رَدَّ جَفني بسَافحِ الدَّمعِ يَندى
رَدَّ جَفني بسَافحِ الدَّمعِ يَندى / حينَ حيَّيتُه فأحسَنَ رَدَّا
سَمَحَت لي به السُّجوفُ فما حا / دَ عن العينِ والرَّكائبُ تُحدَى
قمرٌ كلَّما مَنَحناه لَحظاً / منحَ اللَّحْظَ جُلَّناراً وَوَرْدا
هو كالرِّيمِ ما تَلفَّتَ جيداً / وهو كالغُصْنِ ما تأوَّدَ قَدَّا
أنا إن راحَ أو غَدا لفِراقٍ / في رَواحٍ من الحِمامِ ومَغْدَى
أيها البرقُ إن وَجَدْتَ غَماماً / فَاسْق نجداً به ومَن حَلَّ نَجدا
وتعهَّدْ تلكَ الخِيامَ ففيها / ظَبَياتٌ يَفتُكْنَ بالصَّبِّ عَمْدا
بجديدِ الشُّؤبوبِ يُصبحُ منه / خَلَقُ الرَّوْضِ نَاضراً مُستَجِداً
ومُرِبٍّ يُخفي صَنائعَ بيضاً / حينَ يُبدي لنا شمائلَ رُبْدا
وكأنَّ الوميضَ يَنشُرُ نُوراً / في أعاليه أو يُفَوِّتُ بُرْدا
عادَ بحرُ السُّرُورِ بالشَّيبِ جَزْراً / بعدما كان بالشَّبيبةِ مَدَّا
وأساءَ الزَّمانُ فيه إلينا / حينَ أعطى القَليلَ منه وأكدى
كانَ كالبرقِ فاستَتمَّ خُموداً / قبل أن يَستَتِمَّ للعينِ وَقْدا
قد غَنِينا عَنِ السَّحابِ ولو كا / نَ رَحيقاً بين السُّقاةِ وشَهْدا
أصبحَتْ راحةُ الأميرِ أبي الهي / جاءِ أحلَى جَنىً وأعذبَ وِرْدا
سَيِّدٌ يَهدِمُ الثَّراءِ ويَبني / سُؤدُداً في حِمى النُّجومِ ومَجدا
غَمَرَتْنا له سِجَالُ عطَايا / كَسِجالِ الغَمامِ أسرفَ جِدَّا
يَضعُفُ الشُّكرُ عن مُكافاةِ ما نَوْ / ولَ فيها وما أفادَ وأَسدى
وإذا عُدَّتِ المَناهِلُ كانَتْ / يَدُهُ منهلاً من العُرفِ عِدَّا
سَدَّ منه وجهَ الخُطوبِ فأضحَى / دونَ ما يتَّقي من الدَّهرِ سَدَّا
وكفى الوَفْدَ أن يَحُثَّ المَطايا / بندىً يغتدي إلى الوَفْدِ وَفْدا
أنت سَعدُ العُفاةِ يا ابْنَ سعيدٍ / وكَفاهم بأن تُطاوِلَ سَعدا
مستهلٌّ إذا تبسَّمَ برقاً / وهو بينَ الخُطوبِ قَهقَةَ رَعدا
باتَ يُهدي إليَّ شَوْقاً إلى بِشْ / رِكَ مستبشِراً إلى الرَّوْضِ يُهدى
وبطئٌ في السَّيرِ يُسرعُ وَمْضاً / مثلَ ما تُسرِعُ الأناملُ عَدَّا
فتذكَّرْتُ جِدُّ نُعماكَ لَمَّا / مِرحَ الغَيثُ في الرِّياضِ وجدَّا
أنا جَلْدٌ على الخطوبِ ولكنْ / لستُ فيها على جَفائِكَ جَلْدا
أُوسِعُ الدَّهَر مذ تعتَّبْتَ ذَمّاً / بعدَما كنتُ أُوسعُ الدَّهرَ حَمْدا
فكأني أرى السُّرورَ عَدوّاً / أَتحَامَاهُ والمُدامةَ ضِدَّا
فلو أني ارتشفتُ ثَغْرَ حبيبٍ / باردِ الظَّلْمِ لم أنلْ منه بَردا
أجَفاءً مُرّاً ولم أَجْنِ ذَنْباً / فأُجازَى به بُعاداً وصَدَّا
واطِّراحاً يَبيتُ يُخْلِقُ صَبْراً / بينَ أحشايَ أو يجدِّدُ وَجْدا
حينَ جارَت عليَّ أحداثُ دَهْرٍ / ليسَ يسلُكْنَ بي إذا سِرتَ قَصْدا
نُوَبٌ لو علَتْ شماريخَ رَضوى / أوشكَت أن تَخُرَّ منهنَّ هَدَّا
عَرَضَتنْي على الحُسامِ فأضحَى / كلُّ عُضوٍ مني لِحَدَّيْهِ غِمْدا
وكَسَتْ مَفْرِقي عِمامةَ ضَرْبٍ / أُرجُوانيَّةَ الذَّوائبِ تَنْدَى
وإذا قِسْتُ هجرَكَ المُرَّ بالدَّهْ / رِ وما قد جَناه كان أشَدَّا
أنا حُرٌّ إذا انتسبْتُ ولكنْ / جَعلَتْني لكَ الصَّنائعُ عَبْدا
لا أقولُ الغَمامُ مثلُ أيادي / كَ ولا السيفُ مثلُ عَزْمِكَ حَدَّا
أنتَ أمضى من الحسامِ وأصفى / من حَيَا المُزنِ في المُحولِ وأندَى