وَيُغَطَّى وَجْهُ الثَّرَى بِجِسَادِ
وَيَئِنُّ الشَّآمُ تَحتَ كُرُوبٍ / شَامِلاَتِ الأَغوارِ وَالأنْجَادِ
يَا لَهَا نَكبَةً بِقوْمِيَ حَلَّتْ / أَرْهَقَتْهُمْ فِي مُدْنِهِمْ وَالبَوَادِي
كُلَّمَا جَدَّ مَا يُصَوِّرُهَا لِي / أَو يُدَانِي ذَكْرُتُهَا بِارْتِعَادِ
فَاقَ فِيها بِشِدَّةٍ كُلُّ يَومٍ / مَا حَكَوْا عَنْ سَبْعِ السِّنِينَ الشِّدَادِ
كُلُّ حَالٍ أَحَالَهَا الذُّعْرُ حَتَّى / أَنْكَرَتْ أُخْرَيَاتِهِنَّ المَبَادِي
فَعَلَ الجُوعُ فِي النُّفْوسِ فِعالاً / عَادَ مِنها الأَحْرَارُ كالأَوْغَادِ
آخِرُ الْجَهْدِ رَاحَ يُنْفِقُهُ المَائِ / تُ فِي سَجْدَةٍ لِذِي اسْتِبْدَادِ
لَهْفَ نَفْسِي عَلَى أُلُوفٍ تُوُفُّوا / مِنْ جِياعِ النِّسَاءِ وَالأَوْلاَدِ
وَرِجَالٍ دُكُّوا لِفَرْطِ هُزَالٍ / وَهُمُ قَبْلَ ذَاكَ كالأَطْوَادِ
مَا نَجَا غَيرُ مَنْ تَدَارَكَ مِنْهُمْ / فِي خَفَاءٍ نَدَى هُمامٍ جَوَادِ
فَفَدَاهُمْ مِنَ المَنُونِ وَكَانُوا / بَيْنَ أَيْدِي المَنُونِ أَكْرَمُ فَادِي
وَأَقَالَ الأَعْرَاضَ مِنْ عَثَرَاتٍ / مُسْتَعَانٌ مَا ضَنَّ بِالإِنْجَادِ
يَا بِلاَدِي هَلْ فِي الْعَنَاءِ كَمَا عَا / نَيْتِهِ مِنْ ضُرُوبِ الاسْتِعْبَادِ
أَيُّ تَعْسٍ كَتَعْسِ دَارٍ عَلَيْهَا / يَتَوَالَى الفَسَادُ بَعْدَ الفَسَادِ
كُلُّ جَيْشٍ إِنْ قَامَ فِيهَا بِدَعْوَى / رَدِّ عَادٍ أَقَامَ عُذْراً لِعَادِي
أَوْ أَتَى ظَافِراً فَيَا نُكْرَ شُكْرٍ / يَتَقَاضَاهُ ظَافِرُ الأَجْنَادِ
كَيْفَ بِالْعِلَّةِ الدِّوِيَّةِ مِنْ فِتْ / نَةِ بَاغٍ جَمِّ النَّدَى كَيَّادِ
إِذْ تَوَلَّى قِيَادَ قَوْمٍ لِحِينٍ / ثُمَّ أَلْقى لِخَصْمِهِ بِالْقِيَادِ
عَدِّ عَمَّا تُجِدُّ أَدْهَارُ ذُلٍّ / فِي نُفُوسٍ مِنْ سُوءِ الاِسّتِعْدَادِ
وَاذَّكِرْ مَا يُمِيتُ مِنْ هِمَمِ النَّ / اسِ تَوَالِي مَهَانَةٍ وَاضْطِهَادِ
تَرَ مَا أَبْقَتِ الْحَوَادِثُ مِنْ شَعْ / بٍ قَدَيمِ الأَغْلاَلِ وَالأَصْفَادِ
فِي بِلاَدٍ كُنَّ الأَوَائِلَ عُمْرا / ناً وَعِزّاً فَصِرْنَ فِي الأَبْلاَدِ
تَرَ مَا جَرَّهُ عَلَى وَحْدَةِ الْقَوْ / مِ انْفِكَاكُ العُرَى مِنَ الأَحْقَادِ
أَبِهَذَا الشَّتَاتِ فِي كُلُّ شَيْءٍ / يَجْمَعُونَ القُوَى لِصَدِّ أَعَادِي
أَمْ يَرَوْنَ البِنَاءَ أَنْ يَتَبَاهَوْا / بِبِنَاءِ الآبَاءِ مِنْ عَهْدِ عَادِ
تلْكَ حَالٌ وَقَدْ رَآهَا نَجيبٌ / دَارَكَ الْجُرْحَ بالأَسَا وَالضِّمَادِ
وَلَهُ في الذَّمَاءِ أَيُّ رَجَاءٍ / وَلَهُ بالْبَقَاءِ أَيُّ اعْتدَادِ
مَنْ لَنَا أَن نرَى تَحَقُقَ حُلمٍ / لَيْسَ بابْن الْكَرَى بَل ابْنِ السُّهَادِ
أُمَّةٌ عنْدَ ظَنِّنَا تَتَآخَى / وَقُلُوبٌ كَهَمِّنَا في اتِّحَادِ
عَلَّ يَوْماً وَلاَ يَكُونُ بَعيداً / يَلْتَقي وَالمُنَى عَلَى ميعَادِ
فَيُعِزَّ اللهُ البِلاَدَ وَيَقْضِي / لأَعِزَّائِهَا بِنُجْحِ المُرَادِ
يَا صَدِيقِي مَا قُلْتُهُ فِيكَ حَقٌ / وَعَلَى الْحَقِّ مَا حَيِيتُ اعْتِمَادِي
قُلْتُهُ عَنْ صَدَاقَةٍ وَإِذَا آ / يَاتُكَ ازْدَدْنَ فَهْوَ رَهْنُ ازْدِيَادِ
وَأَنَالاَ أُحِبُّ فِي المرْءِ إِلاَّ / مَا لَهُ عِنْدَ قَوْمِهِ مِنْ أَيَادِي
وَأُجِلُّ الفَتَى عَلَى قَدْرِ مَا جَلَّ / تْ مَسَاعِيهِ فِي سَبِيلِ الْبِلاَدِ
لَيْسَ لِي مَطْمَعٌ وَلاَ لِيَ دِينٌ / غَيْرُ هَذَا لِمَبْدَإٍ أَوْ مَعَادِ
يُعْجِزُ الفِكْرَ مَا يُريدُ الفُؤَادُ
يُعْجِزُ الفِكْرَ مَا يُريدُ الفُؤَادُ / فِيكَ يَا خيْرَ مَنْ بِمَدْحٍ يرَادُ
مَا عَرَفْنَا فِي النَّاسِ قَبْلَكَ فَرْداً / تَتَحَلَّى بِهِ الصِّفَاتُ الْجِيَادُ
مَا رَأَيْنَا ذَا نِعْمَةٍ كَبرَتْ لاَ / يَتَوَلَّى تصْغِيرَهَا الْحُسَّادُ
مَا شَهِدْنَا بِغيْرِ وَصْفِكَ أِنْ يَسْ / تَوِي الْوَامِقُونَ وَالأَضْدَادُ
مَا عَهِدْنَا فِي كَاتِبٍ أَنَّ مِنْ آ / يَاتِهِ صَوْغَ الدُّرِّ وَهْوَ مِدَادُ
مَا سمِعْنَا نُطْقاً بِهِ يَزْدَهِي المِنْ / بَرُ عجْباً وَتطْرَبُ الأَعْوادُ
رُبَّ جَمْعٍ وَقَفْتَ فِيهِ خَطِيباً / أَنْصَتَتْ فِي صُدُورِهِ الأَكْبَادُ
هَكَذَا البَحْرُ يَمْلِكُ الْحِسَّ رَوْعاً / وَجَلاَلاً دَوِيُّهُ الْهَدَّادُ
هَكَذَا السَّيْلُ قَاذِفاً مَاءَهُ المُبْ / يَضَّ حَتَّى يُظَنَّ فِيهِ اتِّقَادُ
أَنْتَ صَوْتُ الضَّمِيرِ يَسْأَلُ عَدْلاً / حَيْثُمَا العَدْلُ رَحْمَةٌ وَسَدَادُ
تَرْتقِي مَا تَشَاءُ فِي القَوْلِ حَتَّى / يَحْبِسَ الْقَلْبُ نَبْضَهُ أَوْ يَكَادُ
كُلَّمَا جُزْتَ فِي الْبلاغَةِ شَأْواً / وَاسْتَزَادُوا مَنَحْتَهُمْ مَا اسْتَزَادُوا
تَرْهَبُ العَيْنُ طَرْفَةَ الجَفْنِ مِنْ حِرْ / صٍ عَلَى لَحْظَةٍ لهُ تُسْتَفَاد
مَا الِّنظام الْبَدِيعُ مَا المِعْزَفُ المُرْ / قِصُ مَا المُنْشِدُونَ مَا الإِنْشَادُ
رُبَّ عِرْضٍ دَبَّ الشَّقَاءُ إِلَيْهِ / وَمَشَى السُّوءُ خَلْفَهُ يَرْتادُ
صُنْتَه بِالنَّدَى وَلاَ شَاهِدٌ إِلاَّ / النَّدَى وَالمَكَانُ وَالمِيعَادُ
رُبَّ ذِي فِطْنَةٍ أَسَاءَ إِلَيْهِ / زَمَنٌ غَالِبٌ عَلَيْهِ الْفَسَادُ
كَادَ لَوْ لَمْ تُدْرِكْهُ يَهْجُرُ طِرْساً / أَصْبَحَ الحِبْرُ فِيهِ وَهْوَ حِدَادُ
إِنْ يَكُ الْجُودُ لاَ نَفَادَ لَهُ عِنْ / دَكَ يَوْماً أَمَا لِمَالٍ نَفَادُ
بِكَ إِذْ تُسْتَعَادُ مِنْكَ الأَيَادِي / فَرَحُ الشَّاعِرِ الَّذِي يُسْتَعَادُ
أَيُّهَا الْفَاضِلُ الحَبِيبُ الَّذِي فَا / رَقَنَا سَاعَةً وَطَالَ الْبِعَادُ
قَدْ بَذَرْتَ الجَمِيلَ فِي كُلِّ قَلْبٍ / فَنَمَا وَهْوَ حُرْمَةٌ وَوِدَادُ
لِيَكُنْ بَيْتُكَ الَّذِي شِدْتَ صَرْحاً / رُكْنُهُ المَجْدُ وَالرِّفَاءُ الْعِمَادُ
أَوْ سَمَاءً عَرُوسُكَ الشَّمْسُ فِيهَا / وَالنُّجُومُ السُّعُودُ وَالأَوْلاَدُ
خَرَجَتْ هِنْدُ ذَاتَ يَوْمٍ وَفَوْزٌ
خَرَجَتْ هِنْدُ ذَاتَ يَوْمٍ وَفَوْزٌ / وَسُعَادٌ يَهِمْنَ مِنْ غَيْرِ قَصدِ
يَتَهَادَيْنَ فِي الرِّيَاضِ أَصِيلاً / لاَعِبَاتٍ توَارِكاً كُلَّ جِدِّ
فَرِحَاتٍ يَرَيْنَ مَا أَلِفَتْهُ / كُلُّ عيْنٍ كَحَادِثٍ مُسْتَجَدِّ
كَانَ فَصْلُ الْخَرِيفِ وَالوَقْتُ أَصْفَى / مَا يَكُونُ اعْتِدَالُ حَرٍّ وَبَرْدِ
تَبْعَثُ الشَّمْسُ بَاهِرَاتِ شِعَاعٍ / تَغْتَدِي فِي انْحِدَارِهَا شِبْهَ رُبْدِ
فَهْيَ فِي الأُفْقِ تَارَةً مَسَحَاتٌ / مِنْ بَهَارٍ وَتَارَة نَثْرُ وَرْدِ
وَهْيَ بَيْنَ الْغُصُونِ نَسْجٌ دَقِيقٌ / مِنْ نُضَارٍ يَشِفُّ عَنْ لاَزوَرْدِ
شَارَفَتْ هِنْدُ رَوْضَةً ثُمَّ قَالَتْ / وَهْيَ تَفْتَر عَنْ جَوَاهِرِ عِقْدِ
أُنْظُرَاهَا خَلِيلَتَيَّ أَلَيْسَتْ / شِبْهَ بَيْتٍ كَثِيرِ أَصْلٍ وَوُلْدِ
حَبَّذَا هَذِهِ الثَّمَارُ الرضِيعَا / تُ تَعَلَّقْنَ كُلُّ طفِلٍ بِنَهْدِ
وَبِجَدِّي شَيْخٌ مِنْ الدَّوْحِ صُلْبٌ / هُوِ ثَرْثَارَةٌ عَبُوسٌ كَجَدِّي
فَتَضَاحَكْنَ مِنْ مَقَالَةِ هِنْدِ / وَتَمَايَلْنَ عَنْ أَفَانِينَ رَنْدِ
عَجَباً كَانَ لِلصَّوَاحِبِ مَرَأَى / كُلِّ هَذَا وَكَانَ مَأْلُوفُ عَهْدِ
فَتَمَادَيْنَ فِي المَسِيرِ يَمِيناً / وَشِمَالاً وَمَا شَعَرْنَ بِكَدِّ
صَافِيَاتِ الأَفْكَارَِ مِنْ كُلِّ هَمٍّ / خَالِيَاتِ الْقُلُوبِ مِنْ كُلِّ وَجْدِ
لَمَحَتْ فَوْزُ لَمْحَةً أَعْجَبَتْهَا / فَأَشَارَتْ إِلَى سُعَادَ وَهِنْدَ
مَا تُرَى هَذِهِ الثِّمَارُ الْبَوادِي / كَشُمُوسٍ صَغِيرَةٍ عَنْ بُعْدِ
هِيَ كَالْبُرْتُقَالِ لَوْلاَ شِفَاهٌ / قدَّمَتْهَا لِلْعُودِ بُغْيَةَ وَردِ
قَالَتَا لاَ نَدْرِي فَقَالَتْ أَعَوْناً / مِنْكُمَا إِنْ عَلِمْتُمَا مَا بِوِدِّي
حَبَّذَا الإِثْمُ لَوْ لَطُفْنَا إِلَيْهَا / سَارِقَاتٍ أَخَافُ أَفْعَلُ وَحْدِي
وَإِذَا حَارِس بَدَا مِنْ خَفُاءٍ / كَتَرَائِي الشَّيْطَانِ فِي شَكْلِ عَبْدِ
فَتَهَيَّبْنَهُ فَحَيَّا بَشُوشاً / عَنْ وَمِيضٍ فِي حَالِكٍ مُسْوَدِّ
قُلْنَ يَا حَارِسَ المَكَانِ أَفِدْنَا / لَمِنِ الْبَيْتُ إِنَّهُ بَيْتُ مَجْدِ
قَالَ بَيْتُ الأَمِيرِ يُوسُفَ هَذَا / فَحَمِدْنَ الزُّنْجِيَّ أَحْسَنَ حَمْدِ
وَتَرَاجَعْنَ هَيْبَةٌ صَامِتَاتٍ / لَيْسَ مِنْهُنَّ مَنْ تُعِيدُ وَتُبْدِي
آسِفَاتٍ عَلَى مُنىً شَائِقَاتٍ / فُزْنَ مِنْهَا بِخَيْبَةٍ وَبِصَدِّ
نَاظِرَاتٍ إِلَى الشُّمُوسِ اللَّوَاتِي / عُدْنَ عَنْهَا بِمِثْلِ أَعْيُنِ رُمْدِ
يَتَصَوَّرْنَهَا عَبِيراً ذَكِيّاً / وَشَرَاباً عَذْباً وَطَعْمَاً كَشُهْدِ
كَانَ هَذَا لَهُنَّ هَماً وَهَلْ فِي / حَالَةٍ بَعْدَهُ مَظِنَّةُ سَعْدِ
نِعْمَ ذَاكَ الزَّمَانٌ كَانَ عَلَى مَا / أَفسَدَ الجَّهلُ فِيهِ أَطيَبَ عَهْدِ
يَومَ تِلكَ الثِّمارُ أَنفَسَ شَيءٍ / عِندَهُم وَالأميرُ فِيهِم أَفَندِي
مَا سَنَى شُعلَةٍ إِلى الشَّمْسِ تُهْدَى
مَا سَنَى شُعلَةٍ إِلى الشَّمْسِ تُهْدَى / هَلْ لِرَمْزٍ أَدَاءُ مَا لاَ يُؤَدَّى
جُهْدُ مَا تَفْعَلُونَ رَأْياً وَسَعْياً / كَيْفَ يَقْضِي حَقَّ المَلِيكِ المُفَدَّى
قَبَسٌ مِنْهُ مَا حَمَلْتُمْ إِليْهِ / أَيُّ شُكْرٍ كِفَاءُ مَا هُوَ أَسْدَى
شَمَلَ الشَّرْقَ فَضْلُ فَارُوقَ لاَ يَنْ / فَدُ أَوْ تَنْفَدُ الأَسَالِيبُ حَمْدَا
لَيْسَ لُبْنَانُ فِي الوَفَاءِ بِمَسْبُو / قٍ وَمَاذَا أَعَادَ فِيهِ وَأَبْدَى
أَرْسَلَ الشُّعْلَةَ الَّتِي لَقِيَتْ شُعْ / لَةَ مِصرٍ فَزَادَتَا الوُدَّ وُدَّا
كُلُّ نُور يَخْبُو وَنُورهُمَا فِي ال / ذِّكْرِ أَبْقَى مِنْ كُلِّ نُورٍ وَأَهْدَى
يَا بَنِي مِصْرَ يَا بَنِي الضَّادِ إِنَّ ال / لهَ آتَاكُمُ مِنَ الأَمْرِ رُشْدَا
فَائْتَلَفْتُمْ مُوَفَّقِينَ وَجَلَّى / لَكُمُ النَّهْجَ طَالِعٌ لاَحَ سَعْدَا
عَهْدُ فَارُوقَ كَانَ لِليُمْنِ عَهْداً / مِن قَدِيمٍ وَعَادَ لِليُمْنِ عَهْدَا
حَفِظَ اللهُ لِلْحِمَى مَنْ رَعَاهُ / وَحَمَى حَوْضَهُ وَلَمْ يَأْلُ جُهّدَا
عَاهِلٌ مُفْرَدٌ صَلاَحاً وَإِصْ / لاَحاً وَعَدْلاً وَصِدقَ عَزْمٍ وَرِفْدَا
هُوَ هَادِي الهُدَاةِ وَالقَائِدُ الأَعْ / لَى لأَبْنَاءِ مِصْرَ شَعْباً وَجُنْدَا
يَا مَلِيكاً مِيلاَدُهُ كَانَ لِلإِقْبَ / بَالِ بُشْرَى وَلِلتَّقَدُّمِ وَعْدَا
يَوْمَ ذِكْرَاهُ مَا تَجَدَّدَ إِلاَّ / قَلَّدَتْهُ مَفَاخِرُ العَامِ عِقْدَا
هَلْ رَأَى الشَّرْقُ مُنْذُ كَانَتْ بِهِ الأَ / عْيادُ عِيداً أَزْهَى ضِياءً وَأَنْدَى
عِشْ عَزْيزاً وَاهْنَأْ بِعُمْرٍ مَدِيد / وَابْلُغِ الغَايَتَيْنِ جَاهاً وَمَجْدَا
بِكَ عَادَ الرَّضِي وَابْنُ العَمِيدِ
بِكَ عَادَ الرَّضِي وَابْنُ العَمِيدِ / وَالعُلَى بَيْنَ مُبْديءٍ وَمُعِيدِ
يَا إِمَامَ البَيَانِ نَظْماً وَنَثْراُ / عِيدُكَ اليَوْمَ لِلنُّهَى أَيُّ عِيدِ
جَاءَ فِي تَوْبَةِ الزَّمَانِ إِلى الشَّرْ / قِ وَفِي طَالِعٍ أَغَرَّ سَعِيدِ
يَتَبَارَى فِيهِ القصِيدُ جَمَالاً / وَافْتِنَاناً فِي وَصْفِ رَبِّ القَصِيدِ
وَإِلى الكَاتِبِ المُجِيدِ يُسَاقُ ال / مَدْحُ مِنْ كُلِّ أَلمَعِيٍّ مُجِيدِ
عَلَمٌَ لَيْسَ فِي طَرَابُلُسٍ دوُ / نَ سِوَاهَا بِالعَبْقَرِيِّ الوَحِيدِ
كَمْ لَهُ فِي مَنَاجعِ العِلْمِ مِنْ را / ئِدِ فضلٍ وَكَمْ لَهُ مِنْ مُرِيدِ
شَاعِرٌ يَنْظُمُ القَلاَئِدَ مِنْ دُرٍ / يَتِيمٍ وَمِنْ جُمَانٍ نَضِيدِ
حَاضِرُ الذِّهْنِ مَا دَعَا الوَحْيَ لَبَّى / مِنْ سَمَاءٍ الحِجَى بِمَعْنَى جَدِيدِ
فِي قَوَافِيهِ كُلُّ آنِسَةٍ تُطمِ / عُ لُطْفاً وَكُلُّ رُودٍ شَرُودِ
بِنْتُ فِكْرٍ غَرَّاءُ بِكْر جَلاَهَا / مُبْدِعٌ عَارِفٌ بِسِرِّ الخلودِ
فَعَلى كَرَّةِ العُصْورِ لَهَا حُسْ / نُ يُعِيرُ العَهِيدَ زَهْوَ العَتِيدِ
عَجَبٌ يَا مُجَاجَةَ النَّفْسِ هَلْ أَجْ / رَاكَ مَجْرَى سُلاَفَةِ العُنْقُودِ
فَبَدَا كَالشُّعَاعِ مَا أَخَرَجَ الدِّهْ / قَانُ مِنْ ظُلَمَةِ الزَّمَانِ البَعِيدِ
ذَلِكَ الشِّعْرُ مِنْ رَقِيقٍ وَمِنْ جَزْ / لٍ هُوَ السِّحْرُ فِي نِظَامٍ فَرِيدِ
يَمْلأُ السَّمْعَ مُطْرِبَاتٍ وَمَهْمَا / يُسْتَعَدْ زَادَ لَذَّةَ المُسْتَعِيدِ
لاَ يُضَاهِي حِلاَهُ إِلاَّ حِلَى النَّثْ / رِ وَحَدِّثْ عَنْ نَثْرَِعَبْدِ الحَمِيدِ
كَرَطِيبِ الجَنَى شَهِيّاً إِلى النف / سِ وَكَالماءِ سَائِغاً لِلوُرُودِ
رَاعَ دِيبَاجَةً وَرَاقَ انْسِجَاماً / وَخَلاَ مِنْ مَآخِذِ التَّعقِيدِ
أَنْجَبَتْ قَبْلَكِ الحَوَاضِرُ إِلاَّ / أنَّهَا لَمْ تَجِيءْ بِعَبْدِ الحَمِيدِ
غَنِيَتْ بِالعَدِيدِ مِنْ نَابِغِيهَا / وَبِفَذٍّ غَنِيتِ لاَ بالعَدِيدِ
لَسْتُ أَنْسَى يَوْماً تَفَيَّأْتُ فِيهِ / وَارِفَ الظِّلِّ مِنْ ذُرَاكِ المَدِيدِ
فَأَقرَّتْ عَيْنَيَّ جَنَّاتُكِ النُّضْ / رُ بِايَاتِ حُسْنِهَا المَشْهُودِ
وَشَجَتْ مِسْمَعِي أَفَانِينُ شَدُوٍ / مِنْ تَغَنِّي هَزَارِكِ الغِرِّيدِ
ولَقِيتُ الأَحْبَابَ وَالأَهْلَ فِي سَا / حَاتِ أُنْسٍ طَلْقٍ وَبَاحَاتِ جُود
ذَاكَ عَهْدٌ ذِكْرَاهُ فِي النَّفْسِ أَبْقَى / مِنْ سِوَاهَا فِي ذِكْرَيَاتِ العُهُودِ
وَصَفَا صَفْوَ ذَلِكَ الخلْقِ الطَّا / هِرِ مِنْ وَصمَةٍ وَمِنْ تَفْنِيدِ
يا فَخَاراً لِلرَّافِعِيِّين زكى / بِطرِيفٍ شَأْنَ الفَخَارِ التَّلِيدِ
فزَهَا أَصْلُهُ المَجِيدُ بِتَاجٍ / فَاخِرٍ مِنْ نُضَارٍ فَرْعٍ مَجِيدِ
وَعَمِيداً بَثَّ الهِدَايَةَ فِي قَوْ / مٍ لَهُمْ تِيهُهُمْ بِذَاكَ العَمِيدِ
هَذَّبَتْهُمْ آدَابُهُ وَأَرَاهُمْ / أَقْوَمَ لَهُمْ السُّبْلِ فِي شِعَابِ الوُجُودِ
أَتَرَى اليَوْمَ أُمَّةَ الضَّادِ فِي هَ / ذِي الجَمَاعَاتِ مِنْ سَرَاةِ الوُفُودِ
مُهَجُ الغَائِبِينَ وَافَتْ تُحَيَّي / كَ وَتَرْعَاكَ فِي عُيُونِ الشُّهُودِ
حَبَّذَا مُلتَقَى الأَفاضِلِ مِنْ شَتَّى / القُرَى وَاجْتِمَاعُهُمْ فِي صَعِيدِ
ذَلِكَ الاوْجُ يَا طَرَابُلُسُ الفَيْحَا / ءُ بُلِّغْتِهِ فَهَلْ مِنْ مَزِيدِ
تَرَكَتْ بِي إِلى الدِّيَارِ حَنِيناً / وَإِلى قَوْمِهَا الكِرَامِ الصِّيدِ
فَإِلَيْهِمْ شُكْرٌ عَلَى الدَّهْرِ بَاقٍ / مِنْ ذَكُورٍ لِلمَأْثُرَاتِ وَدُودِ
وَإِلى السَّيِّدِ الإِمَامِ أَلُوكٌ / حَمَلَ القَلْبَ فِي حُمُولِ البَرِيدِ
وَعَلَى بُلْبُلِ الشَّآمِ سَلاَمٌ / طيَّبَتْهُ مِصْرٌ بِنَفْحِ الوُرُودِ
صَوْتُهُ فِي وِهَادِهَا وَرُبَاهَا / شَائِقُ الرَّجْعِ شَائِعُ التَّردِيدِ
فَإِذَا جَارَتِ المَمَالِكَ فِي تَمْ / جِيدِهِ مَنْ أَحَقُّ بِالتَّمْجِيدِ
دَامَ إِقْبَالُهُ وَمَتَّعَهُ اللَّ / هُ بِعِزٍ رَابٍ وَعَيْش رَغِيدِ
يَا أَمِيرَ الصَّعِيدِ يَحْرُسُكَ اللهُ
يَا أَمِيرَ الصَّعِيدِ يَحْرُسُكَ اللهُ / وَيَرْعَاكَ يَا أَمِيرَ الصعِيدِ
تَاهَ شَطْرٌ مَنَ الْبِلاَدِ عَلَى شَطْرٍ / مُدِلاًّ بِالانْتِسَابِ الْجَدِيدِ
لقَبٌ بِاسْمِكَ الَّذِي لاَ يُسَامَى / خُطَّ فِي مُسْتَهَلِّ سِفْرٍ مَجِيد
زَادَ مِصْرَ الْعُلْيَا عَلاَءً وَأحْيَا / بِطَريفٍ مَا فَاتَهَا مِنْ تَلِيدِ
ذَلِكَ الطَّالِعُ السَّعِيدُ هْوَ / الْبُشْرَى لِسُكَّانِهَا بِعَهْد سَعِيدِ
هَلْ أَتَتْكَ الأَنْبَاءُ مُمْتَطِيَاتِ الْبَرْقِ / شَوْقاً مُسْتبْطِئَاتِ الْبَرِيدِ
يَنْبِضُ النَّابِضُ الَّذِي حَرَّكْتَهُ / فَتُؤَدِّي الْحُرُوفُ بِالتَّغْرِيدِ
فَإِذَا مَا الْوَمِيضُ غَنَّى بِمَا يَنْقُلُ / غنَّى الْفَضَاءُ بِالتَّرْدِيدِ
وَإِذَا بَشَّ ضَوْءُهُ بَشَّتِ / الآْفَاقُ مِنْ صَاقِبٍ بهَا وَبَعِيدِ
فرَحٌ قَامَ فِي الْجَنُوبِ وَلَكِنْ / شَمِلَ النِّيلَ فِي مَدَاهُ الْمَدِيدِ
يَا مَلِيكاً جَلاَ عُلاَهُ هِلاَلٌ / أَيْنَ مِنْ بِشْرِهِ هِلاَلُ الْعِيدِ
هَزَّ مِيناً أَنْ عَادَ مُتَّصِلاً مَا / انْبَتَّ مِنْ مُلْكِهِ بِمُلْك جَدِيدِ
حَبْرَ أَحْبَارِنَا الْجَلِيلَ الْمُفَدَّى
حَبْرَ أَحْبَارِنَا الْجَلِيلَ الْمُفَدَّى / دُمْتَ جَاهاً لَنَا وَذخْراً وَمَجْدَا
كُلَّ يَوْمِ تضيِفُ فَضْلاً إِلَى سَا / بِقِ فَضْلٍ وَلاَ تَقْصُرُ جُهدا
مُسْرِفاً فِي الْبِنَاءِ لله مِمَّا / تَقْتَنِي بِالتُّقَى وَتَذْخُرُ قَصْدَا
لَكَ فِي الْعَيْشِ فَإِذَا لَمْ / يَكُ لِلْنَّاسِ نَفْعُهُ عَادَ زُهْدَا
مَنْ تَقَصَّى أدْوَارَنَا فِي الْمَرَاقِي / عَزَّهُ أَنْ يَرَى كَعَهْدِكَ عَهْدَا
قَامَ فِيه العُمْرَانُ مِنْ كُلِّ ضَرْبٍ / وَغَدَا الْجَزْرُ فِي الْمَفَاخِرِ مَدا
لَيْسَ بِدْعاً وَأَنْتَ مَا أَنْتَ مِنَّا / أَنْ نَظَمْنا لَكَ الْقَلاَئِدَ حَمْدَا
أَيهَا الْمُسْتَنِيبُ فِي مِصْرَ عَنْهُ / مَا أَبَرَّ الَّذي أَنَبْتَ وَأَهْدَى
إَنَّمَا السَّيِّدُ الْكُفُورِي بِحْرٌ / مِنْ صَلاَحٍ يَفِيضُ هَدْياً وَرُشْدَا
دَمِثُ الْخُلْقِ ثَاقِبُ الْفِكْرِ مِسْمَاحٌ / زَكِيٌّ يَأْبَى لَهُ الْنُّبْلُ نِدَّا
لَمْ يُعَبْ فِي تَصَرُّفٍ دُقَّ أَوْ جُلَّ / وَلَمْ يَعْدُ لِلْكيَاسَة حَدَّا
وَلَهُ فِي الْنَّدَى وَفِي الرِّفْقِ ما حَبَّ / بَ أَخْلاَقَهُ إِلَى الْخَلْقِ جِدَّا
لَوْ تَجَلَّتْ صِفَاتُهُ لِعُيونِ النَّاسِ / كَانَتْ مِنَ الْفَرَائِد عَقْدَا
كُلَّمَا جَالَ ذِكْرُهُ فِي مَقَامٍ / فَاحَ ذَاكَ الْمَقَامُ طِيباً وَنَدَّا
خِيرَةُ الله كَانَ تَحْقِيقُهَا / لِلْقُطْرِ يُمْناً عَلَى يَدَيْك وَسَعْدَا
وَلَقَدْ زِدْتَنَا صَنِيعاً وَهَلْ تَأْتِي / صَنِيعاً إِلاَّ إِذَا كَانَ عِدا
جَعَلَ اللهُ مِنْ مَقَامِكَ أَلا / يَكْثُرَ التَّاجُ مِنْ يَمِينِكَ رِفْدَا
سِمْتَ سُلْمَانُ مَنْصِباً أُسْقُفِياً / كَانَ لِلاحصَفِ الابَرِّ مُعَدَّا
فَبَدَا فِي النِّظَامِ نَجْمٌ جَديدٌ / مِنْ سَنَى شَمْسِه سَنَاهُ اسْتُمِدَّا
عَالِمٌ عَامِلٌ أَدِيبٌ أَرِيبٌ / ذُو بَيَانٍ يُعَزُّ أَنْ يُتَحَدَّى
قَلَّدَتْهُ بَلاَغَةُ الْفِكْرِ حُسْناً / وَكَسَتْهُ فَصَاحَةُ اللَّفْظِ بُرْدَا
رَجُلٌ رَاقَبَ الضَّمِيرَ فَارْضى / اللهَ عَنْهُ فِي كُلِّ مَمْسَى وَمَغْدَى
أُسْوَةً بِالْمَسِيحِ يَحْمِلُ حُباً / لأِخِيه وَلَيْسَ يَحْمِلُ حِقْدَا
لاَ تَزِينُ الْخِصَالَ يَوْمَ فَخَارٍ / مِثْلُهُ فِي الرِّجَالِ أَرْوَعُ فَرْدَا
فَازَ شَرْقُ الأُرْدُنِّ مِنْهُ بِعَودٍ / مُسْتَطَابٍ كَأنَّهُ كَانَ وَعْدَا
عَهْدُهُ كَانَ عَهْدَ خَيْرٍ وَخَيْرُ النَّا / سِ مَنْ وُدَّ فِي الجَوَارِ وَوَدَّا
أَيُّهَا الرَّاجِعُ الكَرِيمُ إِلَيْه / إِلْقَ فِيه الصَّفَاءَ وَالْعَيْشَ رَغْدَا
وَاغْتَنِمْ رُؤيَةَ الأمِيرِ الَّذي مَدَّ / لَهُ اللهُ فِي الْمَفَاخِرِ مَدَّا
قُرْشِيٌّ نَمَّاهُ عَدْنَانُ أَصْلاً / وَحُسَيْنٌ أَباً وَهَاشِمُ جَدَّا
فَإَذَا مَا بَلَغْتَ سُدَّتَهُ حَيِيِّ / نِزَاراً بِه وَحَيِّي مُعَدّا
وَجَلاَلاً مِنْ إِرْثِ مُلْكٍ قَديمٍ / شَفَّ عَنْهُ جَلاَلُ مُلْكٍ أَجَدَّا
وَجَبِيناً فِي الْعَيْنِ يَزْهُو نُوراً / وَلِسَاناً فِي السَّمْعِ يَقْطُرُ شَهْدا
ثُمَّ حَيِّي الْعُزَّ الْمَيَامِينَ مِنْ أَعْوَانه / الأكْرَمِينَ شِيْباً وَمُرْدَا
جَمَعَ الْصَّفْوَةَ الارَاجِحَ عَقْلاً / فِي حَوَاشِيه وَالاصَادِقَ عَهْدَا
سِرْ بِيُمْنٍ وَإِنَّ ذِكْرَكَ فِينَا / لَمُقِيمُ فَلَيْسَ بُعْدُكَ بُعْدَا
أيُّ فَتْحٍ كَفَتْحِ هَذَا النَّادِي
أيُّ فَتْحٍ كَفَتْحِ هَذَا النَّادِي / لِرُقِيِّ الْحِمَى وَأَمْنِ الْعِبَادِ
مَعْهَدٌ لاَ يُشَادَ فِي وَطَنٍ إِلاَّ / وَفِيه لِلْمَجْد أَسْمى مُرَادِ
لَمْ يُقَمْ مِثْلُهُ بِمِصْرٍ وَمَا ظُنَّ / إِلَى أَنْ أَتِيْحَ عَهْدُ فُؤَاد
شَمَلَتْهُ رِعَايَةٌ مِنْ مَلِيْكٍ / عَرْشُهُ فِي الْقُلُوبِ وَالأكْبَاد
مَا دَعَاهْ دَاعِي الْمَبَرَّة إِلاَّ / كَانَ مِنْهُ الْجَوَابُ بِالإِسْعَاد
زِيْنَ مِنْهُ هَذَا الْمَكَانُ بِرَسْمٍ / يَحْتَوِيه فِي الْقُطْرِ كُلُّ فُؤاد
هُوَ نَادٍ بِه مُجَانَسَةُ الأخْلاَقِ / تُنَمِّي فِيْنَا قِوَى الإِتِّحَاد
وَتَرْقَى النُّفُوسُ عَنْ سُوءِ مَا تُوحِي / إِلَيْهَا كَوَامِنُ الأحْقَاد
يَتَلاَقَى الضُّبَاطُ مُخْتَلَفُوا الأقْدَارِ / فِيْه تَلاَقيَ الأنْدَاد
مُبْدلِيْ وَحْشَةَ الْمَنَاصِبِ / فِي وَقْتِ الْتَّخَلِّي أَنْساً وَحُسْنَ وِدَاد
مُتَوَخِّينَ بِالتَّشَاوُرِ إِصْلاحاً / لِمَا أَحْدَثَتْ يَدُ الإِفْسَاد
يَسْمَعُونَ الْمُحَاضَرَاتِ الْتِمَاساً / لِتَلاَفِي الإِغْوَاءِ بِالإِرْشَاد
لاَ يَعِدُّونَ بَيْنَهُمْ أَجْنَبِيّاً / غَيْرَ مَنْ لَمْ يَكُنْ شَرِيفَ الْمَبَادَي
وَمُوَفِّي قِسْطَ الْبِلاَدوَإِنْ لَمْ يَ / كُ مِنْهَا يُجَلُّ كَابْنِ الْبِلاَد
إِنَّ فَخْرَ الشُّرْطِيِّ لَهْوَ التَّعَالِي / بِإبَاءٍ عَنْ مُخْزِيَاتِ الْتَّعَادِي
فَإِذَا شَبَّتِ الْحَمَاسَةُ فِيه / فَلْيَكُنْ شَوْطُهُ مَجَالَ الجِهَاد
إِنَّ أَمْناً يَقِي العِبَادَ لَخَيْرٌ / مَنْ جِرَاحٍ وَمِنْ أَساً وَضِمَاد
هَذه نَهْضَةٌ وَبُورِكَ فِيهَا / لَمْ تَزَلْ آيَةٌ الشُّعُوبِ الشِّدَاد
فَلْتَعِشْ مِصْرُ وَالمَلِيكُ الَّذي يَزْ / هَى بِه العَصْرُ رَبُّ هَذَا الْوَادي
هَلْ لِشعْري وَأَنْتَ منْهُ مُرَادي
هَلْ لِشعْري وَأَنْتَ منْهُ مُرَادي / وَصْفُ حَالَيْكَ منْ عَلَى وَانْفرَاد
كُلُّ مَدْحٍ أَرَاهُ فيكَ قَليلاً / وَكَثيرٌ مَا يَقْتَضيني فُؤادي
خطَّةُ غَيْر بَالغٍ كل جَهْدي / بَعْضُ شَيءٍ منْ شَوْطهَا اعْتمَادي
فَلْيَكُنْ منْ تَمَام جَوْدكَ عُذْري / فَقَبُولُ الأَعْذَار شَأْنُ الجَّوَّاد
أَيُّهَا الحاَفظُ الأَمينُ بحَقٍّ / للمَعَالي منْ طَارقَ وَتَلاَد
قَدْ وَفَدْنَا حُجيجُ أَكْرَمَ بَيْتٍ / وَاعْتَمَرْنَا نُؤُمُ أَشْرَف نَاد
لاَ يَقْصدُ البِنَّاءِ فَخْماً وَلاَ / الزِّينَةَ أَبْهَى مَا جَوَّدَتْهَا الأَيَادي
لاَ وَلاَ الْمَجْدُ بَاقياً عَنْ كبَار / من كرام الآبَاءِ وَالأَجْدَاد
إِنَّمَا شَاقَنَا لقَاءُ المَعَالي / وَالمُرُوءَاتُ وَالنَّدَى وَالأَيَادي
في فَتىً حَازمٍ جَريءٍ هُمَامٍ / ثَابتِ العَهْد صَادق الْميعَادِ
تقفُ لَوْ هَزَّهُ الخَطْبُ يَوْماً / هَزَ لدْناً منَ القَنا المَياد
رَاسخِ العَزْم في كفاح الليَالي / بَاسمِ الوَجْه في قُطُوب الْعَوَادي
مُؤمل المُسْتَجير كهْف اليَتامَى / وَالأْيَامي مَنارَة الرُّوَّاد
حَيْثُمَا تَدْعُهُ الدِّيَارُ بحسْنها / صَوْتُ حَقِّ منْهُ وَسَيْفُ جَلاَّد
وَيَجْبها رَأْيٌ يُزلُ عَدَاهَا / رُبَّ رَأْيٍ أَغْزَى منَ الأجْناد
أَيُّ كَفيلٍ أَعْمَى إِذَا قيلَ مَنْ / فِي الْقَوْم يَومَ الَّذي وَيَومَ التَّنَاد
بَعْضُ تلْكَ الخلاَل في نَفَرٍ مَهْ / مَا يُقلوا كفَايَةً للْبلاَد
وَبهَا يَدْركُ المَقَامَ الْمُعَلَّى / مَنْ بكَ أَتَمَّ عَنْ هُدَى وَرَشَاد
تلْكَ حَسْب الفَتَى مَقَاماً وَبَيْتاً / وَحَديثاً يَبْقَى عَلَى الابَاد
عشْ طَويلاً في غبْطة وَصَفاءٍ / سَالماً نَاعماً رَفيع العماد
وَلْيَزنْ صَدْركَ الرَّحيب وَسَامٌ / بَاتَ فيه وَقَدْرُهُ في ازْدياد
فَاقَ أَنْدَادَهُ وَتَاهَ عَلَيْهُمْ / إِذْ تَلَقَّاهُ فاقدُ الأَنْدَاد
نعْمَ المَالكينَ لاَ فَرْقَ فيهَا / غَيْرَ أَنَّ الفُروقَ في الأَفْرَاد
عَظَّمَ اللهُ فِيكَ أَجْرَ الضَّادِ
عَظَّمَ اللهُ فِيكَ أَجْرَ الضَّادِ / وَبَنِيهَا مِنْ حَاضِرٍ أَوْ بَادِي
رَاعَ آفَاقَهَا نَعْيكَ حَتَّى / لَكَأَنَّ النَّعِيَّ بُوقُ التَّنَادِي
كُل قطْرٍ فِيهِ فَتىً عَرَبِيٌّ / فِيهِ عَيْنٌ شَكْرَى وَقَلْب صَادِي
حَدَثٌ أَلهَبَ الصدُورَ التِياعاً / حَيْث دَوى وَفَتَّ فِي الأَعْضادِ
مِنْ سَمَاءِ الأهْرَامِ جَلَّلَ قَيْسو / نَ وَأَلقَى السَّوَادَ فَوْقَ السَّوَادِ
وَعَلَى بَهْجَةِ المَرَابِعِ فِي لُبْ / نَانَ أَرْسَى سَحَابَةً مِنْ حِدَادِ
لَيْسَ بِدْعاً أَنْ يُمْسِيَ الشَّامُ وَالأَحْ / زَان فِيه تُقِض كل وِسَاد
مَا تُرَاهُ يَقْضِي الصَّديقَ الذي بَا / دَأَ بِالفَضْلِ مِنْ حُقوقِ الوِدَاد
كَيْفَ حَالُ الإخْوَانِ فِي مِصْرَ يَا حَا / فِظُ مِنْ وَحْشَةٍ لِهَذَا البِعَاد
أَيْنَ زَيْنُ النَّدِيِّ مِنْهُمْ وَهمْ فِي ال / ظَّرْفِ مَا همْ وَأَيْنَ أُنْسُ النَّادِي
كُلَّ حَفْلٍ شَهِدْتَهُ كُنْتَ فِيه / قِبْلَةَ السَّامِعِينَ وَالأَشْهَادِ
يَأْخُذُونَ الحَديثُ عَنْكَ كَمَا يَ / شْتَفُّ مَنْ يَرتَوِي مِنَ الورَّاد
فَإِذَا مَا تَنَادَروا وَتَنَادَرْ / تَ فَأَعْجِبْ بِوَرْيِ تِلْكَ الزِّنَاد
فطَنٌ تَشْرَحُ الصُّدورَ وَمَا تُؤْ / ذِي دعَابَاتُهَا سِوَى الأَنْكَاد
ربَّمَا كَانَتِ العِظَات الغَوَالِي / فِي شَظَايَا ابْتِسَامِهَا الوَقَّاد
كَيْفَ حَالِي وَأَنْتَ أَدْرَى بِمَا خَلَّ / فْتَ لِي مِنْ فَجِيعَةٍ وَسهَاد
أَسْعِدي يَا هَوَاتِفَ الأَيْكِ شَجوي / أَنا فِي حَاجَةٍ إِلَى الإِسْعَاد
أَبْتغِي البَثَّ وَالشَّجَا غضَّ مِنْ صَوْ / تِي وَحَرُّ الأَسَى أَجَفَّ مِدَادِي
وَيْحَ أُمِّ اللُّغاتِ مِمَّا دَهَاهَا / فِي طرِيفِ الفخارِ بَعْدَ التِّلاَد
ذاقتِ الثُّكْلَ فِي بنُوَّتِهَا الأمْ / جَادِ بَعْدَ الأُبوَّةِ الأمْجَادِ
فِي رِفاقٍ رَدُّوا عَلَى كل أَصْلٍ / مِن عُلاهَا نضارَة الأعْوَادِ
نضرَ الله عَهْدَهمْ وَسَقاهمْ / مَا سَقى الأوّلِينَ صَوْبُ العِهَادِ
نخبَةٌ قلَّمَا أَتِيحَ لِعَصْرٍ / مِثل مَجْمُوعِهِمْ مِنَ الأفْرَادِ
أَيْقَظُوهَا مِنَ الرُّقَاد وَقَدْ جَا / زَ مَدَاهُ أَقْصَى مَدى لِلرُّقَادِ
وَأَعَادُوا جَمَالَهَا فِي زُهَاهُ / يَتَرَاءَى قَديمُهُ فِي المُعَادِ
أَيْنَ سَامِي وَأَيْنَ صَبْرِي وَحِفْنِي / وَرِفَاقٌ جَاوَرْهُمُ فِي الهَوَادِي
لَحِقَ اليَوْمَ حَافِظٌ بِالمُجَلِّي / ينَ وَمَا كَانَ آخِراً فِي الطِّرَاد
شَاعِرٌ لَمْ يُبَارِهِ أَحَدٌ فِي ال / أَخْذِ بِالمُسْتَحَبِّ وَالمُسْتَجَادِ
يُحْكِمُ الصَّوْغَ فِي القِلاَدِ فَمَا يَأْ / تِي صَنَاعٌ بِمِثْلِهَا فِي القِلاَدِ
نَاثِرٌ تَنْفُثُ البَرَاعَةُ مِنْهُ / نَشْوَةَ الخَمْرِ فِي مُجَاجِ شِهَادِ
لَمْ يَكُنْ فِي مَصَايِدِ اللُّؤلُؤ الفَا / خِرِ يُبْقِي فَرِيدَةً لاَصْطِيَادِ
فِي تَرَاكِيبِهِ وَفِي مُفْرَدَاتِ اللَّ / فْظِ حَارَتْ نَفَاسَةُ الحُسَّادِ
كَانَ فِي سَمْعِهِ رَقِيبٌ عَلَيْهِ / يَقِظٌ مِنْ جَهَابِذِ النُّقَّادِ
يَقَعُ الزَّيْنُ مِنْهُ فِي مَوْقِعِ الزَّيْ / نِ وَيَنْبُو بِالشَّيْنِ نَبْوَ سَدَادِ
فَالمَعَانِي تَتِيهُ بَيْنَ المَعَانِي / بِسَنِيِّ الحُلِيِّ وَالابْرَادِ
وَالمَبَانِي تَعِزُّ بَيْنَ المَبَانِي / بِمَتِينِ الأسْبَابِ وَالأوْتَادِ
عَدِّ عَنْ وَصْفِكَ الأدِيبَ وَقُلْ مَا / شِئْتَ فِي الفَاضِلِ الوَفِيِّ الجَوَادِ
منْ يُعَزي عَنْهُ المُرُوءَةَ أَمْسَتْ / وَبَنُوهَا الأبْرَارُ غَيْرُ عِدَادِ
شِيمَةٌ لاَ يُطِيقُ كُلْفَتَهَا غَيْ / رُ أُولِي العَزْمِ وَالحُمَاةِ الجِعَادِ
مَنْ يُعَزِّي عَنْهُ الوَفَاءَ وَقَدْكَا / نَ يَرَى نَقْضَهُ مِنَ الإِلحَادِ
خُلُقٌ لَيْسَ فِي الضِّعَافِ وَمَا يَحْ / مِلُ أَعْبَاءَهُ سِوَى الاجْلاَدِ
لَمْ يُسَاوِمْ بِهِ فَيَنْعَمَ بَالاً / لاَ وَلَمْ يَرْعَ فِيهِ جَانِبَ آدِي
مَنْ يُعَزِّي عَنْهُ الصَّرَاحَةَ كَانَ ال / غُرْمُ فِيهَا وَالغُنْمُ فِي الإِهْمَادِ
لَمْ يَسَعْهُ وَفِي الضَّمِيرِ خِلاَف / أَنْ يَرَى الاِعْتِدَالَ فِي المُنَآدِ
مَا فُتُوحُ الآرَاءِ وَالجُبْنُ يَطْوِ / يهَا كَطَيِّ النِّصَالِ فِي الأغْمَادِ
مَنْ يُعَزِّي القُصَّادَ عِلْماً تَوَخَّوْا / أَوْ نَوَالاً عَنْ مُسْعِف القُصَّادِ
ذِي الأيَادِي مِنْ كُلِّ لَوْنٍ وَأَغْلاَ / هُنَّ فِي الْمَأْثُرَاتِ بِيضُ الأيَادِي
مَنْ يُعَزِّي كِنَانَةَ اللهِ عَنْ رَا / مِي عِدَاهَا بِسَهْمِهِ المِصْرَادِ
عَنْ فَتَاهَا الشَّاكِي السِّلاَحَيْنِ وَالمَا / ضِيهِمَا فِي شَوَاكِلِ الأضْدَادِ
إِنَّمَا حَافِظٌ فَتَاهَا وَمِنْهَا / وَبِهَا فَخْرُهُ عَلَى الأنْدَادِ
نَشَّأْتْهُ وَأَيَّدَتْهُ بِرُوحٍ / عَبْقَرِيٍّ مِنْ رُوْحِهَا مُسْتَفَادِ
بَعْدَ أَنْ كَانَ حَاكِياً وَهْوَ يَشْدُو / جَعَلَتْهُ المَحْكِي بَيْنَ الشَّوَادي
نَظمَ الشِّعْرَ فِي الصِّبَا نَظْمَ وَاعٍ / لَقِنٍ نَاشِيءٍ عَلَى اسْتِعْدَادِ
بَادِيءٍ صَوْغَهُ وَفِيهِ فنونٌ / بَارِعَاتٌ لاَ يَتَّسِقْنَ لِبَادِي
مَا تَعَاصَى عَلَيْه عَنْ عَفْوِ طَبْعٍ / رُدَّ طَوْعاً لهُ بِفَضْلِ اجْتِهَادِ
غَيْرَ أَنَّ القَرِيضَ لَمْ يَكُ فِي مُضْ / طَرَبِ العَيْشِ مُغْنِياً مِنْ زَادِ
أَوْجَبَ الرِّزْقُ فَانْتَأْى حَافِظٌ يَكْ / دَحُ فِي بِيْئَةٍ مِنَ الأجْنَادِ
مُوحَشاً فِي مَجَاهِلِ النُّوبِ وَالسُّو / دَانِ بَيْنَ الأغْوَارِ وَالانْجَادِ
تَتَقَضَّى أَيَّامُهُ فِي ارْتِيَاضٍ / وَعَلَى أُهْبَةٍ لِغَيْرِ جِلاَدِ
وَلَيَالِيهِ فِي الخِيَامِ لَيَالِي / وَسِنٍ رَازِحٍ مِنَ الإِجْهَادِ
فِي الصَّمِيمِ الصَّمِيمِ مِنْ نَفْسِهِ الحُرَّ / ةِ هَمٌّ مُرَاوِحٌ وَمُغَادِي
أَيُّ جَيشٍ يُدَرِّبُونَ لِمِصْرٍ / وَوَلِيُّ التَّدْرِيبِ فِيهِ العَادِي
وَلِمَنْ تَمْلأُ الفَضَاءَ وَعِيداً / عُدَدٌ مِنْ حَدِيدِهِ الرَّعَّاد
ذَاكَ مَا ظَلَّ فِيهِ حِيناً وَحَسْبُ ال / نَّفْسِ شُغْلاً بِهِ عَنِ الإِغْرَادِ
غَيْرَ بَثٍّ يَبُثُّهُ إِنْ أَتَاهُ / طَائِفٌ مِنْ خَيَالِهِ المُعْتَادِ
لِلمَقَادِيرِ فِي شُؤونِ الجَمَاعَا / تِ تَصَارِيفُ رَائِحَاتٌ غَوَادِي
فِتَنُ الجَيْشِ وَالبَوَاعثُ كُثْرٌ / فِتْنَةٌ لَمْ تَكُنْ بِذَاتِ امْتِدَادِ
فَاسْتَطَارَ السُّوَّاسُ وَاضْطَرَبَتْ أَحْ / لاَمُ زُرْقِ العُيُونِ فِي القُوَّادِ
رَابَهُمْ حَافِظٌ فَعُوقِبَ فِي جُمَ / لَة مَنْ عَاقَبُوهُ بالإِبْعَاد
آخَذُوهُ بِالظَّنِّ مِنْ غَيْرِ تَحْقِ / يقٍ وَمَا آخَذُوا عَلَى إِفْنَاد
فَتَوَلَّى وَمَا لِمُؤْتَنَفِ العَيْ / شِ بِعَيْنَيْه مِنْ ضِيَاءٍ هَادي
والجَديدَانِ يَضْرِبَانِ عَلَيْه / كُلَّ رَحْبٍ فِي مِصْرَ بِالاسْدَادِ
مُوغَراً صَدْرُهُ لِمَا سِيمَ فِي غَيْ / رِ جُنَاحٍ مِنْ جَفْوَةٍ وَاضْطِهَادِ
عَاطِلَ الثَّوْبِ مِنْ كَوَاكِبِه الزُّهْ / رِ وَمِنْ سَيْفِهِ الطَّوِيلِ النِّجَادِ
فَهْوَ فِي مِصْرَ وَالبِجَادُ مِنَ الرِّقَّ / ة فِي الحَالِ غَيْرُ ذَاكَ البِجَادِ
لَقِيَ البُؤْسَ وَالأدِيبُ مِنَ البُؤْ / سِ قَديماً فِيهَا عَلَى مِيعَادِ
حَائِراً فِي مَذَاهِبِ الكَسْبِ لاَ يَفْ / رُقُ بَيْنَ الإِصْدَارِ وَالإِيرادِ
عَائِفاً خُطَّةَ الجُدَاةِ وَفِيهِ / طَبْعُ حُرٍّ يَجُودُ لا طَبْعُ جَادي
وَلَقَدْ زَادَهُ شَجىً أَنَّ سُوقَ ال / عِلمِ كَانَتْ فِيْ مِصْرَ سُوقَ كَسَادِ
وَسَجَايَا الرِّجَالِ رَانَتْ عَلَيْهَا / لُوثَةٌ مِنْ قَديمِ الاِسْتِعْبَادِ
فَهُمُ وَادِعُونَ لاَهُونَ بِالزِّي / نَاتِ وَالتُّرَهَاتِ وَالأعْيَادِ
عِبَرٌ مَرَّ فِي جَوَانِحِه مَا / لاَحَ مِنْهَا مَرَّ النِّصَالِ الحِدَادِ
فَتَغَنَّى أَسْتَغْفِرُ اللهَ بَلْ نَا / حَ نُوَاحاً يُذيبُ قَلبَ الجَمَادِ
بَاكِياً شَجْوَهُ تَرِنُّ قَوَافِي / هِ رَنِينَ النِّبَالِ فِي الأكْبَادِ
ذَاكَ وَالقَوْلُ لَيْسَ يَعْدُو شَكاةً / لَوْ جَرَتْ أَدْمُعاً جَرَتْ بِجِسَادِ
وَعِتَاباً لَوْلاَ البَرَاءَةُ مِنْهُ / عَاجِلاً كَانَ سُبَّةَ الآبادِ
بَرِئَتْ مِصْرُ مِنْهُ بِالحَقِّ لَمَّا / نَشِطَتْ مِنْ جُمُودِهَا المُتَمَادِي
طَرَأَتْ حَالَةٌ تَيَقَّظَ فِيهَا / لِدُعَاةِ الهُدَى ضَمِيرُ السَّوَادِ
فَإِذَا حَافِظٌ وَقَدْ بَشَّ مَا فِي / نَفْسِهِ مِنْ تَجَهمٍ وَارْبِدَادِ
وَبَدَا لِلمُنَى الجَلاَئِلِ فِيهَا / أُفُقٌ وَاسِعُ المَدَى لاِرْتِيَادِ
مَا تَجَلَّى نُبُوغُهُ كَتَجَلِّي / هِ وَقَدْ هَبَّ مُصْطَفَى لِلجِهَادِ
يَوْمَ نَادَى الفَتَى العَظِيمُ فَلَبَّى / مَنْ نَبَا قَبْلَهُ بِصَوْتِ المُنَادِي
وَوَرَى ذَلِكَ الشُّعُورُ الَّذي كَا / نَ كَمِيناً كَالنَّارِ تَحْتَ الرَّمَادِ
فَتَأَتَّى بَعْدَ القُنُوطِ الدَّجُوجِ / يِّ رَجَاءٌ لِلشَّاعِرِ المِجْوَادِ
مَسَّ مِنْهُ السَّوَادَ فَانْبَجَسَتْ نَا / رٌ وَنُورٌ مِنْ طَيِّ ذَاكَ السَّوَادِ
أَكْبَرَ الدَّهْرُ وَثْبَةً وَثَبَتْهَا / مِصْرُ مُفْتَكَّةً مِنَ الأصْفَادِ
وَثُغَاءً غَدَا هَزِيماً فَأْلْقَى / رُعْبَهُ فِي مَرابِضِ الاسَادِ
مَا الَّذي أَخْرَجَ الشَّجَاعَةَ مِنْ حَيْ / ثُ طَوَتْهَا قُرُونُ الاِسْتِبْدَادِ
وَجَلاَ غُرَّةَ الصَّلاَحِ فَلاَحَتْ / تَزْدَهِي مِنْ غَيَاهِبِ الإِفسَادِ
فَإِذَا أُمَّةٌ أَبِيَّةُ ضَيْمٍ / مَا لَهَا غَيْرُ حَقِّهَا مِنْ عَتَادِ
نَهَضَتْ فَجأْةً تُنَافِحُ فِي آ / نٍ عَدُوَّيْنِ أَسْرَفَا فِي اللِّدَادِ
أَجْنَبِياً أَلْقَى المَرَاسِيَ حَتَّى / تُقْلِعَ الرَّاسِيَاتُ فِي الاطْوَادِ
وَهَوَاناً كَأنَّمَا طَبَعَ الشَّعْ / بَ عَلَيْه تَقَادُمُ الإِخْلاَدِ
حَلْبَةٌ يُعذَرُ المُقَصِّرُ فِيهَا / وَالخَوَاتِيمُ رَهْنُ تِلْكَ المَبَادِي
لَيْسَ تَغْيِيرُ مَا بِقَوْمٍ يَسِيراً / كَيْفَ مَا عُوِّدُوهُ مِنْ آمَاد
غَيْرَ أَنَّ الإِيمَانَ كَانَ حَلِيفاً / لِقُلُوبِ الطَّلِيعَة الانْجَاد
فَاسْتَعَانُوا بِه عَلَى مَا ابْتَغُوْهُ / غَيْرَ بَاغِينَ مِنْ بَعِيدِ المُرَاد
لَمْ يَطُلْ عَهْدُ مِصْرَ بِالوَثْبَة الأُو / لَى وَدُونَ الوُصُولِ خَرْطُ القَتَاد
فَتَرَاخَى فِيهَا وَثِيقُ الاوَاخِي / وَوَهَى الْجَزْلُ مِنْ عُرَى الاِتِّحَاد
آيَةٌ أَخْفَقَتْ فَقَيَّضَ أُخْرَى / أَثَرٌ مِنْ عِنَايَة الله بَاد
فَزِعَتْ دِنْشِوَايُ تَحْمِي حَمَاماً / مِنْ مُلِمِّيْنَ كَالذِّئَابِ الأَوَادِي
فَتَصَدَّى لِلذَّوْدِ عَنْهُ جُفَاةٌ / مِنْ شُيُوخٍ بِهَا وَمِنْ أَوْلاَدِ
حَادِثٌ رَوَّعَ العَمِيدَ أَيَخْشَا / هُ وَسُلْطَانُهُ وَطِيدُ العِمَادِ
لاَ وَلَكِنَّ عِزَّةً أَخَذَتْهُ / عَنْ غُرُورٍ بِبَأْسِهِ وَاعْتِدَادِ
سَفَهٌ جَرَّأَ العَبِيدَ المَنَاكِي / دَ عَلَى مُعْتَقِيهِمِ الأَجْوَادِ
فَخَلِيقٌ بِهِمْ أَشَد قِصَاصٍ / حَلَّ بِالآبِقِينَ وَالمُرَّادِ
سَاقَهَا مُثْلَةً تَوَهَّمَهَا خَيْر / اً وَكَانَتْ عَلَيْهِ شَرَّ نَآدِ
ذَاعَ فِي الشَّعْبِ وَصْفُهَا فَفَشَتْ آ / لاَمُهَا فِي القُلوبِ وَالأَجْسَادِ
وَكَأَنَّ السِّيَاطَ يَحْزُزْنَ فِي أَجْ / لاَدِهِ وَالحِبَالَ فِي الأَجْيَادِ
كَانَ تَرْجِيعُ حَافِظٍ نَوْحَ مَوْتو / رٍ فَدَوى كَاللَّيْثِ بالإِيعَادِ
فِي قَوَافٍ بِهِنَّ تَنْطِقُ لَوْ أُوْ / تِيَتِ النطْقَ أَلسُنُ الأَحْقَادِ
عَلَّمَتْ خَافِضِي الجَنَاحِ لِبَاغٍ / كيْفَ شَأْنُ الحَمَامِ وَالصَّيَّادِ
وُعِدَ الصَّابِرُونَ بِالفَوْزِ وَعْداً / حَقَّقَتْهُ أَنْبَاؤُهُمْ بِاطرَادِ
إِنَّمَا الصَّبْرُ فِي النفُوسِ جَنِين / يُرْهِقُ الحَامِلاَتِ قَبْلَ الوِلاَدِ
كَيْفَ يَأْتِي بِهِ ارْتِجَالٌ وَلَمْ يَأْ / تِ ارْتِجَالٌ يَوْماً بِقَوْلٍ مُجَادِ
خلق عَزَّ فِي الجَمَاعَاتِ مِنْ فَرْ / طِ تَكَالِيفِهِ وَفِي الآحَادِ
طَالَمَا خَانَ فِي النِّضَالِ الجَمَاهِ / ييرَ فَأَلقَتْ لِغَاصِبٍ بِالقِيَادِ
بَعْدَ وَثْبٍ فِي إِثْرِ وَثْبٍ عَنِيفٍ / وَارْتِدَادٍ فِي الشَّوْطِ غِب ارْتِدَادِ
سَاوَرَ الأُمَّةَ التَّرَددَ وَالْتَا / ثَ عَلَيْهَا فِي السَّيْرِ وَجْهُ الرَّشَادِ
وَتَبَدَّى الإِحْجَامُ فِي صُورَةٍ زَلاَّ / ءَ جَرَّتْ إِقْدَامَ أَهْلِ الفَسَادِ
بالدِّعَايَاتِ وَالسِّعَايَاتِ حَاموا / حَوْلَهَا لِلسِّوَامِ أَوْ لِلرِّوَادِ
لاَ تَسَلْ يَوْمَذَاك عَنْ جَلدِ القا / دَةِ فِي مُلْتقى الخطوبِ الشِّدَادِ
كلَّمَا ازْدَادَتِ الصِّعْابُ أَبَوْا إِلاَّ / كِفاحاً وَعَزْمُهُمْ فِي ازْدِيَادِ
يَبْذلونَ القُوى وَفَوْقَ القوَى غَيْ / رَ مُبَالينَ أَنَّهَا لِنَفَادِ
وَالزعِيمُ الأَبَر أَطْيَبُهُمْ نَفْس / اً عَنِ النَّفْسِ فِي صِرَاعِ العَوَادِي
هَلْ يُنَجِّي شعْباً مِنَ اليَاس إِلاَّ / حَدَث مِنْ خَوَارِقِ المُعْتادِ
مُصْطَفَى مُصْطفَى بِحَسْبِكَ إِنْ يُذْ / كَرْ فِدَاءٌ أَنْ كنْتَ أَول فَادِ
مُصْطَفَى مُصْطَفَى لِيَهْنِئْكَ أَنْ أَح / يَيْتَ قَوْماً بِذَاكَ الاِسْتِشْهَادِ
دَب فِيْهِمْ رُوح جَدِيدٌ لَهُ مَا / بَعْدَهُ فِي القلوبِ وَالإِخلادِ
تنقضِي الحَادِثَات بعْدَك وَالرو / حُ مُقِيم فِيهِمْ عَلَى الابَادِ
كَادَ يَوْم شيعْتَ فِيهِ يُرِيهِمْ / لَمحَةً مِنْ جَلاَلِ يَوْمِ المَعَادِ
صَدَرُوا عَنْهُ بِالتَّعَارُفِ فِيمَا / بَيْنَهُمْ وَهْوَ قوَّةُ الأَعْدَادِ
وَاسْتَشَفوا لِبَأْسِهِمْ فِيهِ سِرا / كَمْ تَحَامَى أَنْ يُدْرِكوهُ الأعَادِي
هَذِهِ مِصْرُ الفَتِيَّة هَبتْ / فِي صُفوفٍ فَتِيَّةٍ لِلذيَادِ
رَجَلٌ مَاتَ مُخْلِفاً مِنْهُ جِيلا / رَابَطَ الجَأْشِ غَيْرَ سَهْلِ المَقَادِ
إِنْ دَعَاهُ الحِفَاظُ أَقْبَلَ غِلْما / ن سِرَاعٌ مِنَ القُرَى وَالبَوَادِي
أَحْدَثُوا فِي البِلاَدِ عَهْدَ لَجَاجٍ / فِي تَقَاضِي حُقُوقِهَا وَعِنَادِ
عَهْدُ نُورٍ مِنَ الحِفَاظِ وَنَارٍ / بَعْدَ طُولِ الخُمُودِ وَالإِخْمَادِ
اتَخِذَتْ عَبْقَرِيَّةُ الشِّعْرِ فِيهِ / سُلَّماً لِلعُرُوجِ وَالإِصْعَادِ
أَبْلَغَتْ حَافِظاً مِنَ الحَظِّ أَوْجاً / زَادَ مِنْهُ العَلْيَاءَ كًلَّ مَزَادِ
مَنْ رَأَى الشَّاعِرَ المُفَوَّةَ يَوْماً / وَحَوَالَيْهِ أُمَّةٌ فِي احْتِشَادِ
مُوفِياً مِنْ مِنَصَّةِ القَوْلِ يَرْنُو / بِاتَّئَادٍ وَلَحْظُهُ فِي اتِّقَادِ
وَاسِعَ المَنْكِبَيْنِ مُنْفَرِجَ الحُ / قْوَيْنِ يَخْطُو خُطَاهُ كَالمُتَهَادِي
بَاسِماً أَوْ مُقَطِّباً عَنْ مُحَيَّا / بَارِزِ العَارِضَيْنِ فَوْقَ الهَادِي
عَزَّ مِنْهُ العِذَارُ إِلاَّ تَفَارِ / يقَ خِفافاً فِي الوَجْنَتَيْنِ بَدَادِ
يُنْشِدُ الحَفْلَ فَاتِناً كُلَّ لُبٍ / بِبَدِيعِ الإِيمَاءِ والإِنْشَادِ
وَبِشِعْرٍ لاَ يُطْرَفُ الجَفْنُ فِيهِ / صَادِرٍ عَنْ حَمِيَّةٍ وَاعْتقَادِ
مَنْ رَأَى حَافِظاً نَذِيراً بَشِيراً / جَائِلاً صَائِلاً بِغَيْرِ اتِّئَادِ
غَرِداً كَالهَزَارِ آنَاً وَآناً / حَرِداً كَالخِضِمِّ ذِي الإِزْبَادِ
يَنْبِرُ النَّبْرَةَ العَزُوفَ فَمَا تُ / سْمَعُ إِلاَّ أَصْدَاؤُهَا فِي الوَادِي
وَكَأَنَّ الأَثِيرَ يَحْمِلُ مِنْهَا / كَهْرَبَاءً تَهُزُّ كُلَّ فُؤَادِ
فَهْيَ عِزٌّ لِلأَرْيَحِيِّ المُفَادِي / وَهْيَ ذُلٌّ لِلخَائِسِ المُتَفَادِي
وَهْيَ خَفْقُ اللِّوَاءِ يَحْدُوهُ مِنْ إِي / قَاعِ أَبْطَالِهِ إِلى المَجْدِ حَادِي
ذَاكَ أَنَّ الرُّوحَ المُرَدَّدَ فِيهَا / رُوحُ شَعْبٍ وَالصَّوْتَ صَوْتُ بِلاَدِ
أَيُّهَا الرَّاحِلُ الَّذِي مَلأَ العَصْ / رَ بِآثَارِهِ الرَّغَابِ الجِيَادِ
أَعْجَزَتْنِي قَبْلَ التَّمَامِ القَوَافِي / وَالقَوَافِي تَضَنُّ بِالإِمْدَادِ
قَدْكَ مِنْهَا بَيَانُ مَفْخَرَةٍ وَاعْ / ذِرْ قُصُوراً بِهَا عَنِ التَّعْدَادِ
بِتْ قَرِيراً فإِنَّ ذِكْرَاكَ فِينَا / أَجْدَرُ الذِّكْرَيَاتِ بِالإِخْلاَدِ
أَلْجَدِيدَانِ حَرْبُ كُلِّ جَدِيدِ
أَلْجَدِيدَانِ حَرْبُ كُلِّ جَدِيدِ / هَذِهِ صَرْعَةُ الْعَتِيِّ المَرِيدِ
غَيْرُ سَهْلٍ إِصْلاَحُ مَفْسَدَةِ الأَخْ / لاَقِ فِيمَا دَعَوْهُ بِالتَّقْلِيدِ
رَكَدَتْ فِي قرَارِهِ فِطَنُ النَّا / سِ وَطَابَ الْقَذَى لَهَا فِي الرُّكُود
يَا عَدُوَّ الجَهْلِ المُمَوَّهِ بِالعِلْ / مِ عَلَى شَكْلِهِ المُرِيبِ الْعَتِيد
جَلَلٌ مَا ابْتَغَيْتَهُ فَخَذِ الطَّعْ / نَةَ مِنْ ذلِكَ الْعَدُوِّ اللَّدُودِ
ظِلْتَ جِدَّ الْعَنِيدِ تَلْقَى كَمِيّاً / فِي مِرَاسِ الآفَاتِ جِدًّ عَنِيدِ
وَالأَبَاطِيلُ مِنْ قَدِيمٍ نِصَالٌ / وَدُرُوعٌ لِخَصْمِكَ الصِّنْدِيدِ
فَتَصَاوَلْتُمَا إِلَى أَنْ تَرَدَّيْ / تَ بِسَهْمٍ مُصَمِّمٍ فِي الْوَرِيدِ
نَمْ وَلاَ يُشْمِتَنَّهُ أنْ رُ / حْتَ شَهِيداً فِي إِثْرِ أَلْفِ شَهِيدِ
فَلَقَدْ نِلْتَ مِنْ مَفَاتِلِهِ أَمْ / نَعَهَا جَانباً بِسَهْمٍ سَدِيد
ثُلَّ عَرْشُ الْجُمُودِ فِي مَعْقِلِ الحرْ / صِ عَلَيْهِ وَفُلَّ جَيْشُ الْجُمُودِ
وَتَرَاختْ قُوَى الدَّوَائِبِ فِي تَمْ / كِينِهِ مِنْ مُخَلَّفَاتِ عُهوُدِ
عَنْ يَقِينٍ مِنَ الأُولَى رَابَهُمْ قَبْ / لَكَ أَنَّ الحَيَاةَ فِي التَّجْدِيدِ
نَمْ وَحَسْبُ الأَجْيَالِ بَعْدَكَ مَا أَذْ / كَيْتَ مِنْ شُعْلَةٍ لِغَيْرِ خُمُود
تَطْفَأُ النَّيِّرَاتُ وَالقَبْسُ السَّا / طِعُ مِنْهَا يَظَلُّ مِلْءَ الْوُجُود
نَمْ وَحَسْبُ الأجْياَلِ مِنْ صَوْتِكَ الرَّ / نَّانِ رَجْعٌ مُؤَبَّدُ التَّرْدِيدِ
يَسْكُتُ الأيْكُ وَالمَسَامِعُ مَلأى / بِصَدَى النوْحِ مِنك والتغرِيدِ
وَيْحَ لُبْنَانَ مَا دَهَى العِزَّةَ الْقَعْ / سَاءَ مِنْهُ فِي رُكنِهَا المَهْدُودِ
أَيُّ رُزْءٍ شَجَا بَنِيهِ وَأَدْمَى / فِي الحَشَى كُلَّ مُعْجَبٍ وَمُرِيدِ
نَالَنِي مِنْهُ طَائِلٌ فَتَلَفَّ / تُّ بِطَرْفٍ بَاكٍ وَفِكْرٍ شَرِيدِ
وَانْتَحَيْتُ الشَّمَالَ فَالْهَيْكَلَ الْ / حَيَّ بِهِ مِنْ غِرَاسِ عَهْدٍ عَهِيد
اَسْأَلُ الأَرْزَ وَهْوَ أَقْدَمُ جَدٍ / مِنْ لِدَاتِ الدُّنْيَا سَمِيعٍ شَهِيدِ
كَيْفَ حَمَّلْتَ وَالأَمَانَةُ وِقْرٌ / هَمَّكَ الضَّخمَ قَلْبَ ذَاكَ الْوَلِيدِ
وَأَقَلُّ الذِي نُحَمَّلُ مُوهٍ / لِصِلابِ الْقُوَى وَبِالصَّبْرِ مُودِ
فَإِذَا الأَرْزُ لاَ يُحِيرُ جَوَاباً / وَإِذَا السِّرُّ فِي ضَمِيرِ الْحَفِيد
رَاحَ ذَاكَ الفَتَى المجِيدُ يُؤَدِّي / مَا يُؤَدِّيهِ كُلُّ دَاعٍ مَجِيدِ
نَازِحاً مُلْهَبَ الْفُؤَادِ اسْتَكَنَّتْ / بَيْنَ جَنْبَيْهِ عِلَّةُ المَفؤُودِ
يَتَخَطَّى الْحَيَاةَ وَالإِنْسَ فِيهَا / مُوحَشاً مُنْذُ كَانَ لَدْنَ الْعُودِ
رَاجِياً غَيْرَ مَا رَجَا النَّاسُ مِنْهَا / وَارِداً غَيْرَ حَوْضِهَا المَوْروُدِ
مُشْبِعاً مُقْلَتَيْهِ نُوراً وَمَا يَقْ / بِسُ إِلاَّ سَنَى وَمِيض بَعِيدِ
طَرِباً لاِسْتِماعِهِ هَزَجاً فِي الْ / غَيْبِ جَزْلَ الإِيقَاعِ عَذْبَ النَّشِيدِ
نَاهِجاً نَهْجَهُ أَبِياً جَرِيئاً / رَاضِياً بِالْعَذَابِ وَالتَّسْهِيدِ
تَتَلاَشَى أَنْفَاسُهُ فِي سَبِيلِ الْ / خَيْرِ بَيْنَ التَّصْوَيبِ وَالتَّصْعِيدِ
يُرْشِدُ النَّاسَ بِالْبَيَانِ وَبِالْقُدْ / وَةِ لاَ بِالْوُعُودِ أَوْ بِالْوَعِيدِ
لَوْ يُجَارِي المُضَلِّليِنَ لأَلْقَى الْ / عِبْءَ عَنْهُ وَعَاشَ جِدَّ سَعِيد
إِنَّمَا المُصْلِحُ الأَمِينُ هُوَ الصَّا / بِرُ غَيْرُ الْوَاهِي وَلاَ الرِّعْدِيد
قَانِتٌ لاَ يَلَذَّهُ الْعَيْشُ مَا لَمْ / يُدْنِهِ مِنْ مَرَامِهِ المَنْشُودِ
أَيْنَ عِيسَى وَتَاجُهُ الشَّوْكُ مِنْ مُتْ / رَفِ رُومَا وَتَاجُهُ مِنْ وُرُودِ
أَيُّ تَاجَيْهِمَا هُوَ العَدْلُ وَالرَّحْ / مَةُ لِلْمُسْتَضَامِ وَالمَنْكُودِ
اَيُّ تَاجَيْهِمَا عَلَى الدَّهْرِ عُنْ / وَانُ الْهُدَى وَالْفِدَى وَعَتْقُ الْعَبِيدِ
أَيْ فَتَى الأَرْزِ هَلْ أَرَدْتَ مِنَ الدُّنْ / يَا سِوَى مَا يَعُزُّ كُلَّ مُرِيدِ
هَلْ يَكُونُ الخَيْرُ المُجَرَّدُ وَالخَ / يْرُ بِهَا يَنْتَفِي عَلَى التَّجْرِيدِ
هَلْ يَشِيعُ الْهُدَى وَتَسْلَمُ مِنْ زَيْ / غٍ صِلاَتُ الْعِبَادِ بِالمَعْبُودِ
هَلْ يُدَالُ الحُبُّ الْعَمِيمُ مِنَ البَغْ / ضَاءِ وَالحِلْمِ مِنْ شِفَاءِ الْحُقُودِ
هَلْ تُؤَدَّى زَكَاةُ كُلِّ حَرِي / بٍ قَائِمٍ عُذْرُهُ وَكُلِّ طَرِيدِ
هَلْ يُسَاوَى بَيْنَ الشُّعُوبِ فَلاَ يُسْ / مَعُ فِيهِمْ بِسَائِدٍ وَمَسُودِ
هَلْ تُفَكُّ الْقُيُودُ حِسّاً وَمَعْنىً / وَالسَّخَافَاتُ شَرُّ تِلْكَ الْقُيُودَ
هَلْ يَصُونُ الْحُدُودَ مِنْ طَامِعٍ يَطْ / مَع فِيهَا لُزُومُهُ لِلْحُدُودِ
هَلْ تَصِحُّ النُّفُوسُ مِنْ عِلَّةِ الْجَ / هْلِ وَمِنْ آفَةِ الشِّقَاقِ المُبِيدِ
مرْهِقَاتٌ مِنَ المُنَى ذَاقَ فِيهَا / كُلَّ لَوْنٍ مِنَ الْعَنَاءِ الشَّدِيدِ
بَثَّهَا دَائِباً وَلَمْ يَدَّخِرْ دُو / نَ الْبَلاَغِ المَبِينِ مِنْ مَجْهُود
فِي طُرُوسٍ رَاعَتْ بِكُلِّ طَرِيفٍ / مِنْ أَفَانِينِهِ وَكُلِّ مُفِيدِ
أَي سِرٍّ فِي ذَلِكَ الْقَلَمِ الْقَا / طِرِ مَا تَقْطُرُ ابْنَةُ الْعُنْقُودِ
أَيُّ فَيْضٍ يَصُبُّ صَبَّ الْجِرَاحا / تِ دَماً فِي نَثِيرِهِ وَالْقَصِيدِ
أَيُّ وَحْيٍ يَصُوغُ رَسْماً فَيُحْيي / هِ بِذَاكَ التَّقْدِيرِ وَالتَّجْويدِ
دَرَّ فِي المَجْدِ دَرُّهُ مِنْ فُؤَادٍ / ثَائِرٍ يَهْتَدَي بِعَقْلٍ رَشِيدِ
مَنْ يُطَالِعْ آيَاتِهِ يَرَ فِعْلَ الشُّ / هُبِ الْبِيضِ فِي الدَّيَاجِي السُّود
أَوْ يُتَابِعْ آثَارَهَا يَتَبَيَّنْ / مِنْ مَدَاهَا مَا لَيْسَ بِالمَحدُود
بَيْنَ أَهْلِ الطُّبِّ سِتِّينَ أَوْ سَبْ / عِينَ يَسْتَصْنِعُونَهَا مِنْ حَدِيدِ
وَقَطِينِ الْبُيُوتِ مِنْ وَبَرٍ أَوْ / مَدَرٍ فِي النُّجُوعِ أَوْ فِي النُّجُودِ
هَلْ عَجِيبٌ أَنْ يَجْمَعَ الشَّرْقَ وَالغَرْ / بَ مُصَابٌ فِي الْعَبْقَرِيِّ الْفَرِيدِ
يَا بَنِي أُمِّهِ الَّذِينَ تَلاَقَوْا / فِي وُفُودٍ تَمُوجُ تِلْوَ وُفُود
إِنْ تَسِيرُوا بِنَعْشِهِ فِي جَلاَلٍ / لَمْ يُشَاهَدْ فِي مَوْكِبٍ مَشْهُودِ
فَلَهُ الذِّمَّةُ الَّتِي لَيْسَ تُوفَى / بِضُروبِ التَّكْرِيمٍ وَالتَّمْجِيدِ
عَدِّدُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا فَلَنْ تُحْ / صُوا مَزَايَا النُّبُوغِ فِي التَّعْدِيد
رَضِيَ الْحَق عَنْكُمُ الْيَوْمَ مَا كُ / لُّ فَقِيدٍ مُؤَبَّنٍ بِفَقِيدِ
أَسَفاً أَنْ يَكُونَ يَوْمَ عَزَاءٍ / عَوْدُ ذَاكَ الْحَبِيبِ لاَ يَوْمَ عِيدِ
رُدَّ مِنْ غُرْبَةٍ عَلَى الأَرْزِ مَحْمُو / لاً عَزِيزاً وَلَيْسَ بِالمَرْدُودِ
لَمْ يُزَايِلْ كِرَامَهَا عَنْ قِلىً كَلاَّ / وَلَمْ يَسْمَحُوا بِهِ عَنْ جُودِ
سِرُّ لُبْنَانَ أَنَّهُ لَيْسَ يُسْلَى / كَيْفَ سَلْوَى ابْنِهِ الْوَفِيِّ الْوَدُودِ
فَلْيَكُنْ فَيءٌ ذلِكَ الأَرْزِ بَرْداً / وَسَلاَماً عَلَى المَشُوقِ الْعَمِيدِ
وَلْتَطِبْ رُوحُهُ إِذَا هِيَ حَيَّتْ / مِنْ سَمَاءِ الْخُلُودِ رَمْزُ الْخُلُودِ
مَا لِجرْحٍ جُرِحْتُهُ مِنْ ضِمَاد
مَا لِجرْحٍ جُرِحْتُهُ مِنْ ضِمَاد / نَفَذَ السَّهْمُ فِي صَمِيمِ فؤادِي
رَحْمَةً يَا زِمَانُ أَيْنَ أَمِيرِي / وَنَصِيرِي بَعْدَ الحَبِيبِ الغَادِي
يَا لَيَالِيَّ يَوْمَ أَمْسَى عَلِيلاً / قَدْ كَسَوْتُنَّ بِالسَّوَادِ سَوَادِي
بَاتَ مِنْ دَائِهِ حَلِيفَ سُهَادٍ / وَأَنَا مِنْ جَوىً حَلِيفُ سُهَادِ
ثُمَّ كَانَ الفِرَاقُ مَا مِنْ رَجَاءٍ / بَعْدَهُ لِلِّقَاءٍ قَبْلَ المَعادِ
أَيْنَ أُنْسِي إِذا افْتَقَدْتُ أَنِيساً / آه مِنْ وَحْشَتِي وَطُولِ افْتِقَادي
جَاءَ شَجْوِي مِنْ حَيْثُ كَانَ سُرُورِي / كَيْفَ بُدِّلْتُ قُرْبَهُ بِبِعَادِ
إِنْ تَقَضَّى طِيبُ الحَيَاةِ فَمَا مَعْ / نَى حَيَاةٍ قَدْ أَقْفَرَتْ مِنْ مُرَادِ
كَيْفَ أَرْثِيهِ وَالحِجَى أَطْفَاتْهُ / غَشْيَةُ الحُزْنِ وَالحَشَى فِي اتِّقَادِ
لَوْ تُحَوَّلُ الدُّمُوعُ شِعْراً لَمَا جَا / رَى قَوَافِيَّ فِيهِ صَوْبُ العِهَادِ
يَا بَقَايَا مِنْ هِمَّةٍ تَتَلاشَى / لاَ تَضَنِّي عَلَيَّ بِالإِسْعَادِ
كَانَ بِالجَاهِ وَالعُلَى جُورْجُ لُطْفُ اللَّ / هِ فَرْداً مِنْ أَبْرَزِ الأَفْرَادِ
كَانَ عَيْنَ الأَعْيَانِ فِي كُلِّ حَفْلٍ / كَانَ زَيْنَ الفِتْيَانِ فِي كُلِّ نَادِ
عَالِيَ الرَّأْسِ عَالِيَ النَّفْسِ نَهَّا / ضاً قَوِيَّ الأّخْلاَقِ وَالأَعْضَادِ
وَافِرَ الحَزْمِ وَافِيَ العَزْمِ فِي إِصْ / دَارِهِ حِكْمَةٌ وَفِي الإِيرَادِ
يَطْلُبُ المَطْلَبَ البَعِيدَ وَلاَ يَثْ / نِيهِ عَنْهُ سَفَاسِفُ الحُسَّادِ
لاَ تَرَاهُ إِلاَّ بَشُوشاً وَلاَ تَسْ / مَعُ قَوْلاً يَنِمُّ عَنْ أَحْفَادِ
وَعَلَى النِّعْمَة الَّتِي هُوَ فِيهَا / لَمْ تَطِبْ نَفْسُهُ بِغَيْرِ الجِهَادِ
مَا عَلَى الحُرِّ أَنْ يَكُونَ طَمُوحاً / تَصْدَأُ البَاتِرَاتُ فِي الأَغْمَادِ
كُلُّ شَأْنٍ مِمَّا تَوَلاَّهُ كَا / نَ الفَوْزُ مِنْ غِبِّهِ عَلَى مِيعَادِ
لَمْ يُنَافِسْهُ فِي الوَجَاهَةِ مَمْدُو / دُ طِرَافٍ وَلاَ كَثِيرُ رَمادِ
فِي سَبِيلِ الحِمَى وَفِي سُبُلِ البِرِّ / مَسَاعٍ لاَ تَنْقَضِي وَأَيَادِ
صَرْحُهُ مُلْتَقَى الأَعَاظِمِ مِنْ عُرْ / بٍ وَعُجْمٍ وَكَعْبَةُ القُصَّادِ
هَلْ يُضَاهِيهِ بِالمَفَاخِرِ بَيْتٌ / فِي بُيُوتِ السَّرَاة وَالأَجْوَادِ
هُوَ مِرْآةُ أَهْلِهِ وَهُمُ بِالنُّ / بْلِ وَالفَضلِ فَاقِدُو الأَنْدَادِ
وَبِحَقٍّ مَا أَحْرَزُوهُ جَمِيعاً / بَيْنَنَا مِنْ تَجِلَّةٍ وَوِدَادِ
خَطْبُ هَذَا الهُمَامِ خَطْبٌ عَمِيمٌ / عَظَّمَ اللهُ فِيه أَجْرِ البِلادِ
عَظَّمَ اللهُ فِيه أَجْرَ كِرَامٍ / رُزِئُوهُ مِنْ آلِهِ الأَمْجَادِ
هُمْ عَزَاءٌ وَمَا سِوَاهُم عَزَاءٌ / عَنْهُ يَأْسُو جَريحَةَ الأَكْبَادِ
مِصْرُ فِي مَوْقِفِ الدِّفَاعِ المَجِيدِ
مِصْرُ فِي مَوْقِفِ الدِّفَاعِ المَجِيدِ / أَيْنَ فِيه مَكَانُ عَبْدِ الحَمِيدِ
أَيْنَ ذَاكَ الَّذي تَطَوَّعَ قِدْماً / غَيْرَ هَيَّابَةٍ وَلاَ رِعْدِيدِ
فاَصْطَلَى الحَرْبَ وَالحِمِيَّةُ تَحْدُو / هُ وَحَقُّ الإِخَاءِ فِي التَّوْحِيدِ
يَمْنَحُ الجَارَ فَوْقَ مَا يَتَمَنَّى / جَارُهُ المُسْتَضَامُ مِنْ تَأْيِيدِ
أَقَضَى اليَوْمَ حَتْفَ أَنْفٍ وَأَقْصَى / مَا رَجَا أَنْ يَمُوتَ مَوْتَ شَهِيدِ
كَانَ سَيْفاً لِقَوْمِهِ مِنْ سُيُوفٍ / عَرَفَ القَوْمُ كُرْهَهَا لِلغُمُودِ
فَتَرَدَّى فِي جَفْنِهِ وَاغْتِمَادُ السَّ / يْفِ إِنْ طَالَ فَهْوَ بِالسَّيْفِ مُودِي
حُكْمُ مَاءِ الفِرِنْدِ حُكْمُ سِوَاهُ / كُلُّ مَاءٍ فَسَادُهُ فِي الرُّكُودِ
فَلَئِنْ فَاتَهُ الجِهَادُ لَقَدْ هَيَّ / أَ جِيلاً مِنَ الحُمَاةِ الصِّيدِ
وَلِهَذَا عِنَايَةُ الله صَانَتْ / قَلْبَ ذَاكَ المُغَامِرِ الصَّنْديدِ
هَيَّأَتْ مَنْ تَخَيَّرَتْ لِيُوَلَّى / جَيْشَ سَلمٍ يَغْزُو بِغَيْرِ الحَديدِ
فِتْيَةُ المُسْلِمِينَ بِالعِلمِ وَالتَّقْ / وَى لِخَيْرِ الفُتُوحِ خَيْرُ الجُنُودِ
سَلَكُوا كُلَّ مَسْلَكٍ حَسَنٍ فِي / طَاعَة اللهِ وَالتِزَامِ الحُدُودِ
فَإِذَا اسْتُنْفِرُوا لِدَرْءِ الأَعَادي / عَنْ حِمَاهُمْ فَمَا هُمُ بِقُعُودِ
لَيْسَ بِدْعاً أَنْ يُرْخِصُوا غَالِيَ الدَّمْ / عِ عَلَى ذَلِكَ الزَّعِيمِ الفَقِيدِ
أَيُّ صَرْحٍ مُمَرَّدٍ دَكَّهُ رَيْ / بُ المَنَايَا وَأَيُّ حِصْنٍ وَطِيدِ
رَدَّدَ النَّاسُ فِيه بَيْتاً قَديماً / عَادَ وَهْوَ الخَلِيقُ بِالتَّرْديدِ
إِنَّ عَبْدَ الحَمِيد حِينَ تَوَلَّى / هَدَّ رُكْناً مَا كَانَ بِالمَهْدُودِ
لَمْ نَخَلُهُ يَنْقَضُّ إِلاَّ إِذَا انْقَ / ضَّ شِهَابٌ أَوْ قِيلَ لِلأَرْضِمِيدي
بَاذِخٌ فِي الرِّجَالِ يَسْمُو فَمَا تُخْ / طِيءُ عَيْنٌ مَكَانَهُ فِي العَديدِ
تَتَجَلَّى صَبَاحَةُ الوَجْهِ مِنْهُ / فِي تَقَاسِيمَ مِنْ غَمَائِمَ سُودِ
وَالعَصَا فِي يَمِينهِ لاَ تُضَاهَى / مَلْمِساً نَاعِماً وَغِلْظَةَ عُودِ
قُلِّمَ الشَّوْكُ مِنْ جَوَانِبِهَا وَابْ / تَسَمَتْ فِي مَوَاضِعِ التَّجْرِيدِ
هَيَ رَمْزُ الطَّبْعِ الشَّديد وَإِنْ كَا / نَ عَلَى الوَادِعِينَ غَيْرَ شَديد
قلِّبِ الطَّرْفَ فِي الَّذينَ تَرَاهُمْ / حَوْلَهُ لاَ تَجِدْ لَهُ مِنْ نَديدِ
رَجُلٌ لَم يُدَاجِ فِي أَمْرِ دُنْيَا / هُ وَلاَ فِي صَلاَته وَالسُّجُود
سَيْرُهُ سَيْرُهُ بِغَيْرِ التِوَاءٍ / وَعَنِ الحَقِّ مَا لَهُ مِنْ مَحِيدِ
صَادقٌ وَالزَّمَانُ غَيْرُ ذَمِيمٍ / صِدْقَهُ وَالزَّمَانُ غَيْرُ حَمِيد
وَهْوَ حَيْثُ الحِفَاظُ فِي كُلِّ حَالٍ / لاَ بِوَعْدٍ يُثْنَى وَلاَ بِوَعِيدِ
حُبُّهُ مِصْرَ قَلْبُهُ وَبِه يَحْ / يَا لَهَا وَالوَفَاءُ حَبْلُ الوَرِيدِ
إِنْ دَعَا الخُلفُ فَهْوَ غَيْرُ قَرِيبٍ / أَوْ دَعَا الإِلْفُ فَهْوَ غَيْرُ بَعِيد
وَاسِعُ الجُود لاَيَضَنُّ بِمَالٍ / فِي سَبِيلِ الحِمَى وَلاَ مَجْهُود
عَجَبٌ فِيه بَأْسُهُ وَنَدَاهُ / وَالنَّدَى لَيْسَ مِنْ طِبَاعِ الأُسُودِ
إِنْ فِي مِصْرَ بَعْدَهُ شَجَناً هَيْ / هَاتَ يُنسَى إِلى زَمَان مَديد
اَيُّهَا الحَافِظُونَ ذِكْرَاهُ مَا أَجْ / دَرَ ذِكْرَى الأَبْطَالِ بِالتَّخْلِيدِ
سَكَتَ النَّائِبُ الجَرِيءُ الجَهِيرُ ال / صَّوْتِ فِي كُلِّ مَوْقِف مَشْهُودِ
وَاسْتَقَرَّتْ دَارُ النِّيَابَةِ مِنْ أَسئِلَ / ةٍ هَزَّهَا بِهَا وَرُدُودِ
وَتَلاَ سَابِقيهِ بَاقٍ عَزِيزٌ / مِنْ رِفَاقٍ لِمُصْطَفَى وَفَرِيدِ
وَخَلاَ مَنْصِبُ الرِّيَاسَة لِلشُّبَّ / انِ مِنْ خَيْرِ قَائِدٍ وَعَمِيدِ
فَلْيَهَبْهُ الرَّحْمَنُ أَوْفَى جَزَاءٍ / وَلْيُثِبْهُ التَّارِيخُ بِالتَّمْجِيدِ
وَعَزَاءً لِمِصْرَ فَالخَطْبُ فِي الأُمَّ / ة جَمْعَاءَ خَطْبُ آلِ سَعِيدِ
غَيْرُ مُغْنٍ قُلُوبَنَا يَا مُحَمَّدْ
غَيْرُ مُغْنٍ قُلُوبَنَا يَا مُحَمَّدْ / مِنْكَ رَسْمٌ بَاقٍ وَذِكْرٌ مرَدَّدْ
وَعَزِيزٌ عَلَى الأُولَى أَلِفُوا مِنْ / كَ لِقَاءً هَذَا الْفِرَاقُ المُخَلَّدْ
رَحِمَ الله فِي الرِّفَاقِ رَفِيقاً / كلَّ يَوْمٍ مَكَانُهُ يتفقَّدْ
بِوَفَاةِ الموَيْلِحِيِّ خَبَا نجْ / مٌ مضِيءٌ وَدكَّ صَرْحٌ ممَرَّدْ
خُلُقٌ لا يَرِيمُ حُسْناً كَمَا تعْ / هَدُ وَالمْبْدَعَاتُ مَا لسْتَ تَعْهَدْ
كَانَ بِالنَّفْسِ يَكْتَفِي عَنْ عِبَادِ اللَّ / هِ مَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَتَفَرَّدْ
لَيْسَ فِيهِ عُجْبٌ وَإِنْ كَانَ فِي ظَا / هِرِهِ العُجْبُ وَالفَتَى مَا تَعَوَّدْ
غَيْرَ مَا يُكْبِرُ الصَّحَابَةُ فِيهِ / إِنْ نَدَوْا مِنْ بَدَاهَةٍ تَتَوَقَّدْ
بَيْتُهُ ضَيِّقٌ وَلَكِنَّهُ مِنْ / عِزَّةِ النَّفْسِ فِي طِرَافٍ ممَدَّدْ
فِي الْحَدِيثِ المَعْزوِّ لاِبْنِ هِشَامٍ / لِمْ يُفَنِّدْ فِي الْقَوْمِ غَيْرَ المفَنُدْ
وَأَرَادَ الإِصْلاَحَ فِي كُلِّ مَعْنىً / لِلَّذِي أَتْلَفَ الزَّمَانَ وَأَفْسَدْ
بِكَلاَمٍ مَا شَاءَ أَبْدَعَ فِيهِ / صَوْغَ أَلْفَاظِهِ وَمَا شَاءَ جَوَّدْ
لَمْ يَكُ الْقَوْلُ فِيهِ مبْتَذَلَ الْقَوْ / لِ وَلاَ نَهْجُهُ الطَّرِيقَ المعَبَّدْ
دَيْنُ هَذَا الْجَمِيلِ كَيْفَ يؤَدّى
دَيْنُ هَذَا الْجَمِيلِ كَيْفَ يؤَدّى / هَلْ يَفِي مِن مُقصِّرٍ أَنْ يَوَدَّا
يَا كِرَاماً أَدُّوْا حُقوقَ عُلاَهُمْ / لاَ حقُوقِي حَمْداً لكُمْ ثمُ حَمْدَا
أَيُّ رِفْدٍ كَرِفْدِكُمْ مَا رَأَيْنَا / قَبْلَهُ المَجْدَ وَهْوَ يُمْنَح رِفْدَا
شَكَرَ الله لِلأُولَى خَاطَبُونِي / مِدَحَاتٍ عَنْهَا أُقَصِّر رَدَّا
مِنْ نظِيمٍ وَمِنْ نَثِيرٍ أَرَانَا / تَحْتَ أَزْهَى الْعَتِيقِ حُسْناً أَجَدَّا
لَسْتُ أَدْرِي عَلاَمَ هُمْ جَعَلُونِي / فِي مَحَلٍّ يَعْلُو مَحَلِّيَ جِدَّا
أَنَا لاَ شَيْءَغَيْرَ أَنِّي بِقَوْمِي / أَسْعَدُ الطَّالِبِينَ لِلْعَلْمِ جَدَّا
صِرْتُ مَا شَاءَ فَضْلُ مَنْ شَاءَ مِنْهُمْ / وَاللَّيَالِي مَا زِلْنَ نَحْساً وَسَعْدَا
قَدْ تَوَالَتْ بِيَ الْحَفَاوَاتُ فِي كُ / لِّ مَكَانٍ وَكُلِّ مَمْسىً وَمَغْدَى
وَزَكَا البِرَ بي تِباعاً افَما أَكْبَ / رْتُ قَبْلاٌ وَجَدْتُ ضِعْفَيْهِ بَعْدا
فَلَوِ الْوَهْمُ نَالَ مِنِّي مَنَالاً / خِلْت وِرْدِي مِنَ المَجَرَّةِ وِرْدَا
حَبَّذَا المَحْفِل الانِيسُ الَّذِي أَبْ / دَى لَنَا مِنْ وِئَامِكُمْ مَا أَبْدَى
فإِذَا أُلْفَةٌ تَقِر عُيوناً / رَدَّهَا الخُلْفُ قَبْلَ ذَلِكَ رمْدَا
قَدْ مَضَى عَهْدُ ذِلكَ الْخُلْفِ لاَ / عَادَ وَلاَ ذِكْرُ مَا جَرَى فِيهِ عَهْدَا
يَا بِلاَدِي إِليْكِ يَهْفُو فُؤَادِي / كَلَّ آنٍ شَوْقاً وَيَلْتَاعُ وَجْدَا
كُلَّمَا اشْتَدَّتِ الصُّروفُ بِاهْلِي / كِ نَمَا ذَلِكَ الْهَوَى وَاشْتَدَّا
كَيْفَ لاَ تُوهَبُ الْحَيَاةُ فِدَى شَعْ / بٍ كَهَذَا الشَّعْبِ الْعَزِيزِ المفَدَّى
وَطَني الباكي الحَزينَ الَّذ / ي نَشْرَبُ فِيهِ أَسىً وَنَشْرُقُ سُهْدَا
إِنْ تُجَزَّأْ مِنْ وَحْدَةٍ لَمْ يَكُنْ حَ / دُّكَ فِي الْقَلْبِ غَيْرَ مَا كَانَ حَدَّا
كَيْفَ يَبْنِي ذَاكَ المفَرِّقُ حِسّاً / فِي بَنِي الأُمِّ بَيْنَ روحَيْنِ سَدَّا
مِنْ ذُرَى كَرْمِلٍ إِلى حَلَبٍ أَلْفَيْ / تُ قُرْباً مَا كَانَ يُحْسَبُ بُعْدَا
وَطَنِي لَوْ بِبُعْدِنَا عَنْكَ يَوْماً / بِيعَ خُلْدُ النَّعِيمِ لَمُ نَشْرِ خُلُدَا
إِنَّمَا البؤْسُ عَنْكَ أَقْصَى فَكُلٌّ / آدَمٌ أَوْ أَبْكَى وَآلَمُ فَقْدَا
كَانَ كُلٌّ فِي الدِّينِ يُوهِي أَخَاهُ / فَوَهَى الشَّعْبُ وَالعَدوُّ اسْتَبَدَّا
مِنْكَ حَيفَا وَإنَّ حَيفَا لأغْلَى / درَّةٍ فِي الثُّغورِ يُنَظمْنَ عِقْدَا
وَبَنُوهَا وَجَدْتُ مِن كَرَمِ الأخلاَ / قِ فِيهِمْ مَا لسْتُ أُحْصِيهِ عَدَّا
فِيهِمُ اللطفُ بِالنَّزِيلِ وَفِيهِمْ / أَدَبٌ يَسْتَهْوِيَ الْعَدوَّ الالَدَّا
شَيْخُهمْ فِيهِ حِكْمَةٌ تَحْتَ ضَوْءِ الشَيْ / بِ تَزْهو فَتَرْجِعُ الْغَيَّ رشْدَا
وَفَتَاهمْ فِي حَلْبَةِ الجِدِّ أَذْكَى النَّا / سِ قَلْباً وَأَعْدَلُ النَّاسِ قَصْدَا
وَمِنَ الطُّهْرِ كُلُّ زَهْرَاءَ فِيهِمْ / تُطْلِعُ الْعَقْلَ كَالصَّبَاحِ وَأَهْدَى
دَامَ إِقْبَالُكُمْ وَمَدَّ لِكُلٍّ / مِنْكُم اللهٌ فِي السَّعَادَةِ مَدَّا
أَنْزَلَ الرَّوْعَ فِي صِلاَبِ الْعِمَادِ
أَنْزَلَ الرَّوْعَ فِي صِلاَبِ الْعِمَادِ / ذَلِكَ الْخَطْبُ فِي عَمِيدِ الْبِلاَدِ
وَمَشَتْ أُمَّةٌ تُشَيِّعُ طَوْداً / حَمَلَتْهُ أَيْدٍ عَلَى أَعْوَادِ
ما أَجَلَّ الْحَيَاةَ أَجْنَتْ فَأغْنَتْ / بِالمَسَاعِي وَزكِّيَتْ بِالأيَادِي
يَا أَبَا الْعَصْرِ عِشْتهَا مِئةً مِن / طَيِّبَاتِ الإِصْدَارِ وَالإِيرَادِ
إِنْ تَنَاهَى امْتدَادُها لَمْ تُجاوزْ / دَعَواتِ الوَرَى لَها باقْتِدَادِ
قَلَّ مَن مَاتَ بَعْدَ دَهْرٍ كَمَا م / تَّ وَحَقٌّ عَلَيْهِ لُبْسُ الْحِدَاد
أَمَدٌ عِشْتَهُ مَدِيدٌ وَلَكِنْ / قَصَّرَتْهُ السُّعودُ فِي الآمَادِ
جزْتَهُ هَانِئاً وَبورِكَ فِيهِ / لَكَ مَا شِئْتَ بِالْعَطَايَا الْجِيَادِ
عَزَّ مَنْ نَالَ مِثْلَ مَا نِلْتَ مِنْ / عمْرٍ وَنَجْلٍ وَثَرْوَةٍ فِي الْعِبَادِ
ذَاكَ فَضْلٌ أُوتِيتَهُ غَيْرَ مَسْبو / قٍ وَحَظٌّ أَصَبْتَهُ بِانْفِرَادِ
بَلَغَ المنْتَهَى وَقَدْ بِتَّ مَذْكُو / راً بِخَيْرٍ حَيّاً عَلَى الابَادِ
مَنْ يَبِيعُ الدُّنْيَا لَهُ خيْرُ زَادٍ / وَالَّذِي يَشْتَرِي لَه شَرُّ زَادِ
إِنْ ذَا النِّعْمَةِ الذِي لاَ يُزَكِّي / لِجَمَادٍ مَوَكَّلٌ بِجَمَادِ
وَقَدِيرٌ عَلَى الْعَطَاءِ وَلاَ يُعْ / طِيجَدِيرٌ بِالْفَقْرِ ذَاكَ اعْتِقَادِي
هَانَ قَدْراً فِي النَّاسِ إِنْ عَاشَ أَوْ مَا / تَ وَسَاءَتْ عُقْبَاه يَوْمَ التَّنَادِي
وَلِهَذَا آثرْتَ أَجْمَلَ مَا يؤْ / ثِرُ أَهْلُ التقى مِنَ الاجْوَادِ
فعَليْكَ السلاَم يُوسفَ أَحْرِزْ / بَعْدَ طِيبِ المَعَاشِ طِيبَ المَعَادِ
ما تَعَزتْ عَنكَ المَوَاطِن إِلاَّ / بِفَتَاكَ الْحُرِّ الْكَبِيرِ المُرَادِ
وَعَزَاءُ الْبِلاَدِ هَلْ هُوَ إِلاَّ / فِي قِيامِ الْعِمَادِ بَعْدَ الْعِمَادِ
كل نَوْحٍ لَهُ صَدى فِي فؤَادِي
كل نَوْحٍ لَهُ صَدى فِي فؤَادِي / وَجَوَابٌ مِنْ عَبْرَتِي وَمِدَادِي
كَيْفَ وَالرُّزْءُ فِي وَدُودٍ صَفِيٍّ / وَرَدَ الصَّفْوَ مِنْ معِينِ وِدَادِي
يَا شُجُوناً تَمَس أَوْتَارَ قَلْبِي / وَيْكِ هَلاَّ مَسَسْتِهَا بِاتئَادِ
كَمْ أَصُوغُ الْوَدَاعَ إِثْرَ وَدَاعٍ / فِي بِعَادٍ يَجِيءُ تِلْوَ بِعَادِ
وَالأَسَى مِلْءُ مِسْمَعِي كُلَّمَا تُو / حِي وَفِي أَضْلُعِي اقْتِدَاحٌ زِنَادِ
وَعُيُونِي لا تَهْجُرُ الطِّرْسَ إِلاَّ / وَسَوَادُ السُّطُورِ بَعْضُ سَوَادي
يَا أَخاً فَضْلُهُ عَلَيَّ كَبِيرٌ / مُذْ تَفَيَّأْتُ ظِلَّ هَذَا الْوَادي
يَا سَلِيمَ الضَّمِيرِ وَالْقَلْبِ فِي أَشْ / رَفِ مَعْنىً وَفِي أَعَزِّ مُرَاد
مَا الَّذي يَصْنَعُ الأَحِبَّاءُ بِالأَرْ / وَاحِ يَوْمَ النَّوَى وَبِالأَكْبَاد
جَلَّ فَقْدَيكَ جَلَّ بَعْدَكَ لِلأَفْ / ضَلِ مِنْ شَطْرَي الْحَيَاة افْتِقَادي
أَيُّ خَطْبٍ دَهَى الْفَضَائِلَ فِي النَّدْ / بِ المُوَالِي وَفِي الْهُمَامِ الْجَوَاد
في الأَمِينِ الأَبَرِّ حُرِّ السَّجَايَا / صَادقِ الْوَعْد مُخْلِف الأَيْعَاد
لَهْفَ نَفْسِي عَلَى زَمَانٍ تَقَضَّى / جَادَهُ مَا اسْتَهَلَّ صَوْبُ الْعِهَاد
فِيه كنا رَهْطاً تَوَلوْا بِمَا في / وُسْعِهِمْ خِدْمَةً لِهَذي الْبِلاَد
وَعَلَيْنَا أَبُو الصَّحَافَة فِي الشَّرْ / قِ رَئِيسٌ نِعْمَ الرَّئِيسُ الْهَادِي
كَمْ لَهُ فِي سَبِيلِهَا مِنْ مَسَاعٍ / لَيْسَ تُنْسَى وَكَمْ لَهُ مِنْ أَيَاد
وَتُعِد الأَهْرَامُ بَيْنَ يَدَيْه / نَهْضَةَ الْقُطْرِ أَيَّمَا إِعْدَاد
وَسَلِيمٌ فِي الْعَامِلِينَ بلاَ دَعْ / وَى عَلَى أَنَّهُ مِنَ الأَمْجَاد
رَقَدَ الأَكْثَرُونَ مِنْ هَؤُلاءِ الْصَّ / حْبِ عَنَّا وَلَم نَزَلْ فِي سُهَاد
وَخَلِيلُ الْجَاوِيشِ فِيمَنْ تَوَلَّوْا / وَالنَّجِيبَانِ مِنْ بَنِي الْحَداد
وَسِوَاهُمْ مِنْ شَاعِرٍ وَأَدِيبٍ / وَخَطيبٍ كَانُوا منَ الأَفْرَاد
رَحمَ اللهُ مَنْ قَضَى وَأَطَالَ اللَّ / هُ أَعْمَارَ سَائر الأَنْدَاد
وَامْضِ يَا صَاحبي خَليقاً بأَنْ تُرْ / ثَى حَقيقاً عَلَيْكَ لُبْسُ الْحدَاد
مَا تَمَادَى حُزْنُ النفُوس عَلَى مثْ / لكَ فيمَنْ خَلاَ كَهَذَا التَّمَادي
وَالأَسَى بَعْد رَائحٍ لَمْ يَكُنْ في / غَيْر ذَا الْخَطْب كَالأَسَى بَعْدَ غَادي
أَبْلغ السَّابقينَ أَزْكَى التَّحيا / ت منَ اللاَّحقينَ في ميعَاد
وَتَلَقَّ النُّعْمَى بوَجْهٍ مُنيرٍ / فِيه سِيمَا تِلْكَ المَعَانِي الْجِيَاد
قِفْ بِهَذَا الضَّرِيحِ وَابْكِ فَقِيداً
قِفْ بِهَذَا الضَّرِيحِ وَابْكِ فَقِيداً / جَلَّ في الشَّرْقِ خَطْبُهُ مِنْ فَقِيدِ
عَلَمُ الْمُنْشِئِينَ نَظْماً وَنَثْراً / وَإِمَامُ الحُفَّاظِ وَالتَّجْدِيدِ
والْمِثَالُ الْفَرِيدُ فِي الدَّينِ / وَالدنْيَا جَمِيعاً بِكُلِّ مَعْنىً فَرِيدِ
خَلَّفَ الرَّافِعِي فِي قَوْمِهِ اسْماً / كَانَ أَحْرَى الأسْمَاءَ بِالتَّخْلِيدِ
دَائِمُ الرَّجْعِ كُلَّمَا أَرْضَوْهُ / طَيَّبَ الدَّهْرُ ذِكْرَ عَبْدِ الْحَمِيدِ
سَنَحَتْ فِي الطَّرِيقِ مَغْضُوضَةَ الْجَ
سَنَحَتْ فِي الطَّرِيقِ مَغْضُوضَةَ الْجَ / فْنِ وَلِلْهُدْبِ شِبْهُ ظِلٍّ مَدِيدِ
لَحْظُهَا خَاشِعُ الشُّعَاعِ وَتَدْعُو / هُ إِلَى الْكِبَرِ عِزَّةٌ بِالنُّهُودِ
رَاعَنَا قَدُّهَا الرَّشِيقُ وَقَدْ تَكْ / فِي فُتُوناً رَشَاقَةٌ بِالْقُدُودِ
وَجَبِينُ مُكَلل بِنُضَارٍ / وَمُحَيّاً ضَاحٍ أَسِيلُ الْخُدُودِ
وَثُغَيْرٌ حَلاَوَةُ الظَّلْمِ تَجْرِي / ثَنَايَاهُ فَوْقَ أَعْدَلِ جِيدِ
هُوَ يَاقُوتَةٌ طَفَتْ فِي مُحِيطٍ / مِنْ بَيَاضٍ قَدْ زِينَ بِالتَّوْرِيدِ
ذَاكَ مَا قَدْ غَنِمْتُ مِنْ حُسْنِهَا لَمْ / حاً وَمَا خِلْتُ بَعْدَهُ مِنْ مَزِيدِ
غَيْرَ أَنِّي مَكَثْتُ حَتَّى إِذَا مَا / نَاوَحَتْنِي وَلَمْ أَكُنْ بِبَعِيدِ
حَانَ مِنْهَا نَحْوِي الْتِفَاتٌ فَيَا لَلْ / بِدْعَ مِثْلُهُ فِي الْوُجُودِ
حَدُّ مَا تَبْلُغُ الْخِلاَبَةُ فِي الأْلْ / حَاظِ بَلْ فِتْنَةٌ وَرَاءَ الْحُدُودِ
مِحْجَرٌ ضَائِقٌ بِإِنْسَانِ عَيْنٍ / وَاسِعِ الْحَوْلِ وَهْوَ غَيْرُ مَرِيدِ
جَامِعٌ لِلسَّمَاءِ وَالمَاءِزَخَّا / رٌ بِمَوْجٍ عَالٍ وَضَوْءٍ شَدِيدِ
سَاحِرٌ بَيْنَ زُرْقَةٍ وَاخْضِرَارٍ / لُبَّ رَائِيهِ بِائْتِلاَفٍ فَرِيدِ
وَخِلاَلَ اللَّوْنَيْنِ كَمْ وَمْضَةٍ سَكْ / رَى لَعُوبٍ وَكَمْ سَحَابٍ شَرُودِ
بَيْنَمَا أَنْتَ مِنْهُ فِي شِبْهِ وَعْدٍ / إِذْ تَرَاهُ وَفِيهِ شِبْهُ وَعِيدِ
ذَاكَ فَنٌّ مِنَ الْبَدِيعِ رَأَيْنَا / آيَةً مِنْهُ لِلْبَدِيعِ المَجِيدِ
فَاسْتُبِينَا وَأَيُّ قَلْبٍ مَنِيعٌ / حِينَ يَغْزُو الْهَوَى بِحُسْنٍ جَدِيدِ
لاَ تَغَارِي مِنْ حُسْنِهَا المَلْحُودِ
لاَ تَغَارِي مِنْ حُسْنِهَا المَلْحُودِ / وَشَبَابٍ فِي شَرْخِهِ مَفْقُودِ
وَارْحَمِيهَا كَرَحْمَتِي وَاذْكُرِيهَا / بَعْدَ هَذَا المُصَابِ ذِكْرَ وَدُودِ
وَاحْذَرِي أَنْ تَبُوحَ عَيْنَاكِ يَوْماً / لِلمُرِيدينَ عَنْ فُؤادٍ حَسُودِ
فَمِنَ الغَبْنِ أَنْ تَشِفَّ الَّلآلِي / وَهْيَ غَرَّاءُ عَنْ نِكَاتٍ سُودِ
وَمِنَ النقْصِ فِي جَلاَلَةِ نِدٍّ / أَنْ يَرَى نِدَّهُ بِعَيْنِ حَقُودِ
وَمُقَالاَةُ غَادَةٍ لِسِوَاهَا / كَاعْتِرَافٍ مِنْهَا لَهَا بِمَزِيدِ
خَلَّتِ الأَرْضَ كُلَّهَا لَكِ إِرْثاً / فَامْلِكِي مِلْكَ سَيِّدٍ لِمَسُودِ
وَارْفَعِي فِي الأَحْزَابِ رَايَةَ جَمْعٍ / بَيْنَ حُسْنٍ بَاقٍ وَنَجْمٍ سَعِيدِ
فَلَقَدْ شَتَّتَ المُحِبِّينَ عَنْهَا / مَا انْطَوَى مِنْ لِوَائِهَا المَنْكُودِ
أَصْبَحَتْ فِي يَدِ البِلَى فَدَعِيهَا / بِسَلاَمٍ وَاسْتَمْتِعِي بِالوُجُودِ
لَكِ مَلْهَى مِنَ الصِّبَا وَالتَّصَابِي / فَاغْنَمِيهِ إِلى مَدىً مَحْدُودِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025