النجاءَ النجاءَ من أرضِ نجدِ
النجاءَ النجاءَ من أرضِ نجدِ / قبلَ أن يعلَق الفؤادُ بوجدِ
إنّ ذاك الثرى لَيُنبتُ شوقا / في حشَا ميِّت اللُّباناتِ صَلدِ
كم خلٍّى غدا إليه وأمسَى / وهو يَهذِى بعلَوةٍ أو بهندِ
وظباءٍ فيه تُلاقِى المُوالى / والمعُادى من الجَمال بجنُدِ
بشتيتٍ من المباسم يُغرى / وسَقامٍ من المحاجر يُعدى
وبنانٍ لولا اللطافةُ ظُنَّتْ / لجِناياتها براثنَ أُسْدِ
وحديثٍ إذا سمعناه لم ند / رِ بخمرٍ نضَحنَنا أم بشهدِ
أنِفتْ من براقع الخزِّ والق / زِّ خدودٌ قد برقعوها بوَردِ
وغَنُوا عن خدورهم مذ تغطَّوا / عن محبيّهمُ ببعدٍ وصدِّ
أمُقاما بعالجٍ والمطايا / عَرضَ يبرينَ بالظائعن تَخدِى
لا الحمىَ بَعدكم مُناخٌ ولا ما / ءُ اللوى إذا هجرتموه بوِرْدِ
والفؤادُ الذي عهدتم جَموحا / راضه طولُ جَوْركم والتعدّى
ما تُريدون من دلائلِ شوقى / غيرَ هذا الذي أُجِنُّ وأُبِدى
كبِدٌ كلّما وضعتُ عليها / راحتى قيلَ أنت قادحُ زَندِ
وجفونٌ جرينَ مدًّا وماءُ ال / بحر يرتاحُ بين جزرٍ ومدِّ
يا بنى مُرّةَ بن ذُهلٍ أبوكم / ما أبوكم وجَدُّكم أيّ جَدٍّ
غُرَرٌ في وجوهِ بكَرٍ وبكَرٌ / شامةٌ عمَّمت رؤوسَ مَعَدِّ
من شبابٍ في الحِلم مثلِ كُهول / وكُهولٍ نزَّاقةٍ مثلِ مُردِ
أنا منكم إذا انتهينا إلى العر / ق التففنا التفافَ بانٍ يرنْدِ
نسبٌ ليس بيننا فيه فرقٌ / غير عيشَىْ حضارةٍ وتَبدِّى
لكم الرمحُ والسِّنانُ وعندى / ما تحبُّون من بيانٍ ومَجدِ
خلِّصونى من ظَبيكم أو أنادى / بالذي يُنقذ الأسارَى ويفدى
بأبي القاسم الذي غرس الأف / ضال في ربوتَىْ ثناءٍ وحمدِ
كلّما هبّ للسؤال نسيمٌ / فوق أغصانه انتثرنَ برِفدِ
في بديه غمامتان لظلٍّ / ولقَطرٍ من غير برقٍ ورعدِ
أَذِنَ البشرُ للعُفاة عليه / حين ناداهم القُطوبُ بردِّ
واصطفى المكرُماتِ حتى لقلنا / أبِرِقٍّ إنتاجُها أم بَعقدِ
فَرْقُ ما بينَه وبين سواه / فَرْقُ ما بين لُجِّ بحرٍ وثَمْدِ
أيُّ عُشبٍ في ذلك الأبطحِ السه / ل وماءٍ لمَرتَعٍ ولوِردِ
لا تراه إلاّ على كاهل العز / مِ يسوق العُلا بجَدٍّ وجِدِّ
كم عدوٍّ أماته بوعيدٍ / وَولىٍّ أحياه منه بوعدِ
لستَ تدرى أمن زخارف روضٍ / صاغه اللهُ أم لآلىءِ عِقدهِ
وبحسن الفعال ينتسب القو / مُ إلى المجد لا بَقْبلٍ وبَعدِ
مُطلِعٌ في دُجى الخطوبِ إلا أظ / لمنَ من رأيه كواكبَ سَعدِ
عزماتٌ لا تستجيب لراقٍ / وحلومٌ لا تُستثار بحِقدِ
ومَضاءٌ لو أنه كان للسي / ف لما هوَّمَتْ ظُباه بغِمدِ
قد رأينا فيه عجائبَ منه / نّ ثمارٌ يُجنَيْن من عُودِ هِندِ
أسرَ الناس بالعوارف والنُّع / مَى على الحرِّ مثلُ رِبَقةِ قِدِّ
ليس يَرضَى من الملابس إلاّ / ما يُنير الثناءُ فيه ويُسدى
أبدا تسأل النواظرُ عنه / أبشكرٍ قد اكتسى أم ببُردِ
أحصِن ما شئتَ من حصىً وقُطارِ / فمعاليه ليس تُحصَى بَعدِّ
وعيونُ الحسّادِ إن نظرَته / فبصُورٍ من المساءة رُمْدِ
يا أعاديه لو عُدِدتم كيأجو / جَ رماكم من كيدِه خَلفَ سدِّ
وسواء إذا جرى في مَداه / أباخلاقه جرى أم بُجردِ
قَصَبٌ للسباق ليس يُصَلِّي / ها خوافى النسور إلا بكدِّ
زادك الله ما شتاءُ مَزيدا / سيلُه غيرُ واقفٍ عند حدِّ
في ربيعٍ نظيرِ جنَّاتِ عَدنٍ / وديارٍ جميعُها دارُ خُلدِ
إن أغِبْ عنك فاللسانُ بشكرى / غيرُ ناءٍ ولا الفؤادُ بحمدِى
وهما الأصغران لولاهما كا / ن البرايا أمثالَ صُحْرٍ ورُبْدِ
أخبرُ الناسَ تَقْلُهمُ أو تصِلْهم / هل يحاز الدينار إلا بنقدِ