قُتِلَ الحبُّ يا ليالي الودادِ
قُتِلَ الحبُّ يا ليالي الودادِ / فاسلمي بالقلوبِ والأكبادِ
مهجةٌ تتلظى غراماً ولكنْ / ألفُ قلبٍ يغلي من الأحقادِ
وصدورٌ كالنارِ غطّىَ عليها / من سوادِ الرياءِ شبهُ الرمادِ
وهمومُ الحياةِ تخلقُ للقل / بِ وأيُّ امرئٍ بغيرِ فؤادِ
ما أمِنَّا الزمانَ إلا كما يأ / منُ إبليسَ زاهدُ الزهادِ
كلُّ يومٍ يصيحُ بالناسِ صوتاً / كضجيجِ الساعاتِ في الميعادِ
أينَ من يأمنُ العواديَ والنا / سُ بأجناسهم ثمارُ العوادي
من تَدَعْهُ فريثما يدركُ النض / جُ وربُّ البستانِ بالمرصادِ
وقتيلٌ من كانَ في الغابِ حيّاً / تتولاهُ أعينُ الآسادِ
إنما الناسُ من يوقّرهُ النا / سُ وإن كانَ أمرهمْ للنفادِ
إن ذكرَ الذينَ شادوا وسادوا / لم يزلْ راسخاً معِ الأطوادِ
وإذا المرءُ أودعَ الأرضَ سرّاً / نبشتْ سرّهُ يدُ الآبادِ
إن تشأ أن ترى حديثكَ بعدَ ال / موتِ فانظرْ إلى حديثِ العبادِ
كم تُرينا الأيامَ من عبرٍ شتّى / كأنَّ الأيامَ في استعدادِ
وأراها في عبرةٍ قد طوتها / كانطواء المليونِ في الأعدادِ
في مليكٍ كساهُ أمسٌ جلالاً / فغدا اليومَ بالي الأبرادِ
كانَ فوقَ السريرِ فانقلبَ الد / هرُ فأمسى بهِ على الأعوادِ
وقضى العمرَ يومَ عيدٍ فلما / ماتَ ضنتْ أيامهُ بالحدادِ
ومن الهمِ أن ترى أدمعَ ال / موتِ من غيرِ أدْمعِ الميلادِ
شُدَّ ما يؤخذُ الظلومُ إذا ما / سارَ في الناسِ سيرةَ استبدادِ
إنما أنفسُ الأنامِ سيوفٌ / إن تحركْ سالتْ من الأغمادِ
أينَ من كانَ في الثغورِ ابتساماً / وهو اليومَ مضغةُ الحسادِ
أينَ من كانَ للبلادِ رجاءً / وهو اليومَ عبرةٌ في البلادِ
سطروا ذكرَهُ على صحفِ التاري / خِ من سوءِ فعلهِ بمدادِ
وأروهُ أن الفسادَ وإن طا / لَ فعقبى أمورهِ للفسادِ
لم يكن يجهلُ الرشادَ ولكنْ / عميَ الحبُّ عن سبيلِ الرشادِ
وأضلُّ الهوى هوى ملكُ الأر / واحِ يبغي محاسنَ الأجسادِ
إنَّ للتاجِ ربةً لا تزين التا / جَ إلا بطلعةِ الأولادِ
لا كتلكَ التي هي الصدفُ الفا / رغُ نحساً لطالعِ الصيَّادِ
عذلوهُ فيها فكانَ مريضاً / ساخراً بالطبيبِ والعُوَّادِ
وإذا كانَ للخطيئةِ عذرٌ / أيُّ عذرٍ لمخطئٍ في التمادي
أبعدوها عن القلوبِ فلم ير / ضَ وصعبٌ تجاورُ الأضدادِ
هو ألقى في النارِ فحماً فلما / أجَّ لم يختطفْ سوى الوقّادِ
ليسَ للملكِ من يسوقُ هواها / حاملِ التاجِ مثلَ سوقِ الجيادِ
أنضجتهُ بالحبِّ حتى إذا ما / بلغَ النضجُ أطعمتهُ الأعادي
وأرتهُ العينانِ أنَّ بياضَ ال / حظِّ قد شابهَ الهوى بسوادِ
جردتْ من لحاظها فاتكاتٍ / جرّأتْ كلَّ تكلُّمِ الأجنادِ
ليتها حينَ لم تقدْهُ لمجد / لم تخلَّ الزمامَ للقوَّادِ
ليتها حينَ أسهرتهُ عليها / ما جزتهُ بمثلِ هذا الرقادِ
قَتَلَتْهُ بِبَغيِها وتَلَتْهُ / وأرى البغيَ جامعاً كالودادِ
أيّ أيدٍ قد بدلت ذلكَ الدر / بحبِ الرصاصِ فوقَ الهوادي
أوما خافتِ الكواكبُ أنْ تس / قطَ من غيرةٍ على الأجيادِ
ما لتلكَ اللحاظِ وهيَ حدادٌ / أصبحتْ في العدوِ غيرَ حدادِ
لم تؤثر في قلبهِ نظراتٌ / ربما أثرتْ بجسمِ الجمادِ
قتلوا ظبيةَ القصورِ ولكنْ / قتلةَ الصائدينَ حيةُ وادي
حسبوها فأراً وهمْ قططُ البي / تِ فلم يأكلوهُ قبل الطرادِ
وكذا يقدمُ اللصوصُ إذا ما / أبصروا الرأسَ مالَ فوق الوسادِ
ما أرى هذهِ الشهامةَ إلّا / حمقاً من فظاظةِ الأكبادِ
عربدوا في الدمِ المراقِ وما الو / حشُ إذا اغتالَ يترك الدم بادي