كَرِهَ اللَهُ ما أَحَبَّ الأَعادي
كَرِهَ اللَهُ ما أَحَبَّ الأَعادي / وَأَبى ما أَرادَ أَهلُ العِنادِ
وَأَرى الفاسِقينَ كَيدَهُم أَو / هَنَ مِن أَيديهِمُ غَداةَ جِلادِ
قَدَّرُوا مِن سِفاهِهِم أَنَّ بِالمَي / نِ بُلوغُ المُنى وَنَيلُ المُرادِ
وَرَجَوا أَن تَزولَ بَعدَ ثُبوتٍ / قَدَمٌ أُبهِجَت سَبيلَ الرَشادِ
قُتِلُوا كَيفَ قَدَّرُوا ذاكَ مَعَ خَي / رِ إِمامٍ مُرٍّ إِلى خَيرِ هادِ
وَمُحالٌ أَن تَستَخِفَّ مِحالٌ / طَودَ حِلمٍ عَلى عَلى الأَطوادِ
لَيتَ شِعري ما يَنقِمُونَ عَلى المَل / كِ التَّقيِّ الحُرِّ الخَبيرِ الجَوادِ
أَتقاهُ لِلّهِ أَم عِلمُهُ البَا / هِرُ أَم حُسنُ حِفظِهِ لِلوِدادِ
أَم حِجاهُ أَم حِلمِهِ حينَ يَهفوُ / حِلمُ قَيسٍ وَحِلمُ ذي الأَطوادِ
أَم مَقالاتُهُ وَآراؤُهُ اللّا / تي تَرُدُّ المِئينَ في الآحادِ
أَم بِناهُ لِجامِعٍ لَم يَدَع لل / قَولِ مَعنىً في وَصفِ ذاتِ العِمادِ
أَم لِأَن شَيَّدَ المَدارِسَ وَالرُّب / طَ وَدارَ المَضيفِ لِلوُفّادِ
وَحَشا تِلكُمُ المَدارِسَ بِالكُت / بِ الشَريفَةِ الصَحيحَةِ الإِسنادِ
أَم بِنا السُورِ الَّذي صارَ مُذ تَم / مَ قَذىً في عُيونِ أَهلِ الفَسادِ
أَم لِأَن حَفَّ ذَلِكَ السُورَ بِالخَن / دَقِ حِفظاً مِن أُسودٍ في السَوادِ
أَم عمارَةُ السُوقِ الَّتي صَغَّرَت / سوق ثُلثا بغدادَ في بَغدادِ
أَم لِقِيامِهِ بِالقِسطِ أَيّامَ لِلجَو / رِ خُيولٌ تَجُولُ في كُلِّ وادِ
في زَمانٍ لا تَسمَعُ الأُذنُ فيهِ / غَير صَوتِ الصُراخِ في كُلِّ نادِ
أَم لِأَن شَيَّدَ المَرَستانَ لِلزَم / نى وَحِفظِ العُقولِ وَالأَجسادِ
أَم قِراهُ لِلضَيفِ أَم ضَربُهُ بِال / سيفِ فَوقَ الطُلا وَتَحتَ الهَوادي
أَم صِيامٌ يَتلوهُ طولُ قِيامٍِ / فَهوَ في الدَهرِ ساهِرُ الطَرفِ صادِ
أَم لِأَن يَكفُلَ اليَتامى وَيَهدي / مَن تَعامى وَأَيُّ كافٍ وَهادِ
أَم جَلاءُ الشُراةِ أَم أَمنُهُ السُب / لَ بِقَتلِ اللُصوصِ وَالمُرّادِ
أَم إِقامَةُ الحُدودِ وَقَد صي / حَ بِتَعطيلِها بِكُلِّ النَوادي
أَم لِأَن صَيَّرَ البَطائِحَ جَنّا / تٍ وَساوى بَينَ الرُبى وَالوِهادِ
حَسَدوهُ فَزَخرَفُوا فَرَمى ذُو ال / عَرشِ ما زَخرَفُوا بِسُوقِ الكَسادِ
وَأَراهُم أَعمالَهُم حَسرَةً وَال / لَهُ لِلظّالِمينَ بِالمِرصادِ
أَتراهُم يُؤدِّبُهُمُ العَدلُ لا كا / نُوا أَمنَ الوَرى وَخِصبَ البِلادِ
أَم تَرى في طِباعِهِم غَرزَ اللُؤ / مِ وَحُبَّ الفَسادِ وَالإِلحادِ
لَهُم الوَيلُ مَن يَكونُ كَشَمسِ الد / دينِ في الفَضلِ وَالتُقى وَالسَدادِ
عَصَفَت ريحُ صِدقِهِ في بِناهُم / عَصفَةً كانَ عِندَها كَالرَمادِ
مَلِكٌ لَيسَ في المُلوكِ لَهُ ثا / نٍ وَإِن قيلَ وائِلٌ في إِيادِ
هُوَ أَحنى عَلى الرَعايا وَإِن عَق / قَتهُ مِن والِدٍ عَلى الأَولادِ
مَلِكٌ لا يَعُدُّ مالاً سِوى ما / حازَ أَجراً بِهِ وَأَودى مُعادِ
لِلإِجازات وَالجَوائِزِ يُمنا / هُ وَبيضِ الظُبا وَسُمرِ الصِعادِ
وَلِضَبطِ القِرطاسِ في الخَطِّ يسرا / هُ وَتَصريفِ طرفِهِ لِلطَرادِ
لا لِكاسٍ وَلا لِآسٍ وَلا قُف / فازِ بازٍ وَلا لِضَمِّ خِرادِ
قَسَماً إِنَّ مَن أَرادَ بِهِ كَي / داً لَيُوفي شُؤماً كَأَحمَرِ عادِ
أُلبِسَت في مَغيبِهِ البَصرَةُ الفَي / حاء بَعدَ الضِياءِ ثَوبَ حِدادِ
آهِ يا وَحشَةً عَرَتها وَما جا / زَت بِهِ المنشَئاتُ نَهرَ زِيادِ
ثُمَّ زالَت تِلكَ الكَآبَةُ إِذ عا / دَ إِلَيها وَآذَنَت بِبِعادِ
وَاِكتَسَت نضرَةً وَحُسناً بِمَرآ / هُ عَلى رَغمِ أَنفِها الحسّادِ
يا لَها نِعمَةً تُعجِبُ كُلَّ ال / خَلقِ مِن بَردِها عَلى الأَكبادِ
نِعمَةٌ ساقَها إِلَيها الَّذي ما / زالَ يُدعى بِالمنعِمِ العَوّادِ
فَعَلَينا لِلّهِ حَمداً نُوالي / هِ عَلَيها ما إِن لَهُ مِن نَفادِ
وَلَعَمري لَمَقدَمُ الملكِ الصا / لِحِ خَيرٌ مِن مَقدَمِ الأَعيادِ
عِشتَ ياباتَكينُ المَجدِ ما غَر / رَدَ حادٍ وَما تَرَنَّمَ شادِ
في نَعيمٍ وَخَفضِ عَيشٍ وَفي عِز / زٍ عَزيزٍ باقٍ عَلى الآبادِ
وَرَمى اللَهُ مَن يَكيدُكَ بِالبُؤ / سِ وَذُلِّ المَحيا وَسُوءِ المَعادِ