لا وَجَدتُم يا أَهلَ نَعمانَ وَجدي
لا وَجَدتُم يا أَهلَ نَعمانَ وَجدي / وَسَلِمتُم سَلامَةً العَهدِ عِندي
وَسَقى دارَةَ الحِمى كُلُّ مُنهَل / لِ الغَوادي سُقيا دُموعي لَحدي
وَاِكتَسَت مِن خَمائِلِ النَورِ أَفوا / فاً يُنَيِّرُ الرَبعُ فيها وَيُسدي
سافِراتٍ رِياضُها عَن ثُغورٍ / وَخُدودٍ مِن أُقحُوانٍ وَوَردِ
وَتَمَشَّت بِها سَحائِبُ وَطفٍ / تَتَهادى ما بَينَ بَرقٍ وَرَعدِ
وَصَباً يُلبِسُ الغَديرَ إِذا البَر / قُ نَضا بيضَهُ مُفاضَةَ سَردِ
حَبَّذا وَالنَسيمُ يَبعَثُ أَنفا / ساً ضِعافاً مِن نَفحِ ضالٍ وَرَندِ
ناقِلاً مِن ذَوائِبِ الزَهرِ السَب / طِ حَديثاً إِلى ثَراها الجَعدِ
ضَلَّ عَيشي بِها وَقَولي لِما فا / تَ مِنَ العَيشِ حَبَّذا غَيرُ مُجدِ
غَيَّرَت عَهدَهُ اللَيالي وَما حا / لَ عَنِ الظاعِنينَ يادارُ عَهدي
رُبَّ يَومٍ صَحِبتُهُ فيكَ مَشكو / رٍ وَعَيشٍ قَضَيتُهُ فيكَ رَغدِ
وَزَمانٍ أَنفَقتُهُ مِن شَبابٍ / غَيرَ مُستَرجَعٍ وَلا مُستَرَدِّ
مَرحَباً بِالخَيالِ خاضَ دُجى اللَي / لِ إِلى مَضجَعي عَلى غَيرِ وَعدِ
وَنُجومُ السَماءِ يَنظُرنَ شَزراً / كُلَّما تَنظُرُ الوُشاةُ بِحِقدِ
وَكَأَنَّ الجَوزاءَ في أُفقِ الغَر / بِ لَآلٍ تَناثَرَت بَعدَ عَقدِ
لَم يَكَد يَهتَدي لِرَحلِيَ لَولا / زَفَراتي دونَ الرِفاقِ وَوَجدي
يا رَفيقَيَّ هَل لِذاهِبِ أَيّا / مٍ تَقَضَّت حَميدَةً مِن مَرَدِ
أَنجِداني بِوَقفَةٍ في مَغاني ال / حَيِّ إِن جُزتُما بِأَعلامِ نَجدِ
وَاِبكِياها بِمُقلَتي وَاِسأَلاها / مَن سَقاها ماءَ المَدامِعِ بَعدي
فَبِأَكنافِها جَآذِرُ رَملٍ / بَينَ أَثوابِها بَراثِنُ أُسدٍ
وَالحُسامُ الطَريرُ إِن رَقَّ لِلنا / ظِرِ فَالمَوتُ كامِنٌ في الفِرِندِ
مُخلِفاتٌ مَتى يَعِدنَكَ وَصلاً / فَتَأَهَّب لِوَشكِ بَينٍ وَصَدِّ
عُجتُ مُستَشفِياً بِلَثمِ المَغاني / فَكَأَنّي اِستَشفَيتُ مِنها بِوَجدي
أَتَسَلّى عَنكُم بِحَقفٍ وَغُصنٍ / مُستَهاماً فيكُم بِرِدفٍ وَقَدِّ
كَم لِعَيني إِثرَ الظَعائِنِ مِن دَم / عٍ تُؤامٍ عَلى الكَثيبِ الفَردِ
فَكَأَنّي أُمدِدتُها مِن يَدِ القَر / مِ عِمادِ الدينِ الجَوادِ بِمَدِّ
مانِعُ الجارِ وَالحَريمُ مُباحٌ / وَرَبيعُ العُفاةِ وَالعامُ مُكدي
مُقتَني المَشرَفِيَّةِ البيضِ وَالخَط / طِيَّةِ السُمرِ وَالرِباطِ الجُردِ
يَجمَعُ اللينَ وَالشَراسَةَ مِن أَخ / لاقِهِ الغُرِّ بَينَ صابٍ وَشَدِّ
هُوَ كَالغَيثِ يَملَأُ الأَرضَ جَدوا / هُ فَسِيّانِ مِنهُ قُربي وَبُعدي
عَمَّ مَعروفُهُ فَأَصبَحَ لا يَف / رُقُ في الجودِ بَينَ حُرٍّ وَعَبدِ
وَكَذا العارِضُ الرُكامُ إِذا أَن / جَمَ سَوّى بَينَ الرُبى وَالوَهدِ
يا أَخا البيدِ وَالمَهامِهِ قَد أَن / ضى المَطايا ما بَينَ حَلٍّ وَشَدِّ
زُر عَلِيّاً وَاِرتَع بِساحَتِهِ الخِص / بِ ثَراها إِن كُنتَ طالِبَ رِفدِ
شِم غَواديهِ تَستَرِح وَتُرِح كو / مَ المَطايا مِنَ العَنا وَالكَدِّ
لا تَخَف في جِوارِهِ نُوَبَ الأَي / يامِ وَاِسأَلهُ آمِناً مِن رَدِّ
مُشتَري الحَمدِ بِاللُهى لا كَمُغتَر / رِ الثَرى يَشتَري اللُهى بِالحَمدِ
مَلِكٌ ما اِجتَدَيتُهُ قَطُّ إِلّا / رُحتُ مِن بابِهِ أُثيبُ وَأَجدي
كُلَّما أَخلَقَ الزَمانُ حَباني / مِن نَداهُ بِنائِلٍ مُستَجِدِّ
أَضعَفَت مَتنِيَ الخُطوبُ فَأَعدا / ني عَلَيها بِساعِدٍ مُشتَدِّ
مَهَّدَت مَجدَهُ الأَثيلَ رِجالٌ / رَضِعوا دَرَّةَ العُلى في المَهدِ
مورِدوا البيضِ وَالأَسِنَّةِ في يَو / مِ الوَغى نَحرَ كُلِّ أَغلَبَ وَردِ
نَهَدوا لِلعِدى بِكُلِّ طَليقِ ال / حَدِّ ماضٍ وَكُلِّ أَجرَدَ نَهدِ
شِيَمٌ يا بَني المُظَفَّرِ بيضٌ / لَكُم في زَمانِنا المُسوَدِّ
وَأَيادٍ جَهَدتُ في عَدِّها نَف / سي فَلَم أُفنِها وَأَفنَيتُ جُهدي
يا مُعيني وَالدَهرُ يَحطِمُ عودي / بَينَ هزلٍ مِنَ الخُطوبِ وَجَدِّ
كانَ خَصمي فَمُذ لَجَأتُ إِلى با / بِكَ أَضحَت أَيّامُهُ وَهيَ جُندي
أَنتَ أَغنَيتَني وَصُنتَ بِمَعرو / فِكَ قَدري عَن كُلِّ خِسٍّ وَوَغدِ
مَعشَرٌ لا يَرونَ إِطلاقَ كَفٍّ / بِنَوالٍ وَلا لِسانٍ بِوَعدِ
قَد أَظَلَّت بَشائِرُ العيدِ في أَك / رَمِ زَورٍ مِنهُ وَأَشرَفِ وَفدِ
حَظُّهُ مِنكَ حَظُّنا مِنهُ فَاِلبَس / هُ وَعَيَّد فيهِ بِطائِرِ سَعدِ
سالِماً تُنجِزُ الأَعادي كَما تُن / جِزُ فيهِ الكومَ العِشارَ وَتَفدي
عِشتَ فينا صافي المَوارِدِ ضافي ال / ظِلِّ فالَّ الحُسامِ واري الزَندِ