المجموع : 3
شَقِيَت مِنكَ بِالعَلاءِ الأَعادي
شَقِيَت مِنكَ بِالعَلاءِ الأَعادي / وَالمَعالي ضَرائِرُ الحُسّادِ
وَاِستَقادَ الزَمانُ بَعدَ التَداني / مِن رِجالٍ تَفاءَلوا بِالبِعادِ
وَرَعَيتَ الإِيابَ غَضاً جَديداً / وَتَبَدَّلتَ مُطمَحاً بِالقِيادِ
وَإِذا ما الشَجاعُ شَمَّرَ بُردَي / هِ فَلِلَّهِ أَيُّ يَومِ جِلادِ
أَمرَعَت أَرضُنا بِكُلِّ مَكانٍ / وَاِستَجابَت لَنا بُروقُ الغَوادي
وَحَبانا بِوَبلِهِ كُلُّ أُفقٍ / وَأَتانا بِسَيلِهِ كُلُّ وادِ
أَتُرى آنَ لِلمُنى أَن تُقاضي / حاجَةٍ طالَ مَطلُها في الفُؤادِ
بَينَ هَمٍّ تَحتَ المَناسِمِ مَطرو / حٍ وَعَزمٍ عَلى ظُهورِ الجِيادِ
وَمَهارٍ يَكُدُّها كُلَّ يَومٍ / طَرَدٌ أَو قَوارِحُ في الطَرادِ
مِن قُلوبٍ لَها التَقَلُّبُ في العَز / مِ وَأَيدٍ طَليقَةٍ بِالأَيادي
ما يُبالي الهُمامُ أَينَ تَرَقّى / وَخَباءُ العُلى أَمينُ العِمادِ
يا حَياةً يَشجى بِها كُلُّ حَيٍّ / وَالتَوالي شَجِيَّةٌ بِالهَوادي
إِن سَما بِالنِفاقِ غَيرُكَ فَالأَو / عالُ مَلوِيَّةٌ عَلى الأَطوادِ
أَو تَعاطى مَداكَ فَالمَرءُ مَسبو / قٌ إِذا كَفَّ مِن عِنانِ الجَوادِ
حَرَّكَت عَزمَةَ المَعالي وَلَكِن / يُحدِثُ السَيلُ خِفَّةً في الجَمادِ
كَيفَ يَستَعمِلُ السَماحَ وَبَذلَ ال / مالِ غَيرُ المُعَلِّمِ المُستَفادِ
نَحنُ في عُصبَةٍ تَرى الجَورَ عَدلاً / وَتُسَمّي الضَلالَ دارَ رَشادِ
في رِجالٍ تَهزا بِوَفدِ المَعالي / وَدِيارٍ تَسطو عَلى الوُرّادِ
إِنَّما أَنتَ نِعمَةُ اللَهِ في الأَر / ضِ إِذا كانَ نِقمَةً لِلعِبادِ
لَكَ طَبعٌ تَعَرَّفَتهُ اللَيالي / وَاِمتَرى فيهِ كُلُّ قارٍ وَبادي
جاعِلٌ قَسوَةَ الوَعيدِ عَلى الأَي / يامِ عَبداً لِرِقَّةِ الميعادِ
أَيَكونُ البَخيلُ غَيرَ بَخيلٍ / أَم يَكونُ الجَوادُ غَيرَ جَوادِ
لَأَجارَ الزَمانُ مِن كُلِّ بُؤسٍ / ظاهِرَ الجَدِّ طاهِرَ الأَجدادِ
فَرِحاتٌ بِهِ العُيونُ كَما تَف / رَحُ بِالعُشبِ أَعيُنُ الرُوّادِ
واضِحُ العَزمِ مُتلَئِبُّ المَطايا / مُستَطيبُ الإِتهامِ وَالإِنجادِ
أَخَذَت كَفُّهُ بِصَخرَةِ عَزمٍ / دَوَّخَت بِالطِلابِ هامَ البِلادِ
وَجَبانٍ لَوَيتَ عَنهُ فَأَمسى / وَجِلَ العَينِ مِن قِراعِ الرُقادِ
مُستَطيراً كَأَنَّ هُدّابَ جَفنَي / هِ عَلى الناظِرَينِ شَوكُ القَتادِ
لا أَقالَ الإِلَهُ مَن خانَكَ العَه / دَ وَجازاكَ بَغضَةً بِالوَدادِ
ظَنَّ بِالعَجزِ أَنَّ حَبسَكَ ذُلٌّ / وَالمَواضي تُصانُ بِالإِغمادِ
قَصَّرَ الدَهرُ مِن ذُراهُ وَقَد كا / نَ بِتِلكَ الظُبى طَويلَ النِجادِ
وَأَذَلَّ الزَمانُ بَعدَكَ عِطفَي / هِ وَقَد كانَ مِن أَعَزِّ العِبادِ
كُنتَ لَيثاً وَكانَ ذِئباً وَلَكِن / لا تَلَذُّ الأَشكالُ بِالأَضدادِ
وَتَمادى بِما جَناهُ عَلى الأَي / يامِ حَتّى جَنى عَلَيهِ التَمادي
سَمَحَت كَفُّهُ بِهِ لِلمَنايا / بَعدَ أَن لَم يَكُن مِنَ الأَجوادِ
ظَنَّ أَنَّ المَدى يَطولُ وَفي الآ / مالِ ما لا يُعانُ بِالإِجدادِ
كُلُّ حَيٍّ يُغالِطُ العَيشَ بِالدَه / رِ وَكُلٌّ تَعدو عَلَيهِ العَوادي
لَو رَجَعنا إِلى العُقولِ يَقيناً / لَرَأَينا المَماتَ في الميلادِ
كَيفَ لا يَطلُبُ الحِمامَ عَليلٌ / حَكَّمَ الدَهرُ فيهِ رَأيَ المَعادِ
لَو أُجيزَت لَهُ العِيادَةُ يَوماً / لَقَضى مِن فَظاظَةِ العُوّادِ
أَو تَصَدّى لَمَجمَعٍ جَرَحَتهُ / أَلسُنُ القَومِ بِالعُيونِ الحِدادِ
هَكَذا تُدرِكُ النُفوسُ مِنَ الأَع / داءِ بَردَ القُلوبِ وَالأَكبادِ
كُلُّ حَبسٍ يَهونُ عِندَ اللَيالي / بَعدَ حَبسِ الأَرواحِ في الأَجسادِ
وَتَدارَكتَ ما تَمَنّيتَ وَالأَح / شاءُ مَزرورَةٌ عَلى الأَحقادِ
نِلتَ بَعضاً وَسَوفَ تُدرِكُ كُلّاً / إِنَّما السَيلُ بَعدَ قَطرِ العِهادِ
مِثلَ ما مَرَّ لا تُعيدُ اللَيالي / وَالحَديثُ السَفيهُ غَيرُ مُعادِ
رُبَّ يُومٍ شَهِدتُهُ وَالمَنايا / تَطرَحُ الطَعنَ مِن رُؤوسِ الصِعادِ
وَالظُبى تَقذِفُ الغُمودَ وَماءُ ال / نَقعِ جارٍ عَلى الرُبى وَالوِهادِ
خَلَّقَ الخَيلَ بِالنَجيعِ وَكانَت / غُرَرُ الخَيلِ مَعقِلاً لِلجِسادِ
يا قَريعَ الزَمانِ دِعوَةَ صَبٍّ / بِالأَماني مُتَيَّمٍ بِالمُرادِ
لَكَ إِن ذُمَّتِ المَحاضِرُ يَوماً / عُنفُوانُ الثَناءِ في كُلِّ نادِ
نَظَرَ العيدُ مِنكَ بَدراً تَخَفّى / بُرهَةً عَن نَواظِرِ الأَعيادِ
فَتَهَنَّ السُرورَ فَاليَومَ مَصقو / لُ الحَواشي مُجَرَّرُ الأَبرادِ
مِن مَرامِ بِعادُهُ لِتَدانٍ / وَمُرادٍ نُقصانُهُ لَاِزدِيادِ
لَو قَدَرنا عَلى المُنى لَفَدَينا / ذي الأَضاحي مِنَ الظُبى بِالأَعادي
إِنَّما نَحنُ مُشبِهوكَ وما الأَش / بالُ إِلّا طَبائِعُ الآسادِ
نَحنُ ذاكَ الغِرارُ مِن هَذِهِ البي / ضِ وَذاكَ الشَرارُ مِن ذا الزِنادِ
هَذِهِ تُحفَتي إِلَيكَ وَخَيرُ ال / شِعرِ ماكانَ تُحفَةَ الإِنشادِ
وَضَميري إِذا طَرَحتُكَ فيهِ / جاشَ لي بَحرُهُ بِخَيرِ العَتادِ
أَنا مِن صَفوَةِ النَبيِّ وَغَيري / وَلَدٌ لا يُعَدُّ في الأَولادِ
مَرِضَت بَعدَكُم صُدورُ الصِعادِ
مَرِضَت بَعدَكُم صُدورُ الصِعادِ / لا دَواءٌ إِلّا قُلوبُ الأَعادي
إِنَّ خَيرَ الرِماحِ ما شَرِقَت بِال / طَعنِ مِنها مَعاقِدُ الأَكبادِ
أَيُّ خَطبٍ أَرخى ذُؤابَةَ لَيلٍ / لَم أَجُبهُ مِن عَزمَتي بِزِنادِ
حَكَمَ الدَهرُ أَنَّ صاحِبَ ذا العَي / شِ قَتيلُ المُنى بِغَيرِ مُرادِ
وَقَصيرُ الغِنى طَويلُ يَدِ الجو / دِ ثَقيلُ الحِجى خَفيفُ العَتادِ
كُلَّما قُلتُ رَوَّحَتني اللَيالي / ضَرَبَت بي آفاقَ هَذي البِلادِ
وَتَلَقَّت بيَ الظَلامَ رَديفَ ال / نَجمِ بَينَ الإِتِهامِ وَالإِنجادِ
وَعِتابُ الزَمانِ مِثلُ عِتابِ ال / عَينِ تُنهى وَدَمعُها بِاِزدِيادِ
ضَجَّتِ الخَيلُ مِن سَرايايَ حَتّى / لَحَسَدنَ البِطاءَ قُبُّ الجِيادِ
كُلَّ يَومٍ أَقودُها شائِماتٍ / بارِقَ المَوتِ مِن سَماءِ الجِلادِ
بِلُيوثٍ تَقري الهَجيرَ وُجوهاً / تَقطُرُ المَجدَ بَينَ قارٍ وَبادِ
شَرِقَت غُرَّةُ القَريضِ بِنَدبٍ / أَشرَقَت عِندَهُ وُجوهُ الأَيادي
بانَ عَهدُ الشَبابِ مِنكُم حَميدا
بانَ عَهدُ الشَبابِ مِنكُم حَميدا / وَجَديداً لَو كانَ دامَ جَديدا
فَتَرى الظاعِنَ المُقَوِّضُ بَيتَي / هِ يُرجّى مِن قُلعَةٍ أَن يَعودا
لا يُرى ناقِلاً إِلى الحَيِّ رِجلاً / لا وَلا ثانِياً إِلى الدارِ جيدا
فَإِذا شِئتَ أَن تُبَكّي لَيالي / هِ فَمِلأَنَ قُل لِعَينَيكَ جودا