القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أَبو الطَّيِّب المُتَنَبّي الكل
المجموع : 3
كَم قَتيلٍ كَما قُتِلتُ شَهيدِ
كَم قَتيلٍ كَما قُتِلتُ شَهيدِ / بِبَياضِ الطُلى وَوَردِ الخُدودِ
وَعُيونِ المَها وَلا كَعُيونٍ / فَتَكَت بِالمُتَيَّمِ المَعمودِ
دَرَّ دَرُّ الصِبا أَأَيّامَ تَجري / رِ ذُيولي بِدارِ أَثلَةَ عودي
عَمرَكَ اللَهُ هَل رَأَيتَ بُدوراً / طَلَعَت في بَراقِعٍ وَعُقودِ
رامِياتٍ بِأَسهُمٍ ريشُها الهُد / بُ تَشُقُّ القُلوبُ قَبلَ الجُلودِ
يَتَرَشَّفنَ مِن فَمي رَشَفاتٍ / هُنَّ فيهِ أَحلى مِنَ التَوحيدِ
كُلُّ خَمصانَةٍ أَرَقُّ مِنَ الخَم / رِ بِقَلبٍ أَقسى مِنَ الجَلمودِ
ذاتِ فَرعٍ كَأَنَّما ضُرِبَ العَن / بَرُ فيهِ بِماءِ وَردٍ وَعودِ
حالِكٍ كَالغُدافِ جَثلٍ دَجوجِي / يٍ أَثيثٍ جَعدٍ بِلا تَجعيدِ
تَحمِلُ المِسكَ عَن غَدائِرِها الري / حُ وَتَفتَرُّ عَن شَنيبٍ بَرودِ
جَمَعَت بَينَ جِسمِ أَحمَدَ وَالسُق / مِ وَبَينَ الجُفونِ وَالتَسهيدِ
هَذِهِ مُهجَتي لَدَيكِ لِحيني / فَاِنقُصي مِن عَذابِها أَو فَزيدي
أَهلُ ما بي مِنَ الضَنى بَطَلٌ صي / دَ بِتَصفيفِ طُرَّةٍ وَبِجيدِ
كُلُّ شَيءٍ مِنَ الدِماءِ حَرامٌ / شُربُهُ ما خَلا دَمَ العُنقودِ
فَاِسقِنيها فِدىً لِعَينَيكِ نَفسي / مِن غَزالٍ وَطارِفي وَتَليدي
شَيبُ رَأسي وَذِلَّتي وَنُحولي / وَدُموعي عَلى هَواكَ شُهودي
أَيَّ يَومٍ سَرَرتَني بِوِصالٍ / لَم تَرُعني ثَلاثَةً بِصُدودِ
ما مُقامي بِأَرضِ نَخلَةَ إِلّا / كَمُقامِ المَسيحِ بَينَ اليَهودِ
مَفرَشي صَهوَةُ الحِصانِ وَلَكِن / نَ قَميصي مَسرودَةٌ مِن حَديدِ
لَأمَةٌ فاضَةٌ أَضاةٌ دِلاصٌ / أَحكَمَت نَسجَها يَدا داوُّدِ
أَينَ فَضلي إِذا قَنِعتُ مِنَ الدَه / رِ بِعَيشٍ مُعَجَّلِ التَنكيدِ
ضاقَ صَدري وَطالَ في طَلَبِ الرِز / قِ قِيامي وَقَلَّ عَنهُ قُعودي
أَبَداً أَقطَعُ البِلادَ وَنَجمي / في نُحوسٍ وَهِمَّتي في سُعودِ
وَلَعَلّي مُؤَمِّلٌ بَعضَ ما أَب / لُغُ بِاللُطفِ مِن عَزيزٍ حَميدِ
لِسَرِيٍّ لِباسُهُ خَشِنُ القُط / نِ وَمَروِيُّ مَروَ لِبسُ القُرودِ
عِش عَزيزاً أَو مُت وَأَنتَ كَريمٌ / بَينَ طَعنِ القَنا وَخَفقِ البُنودِ
فَرُؤوسُ الرِماحِ أَذهَبُ لِلغَي / ظِ وَأَشفى لِغِلِّ صَدرِ الحَقودِ
لا كَما قَد حَيّتَ غَيرَ حَميدٍ / وَإِذا مُتَّ مُتَّ غَيرَ فَقيدِ
فَاِطلُبِ العِزَّ في لَظى وَذَرِ الذُل / لَ وَلَو كانَ في جِنانِ الخُلودِ
يُقتَلُ العاجِزُ الجَبانُ وَقَد يَع / جِزُ عَن قَطعِ بُخنُقِ المَولودِ
وَيُوَقّى الفَتى المِخَشُّ وَقَد خَو / وَضَ في ماءِ لَبَّةِ الصِنديدِ
لا بِقَومي شَرُفتُ بَل شَرُفوا بي / وَبِنَفسي فَخَرتُ لا بِجُدودي
وَبِهِم فَخرُ كُلِّ مَن نَطَقَ الضا / دَ وَعَوذُ الجاني وَعَوثُ الطَريدِ
إِن أَكُن مُعجَباً فَعُجبُ عَجيبٍ / لَم يَجِد فَوقَ نَفسِهِ مِن مَزيدِ
أَنا تِربُ النَدى وَرَبُّ القَوافي / وَسِمامُ العِدا وَغَيظُ الحَسودِ
أَنا في أُمَّةٍ تَدارَكَها اللَ / هُ غَريبٌ كَصالِحٍ في ثَمودِ
حَسَمَ الصُلحُ ما اِشتَهَتهُ الأَعادي
حَسَمَ الصُلحُ ما اِشتَهَتهُ الأَعادي / وَأَذاعَتهُ أَلسُنُ الحُسّادِ
وَأَرادَتهُ أَنفُسٌ حالَ تَدبي / رُكَ ما بَينَها وَبَينَ المُرادِ
صارَ ما أَوضَعَ المُخِبّونَ فيهِ / مِن عِتابٍ زِيادَةً في الوِدادِ
وَكَلامُ الوُشاةِ لَيسَ عَلى الأَح / بابِ سُلطانُهُ عَلى الأَضدادِ
إِنَّما تُنجِحُ المَقالَةُ في المَر / ءِ إِذا صادَفَت هَوىً في الفُؤادِ
وَلَعَمري لَقَد هُزِزتَ بِما قي / لَ فَأُلفيتَ أَوثَقَ الأَطوادِ
وَأَشارَت بِما أَبَيتَ رِجالٌ / كُنتَ أَهدى مِنها إِلى الإِرشادِ
قَد يُصيبُ الفَتى المُشيرُ وَلَم يَج / هَد وَيُشوي الصَوابَ بَعدَ اِجتِهادِ
نِلتَ ما لا يُنالُ بِالبيضِ وَالسُم / رِ وَصُنتَ الأَرواحَ في الأَجسادِ
وَقَنا الخَطِّ في مَراكِزِها حَو / لَكَ وَالمُرهَفاتُ في الأَغمادِ
ما دَرَوا إِذ رَأَوا فُؤادَكَ فيهِم / ساكِناً أَنَّ رَأيَهُ في الطِرادِ
فَفَدى رَأيَكَ الَّذي لَم تُفَدهُ / كُلُّ رَأيٍ مُعَلَّمٍ مُستَفادِ
وَإِذا الحِلمُ لَم يَكُن في طِباعِ / لَم يُحَلِّم تَقادُمُ الميلادِ
فَبِهَذا وَمِثلِهِ سُدتَ يا كا / فورُ وَاِقتَدتَ كُلَّ صَعبِ القِيادِ
وَأَطاعَ الَّذي أَطاعَكَ وَالطا / عَةُ لَيسَت خَلائِقُ الآسادِ
إِنَّما أَنتَ والِدٌ وَالأَبُ القا / طِعُ أَحنى مِن واصِلِ الأَولادِ
لا عَدا الشَرُّ مَن بَغى لَكُما الشَر / رَ وَخَصَّ الفَسادُ أَهلَ الفَسادِ
أَنتُما ما اِتَّفَقتُما الجِسمُ وَالرو / حُ فَلا اِحتَجتُما إِلى العُوّادِ
وَإِذا كانَ في الأَنابيبِ خُلفٌ / وَقَعَ الطَيشُ في صُدورِ الصِعادِ
أَشمَتَ الخُلفُ بِالشَراةِ عِداها / وَشَفى رَبَّ فارِسٍ مِن إِيادِ
وَتَوَلّى بَني اليَزيدِيِّ بِالبَص / رَةِ حَتّى تَمَزَّقوا في البِلادِ
وَمُلوكاً كَأَمسِ في القُربِ مِنّا / وَكَطَسمٍ وَأُختِها في البِعادِ
بِكُما بِتُّ عائِذاً فيكُما مِن / هُ وَمِن كَيدِ كُلِّ باغٍ وَعادِ
وَبِلُبَّيكُما الأَصيلَينِ أَن تَف / رُقَ صُمُّ الرِماحِ بَينَ الجِيادِ
أَو يَكونَ الوَلِيُّ أَشقى عَدُوٍّ / بِالَّذي تَذخُرانِهِ مِن عَتادِ
هَل يَسُرَّنَّ باقِياً بَعدَ ماضٍ / ما تَقولُ العُداةُ في كُلِّ نادِ
مَنَعَ الوُدُّ وَالرِعايَةُ وَالسُؤ / دُدُ أَن تَبلُغا إِلى الأَحقادِ
وَحُقوقٌ تُرَقِّقُ القَلبَ لِلقَل / بِ وَلَو ضُمِّنَت قُلوبَ الجَمادِ
فَغَدا المُلكُ باهِراً مَن رَآهُ / شاكِراً ما أَتَيتُما مِن سَدادِ
فيهِ أَيديكُما عَلى الظَفَرِ الحُل / وِ وَأَيدي قَومٍ عَلى الأَكبادِ
هَذِهِ دَولَةُ المَكارِمِ وَالرَأ / فَةِ وَالمَجدِ وَالنَدى وَالأَيادي
كَسَفَت ساعَةً كَما تَكسِفُ الشَم / سُ وَعادَت وَنورُها في اِزدِيادِ
يَزحَمُ الدَهرُ رُكنُها عَن أَذاها / بِفَتىً مارِدٍ عَلى المُرّادِ
مُتلِفٍ مُخلِفٍ وَفِيٍّ أَبِيٍّ / عالِمٍ حازِمٍ شُجاعٍ جَوادِ
أَجفَلَ الناسُ عَن طَريقِ أَبي المِس / كِ وَذَلَّت لَهُ رِقابُ العِبادِ
كَيفَ لا يُترَكُ الطَريقُ لِسَيلٍ / ضَيِّقٍ عَن أَتِيِّهِ كُلُّ وادِ
جاءَ نَيروزُنا وَأَنتَ مُرادُه
جاءَ نَيروزُنا وَأَنتَ مُرادُه / وَوَرَت بِالَّذي أَرادَ زِنادُه
هَذِهِ النَظرَةُ الَّتي نالَها مِن / كَ إِلى مِثلِها مِنَ الحَولِ زادُه
يَنثَني عَنكَ آخِرَ اليَومِ مِنهُ / ناظِرٌ أَنتَ طَرفُهُ وَرُقادُه
نَحنُ في أَرضِ فارِسٍ في سُرورٍ / ذا الصَباحُ الَّذي نَرى ميلادُه
عَظَّمَتهُ مَمالِكُ الفُرسِ حَتّى / كُلُّ أَيّامِ عامِهِ حُسّادُه
ما لَبِسنا فيهِ الأَكاليلَ حَتّى / لَبِسَتها تِلاعُهُ وَوِهادُه
عِندَ مَن لا يُقاسُ كِسرى أَبو سا / سانَ مُلكاً بِهِ وَلا أَولادُه
عَرَبِيٌّ لِسانُهُ فَلسَفِيٌّ / رَأيُهُ فارِسِيَّةٌ أَعيادُه
كُلَّما قالَ نائِلٌ أَنا مِنهُ / سَرَفٌ قالَ آخَرٌ ذا اِقتِصادُه
كَيفَ يَرتَدُّ مَنكِبي عَن سَماءِ / وَالنِجادُ الَّذي عَلَيهِ نِجادُه
قَلَّدَتني يَمينُهُ بِحُسامٍ / أَعقَبَت مِنهُ واحِداً أَجدادُه
كُلَّما اِستَلَّ ضاحَكَتهُ إِياةٌ / تَزعُمُ الشَمسُ أَنَّها أَرآدُه
مَثَّلوهُ في جَفنِهِ خَشيَةَ الفَق / دِ فَفي مِثلِ أَثرِهِ إِغمادُه
مُنعَلٌ لا مِنَ الحَفا ذَهَباً يَح / مِلُ بَحراً فِرِندُهُ إِزبادُه
يَقسِمُ الفارِسَ المُدَجَّجَ لا يَس / لَمُ مِن شَفرَتَيهِ إِلّا بِدادُه
جَمَعَ الدَهرُ حَدَّهُ وَيَدَيهِ / وَثَثائي فَاِستَجمَعَت آحادُه
وَتَقَلَّدتُ شامَةً في نَداهُ / جِلدُها مُنفِساتُهُ وَعَتادُه
فَرَّسَتنا سَوابِقٌ كُنَّ فيهِ / فارَقَت لِبدَهُ وَفيها طِرادُه
وَرَجَت راحَةً بِنا لا تَراها / وَبِلادٌ تَسيرُ فيها بِلادُه
هَل لِعُذري عِندَ الهُمامَ أَبي الفَض / لِ قُبولٌ سَوادُ عَيني مِدادُه
أَنا مِن شِدَّةِ الحَياءِ عَليلٌ / مَكرُماتُ المُعِلِّهِ عُوّادُه
ما كَفاني تَقصيرُ ما قُلتُ فيهِ / عَن عُلاهُ حَتّى ثَناهُ اِنتِقادُه
إِنَّني أَصيَدُ البُزاةِ وَلَكِن / نَ أَجَلَّ النُجومِ لا أَصطادُه
رُبَّ ما لا يُعَبِّرُ اللَفظُ عَنهُ / وَالَّذي يُضمِرُ الفُؤادُ اِعتِقادُه
ما تَعَوَّدتُ أَن أَرى كَأَبي الفَض / لِ وَهَذا الَّذي أَتاهُ اِعتِيادُه
إِنَّ في المَوجِ لِلغَريقِ لَعُذراً / واضِحاً أَن يَفوتَهُ تَعدادُه
لِلنَدى الغَلبُ إِنَّهُ فاضَ وَالشِع / رُ عِمادي وَاِبنُ العَميدِ عِمادُه
نالَ ظَنّي الأُمورَ إِلّا كَريماً / لَيسَ لي نُطقُهُ وَلا فيَّ آدُه
ظالِمُ الجودِ كُلَّما حَلَّ رَكبٌ / سيمَ أَن تَحمِلَ البِحارَ مَزادُه
غَمَرَتني فَوائِدٌ شاءَ فيها / أَن يَكونَ الكَلامُ مِمّا أَفادُه
ما سَمِعنا بِمَن أَحَبَّ العَطايا / فَاِشتَهى أَن يَكونَ فيها فُؤادُه
خَلَقَ اللَهُ أَفصَحَ الناسِ طَرّاً / في مَكانٍ أَعرابُهُ أَكرادُه
وَأَحَقَّ الغُيوثِ نَفساً بِحَمدٍ / في زَمانٍ كُلُّ النُفوسِ جَرادُه
مِثلَما أَحدَثَ النُبُوَّةَ في العا / لَمِ وَالبَعثَ حينَ شاعَ فَسادُه
زانَتِ اللَيلَ غُرَّةُ القَمَرِ الطا / لِعِ فيهِ وَلَم يَشِنهُ سَوادُه
كَثَرَ الفِكرُ كَيفَ نُهدي كَما أَه / دَت إِلى رَبِّها الرَئيسِ عِبادُه
وَالَّذي عِندَنا مِنَ المالِ وَالخَي / لِ فَمِنهُ هِباتُهُ وَقِيادُه
فَبَعَثنا بِأَربَعينَ مِهاراً / كُلُّ مُهرٍ مَيدانُهُ إِنشادُه
عَدَدٌ عِشتَهُ يَرى الجِسمُ فيهِ / أَرَباً لا يَراهُ فيما يُزادُه
فَاِرتَبِطها فَإِنَّ قَلباً نَماها / مَربَطٌ تَسبِقُ الجِيادَ جِيادُه

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025