طَلَبَتْ غِرّةَ الزمانِ الجماد
طَلَبَتْ غِرّةَ الزمانِ الجماد / نعم حِبُّ الربى وريُّ الوهاد
وأصاخت إلى الجنوب تَقَصَّى / أَثَرَ الجدب في أقاصي البلاد
كُلّما عَرَّجَتْ بوادٍ من الأر / ض حداها فحثّها ذكر واد
ديمةٌ سمحةُ القياد تناهى / ريقُها المحلَ وهو شوك القتاد
لو أَطافَتْ لأطفأتْ حُرَقاتِ / الوَجْدِ بينَ القُلوب والأكباد
أو تأتي لها الزمان لسامته / ارتجاع الأرواح في الأجساد
ربَّ مُستْوفَزٍ أقرَّ حشاهُ / هَوْلُ ذاك الإبراقِ والإرْعادِ
وكظيمٍ قد نفَّسَ الكربَ عنه / ضَحِكٌ في بُكائِهِ المُتَمادِي
حَمَلَتْ صَوْبَها النهائمُ غَوْراً / فكفينَ البلادَ حَمْلَ المزاد
وكستْ عشبَها النجود رياضاً / فجعلنَ الأمحال خَلْعَ النجادِ
فبعينيكَ هل ترى غير داعٍ / أو مجيبٍ أو رائحٍ أو غاد
أو مُنَاخٍ أو مَسْرَحٍ أو مَقِيلٍ / أو خبيب أو مَلْعَبٍ أو نادي
أو رعيلٍ يصاولونَ الرزايا / بين مَجْرَى الفنا وَمُجْرَى الجياد